يا
أيّها النّاس إنّ الأمّ واحدة
وخالق الكلّ ربّ واحدٌ أحد
ما بالنا وسبيل الرشد واحدة
أنترك الحقّ تقليدًا لمن سلكوا
ونقتفي مسلك الغاوين نتبعهم
قد كان ألجأ أباءًً لكم سلفوا
فتابعوا القوم خوفًا من غوائلهم
وقد أتاكم زمان الأمن فانقشعت
فحكّموا العقل والبرهان فارتجعوا
فالحقّ كالشّمس لا يخفى على نظر
قلّدتم في أمور الدين قادتكم
أنّى يقاد أخو عقل وقائده
إن كان ما أسّس الآباءُ يمنعكم
فذاك ضد لما تهوى نفوسكم
فما قنعتم من الدنيا بما لبسوا
سمّيتم العصر عصر النور تسمية
إن كان ذا العصرُ نورًًا يستضاء به
إنّ الجنون فنون في الورى كثرت
فكم ترى في عباد الله من بِدع
قوم يقولون إنّ الكون ذو قدم
وهذه الشمس تُبدي عكس ما زعموا
تبدو الغزالة()
في صبح فإن غربت
إنّ الحدوث بجزء الشيء ينبئنا
فالكون كُلٌّ من الأجزاء مجتمع
وذا يقول بأنّ الكون موجده
إنّ الطبيعة بنت الكون تتبعه
ألا ترون بأنّ الطبع مكتسب
وذاك ينحت من أحجاره صنمًا
وذا يقول بأنّ الخير موجده
وذا يقول بأن الروح قد خرجت
وأعجبُ الكلّ من قالوا له ولد
وذلك الابن عين الأبِّ متصل
والفصل للوصل ضدٌ ليس يقبله
إنّي لأعجب من قوم عقولهم
لم لا يميل إلى التحقيق عاقلهم
قد قلّدوا الأهل والآباء واعتمدوا
وأثبتوا الصلب للباري بزعمهم
تنزّه الله عن هذا المقال فما
أيُصلب الربّ للأوزار يحملها
فكلّ ذنب جناه العبد يحمله
ولست أدري أهذا الربّ خصّصهم
أم عمّم الخلق فاديهم برحمته
فإن يكن خصّص الأتباع حاف به
وإن يكن عمّم الخاطين قاطبة
|
|
ووالد
الكلّ يا إخواننا رجل
والكلُّ منّا على جدواه يتّكل
نبغي التّفرق في الدنيا ونقتتل
سبُلَ الضلال كأنّا خلفهم هَمَل
على الضلال وقد ضاءت لنا السبل
أهلُ السيوف ومن كانت لهم دول
والأمر يحدث والأيام تنتقل
تلك الغيوم وزالت عنكم العلل
إلى الصواب فنهج الحقّ معتدل
فكيف يخفى إذا لم تمرض المقل
قد ضلّ طير على الغربان يتكل
من الخيانة والإضلال محتمل
من القبول لما عنه قد اعتزلوا
من التباعد عمّا أهلُكم قبلوا
ولا قنعتم من الدنيا بما أكلوا
تُدمي العيون ومنها القلب يشتعل
فوحّدوا الدين دين الله واعتدلوا
عنه المذاهب والأديان والملل
ولم يكن في ذراري آدمٍٍٍ نحل
لا بدء فيه و لا ينتابه حول
كآية الليل تعطي ضد ما نقلوا
جاء الظلام وثوب الليل منسدل
إنّ الحدوث على ذا الكلّ مشتمل
وكلّ جزء به التغيير متصل
طبيعة فيه ليست عنه تنفصل
والبنت لا تنتج الآباء لو عقلوا
من ذي الطبيعة يا من مسّهم خبل
ينحو إليه فيدعوه ويبتهل
ربّ عن الشرّ ممنوع ومنعزل
من الفقيد إلى ذيّاك تنتقل
يفدي الأنام ويعطيهم إذا سألوا
في ذاته من طريق وهو منفصل
صافي العقول فكيف القوم قد قبلوا
أرقى العقول بدنياهم إذا اشتغلوا
فيعرف الحق كي يعطيه من جهلوا
على الرجال وحكم العقل قد عزلوا
ليغفر الذنب ممن قبلهم فعلوا
هذي العقيدة إلا العار والدخل
عن العباد إذًا فليكثر الزلل
ربّ العباد فلا خوف ولا وجل
بحمله الذنب عنهم وانقضى الأجل
ففاز فيها أَخِيرُ الناس والأُوَل
وصف البخيل وما من شأنه البخل
تشاكل الناس من جاروا ومن عدلوا
|