العدد العاشر / 2007م  / 1428هـ

       رجوع     أرشيف المجلة     الرئيسية

 

الافتتاحية

بسم الله الرحمن الرحيم

يصدر هذا العدد الجديد من أعداد مجلة رسالة النجف في مقطعٍ من الزمان مشحونٍ بذكرياتٍ راسخةٍ وأحداثٍ جليلة.

أما الذكريات ، فعنوانها شهر تموز ، حيث خاضت قوى الطغيان ، متمثّلة بالولايات المتحدة والأميركية وإسرائيل وحلفائهما من أوروبيين وعرب وغيرهم، حربًا لئيمة على الشيعة في لبنان ، فكانت جراحات بالغة ، وآلام شديدة ... ولكنها كانت في الوقت عينه خيبةَ أملٍ لمشروع الهيمنة ، ونصرًا مُظفّرًا لمشروع الرفض والممانعة ، حقّقه أبناء الأئمة والمهتدون بهداهم.

وأحدث ذلك انقلابًا في شخصية هذه الأمة المُشتّتة التي تداعت عليها الأمم وشذاذ الآفاق من كل حدب وصوب.

فعاد إلى الأحرار الأمل وعاد إلى المستضعفين ثقتهم بأنفسهم وبقدرتهم على التغيير ، وأيقنوا بأن {اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} ، وأن النصر من عند الله.

وأما الأحداث ، فكثيرة متشعّبة ، وأبرزها الاعتداء الثاني على مقام الإمامين العسكريين من قبل التكفيريين الإرهابيين الذي يأتي بعد حوالى عام على الاعتداء الأول .

لقد فشلوا في إشعال فتنةٍ بين أبناء الأمة الواحدة ، فلم يجدوا أمامهم سوى { بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ}، فصبوا فيها جام حقدهم وانتقامهم ، سعيًا في إطفاء نور الإمامة {وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}.

وإذا كان مُحكم القرآن يهتف بـ{قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}، ليت شعري فبأي دستور بعد كتاب الله يهتدون ؟! وبأيّ شريعة بعد شريعة سيد المرسلين محمد (صلى الله عليه وآله) يعملون ؟!

كلا ، {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ}.

لذا وجدت  مجلة رسالة النجف أنه من الجدير أن يتمحور ملف عددها الحالي حول هذين الإمامين العظيمين الإمام علي الهادي (ع) والإمام الحسن العسكري (ع) نزيلي مدينة سامراء ، لتُبرِز جانبًا من عظمة وأهمية دورهما في تاريخ الأمة ، وليطّلع القارئ الكريم على بغية بعض أدعياء الإسلام من اعتدائهم على هذه المقامات الشامخة ، وهل هم من المستكبرين ، أم أنهم يمثلون أداة في أيديهم  يعملون جميعًا في اتجاه واحد ويخدمون غرضًا ومشتركًا ؟!

انتهى

أعلى الصفحة     محتويات العدد العاشر