السنة السادسة / العدد الثامن عشر/ كانون أول 2010 - محرم : 1432هـ

       رجوع     أرشيف المجلة     الرئيسية

 

الافتتاحية

التحرير

 

بسم الله الرحمن الرحيم

يصدر هذا العدد من مجلة رسالة النجف ونحن  نعيش في أجواء عاشوراء، أجواء المواقف الشامخة والقيم العظيمة.

تتوالى السنون وتتعاقب الأجيال وتبقى عاشوراء مدرسة لا تنفد دروسها، فهي منارة خالدة تضيء الدروب لكل جيل فاتحة عينيه على مواطن الحق، ومحرّكة إرادته لاجتراح المعجزات.

ولما كان المجال لا يتسّع للإفاضة في حديث عاشوراء، رأيت من الخير أن أكتفي بإيراد كلمة رائعة ختم بها المرحوم الشيخ عبد الله العلايلي كتابه "الإمام الحسين"، فهي تغنينا عن الكثير من الكلام. قال رحمه الله:

((مرّ نسر يحلّق فوق الآكام، فتكنّفته بُغاث النسور من كل مكان...

تُهيب به أن لا يمضي بعيدًا، فهناك صقور تعيث فسادًا وتبثّ رعبًا.

ولكن النسر.. شدّ جفنيه طويلاً، كأنه لا يصدق أن هذه لغة نسر...

على أنه مضى وهو يقول: إن النسر شيء في المعنى وليس شيئًا في الشكل...

فإذا استحال المعنى شكلاً فقط، فهناك مسوخ لا نسور!...

وانطلق يهوي غير مبال بما سوف يعترضه.

وما هو حتى واكبته جماعة الصقور، فنال منها كثيرًا ونالت منه مقتلاً...

على أنه كان مغتبطًا أيضًا فقد همس في أنفاس المحتضر... سوف يظل في الأجيال أنه هنا يرقد نسر وجد حقيقته...

وهناك تحيا نسور فقدت حقيقتها...

إنني أقضي ويبقى في ضمير الوجود: أن اقتحام الطريقة، دائما في الإمكان...)).

التحرير

أعلى الصفحة     محتويات العدد الثامن عشر