السنة الرابعة / العدد الرابع عشر/ كانون أول 2008 - ذو الحجة 1429هـ

       رجوع     أرشيف المجلة     الرئيسية

 

تتمة مقال = السفارة في زمن الغيبة الصغرى

السفير الثاني

هو محمد بن عثمان بن سعيد العمري، يكنى بأبي جعفر، ويلقب بالخلاني(28).

نصّ والده السفير الأول على سفارته بأمر من الإمام (عجل الله فرجه)، كما نص على سفارته الإمام العسكري (عليه السلام) كما تقدم (29).

وقد أكد الإمام (عجل الله فرجه) ذلك في كتاب التعزية إليه بوالده، كما تقدم في الكتاب الذي رواه الحميري، وحدّث محمد بن إبراهيم بن مهزيار الأهوازي، قال: خرج توقيع من الناحية المقدسة، عن الإمام المهدي (عليه السلام)، إلى محمد بن عثمان، وفيه: والابن -محمد بن عثمان- وقاه الله لم يزل ثقتنا في حياة الأب رضي الله عنه وأرضاه، ونضَّر الله وجهه، يجري عندنا مجراه، ويسدّ مسده، وعن أمرنا يأمر الابن، وبه يعمل...(30).

وكذا ما جاء في جواب الإمام على أسئلة إسحاق بن يعقوب من توقيعه (عجل الله فرجه): وأمّا محمّد بن عثمان العمري رضي اللّه عنه وعن أبيه من قبل، فإنّه ثقتي، وكتابه كتابي(31).

وعن محمد بن همام، قال: قال لي عبد الله بن جعفر الحميري: لما مضى أبو عمرو رضي الله تعالى عنه، أتتنا الكتب بالخط الذي كنا نُكاتَب به، بإقامة أبي جعفر رضي الله عنه مقامه(32).

وكان رضي الله عنه ثقة العسكري (عليه السلام)، أخبر أبو علي أحمد بن إسحاق، أنه سأل أبا محمد (عليه السلام): من أعامل أو عمن آخذ، وقول من أقبل؟ فقال له: العمري وابنه ثقتان، فما أدّيا إليك عنّي فعنّي يؤديان، وما قالا لك فعنّي يقولان، فاسمع لهما وأطعمها، فإنهما الثقتان المأمونان(33).

وقد كان لأبي جعفر كتب فقهية مما سمعه من الإمام العسكري (عليه السلام)، وما سمعه والده من العسكريين (عليهما السلام)، منها كتاب الأشربة، وقد ذكرت ابنته أم كلثوم أن هذه الكتب وصلت بعد والدها إلى الحسين بن روح ثالث سفراء الإمام، ويعتقد أنها انتقلت بعده إلى أبي الحسن السمري السفير الرابع(34).

وقد حفر قبرًا لنفسه، وسوّاه بالسّاج، ونقش آيات من القرآن الكريم وأسماء الأئمة (عليهم السلام) على حواشيه، وكان ينزل فيه كل يوم ويقرأ جزءًا من كتاب الله تعالى ثم يخرج، وذلك بعد أن أخبره الإمام (عجل الله فرجه) بجميع أمره، وأنه سيموت بعد شهرين، وأخبر أصحابه بذلك، فمات في نفس الموعد الذي أخبر عنه(35).

توفي آخر جمادى الأولى سنة 305هـ، كما جاء في رسالة أبي غالب الزراري(36).

فتكون مدة سفارته أربعين سنة من حين استلامه السفارة بعد وفاة والده سنة 265هـ، أعدّ خلالها وكلاء محليين، وكان يشرف على نشاطاتهم، ويدير أُمور الشيعة ويهتم بها، وصدرت تواقيع عديدة من الإمام (عجل الله فرجه) على يديه، ولطول مدة سفارته كان أوسع السفراء تأثيرًا في وسطه الاجتماعي، وأكثرهم توفيقًا في تشرفه بالإمام (عجل الله فرجه)، وتلقّي علوم آل البيت منه.

ودفن في بغداد عند والدته، ومرقده شاخص بالرصافة، في الشارع المؤدي إلى باب الكوفة قديمًا، والآن يقع في "محلة الخلاني" -نسبة إليه وإلى مرقده الطاهر-، وهو أحد المراكز الشيعية في بغداد، واليوم ظهر مرقده على شارع الجمهورية العام، وله حرم مجلّل إلى جانب جامع عامر بالمصلين، أمامه صحن واسع، وفيه مكتبة عامرة ذات كتب قيِّمة، تعرف بمكتبة الخلاني، تأسست سنة 1364ه‍ (37).

السفير الثالث

هو الشيخ أبو القاسم الحسين بن روح النوبختي. بدأ سفارته بعد وفاة السفير الثاني، نصّ عليه السفير الثاني بأمر من الإمام (عجل الله فرجه)، اشتهر بإخلاصه ووثاقته، عمل وكيلاً لدى السفير الثاني، الذي عمد في السنوات الأخيرة من سفارته إلى تكثيف المهمات عليه، بتوجيه من الإمام المهدي (عجل الله فرجه) لإعداده للسفارة وتهيئته لها.

حدّث هبة الله بن محمد، ابن بنت أم كلثوم، بنت أبي جعفر العمري، قالت: حدثتني أم كلثوم بنت أبي جعفر رضي الله عنه، قالت: كان أبو القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه وكيلاً لأبي جعفر رضي الله عنه سنين كثيرة، ينظر له في أملاكه، ويلقى بأسراره الرؤساء من الشيعة، وكان خصيصًا به، حتى أنه كان يحدّثه بما يجري بينه وبين جواريه لقربه منه وأنسه. قالت: وكان يدفع إليه في كل شهر ثلاثين دينارًا رزقًا له، غير ما يصل إليه من الوزراء والرؤساء من الشيعة -مثل آل الفرات وغيرهم- لجاهه ولموضعه وجلالة محله عندهم، فحصّل في أنفس الشيعة محصّلاً جليلاً، لمعرفتهم باختصاص أبي إياه وتوثيقه عندهم، ونشر فضله ودينه وما كان يحتمله من هذا الأمر. فمهدت له الحال في طول حياة أبي، إلى أن انتهت الوصية إليه بالنص عليه، فلم يختلف في أمره ولم يشك فيه أحد إلا جاهل بأمر أبي أولاً، مع ما لست أعلم أن أحدًا من الشيعة شك فيه، وقد سمعت هذا من غير واحد من بني نوبخت رحمهم الله، مثل أبي الحسن بن كبرياء وغيره (38).

وقال أبو علي محمد بن همام: إن أبا جعفر محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه جمعنا قبل موته، وكنا وجوه الشيعة وشيوخها، فقال لنا: إن حدث عليّ حدث الموت فالأمر إلى أبي القاسم الحسين بن روح النوبختي، فقد أُمرت أن أجعله في موضعي بعدي، فارجعوا إليه، وعوّلوا في أُموركم عليه(39).

وأخبر محمد بن علي بن متيل، عن عمه جعفر بن محمد بن متيل، قال: لما حضرت أبا جعفر محمد بن عثمان العمري السمان -رضي الله عنه- الوفاة، كنت جالسًا عند رأسه أسائله وأحدثه، وأبو القاسم الحسين بن روح، فالتفت إليّ ثم قال لي: قد أمرت أن أوصي إلى أبي القاسم الحسين بن روح، قال: فقمت من عند رأسه، وأخذت بيد أبي القاسم وأجلسته في مكاني، وتحولت عند رجليه(40).

وكان جعفر بن أحمد بن متيل صديقًا حميمًا للسفير الثاني، يُكثِر مجالستَه ومعاشَرته، حتى بَلَغ من أمره أنَّ أبا جعفر العمري في أواخر حياته لم يكن يتناول طعامًا إلاّ ما تهيّأ في منزل جعفر بن أحمد، وكان الكثيرون من الشيعة يَتَوقَّعون أن يكون جعفر هو النائب الثالث، لكن اختيار الإمام المهدي (عجل الله فرجه) وقَعَ على الحسين بن روح.

ورغم ذلك، فإنَّ جعفر بن أحمد لم يُغيِّر سُلوكَه مع الحسين بن روح، بل كان بين يديه كما كان بين يدي السفير الثاني، صديقًا وفيًا، يحضر مجلسه، ويُعينُه على أداء مَهامِّه ومسؤوليّاته(41).

وقد سئل جعفر بن متيل عن ذلك، فقيل له: كيف صار هذا الأمر إلى الشيخ أبي قاسم الحسين بن روح دونك؟ فقال: هم أعلم وما اختاروه، ولكن أنا رجل ألقى الخصوم وأُناظرهم، ولو علمت بمكانه كما علم أبو القاسم وضغطتني الحجة لعلي كنت أدُلّ على مكانه، وأما أبو القاسم فلو كان الحجة تحت ذيله وقرض بالمقاريض ما كشف الذيل عنه(42).

كان عند الشيخ الحسين بن روح رضي الله عنه كتاب التأديب، فأرسله إلى علماء قم، وقال لهم: أنظروا في هذا الكتاب، وانظروا فيه شيء يخالفكم؟ فكتبوا إليه: إنه كله صحيح، وما فيه شيء يخالف إلا قوله: في الصاع في الفطرة نصف صاع من طعام، والطعام عندنا مثل الشعير من كل واحد صاع(43).

قال الشيخ الطوسي: كان أبو القاسم رحمه الله من أعقل الناس عند المخالف والموافق، ويستعمل التقية. وقال أبو عبد الله بن غالب: ما رأيت من هو أعقل من الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح(44).

وقد أشار الشيخ في كتاب الغيبة إلى حبسه في زمن المقتدر العباسي، وأنه أنفذ من محبسه في دار المقتدر توقيعًا إلى أبي علي بن همام في ذمّ الشلمغاني في ذي الحجة سنة 312هـ، وخرج من الحبس في مدة يسيرة(45).

وأخيرًا، وبعد أن أمضى في السفارة والوكالة واحدًا وعشرين عامًا، وأثناء مرضه، أخبره الإمام الحجة (عجل الله فرجه) بأنه ميت، وأمره بأن يوصي بالسفارة من بعده للسّمري. فتوفي رضوان الله عليه في 18 شعبان سنة ست وعشرين وثلاث مائة(46)، ودفن ببغداد جانب الرصافة، ومرقده مشهور ومعروف، مشيد عامر، وفوق قبره شباك مجلل، يزدحم عليه الزائرون والمتعبّدون، وتقام فيه الصلوات المفروضة جماعة من بعض علماء الشيعة الإمامية، يقع قبره في (النوبختية)، في الدرب الذي كانت فيه دار علي بن أحمد النوبختي، النافذ إلى التل والدرب الآخر إلى (قنطرة الشوك)، بهذا عرفت قديمًا، كما صرحت به النصوص التأريخية، وفي عصرنا يعرف موضع قبره في (سوق الشورجة) التجاري ببغداد، في زقاق غير نافذ، ويُعد مرقده اليوم من المراكز الشيعية(47).

السفير الرابع

هو الشيخ الجليل علي بن محمد السَّمَري -بتشديد السين وفتحها وفتح الميم يكنى بأبي الحسن، وقيل السيمري والصيمري(48).

تولى السفارة بعد وفاة الحسين بن روح بالنص عليه بأمر من الإمام (عجل الله فرجه) (49) في 18 شعبان سنة 326هـ(50).

حدّث أبو محمد الحسن بن أحمد المكتّب، قال: كنت بمدينة السلام في السنة التي توفي فيها الشيخ أبو الحسن علي بن محمد السمري، فحضرته قبل وفاته بأيام، فأخرج إلى الناس توقيعًا نسخته:

بسم الله الرحمن الرحيم: يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجر إخوانك فيك، فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام، فاجمع أمرك، ولا توصِ إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامة، فلا ظهور إلا بعد إذن الله تعالى ذكره، وذلك بعد طول الأمد، وقسوة القلوب، وامتلاء الأرض جورًا، وسيأتي من شيعتي من يدّعي المشاهدة، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر(51)، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

قال: فنسخنا هذا التوقيع وخرجنا من عنده، فلما كان اليوم السادس عدنا إليه وهو يجود بنفسه، فقيل له: من وصيك من بعدك؟ فقال: لله أمر هو بالغه، وقضى. فهذا آخر كلام سُمع منه رضي الله عنه وأرضاه، ومضى أبو الحسن السمري رضي الله عنه بعد ذلك في النصف من شعبان سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، فكانت سفارته ثلاث سنوات(52).

وبرحيل السفير الرابع بدأت مرحلة جديدة من التاريخ، وهي الغيبة الكبرى، التي انقطعت فيها السفارة والبابية والنيابة الخاصة، وفيها يكون للفقهاء النيابة عن الإمام (عجل الله فرجه)، وهم الذين تتوفر فيهم شروط النيابة العامة عن إمام العصر والزمان (عجل الله فرجه) التي رويت عن أئمتنا (عليهم السلام)، من قبيل: فأما من كان من الفقهاء صائنًا لنفسه، حافظًا لدينه مخالفًا على هواه، مطيعًا لأمر مولاه، فللعوام أن يقلّدوه، وذلك لا يكون إلا بعض فقهاء الشيعة لا كلهم(53).

ومن قبيل ما جاء في مقبولة عمر بن حنظلة: انظروا إلى من كان منكم قد روى حديثنا، ونظر في حلالنا وحرامنا، وعرف أحكامنا، فارضوا به حكمًا، فإني قد جعلته عليكم حاكمًا، فإذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه فإنما بحكم الله قد استخف، وعلينا رد، والراد علينا الراد على الله، وهو على حد الشرك بالله (54)، فكلّما ظهر شخص تتوفر فيه تلك الشروط والمعايير العامة أصبح نائبًا عن الإمام ومرجعًا للشيعة في أُمور الدين والدنيا في الغيبة الكبرى.

دفن رضوان الله عليه في بغداد، في المكان المعروف قرب قبر الشيخ الكليني، ومرقده لا يزال شامخًا واضحًا للعيان، جنب (مسجد القبلانية)، واقع في سوق السراي -(وكان معروفًا بسوق الهرج)- ببغداد، قرب نهر دجلة، قرب (المستنصرية) في الضفة اليسرى من نهر دجلة، وهو اليوم عامر، وعليه قبة، يزوره المسلمون خصوصًا وفود الشيعة الإمامية، فهو يعتبر من مراكز الشيعة المهمة في بغداد(55).

دعوى السفارة في الغيبة الصغرى

بما أن مقام السفارة مقام عظيم ومهم، فلذا ادّعاه جماعة كذبًا وزورًا، وقد عقد الشيخ في كتابه الغيبة بابًا في (ذكر المذمومين الذين ادّعوا البابية والسفارة كذبا وافتراء لعنهم الله) وعدّ منهم:

1- الحسن الشريعي: وهو أول من ادعى مقامًا لم يجعله الله فيه، ولم يكن أهلاً له، وكذب على الله وعلى حججه (عليهم السلام)، ونسب إليهم ما لا يليق بهم، وما هم منه براء، وظهر منه القول بالكفر والإلحاد، فلعنته الشيعة وتبرأت منه، وخرج توقيع الإمام (عليه السلام) بلعنه والبراءة منه.

2- محمد بن نصير النميري: ادعى مقام أبي جعفر محمد بن عثمان، وأنه الباب، وادعى أنه رسول نبي، وأن علي بن محمد (عليه السلام) أرسله، وكان يقول بالتناسخ، ويغلو في أبي الحسن (عليه السلام)، ويقول فيه بالربوبية، ويقول بالإباحة للمحارم، وتحليل نكاح الرجال بعضهم بعضًا، وأن الله عز وجل لا يحرّم شيئًا من ذلك، وادعى ذلك الأمر بعد الشريعي، وقد فضحه الله تعالى بما ظهر منه من الإلحاد والجهل، ولعن أبي جعفر محمد بن عثمان له، وتبريه منه، واحتجابه عنه.

3- أحمد بن هلال الكرخي: قال جماعة من الشيعة له: ألا تقبل أمر أبي جعفر محمد بن عثمان وترجع إليه وقد نص عليه الإمام المفترض الطاعة؟ فقال لهم: لم أسمعه ينص عليه بالوكالة، وليس أنكر أباه -يعني عثمان بن سعيد- فأما أن أقطع أن أبا جعفر وكيل صاحب الزمان فلا أجسر عليه، فقالوا: قد سمعه غيرك، فقال: أنتم وما سمعتم، ووقف على أبي جعفر، فلعنوه وتبرؤا منه، ثم ظهر التوقيع على يد أبي القاسم بن روح بلعنه والبراءة منه في جملة من لعن.

4- أبو طاهر محمد بن علي بن بلال: أمره الإمام (عجل الله فرجه) بأن يوصل ما عنده من مال إلى السفير الثاني، لكنه امتنع من ذلك، وادعى السفارة، وأنه وكيل الإمام، وقد خرج اللعن بحقه، وتبرأت منه الجماعة ولعنته.

5- الحسين بن منصور الحلاج: ادعى البابية والوكالة، وأراد أن يلبس الأمر على أبي سهل إسماعيل بن علي النوبختي، وكان لأبي سهل منزلة عند الناس لمحلّه من العلم والأدب، فاستدعاه وراسله بعنوان أنه وكيل للإمام، وقال له: إني مأمور من قبل الإمام بمراسلتك، وظن أن الأمر ينطلي عليه، فطلب منه أبو سهل طلبًا يسيرًا على سفراء الإمام: أريد أن تغنيني عن الخضاب وتكفيني مؤنته، وتجعل لحيتي سوداء، لأني أحب الجواري والشيب يبعدني عنهن، وأنا بعد ذلك طوع يديك، فانكشف أمره، وصار أُحدوثة للصغير والكبير.

6- محمد بن علي بن أبي العزاقر الشلمغاني: كان من الفقهاء، وهو صاحب كتاب التكليف الذي كان منتشرًا بين الناس، فطلبه السفير الثالث ليرى ما فيه، فجاؤوا به، فقرأه من أوله إلى آخره، فقال: ما فيه شيء إلا وقد روي عن الأئمة إلا موضعين أو ثلاثة، فإنه كذب عليهم في روايتها لعنه الله.

كان له مقالات فاسدة، قال الشيخ في كتابه الغيبة: له حكايات قبيحة وأمور فظيعة نُنزّه كتابنا عن ذكرها، ذكرها ابن نوح وغيره، وقد أمر الشيخ أبو القاسم الحسين بن روح بلعن أبي جعفر الشلمغاني، والبراءة منه وممن يتولاه ورضي بقوله أو كلّمه فضلاً عن موالاته. ثم ظهر التوقيع من صاحب الزمان (عجل الله فرجه) بلعن أبي جعفر محمد بن علي الشلمغاني والبراءة منه وممن تابعه وشايعه ورضي بقوله وأقام على تولّيه بعد المعرفة بهذا التوقيع(56).

يتبع =

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش

(28) قال بعض فضلاء الكرخ والزوراء: أنه لقب بالخلاني نسبة إلى بيعه الخل، حيث كان يكتسب به تسترا بالكسب عن ضغط بعض المتعصبين من أهل الخلاف، كما كان والده عثمان بن سعيد يبيع السمن حتى عرف بالسمان، وقيل: إن من حلمه وورعه وعقليّته الجبارة، ووداعته وصفائه، وكان لا يحمل حقدًا على أحد قط فهو خل لكل إنسان، وصاحب وصديق، فاشتهر عند الناس بالخلاني (الكشكول المبوب الحاج حسين الشاكري، ص 92 ).

(29) الغيبة، الشيخ الطوسي، 356.

(30) المصدر السابق، 362.

(31) إعلام الورى بأعلام الهدى، الشيخ الطبرسي 2/ 271.

(32) الغيبة، الشيخ الطوسي، 362.

(33) الكافي الشيخ الكليني: 1/330.

(34) تاريخ الغيبة الصغرى، السيد محمد الصدر، 404، 405 ط2، دار التعارف بيروت .

(35) المصدر السابق، 405.

(36) تهذيب المقال في تنقيح رجال النجاشي، السيد الأبطحي: 2/400، ط1، النجف الأشرف .

(37) الكشكول المبوب الحاج حسين الشاكري، ص 91 .

(38) الغيبة، الشيخ الطوسي، 372.

(39) المصدر السابق، ص371 .

(40) كمال الدين وتمام النعمة، الشيخ الصدوق، 503 .

(41) الغيبة، الشيخ الطوسي، 370.

(42) المصدر السابق، ص391 .

(43) المصدر السابق.

(44) المصدر السابق، 384 .

(45) المصدر السابق، ص391، ذكر الدكتور جاسم حسين في كتابه تاريخ سياسى غيبت إمام دوازدهم (التاريخ السياسي لغيبة الإمام الثاني عشر)، ص199 انه بقي في السجن لمدة خمس سنوات حتى سنة 317 هـ وهو يتنافى مع ما ذكره الشيخ الطوسي .

(46) هامش علل الشرائع، الشيخ الصدوق، 1، 5.

(47) ببغداد (الكشكول المبوب الحاج حسين الشاكري، ص 95)

(48) أيضًا: تاريخ الغيبة الصغرى، السيد محمد الصدر، 412.

(49) جامع الرواة، الشيخ محمد علي الأردبيلي ج2، 468، ط1، 1403 هـ، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي - قم .

(50) هامش علل الشرائع، الشيخ الصدوق، 1، 5.

(51) ظاهر المكاتبة أن من يدعي المشاهدة في الغيبة الكبرى قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذّاب مفتر، وهو ينافي ما نقل عن بعض الأجلاء من التشرّف ومشاهدة الإمام (عجل الله فرجه)، بل استفاضت الأخبار وتظافرت الآثار عن جمع كثير من الثقات الأبرار من المتقدمين والمتأخرين ممن رأوه وشاهدوه (عليه السلام) في الغيبة الكبرى، وقد عقد لها المحدثون في كتبهم أبوابا على حدة، وسيما العلامة المجلسي رضي الله عنه في البحار ( أول ج52 ص1-90 ) لئلا ينافي سائر الأخبار، فلا بد من بيان المراد من ادعاء المشاهدة في المكاتبة، وقد ذُكر في ذلك وجوه نكتفي منها بما ذكره أغلب من تعرض للمسألة وهو: أنه لعله محمول على من يدعي المشاهدة مع النيابة وإيصال الأخبار من جانبه (عليه السلام) إلى الشيعة على مثال السفراء، لئلا ينافي الأخبار التي ذكرت من رآه (عليه السلام) (بقرينة المقام لأنه خطاب للسفير الرابع؛ بحار الأنوار: 52/151، و53/319). ومن أراد الاطلاع على بقية الوجوه فليراجع بحار الأنوار: 53/319-324).

(52) كمال الدين وتمام النعمة، الشيخ الصدوق، 516؛ والغيبة، الشيخ الطوسي، 395.

(53) وسائل الشيعة (آل البيت)، الحر العاملي 27، 131.

(54) الكافي الشيخ الكليني: 7/412.

(55) الكشكول المبوب، الحاج حسين الشاكري، ص 98.

(56) الغيبة، الشيخ الطوسي، 397-406.

أعلى الصفحة     محتويات العدد الرابع عشر