السنة الرابعة / العدد الثالث عشر/ آب 2008 - شعبان 1429هـ

       رجوع     أرشيف المجلة     الرئيسية

 

العلاّمة الشيخ محمد جواد البلاغي

الشيخ أمين ترمس

في كل زمن يقيّض الله تعالى من يدافع عن دينه وينصر نبيه (صلى الله عليه وآله) ويذود عن الحق وأهله، بأساليب متعددة، وطرق مختلفة، فمنهم من دافع بالسلاح وجاهد وقدّم دمه في سبيل الله تعالى، ومنهم من قدّم ماله وما يملكه لنصرة الحق، وهناك فئة أخرى قارعت الباطل، وكشفت زيغه، وفضحت أكاذيبه من خلال الفكر والعقل، بالأدلة القاطعة، والبراهين الساطعة، والحجج الدامغة، فكان جهاد هذه الجماعة أعظم وأشدّ على المعادين للإسلام والحق من ضرب السيوف وطعن الرماح، ومن هؤلاء العلماء العظماء الذين برزوا واشتهروا في دفاعهم عن الحق العلامة محمد جواد البلاغي.

اسمه ونسبه

وهو الشيخ محمد جواد ابن الشيخ حسن بن طالب البلاغي الربعي النجفي، فهو ينحدر من أسرة عريقة، بل من أعرق الأسر العراقية، وقبيلته (ربيعة) من القبائل العربية التي لها أمجادها في الجاهلية والإسلام.

مولده ونشأته

ولد (رحمه الله) في النجف الأشرف في شهر رجب سنة 1282هـ في محلة تعرف (بالبراق) ونشأ في جوار مرقد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في بيت من البيوت المعروفة بالعلم والفضل، والمشهورة بالتقوى والصلاح، وقد رعاه والده العلامة الشيخ حسن رعاية خاصة، فأدخله إلى حلقات الدروس العلمية -سواء منها الدينية والأدبية- منذ نعومة أظفاره، ففتح عينيه على الكتاب والقلم، والعلم والمعرفة، كما هي سيرة آبائه وأجداده رحمهم الله، فدرس المقدمات على أعلام النجف وفضلائها إلى أن برع بين أقرانه، وتفوّق على زملائه، فبات يشار إليه بالبنان، وأصبح ذكره على كل لسان، ولكن نفسه الرفيعة، وهمته العالية، وطموحه الذي لا يقف عند حدّ، كل ذلك حتّم عليه الخروج من حوزة النجف الأشرف، فيمّم وجهه شطر الكاظمية المقدسة في بغداد سنة 1306 هـ ولازم جوار الإمامين موسى الكاظم ومحمد الجواد (عليهما السلام)، وتعرّف هناك على العلماء والفضلاء، واكتسب جملة وافرة من العلوم والمعارف الإسلامية، هذا بالإضافة إلى ارتباطه بالأسرة العلوية الشريفة من آل الجزائري، وتزوّجِه بابنة السيد موسى الجزائري الكاظمي.

وبعد مضي ست سنوات على تركه النجف هاجه الشوق إلى وطنه وأهله فقفل راجعًا سنة 1312هـ وقد اكتسب علمًا جمًا، ومع ذلك لم تقف همته عند هذا الحدّ، بل تابع في حوزة النجف الأشرف حضوره عند كبار العلماء وأساطين الحوزة العلمية، ونهل من معينهم حتى تجاوز سنّه الأربعين، وفي سنة 1326هـ شدّ رحاله والتحق بالميرزا محمد تقي الشيرازي زعيم ثورة العشرين العراقية ضد الاحتلال الإنكليزي، وكان وقتها مقيمًا في مدينة سامراء بجوار الإمامين الهادي والعسكري (عليهما السلام)، ولازمه مدة عشر سنوات، ونهل من معينه الكثير، وكتب هناك العديد من الكتب والرسائل، وبعد سقوط المدينة بيد الاحتلال الإنكليزي قرّر مغادرتها إلى جهة الكاظمية، وفي تلك الفترة بدأت مرحلة جديدة من تاريخ العراق في ظل الاحتلال، تصدّى خلالها العلامة البلاغي وسائر العلماء الغيارى على الدين والأمة لهمجية الاحتلال، فحضّوا جماهير الأمة على الثورة والجهاد وإخراج المحتل الإنكليزي من بلاد المسلمين، وبعد عدة سنوات أثمرت جهوده وجهاده مع سائر الشرفاء إلى اندحار الاحتلال بصورة مذلّة.

ثم بعد الهزيمة العسكرية لقوى الشر عمدوا -كما هي عادتهم عندما يفشل غزوهم العسكري- إلى غزو من نوع آخر، وهو الغزو الثقافي، فتسلّلوا إلى بلاد المسلمين بمختلف الأدوات وتحت أسماء متعددة ومسمّيات متنوعة.

وأمام هذا الواقع الجديد القديم وما ينطوي عليه من خطورة على مستقبل الأمة الإسلامية، كان لا بد للعلامة البلاغي من الدفاع بسلاح الفكر والعقل والكلمة، فوقف صامدًا كالجبل الراسخ أمام هذه الحملات من الغزو الثقافي، وأخذ يردّ مزاعمهم، ويفنّد أضاليلهم، ويبطل آمالهم، ويحطم أحلامهم، وذلك من خلال تأليف الكتب والرسائل المناسبة لتحقيق هذا الهدف.

مؤلفاته

ترك العلامة البلاغي (رحمه الله) تراثًا ثرًّا في مختلف المجالات العلمية والفكرية، فلم يقتصر في نتاجه الفكري على ما هو السائد في الحوزات العلمية من دراسات فقهية وأصولية وحديثية ونحوها، بل تعدّاها إلى علوم القرآن وخصوصًا علم التفسير، والعلوم الأخرى كالعقائد والتاريخ وعلم الهيئة، وبرز بشكل مميّز في مواجهة ما أثاره جماعة من اليهود والنصارى والفِرَق الضالة من الوهابية والقاديانية والبابية والبهائية والأزلية والملحدين من الماديين وغيرهم([1])، وتصدى بكل قوة إلى حملات التبشير والتضليل التي انتشرت في بلاد المسلمين.

وتميّزت كتاباته بحسن الأسلوب وسلاسته، وعمق البحث وموضوعيته، وسهولة التعبير وسلامته، وجمال عرضه وروعته.

ونستطيع أن نقسّم نتاجه العلمي إلى عدة حقول:

الحقل الأول: في الدراسات الفقهية

 وهو أوسع الحقول وأكثرها تنوعًا، وهذا طبيعي لكونه عمدة الدراسات في الحوزة العلمية، ومن خلاله يستدل على تبحّره في علم الشريعة، واجتهاده فيه:

1- رسالة في التقليد، غير مطبوعة.

2- رسالة في ماء الغسالة، وهي ضمن كتاب (العقود المفصّلة في حلّ المسائل المشكلة)، وهو غير مطبوع بشكل كامل.

3- رسالة في تنجيس المتنجس إذا لوقي برطوبة، وهي ضمن الكتاب المتقدم ذكره، وطبعت.

4- رسالة في ضبط الكرّ، وهي ضمن الكتاب المتقدم.

5- رسالة في المتمّم كرّا، غير مطبوعة.

6- رسالة في حرمة مسّ المصحف على المحدث، وهي ضمن الكتاب المتقدم.

7- رسالة في وضوء الإمامية وصلاتهم وصومهم، طبعت باللغة الإنكليزية.

8- رسالة في اللباس المشكوك، وهي ضمن الكتاب المتقدم، طبعت.

9- رسالة في القبلة وتعيين مواقع البلدان المهمة في العالم من مكة المكرمة بحسب الاختلاف في الطول والعرض، وهي ضمن الكتاب المتقدم.

10- رسالة في صلاة الجمعة لمن سافر بعد الزوال، غير مطبوعة.

11- رسالة في مواقيت الإحرام ومحاذاتها، ومعها خريطة في تعيين المواقيت، وهي ضمن الكتاب المتقدم.

12- رسالة في الخيارات، غير مطبوعة.

13- حاشية على كتاب (المكاسب) للشيخ الأنصاري + من أول البيع إلى بيع الوقف، طبعت.

14- حاشية على كتاب الشفعة من كتاب الجواهر، غير مطبوعة.

15- حاشية على كتاب (العروة الوثقى) غير مطبوعة.

16- رسالة في حرمة حلق اللحية، طبعت.

17- رسالة في حرمة ذبائح أهل الكتاب، وهي ضمن الكتاب المتقدم.

18- رسالة في الرضاع، ضمن الكتاب المتقدم.

19- رسالة أخرى في فتاوى الرضاع وأحكامه على مذهب الإمامية وأئمة المذاهب الأربعة، وهي ضمن الكتاب المتقدم.

20- رسالة في إقرار المريض. وهي ضمن الكتاب المتقدم .

21- رسالة في منجزات المريض، وهي أيضًا ضمن الكتاب المتقدم.

22- أجوبة المسائل الحليّة، غير مطبوعة.

23- أجوبة المسائل التبريزية، في الطلاق وتعدد الزوجات والحجاب وبعض المسائل الأخرى، غير مطبوعة.

24- رسالة في بطلان العول والتعصيب، غير مطبوعة.

25- رسالة في قاعدة (على اليد ما أخذت)، وهي ضمن الكتاب المتقدم ، طبعت.

26- رسالة في (إلزامهم بما ألزموا به أنفسهم) أو في أن من يدين بدينٍ يُلزم بمقتضى نِحلته في مقام الحقوق، وهي أيضًا ضمن الكتاب المتقدم . طبعت.

27- كتاب في أن أغلب ما انفردت به الإمامية يمكن إقامة الدليل عليه من أحاديث مخالفيهم، تمّ منه كتاب الطهارة وكتاب الصلاة، غير مطبوع.

الحقل الثاني: في أصول الفقه

28- رسالة في العلم الإجمالي، وهي ضمن الكتاب المتقدم، طبعت.

29- رسالة في الأوامر والنواهي، غير مطبوعة.

الحقل الثالث: في علوم القرآن

30- كتاب آلاء الرحمن في تفسير القرآن، لم يمهله الأجل لإتمامه، فوصل فيه إلى نهاية آية الوضوء من سورة المائدة، وكتب في هذا الخصوص إلى السيد محسن الأمين العاملي يقول:

"... مولاي منذ سنتين شرعت في تفسير للقرآن الكريم، وقريبًا -إن شاء الله- يتم طبع الجزء الأول منه... وأسألكم الدعاء بالتوفيق والتيسير والتسديد، والذي يعيقني عن سرعة السير في التفسير هو ضعف مزاجي بشدة، وكثرة الأمراض، مع انفرادي بتتبع حديث العامة والتسويد والتبييض والتصحيح وكتابة المكاتيب ومباشرتي لأمور التعيّش، ذكرت ذلك رجاءً لإمدادي بالدعاء، وإنشاء الله أول ما يتم تغليف الجزء الأول يقدم لحضرتك منه نسخة، أرجو الغض عما فيها والله الميسر، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته في 28 محرم سنة 1352هـ".

ثم كتب له ثانية بتاريخ 9 شعبان 1352 هـ، أي قبل وفاته بعدة أيام يقول:

"إلى حضرة سيدنا ومولانا العلامة الأجل حجة الإسلام دام ظله وأدام الله به عزّ الدين، ومجد الشريعة، وبهجة العلم، بحرمة سيد المرسلين وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين، مولاي... كنت أحبّ أن أعرف رأيك في التفسير (آلاء الرحمن) وهل يعدّ في التفاسير أو لا؟ وقد وعدت بالأمر... أسأل الله أن لا يكون قد صدّك عن وعدك سقوط الكتاب من نظرك، مولاي أقدمت على كتابته راجيًا من الله أن ينبّه الأمة من غفلاتها فيكتبوا خيرًا منه..."([2]).

وقد طبع هذا التفسير أكثر من مرة في جزئين.

31- الوجيز في معرفة الكتاب العزيز، وكان قد كتبه مقدمة لتفسير آلاء الرحمن المتقدم ذكره، وقد ضمّنه أربعة فصول:

الأول: في إعجازه.

الثاني: في جمع القرآن في مصحف واحد.

الثالث: في قراءته.

الرابع: في تفسيره.

وطبع تارة مع التفسير، وأخرى بشكل مستقل.

32- رسالة في تكذيب رواية التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري (عليه السلام)، طبعت.

الحقل الرابع: في العقائد والردود ومواضيع أخرى

33- الهدى إلى دين المصطفى، ردّ فيه على بعض النصارى ما افتراه من أباطيل، وفنّد مفترياتهم، طبع أكثر من مرة في مجلدين.

34- الرحلة المدرسية والمدرسة السيارة، وهي مناقشة علمية هادئة وموضوعية مع أهل الكتاب في عقائدهم وكتبهم المقدسة، وقد سلّط الضوء فيها على التناقضات التي وقعت فيها هذه الكتب، وفي أثناء مناقشتهم تعرّض لآراء الفلاسفة والماديين، ومذاهبهم ومعتقداتهم الباطلة، وقد طبع أكثر من مرة في ثلاثة أجزاء، كما ترجم إلى اللغة الفارسية وطبع.

35- أعاجيب الأكاذيب، ردّ فيه على أربعة كتب من نسيج المبشرين:

أ- كتاب الهداية.

ب- كتاب هاشم العربي.

ج- كتاب رحلة الغريب ابن العجيب.

د- كتاب ثمرة الأماني.

وقد ردّ فيه على أكثر من ثلاثين افتراءًا وتزويرًا، وهو مطبوع وقد ترجم إلى اللغة الفارسية، وطبع أيضًا.

36- البلاغ المبين، اتّبع فيه أسلوبًا جديدًا من البحث العلمي يحاكي الأساليب القصصية، وهذا الأسلوب في ذلك العصر لم يكن معروفًا، سعى من خلاله لإيصال مفهوم العبودية لله تعالى والغاية من خلق البشر والمسؤوليات المترتبة عليهم، وهو بطريقة الحوار بين شخصين جمعتهما الصدفة في سفر، رمز للأول باسم (عبد الله) وللثاني باسم (رمزي)، وهو مطبوع.

37- التوحيد والتثليث، ردّ فيه على ما يدعيه النصارى، وهو مطبوع.

38- رسالة في الرد على كتاب (ينابيع الإسلام).

39- داعي الإسلام وداعي النصارى.

40- رسالة في الردّ على جرجيس، سائل في الإسلام.

41- كتاب المسيح والأناجيل.

وهذه الكتب الأربعة ردّ فيها على النصارى، ولم يطبع منها إلا الأخير فقط.

42- عمانوئيل، في المحاكمة مع بني إسرائيل.

43- رسالة في الردّ على كتاب (تعاليم العلماء) غير مطبوعة.

44- نور الهدى، في ردّ شبهات وردت من لبنان، وهو مطبوع.

45- أنوار الهدى، ردّ فيه على الطبيعيين والماديين، وفنّد شبهاتهم الإلحادية، طبع أكثر من مرة، وترجم إلى اللغة الأوردية وطبع أيضًا.

46- داروين وأصحابه، مطبوع.

47- نسمات الهدى ونفحات المهدي يردّ فيه على مقالة كتبها الدكتور زكي نجيب محمود المصري، نشرت في العدد 96 من مجلة السياسة المصرية، والتي طعن فيها بعقائد الشيعة الإمامية كالاعتقاد بالإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف)، وسرداب الغيبة، ونهضة الإمام الحسين (عليه السلام) بوجه الحاكم الظالم، والإمامة عند الشيعة، وعبد الله بن سبأ، وغير ذلك، وهو مطبوع.

48- رسالة في الرد على الوهابية، أو الوهابية وأصول الاعتقاد، وقد طبعت مرة بالاسم الأول، وأخرى بالاسم الثاني، وهي نفسها، وقد صرّح المحقق لها بأن الاسم الثاني هو من وضعه، كون الرسالة -حسب قوله- ليس لها اسم في الأصل.

وأما موضوع الرسالة كما هو ظاهر من اسمها، فهو رد المؤلف (قدس سره) على ما نشر في بعض الصحف السعودية من أضاليل وافتراءات.

49- دعوى الهدى إلى الورع في الأفعال والفتوى، ردّ فيه على الوهابية وأبطل ما زعموه من أدلة على وجوب هدم قبور الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) وسائر الأولياء في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، وخصوصًا البقيع، وهو مطبوع.

50- مصابيح الهدى، أو المصابيح في بعض من أبدع في الدين في القرن الثالث عشر، وهو ردّ على القاديانية والبابية والبهائية والأزلية، وقد طبع بعضه.

51- نصائح الهدى، أو نصائح الهدى والدين إلى من كان مسلمًا وصار بابيًا، وقد يطلق عليه (البابية والبهائية) وهو ردّ على هاتين الجماعتين، وهو مطبوع، وقد ترجم إلى اللغة الفارسية، وطبع أيضًا.

52- الشهاب، ردّ فيه على كتاب (حياة المسيح) للقاديانية، وهو غير مطبوع.

53- إلزام المتديّن بأحكام دينه، لم يطبع.

54- أجوبة المسائل البغدادية في أصول الدين، مطبوعة.

55- رسالة في مسألة البَدَاء، مطبوعة.

56- رسالة في عدم تزويج أم كلثوم بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام)... لم تطبع.

وأسأل الله تعالى أن يقيّض من يجمع هذه الكتب والرسائل ويطبعها وينشرها خدمة للحق والحقيقة، ويكون قد أسدى خدمة لهذا الدين لا تقدّر.

يتبع =

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) بعض الفِرَق الضالة:

وهنا لا بأس بتعريف مختصر بهذه الفرق المنحرفة والضالة:

الوهابية: نسبة إلى محمد بن عبد الوهاب النجدي، ولد سنة 1115هـ/1703م، ومات سنة 1206هـ/1792م، وهي فرقة ظهرت في "نجد" من بلاد الحجاز، ولهم فهم خاطئ للتوحيد، وعاملوا المسلمين معاملة سيئة جدًا أثناء حكمهم، وأباحوا الأموال والدماء، وفتكوا بهم بلا أيّ رادع أو وازع.

القاديانية: أو الأحمدية: نسبة إلى الميرزا غلام أحمد بن مرتضى القادياني، ولد في قرية "قاديان" في إقليم البنجاب الهندي سنة 1251هـ/1835م، ومات سنة 1326هـ/1908م، وفي بداية الأمر كانت دعوة هذه الفرقة منسجمة مع الخط الإسلامي العام، ولكنها انحرفت فيما بعد واعتقدت بأمور خارجة عن الدين الإسلامي، كموت المسيح (عليه السلام) ودفنه ، كما أن مؤسس هذه الفرقة ادعى لاحقًا أنه نبي ورسول وما شابه ذلك من الأباطيل.

البابية: أسسها الميرزا علي محمد بن رضا البزاز الشيرازي، ولد سنة 1235هـ/1819م، وأعدم في تبريز سنة 1265هـ، وأعلن دعوته سنة 1863م، وكان يدعي أنه هو الباب إلى الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) أي هو بمنزلة السفير والواسطة بين الناس وإمامهم. وعند أصحاب هذه الفرقة كتاب "البيان" يزعمون أنه هو في عهد موسى (عليه السلام) التوراة، وفي عهد عيسى (عليه السلام) الإنجيل، وفي زمن رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله) القرآن، وفي عصر الميرزا علي "البيان"، وغير ذلك من الأكاذيب المكشوفة.

البهائية: نسبة إلى مؤسسها الميرزا حسين على نوري المازندراني، المدعو "ميرزا بُزُرك"، والملقّب بـ"البهاء" (1233هـ/1817م -1309هـ/1892م)، وأعلن دعوته سنة 1844م/1260هـ، وهو يدّعي أنه الخليفة بعد أستاذه الميرزا علي محمد الشيرازي، وقد تفوّق التلميذ على أستاذه في الكذب وفي خداع بسطاء الناس، وجاهر بالكثير من الكفر، والانحراف عن جادّة الصواب حتى افتضح أمره، ولديه كتاب اسمه (الأقدس) يطفح بالهذيان، وكأنه يخاطب فيه الجن والشياطين.

الأزلية: نسبة إلى مؤسسها الميرزا يحيى، أخو حسين علي المتقدم مؤسس البهائية، وقد تنازع مع أخيه على منصب الخليفة بعد الشيرازي الباب، وكفّر كل منهما الآخر، وانقسموا على أثرها إلى البهائية والأزلية، لأن الميرزا يحيى كان يلقب (بصبح الأزل) ولديه كتاب اسمه (ألواح) وهو منحرف العقيدة كأخيه وكتابه ككتاب أخيه لا يعادل قيمة الورق الذي كتب عليه.

([2]) أعيان الشيعة ج4 ص261.

 

أعلى الصفحة     محتويات العدد الثالث عشر