الافتتاحية

ذكرنا في افتتاحية العدد السابق أننا سنعمد إلى نشر الملف المتعلّق بالإرهاب على حلقتين، وقد تمّ نشر الحلقة الأولى في العدد المذكور، وها نحن نقوم بنشر الحلقة الثانية في عددنا الحالي .

وقد حاولنا في انتخاب المقالات المنضوية تحت عنوان الملف أن نراعي قدر الإمكان جهات الموضوع المختلفة وحيثياته المتعددة، لذا تنوّعت المقالات في عناوينها وفي طرق معالجتها، فكان منها التاريخي، والاجتماعي، والتربوي، والقانوني، والأدبي ... الخ

غير أن أهمية الموضوع، وسعة دائرته، وتشعّب فروعه، أبقى بعض جوانبه المهمة خارج دائرة المعالجة، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر: الإرهاب الفكري، والشروط النفسية للإرهاب، ودور الحضارة في تغذية الإرهاب... الخ، والإحاطة بجميع ذلك يحتاج إلى مجال أوسع يضيق عنه حجم المجلة .

ونحن إذ نواصل مسيرتنا بالتسديد الإلهي أولاً ، وبعطاء أهل الفكر وحَمَلة راية الكلمة ثانيًا ، فإننا نقف اليوم بكل حزن وخشوع أمام غياب أحد روّاد هذه المسيرة ، والذي كان لقلمه الفذّ مساهمات قيّمة وجليلة ذات أثر بالغ ونفع مشهود في ميادين الفكر والعقيدة ، سواء على مستوى مجلتنا هذه ، أو على المستوى الثقافي العام .

إنه الباحث المفكر والشاعر الأديب الدكتور محمد كامل الشيخ سليمان آل سليمان ، صاحب الخُلق الرفيع والإنسان الإنسان بكل ما للكلمة من معنى .

لقد رحل رحمه الله إلى جوار ربّه محدثًا برحيله ثلمة لا يسدّها شيء ، وفراغًا لا يملؤه سواه . وعزاؤنا في كل ذلك أنه مضى طاهر القلب نقي الثوب، مخلفًا ذرية صالحة أحسن تربيتها ، وآثارًا سامية يُنتفع بها . فإذا كان قد غاب عنّا رحمه الله بوجوده المادي ، فإن حضوره المعنوي باقٍ مستمر ، ببقاء أبحاثه وكتبه  ومؤلفاته ، والتي اتسعت دائرتها وتنوّعت مشاربها.

فله -رحمه الله- ديوان شعريّ مطبوع ، وقصائد عديدة مخطوطة لم تطبع بعد ، وله أيضًا كتاب [الأيديولوجية الشيعية في شعر السيد حيدر الحلي] ، كما قام بترجمة كتاب [الدعاء] عن الفرنسية "لألكسيس كاريل" صاحب كتاب [الإنسان ذلك المجهول] . هذا إضافة إلى أبحاث ودراسات متنوعة نشرت على صفحات دوريات مختلفة.

وأخيرًا نتوجه باسم أسرة  التحرير ، وباسم الكُتّاب الأفاضل ، وباسم القرّاء الكرام ، إلى آل الفقيد بأحرّ التعازي ، سائلين المولى عزّ اسمه أن يتغمّده بواسع رحمته وأن يلهم ذويه الصبر ويجزل لهم الأجر.