السنة السابعة / العدد التاسع عشر/ حزيران 2011 - رجب : 1432هـ

      رجوع     أرشيف المجلة     الرئيسية

 

متى بدأت خدمات الفرس للإسلام؟(*)

الشيخ مرتضى مطهري

 

مقدمة

بدأت العلاقة بين الإيرانيين والدين الإسلامي من حين ظهوره وقبل أن يأتي إلى إيران -على يد المجاهدين المسلمين-، أسلم أبناء الفرس المقيمون في اليمن واستسلموا لأحكام القرآن طوعًا ورغبة ([1])، وسعوا في سبيل نشر الشريعة الإسلامية بملء قلوبهم وأفئدتهم، وحتى ضحّى الكثير منهم بروحه في قتال المرتدين والمعاندين لهذا الدّين.

إن موضوع خدمات الفرس في سبيل نشر الإسلام بحاجة إلى تحقيق طويل، وعلى كل محقّق وخبير في المعارف الإسلامية أن يحقّق في ما يتخصّص هو فيه من هذا الموضوع.

إن تاريخ الفتوحات الإسلامية في شرق العالم وغربه يحكي لنا عن جهاد جماعات من الإيرانيين الذين ضحّوا بأنفسهم في سبيل الإسلام إخلاصًا للعقيدة ودفاعًا عنها ضدّ الأعداء الداخليّين والأجانب.

وإن انتشار الإسلام في الدول الشرقيّة والجنوبيّة الشرقيّة كشبه القارة الهنديّة وباكستان وكشمير وبنغلادش والبنغال وتركيّة والبلغار والقفقاز وطاكستان وطاشقند والأفغان والصين والتبت وماليزيا وأندونيسيا وجزر المحيط الهندي، كلّ ذلك من آثار النشاط الإسلامي للإيرانيين الذين حملوا الإسلام معهم عن طريق التجارة والبحارة إلى أقصى نقاط آسيا، وعرّفوا الأمم بالإسلام إرشادًا وتبليغًا.

وإن لمسلمي إيران حظًا كبيرًا في نشر الإسلام في الدول الإفريقيّة الغربيّة والشماليّة، وفي القارة الأوروبيّة وآسيا الصغرى.

فبعد أن قام الخراسانيّون وأهالي النواحي الشرقيّة من إيران ضد الخلافة الأمويّة فأسقطوا حكومتهم التي كانت تحكم المسلمين باسم الإسلام فحسب، وجلس العباسيّون على كرسي الخلافة الإسلاميّة، تقلّد الفرس -وعلى الأخص الخراسانيّون منهم- أكثر المناصب السياسيّة الدوليّة والعسكريّة في الدولة الإسلاميّة في الشرق والغرب.

والمأمون حين رجع إلى العراق من مرو خراسان استصحب معه جماعات من أعيان خراسان فأسكنهم معه في بغداد، وحيث كان متألمًا مما عاملته به عائلته العباسيّة عزم على نصب هؤلاء في المناصب الحكوميّة، ولهذا بعث من أعيان خراسان وسائر نواحي إيران إلى نواحي مصر وأفريقيا الشماليّة، ليستقروا هناك فيسدّوا منافذ الطرق على المخالفين، لا سيّما حيث كانت الدولة الأمويّة الثانيّة قائمة في الأندلس، إذ كان العباسيّون قلقين من قبل هؤلاء، يحاولون أن يوصدوا سبل النفوذ عليهم.

وإن التحقيق في هذا الأسر المهاجرة التي كان أكثرها من أهالي مرو ونيشابور وهراة وبلخ وبخارى وفرغانة، يستغرق عدّة مجلدات من الكتب، وقد ذكر بعض كتب التاريخ والتراجم شرحًا مفصلاً عن خدمات الفرس في أفريقيا الشماليّة.

سبب هجرة الفرس إلى اليمن

حين ميلاد الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) كانت تعيش في اليمن وعدن وحضرموت وساحل البحر الأحمر جماعات من الفرس الإيرانيين، وكان الحكم في هذه البقاع بأيديهم من قبل أكاسرة إيران.

ولا بد لنا -قبل الخوض في الموضوع- أن نحقّق في علّة مهاجرة هؤلاء الفرس من إيران وإقامتهم في اليمن وما والاها، كي ندرك الموضوع بصورة أوضح:

ظهرت الحبشة على بلاد اليمن في مُلك قباد أنو شيروان ([2]) وكان سبب ظهورهم أن ملك اليمن في ذلك الزمان: ذو نواس -وهو الملك السابع والثلاثين من ملوك اليمن بعد الطوفان- كان يهوديًا([3])، وقد تنصّر بعض أهالي نجران، فقدم عليه يهودي من نجران وشكا إليه: أن نصارى نجران قتلوا ابنين له ظلمًا، واستنصره عليهم، فحمى ذو نواس لليهودية، فسار إليهم بجنوده من حمير وقبائل اليمن، فجمعهم ثم دعاهم إلى دين اليهودية، فخيّرهم بين القتل والدخول فيها فاختاروا القتل، فجعل يطلب من قال بهذا الدين ويحفر لهم في الأرض حفرة الأخدود، فحرّق بالنار وقتل بالسيف ومثّل بهم كل مثلة، حتى قتل منهم قريبًا من عشرين ألفًا حتى أتى عليهم، وفيه قال الله تعالى {قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ}([4]).

فخرج رجل من نجران حتى قَدِمَ على ملك الحبشة، فأعلمه ما ركبوا منهم، فكتب ملك الحبشة بذلك إلى قيصر، فبعث قيصر إليه بسفنٍ كثيرة يحمل فيها رجاله إلى اليمن. فلما قدمت السفن على النجاشي حمل جيشه فيها من بلاد ناصع والزيلع وهو ساحل الحبشة([5]) عن طريق باب المندب([6]) إلى بلاد غلافقة من ساحل زبيد من أرض اليمن ([7]).

فتظاهر ذو نواس بالاستسلام فقبلوا منه وأبقوا عليه وتفرقوا في اليمن. فكتب ذو نواس إلى كل ناحية بقتل الأحباش فقتلوهم إلا الشريد.

فلما بلغ النجاشي ذلك جهّز إليه أربعة آلاف([8]) عليهم قائدان أرياط وأبرهة، فملك أرياط عدة سنين، ثم قتله أبرهة فتملّك الحكم، ثم تملّك بعده ابنه يكسوم، ولما هلك يكسوم ملك اليمن أخوه مسروق بن أبرهة.

فلما طال البلاء على أهل اليمن، خرج سيف بن ذي يزن -واسمه معدي كرب ابن الفياض أبي مرة- من اليمن يستنجد الملوك. وكان أبوه أبو مرة من أشراف اليمن، وكانت أمه ريحانة ذات جمال، فانتزعها من أبيه الملك أبرهة الأشرم واستنكحها، فولدت له مسروقًا ابنه، ونشأ معدي كرب بن ذي يزن مع أمه ريحانة في حجر أبرهة، وأعلمته أمه أن أباه أبو مرة الفياض، وأنه خرج من اليمن فلحق ببعض ملوك بني المنذر يستشفع به إلى الأكاسرة يستنصرهم، فمات على باب كسرى.

فخرج ابن ذي يزن قاصدًا ملك الروم، وتجنّب الأكاسرة لإبطائهم عن نصرة أبيه، ولكنه لم يجد عند ملك الروم ما يحب، ووجده يحامي عن الحبشة لموافقتهم إياه في الدين، فانكفأ راجعًا([9]) بعد أن أقام قِبَل قيصر سبع سنين([10]) فخرج حتى قدم الحيرة على النعمان بن المنذر فتشفّع به إلى خسرو أنوشيروان([11]) وذلك لخمس وأربعين سنة من ملكه([12])، فوجّه معه بأهل السجون ووجّه معهم رئيسًا يقال له وهروز([13])، فركبوا دجلة إلى أُبّلة البصرة ومنها إلى اليمن في البحر([14]) وكان عددهم ستمائة رجل، ولحق بابن ذي يزن بَشر كثير من العرب من حمير والأعراب.

فلما قدم وهروز إلى البلد حارب الحبشة فقتل مسروقًا وهزم الأحباش وأقبل حتى دخل صنعاء وغلب على بلاد اليمن وفرق عماله وأخرج منها الحبشة.

وكتب إلى أنوشيروان: "... إني قد ضبطت لك اليمن، وأخرجت من كان بها من الحبشة"، وبعث إليه بالأموال.

فكتب إليه أنوشيروان يأمره أن يملّك سيف بن ذي يزن على اليمن([15]).

فتوّج وهروز معدي كرب بتاج كان معه وقفازات من الفضة ألبسه إياها ورتّبه على ملك اليمن وخلّف هناك جماعة من أصحابه وخليفة له([16]) وكتب أنوشيروان إليه أن ينصرف إليه فانصرف إليه ([17]).

وعدا سيف على الحبشة حتى أفناها إلا قليلاً اتخذهم خولاً وجمّازين يسعون بين يديه بالحراب، فخرج يومًا حتى إذا كان في وسطهم وجأوه بالحراب حتى قتلوه.

فلما بلغ ذلك أنو شيروان بعث إليهم وهروز في أربعة آلاف من الفرس، فأمره على اليمن، فكان عليها من قبله يجبيها إليه حتى هلك. وأمّر خسرو بعده ابنه المرزبان بن وهروز -كما في الطبري عن ابن إسحاق- فكان عليها حتى هلك. فأمّر خسرو بعده ابنه البنجان بن المرزبان. ثم أمّر بعده ابنه خور خسرو بن البنجان، فكان عليها حتى غضب عليه خسرو، فنزعه وبعث بادام([18]) إلى اليمن، فلم يزل عليها حتى بعث الله رسوله (صلى الله عليه وآله) ([19]).

وعن الكلبي : أنه لما بلغ أنوشيروان موت وهروز بعث إلى اليمن أسوارًا يقال له "وين"، وذلك في آخر ملكه ([20]) وكان "وين" جبارًا مسرفًا، فلما مات أنوشيروان وخلفه ابنه هرمز عزله واستعمل مكانه المهروزان ([21])، فلما ملك ابنه خسرو برويز بن هرمز، كتب إليه : أن استخلف من شئت وأقبل إليّ، فاستخلف المهروزان ابنه خور خسرو على اليمن، وسار، فمات في الطريق وحُمل إليه، ثم بلغه تعرّب خور خسرو وروايته للشعر وتأدّبه بآداب العرب، فعزله وولّى بادام، وهو آخر من قدم من ولاة الفرس ([22]).

إسلام أبناء الفرس في اليمن

كانت حكومة اليمن حين ظهور الإسلام بيد بادام بن ساسان الفارسي، وقد بدأت بعض حروب الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) مع بعض القبائل العربية على عهد هذا الرجل. وكان بادام يحكم اليمن من قبل خسرو برويز -كما سبق- فكان حاكمًا على اليمن وحضرموت ومراقبًا على تهامة والحجاز، ومن الطبيعي أن يكون قد أخبر برويز بما كان يقوم به النبي (صلى الله عليه وآله) وإن كنا لا نجد فيما بأيدينا من المصادر الإسلامية دليلاً على ذلك.

وبعد أن توجّه رسول الله (صلى الله عليه وآله) من المدينة إلى مكة لأداء الحج فصدّه المشركون وصالحهم (صلح الحديبية) في السنة السادسة للهجرة، بدأ بإرسال الرسل والكتب إلى ملوك ورؤساء العالم آنذاك([23]).

فبعث بكتاب إلى خسرو برويز بن حذافة السهمي يقول فيه : "بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إلى كسرى عظيم فارس، سلام على من اتّبع الهدى وآمن بالله ورسوله وشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلى الناس كافة، لينذر من كان حيًا، أسلم تسلم، فإن أبيت فعليك إثم المجوس".

أو كما عن محمد بن إسحاق : " بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى كسرى عظيم فارس، سلام على من اتّبع الهدى وآمن بالله ورسوله، وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأدعوكم بدعاء الله، فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة، لأنذر من كان حيًا، ويحق القول على الكافرين، فأسلم تسلم، فإن أبيت فإن إثم المجوس عليك".

فلما قرأه مزّقه وقال : يكتب إليّ هذا وهو عبدي ! ([24])، وكان الكتاب (قدر) ذراع أدم، قدّه شتورًا([25]).

ثم كتب برويز إلى بادام : "... ابعث إلى هذا الرجل الذي بالحجاز رجلين من عندك جَلْدين، فليأتياني به".

فبعض بادام قهرمانه : بابويه، وكان كاتبًا حاسبًا بكتاب الفرس، وبعث معه رجلا من الفرس يقال له خور خسرو([26])، وكتب معهما إلى رسول الله يأمره أن ينصرف معهما إلى برويز، وقال لبابويه : ائتِ بلد هذا الرجل، وكلّمه وائتني بخبره.

فخرجا حتى قدما الطائف، فوجدا رجالاً من قريش فسألاهم عنه، فقالوا : هو بالمدينة، واستبشروا بهما وفرحوا، وقال بعضهم لبعض : أبشروا، فقد نصب له كسرى ملك الملوك! كفيتم الرجل! فخرجا حتى قدما على رسول الله (صلى الله عليه وآله).

فكلّمه بابويه فقال: إن شاهنشاه ملك الملوك خسرو قد كتب إلى الملك باذان يأمره أن يبعث إليك من يأتيه بك. وقد بعثني إليك لتنطلق معي، فإن فعلت كتب فيك إلى ملك الملوك ما ينفعك ويكفه عنك، وإن أبيت فهو من قد علمت! فهو مُهلكك ومهلك قومك ومخرّب بلادك! وكانا قد حلقا لحيتيهما وأعفيا شاربيهما على زي جنود الساسانيين.

فأقبل عليهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: ويلكما! من أمركما بهذا؟ قالا: أمرنا بهذا ربنا -يعنيان خسرو-. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لكن ربي قد أمرني بإعفاء لحيتي وقص شاربي. ثم قال لهما: ارجعا حتى تأتياني غدًا.

وأتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) الخبر من السماء أن الله قد سلط على خسرو ابنه شيرويه "قباد"([27]) فقتله.

فدعاهما فأخبرهما أن الله سلّط عليه ابنه شيرويه فقتله، ليلة الثلاثاء لعشر ليال مضين من جمادى الأولى من سنة سبع لست ساعات مضت منها -كما في كتاب الطبقات الكبرى لابن سعد كاتب الواقدي([28])، وفي الطبري عن الواقدي أيضًا-([29]).

فقالا: هل تدري ما تقول!؟ إنا قد نقمنا عليك ما هو أيسر من هذا، أفنكتب هذا عنك ونخبر الملك؟ قال: نعم أخبراه ذلك عني وقولا له: إن ديني وسلطاني سيبلغ ما بلغ ملك كسرى وينتهي إلى منتهى الخف والحافر. وقولا له: إنك إن أسلمت أعطيتك ما تحت يديك وملّكتك على قومك من الأبناء -أبناء الفرس-.

ثم أعطى خور خسرو منطقة فيها ذهب وفضة كان قد أهداها له بعض الملوك. فخرجا من عنده حتى قدما على باذان فأخبراه الخبر، فقال: والله ما هذا بكلام ملك، وإني لأرى الرجل نبيًا كما يقول، ولننظرن ما قد قال، فلئن كان هذا حقًا ما فيه كلام إنه لنبي مرسل، وإن لم يكن فسنرى فيه رأينا. فلم يلبث باذان أن قدم عليه كتاب شيرويه (قباد):

"...أما بعد فإني قد قتلت خسرو، ولم أقتله إلا غضبًا لفارس لما كان استحل من قتل أشرافهم وتجميرهم (أي حبسهم) في ثغورهم، فإذا جاءك كتابي هذا فخذ لي الطاعة ممن قبلك، وانظر الرجل الذي كان خسرو كتب فيه إليك فلا تُهِجْهُ حتى يأتيك أمري فيه".

فلما انتهى كتاب شيرويه إلى باذان قال: إن هذا الرجل لرسول. فأسلم وأسلمت الأبناء من فارس من كان منهم باليمن([30]) وبعث إلى النبي بإسلامه وإسلامهم([31]).

فجمع له الرسول (صلى الله عليه وآله) عمل اليمن كلها وأمّره على جميع مخاليفها -بلدانها- فلم يزل عامل رسول الله (صلى الله عليه وآله) أيام حياته، فلم يعزله عنها ولا عن شيء منها، ولا أشرك معه فيها شريكًا حتى مات بادام (رضي الله عنه) على عهده (صلى الله عليه وآله).

فلما مات فرّق عملها بين جماعة من أصحابه، وكان ذلك في سنة عشر بعدما حج حجة التمام (الوداع)، ففرّق عمله بين ابنه "شهرام بن بادام" على صنعاء، وغيره من أصحابه على غيرها من بلاد اليمن وحضرموت، وهم ثمانية ما عدا شهرام([32]) وستة آخرين على الصدقات([33]).

رِدة العنسي وجهاد الأبناء ضده

ولما رجع رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة بعدما قضى حجة التمام (الوداع) كان قد تحلّل به السير، واشتكى في المحرم من سنة إحدى عشرة، ولم يشغله ما كان فيه من الوجع عن أمر الله والذبّ عن دينه. فضرب على الناس بعثًا أمّر عليهم فيها أسامة بن زيد إلى الشام، ولكن طارت الأخبار بتحلل السير بالنبي (صلى الله عليه وآله): أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد اشتكى، فتخلّف الناس عن جيش أسامة، وأظهر مسيلمة الكذّاب أمره باليمامة، والأسود العنسي باليمن، وطليحة الأسدي ببلاد أسد، وسجاح([34]) في قومها من بني تميم.

وكان الأسود العنسي في مذحج، فواعدته نجران، فوثبوا عليها وأخرجوا منها عمرو بن حزم وخالد بن سعيد بن العاص -اللذين كانا عليها من قبل النبي (صلى الله عليه وآله) بعد بادام- وأنزلوا الأسود بها([35]) ورجع عمرو وخالد إلى المدينة([36])، ووثب قيس بن عبد يغوث المرادي على فروة بن مسيك المرادي وهو على المراد من قبل النبي (صلى الله عليه وآله)، فأجلاه ونزل منزله، فكتب بذلك فروة إلى النبي (صلى الله عليه وآله)، ولحق به من بقي على الإسلام من مذحج فنزلوا الأحسية، ولم يطاردهم الأسود([37]).

فبينا يعلى بن أمية بالجند من أعمال اليمن من قبل النبي (صلى الله عليه وآله) ومعه عبيد بن صخر قد أقامهم على ما ينبغي وكتب بينه وبينهم الكتب، إذ جاءه كتاب من الأسود يقول فيه: "ايها المتوردّون علينا! أمسكوا علينا ما أخذتم من أرضنا ووفّروا ما جمعتم، فنحن أولى به، وأنتم على ما أنتم عليه...".

ثم خرج الأسود من نجران متوجهًا إلى صنعاء حتى بلغ إلى بساتين شعوب بظاهر صنعاء، ومعه سبعمائة فارس سوى الركبان، وطابقه عوام مذحج، وقائده قيس بن عبد يغوث المرادي. فخرج لحربه شهرام بن بادام، فقتل شهرام (رضي الله عنه) وهَزم الأبناء وغلب على صنعاء، وارتد كثير من الناس، وعامل المسلمون منهم الأسود بالتقيّة، فأسند أمر الأبناء إلى بيروز([38]) الديلمي ودادويه الاصطخري، وتزوج أرملة شهرام: آزاد([39]) وهي ابنة عم بيروز([40]) وجشيش([41])، وخرج معاذ بن جبل -الذي كان قد أرسله رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذلك العام إلى اليمن ليكون معلمًا للدين يطوف في بلدان اليمن- هاربًا حتى مرّ بأبي موسى الأشعري الذي كان قد أرسله رسول الله (صلى الله عليه وآله) تلك السنة عاملاً ومعلمًا على مأرب، فنزلا على عكاشة بن ثور الذي كان قد أرسله رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد حجة الوداع عاملاً على السكاسك والسّكون مما يلي المفازة، وصاهرهم أبو موسى فحدبوا له لمصاهرته لهم، وانحاز سائر أمراء اليمن إلى الطاهر بن أبي هالة الذي كان قد أرسله رسول الله (صلى الله عليه وآله) عامه ذلك بعد موت بادام (رضي الله عنه) عاملاً على بلاد عكّ بحيال صنعاء، والأسود غالب عليهم وهم يعاملونه بالتقية.

فينا هم كذلك إذ جاءتهم كتب النبي (صلى الله عليه وآله) يأمرهم فيها أن يبعثوا الرجال لمجاولة الأسود أو لمصاولته، ويبلّغوا ذاك عنه (صلى الله عليه وآله) إلى كل من يرجى عنده شيء من ذلك، فقام معاذ بن جبل بذلك([42])، وأرسل (صلى الله عليه وآله) رسلاً تسعة من أصحابه إلى قبائل العرب بهذا الأمر([43]).

وكتب (صلى الله عليه وآله) إلى أهل نجران إلى عربهم وساكنيها من غير العرب، فتنحوا عن المرتدين وانضموا إلى مكان واحد([44]).

كتاب النبي إلى الأبناء

وبعث (صلى الله عليه وآله) وَبَر بن يُحنّس الأزدي بكتاب إلى بيروز وكشايش([45]) الديلميين ودادويه الاصطخري -وهم ولاة الأبناء من قبل الأسود، تقية- يأمرهم فيه بالقيام بدينهم والنهوض في الحرب، والعمل في الأسود أن يحاولوه إما غيلة وأما مصادمة، وأن يبلّغوا عنه من يرون عنده دينًا ونجدة([46]) وأن يستنجدوا رجالاً قد سماهم من بني تميم وقيس، وأرسل إلى أولئك النفر أن ينجدوهم([47]).

فنزل الرسول بالكتاب على بنات النعمان بن بزرك([48]) أو دادويه الفارسي الاصطخري([49]) وبعث إلى بيروز الديلمي فاستسلم، وإلى مركبود وعطاء ابنه ووهب بن منبه فاستسلموا له([50]) وفيهم الضحاك بن بيروز وكشايش الديلمي([51]) وعبد الله ابنه أيضًا وقيس بن عبد يغوث المكشوح المرادي([52]).

وكان الأسود قد تغيّر على قيس بن عبد يغوث المرادي -وهو قائد جنده- فكان قيس خائفًا منه على دمه، فدعاه الأبناء وأنبأوه الشأن وأبلغوه عن النبي (صلى الله عليه وآله) فأجابهم.

وكاتب الأبناء الناس ودعوهم، فجاءهم كتاب عامر بن شهر وذي زود وذي مرّان وذي الكلاع وذي ظليم ببذل النصر لهم في ذلك، وهؤلاء هم الذين أرسل إليهم النبي (صلى الله عليه وآله) رسلاً يأمرهم بنصر الأبناء في قتال الأسود والمرتدين([53]).

مؤامرة الأبناء لقتل العنسي

ودخل كشايش على ابنة عمه آزاد فأخبرها فوافقتهم ودلّتهم على أن ينقبوا بيته فيقتلوه غيلة، فتوافقوا على ذلك.

فجعلوا بينهم وبين أشياعهم شعارًا ثم أذان الفجر، ثم نقبوا عليه فقتله بيروز، فلما طلع الفجر نادى دادويه([54]) أو وبر بن يحنس الأزدي بالشعار ثم الأذان، ثم قالوا : ألا إن الله عز وجل قد قتل الأسود الكذاب([55]) -ففزع المسلمون والكفار- ثم نادوا: يا أهل صنعاء! من دخل عليه داخل فتعلقوا به، ومن كان عنده منهم أحد فتعلّقوا به([56])، فلما رأى القوم الذين كانوا مع الأسود ذلك أسرجوا خيولهم ثم جعل كل واحد منهم يأخذ غلامًا من أبناء فارس معه من أهل البيت الذي كان نازلاً فيهم فيردفه خلفه رهينة لنفسه. فتعلق الناس بهم فحبسوا منهم سبعين رجلاً، وذهبوا هم بثلاثين غلامًا، ثم تبادلوا الرهائن ثلاثين من الأبناء بسبعين من المرتدين([57]).

وتراجع أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) إلى أعمالهم، واصطلح أهل صنعاء على معاذ بن جبل فكان يصلي بهم.

وكتبوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالخبر، فأتاه الخبر بالوحي قبل وفاته، فبشّر النبي (صلى الله عليه وآله) بذلك أمته وقال: قتل العنسي البارحة، قتله رجل مبارك من أهل بيت مباركين. قيل: ومن هو؟ قال: فيروز، فاز فيروز([58]) أو قال : إن الله قد قتل الأسود الكذاب العنسي، قتله رجل من إخوانكم وقوم أسلموا وصدقوا([59]).

وقدمت رسل الأبناء بالبشرى، وقد توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ([60]).

ردة أهل اليمن ثانية وجهاد الأبناء

وكان قيس بن عبد يغوث المرادي ممن ارتد في ردة أهل اليمن الأولى مع الأسود العنسي، ولكنه حينما تغير عليه الأسود ودعاه الأبناء إليهم بدعوة رسول الله (صلى الله عليه وآله) أجاب دعوتهم وساندهم في قتل الأسود، ثم تراضوا على استعادة معاذ بن جبل ليصلي بهم، وبعثوا برسلهم إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالبشرى. وكان قيس بن عبد يغوث مساندًا لبيروز ودادويه وكشايش في ولاية الأمور حتى ولي أبو بكر، فأمّر بيروز على اليمن وكتب بذلك إلى وجوه أهل اليمن.

فلما سمع بذلك قيس حسد بيروز ورجع إلى الردة، ودعا الناس إلى حرب الأبناء وإخراجهم من اليمن، وأجابه إلى ذلك جماعة، فكانت هذه هي ردة أهل اليمن الثانية.

وبدأ قيس بدعوة ذي الكلاع وأصحابه إلى ذلك بكتاب أرسله إليه قال فيه: "إن الأبناء نزّاع في بلادكم ونقلاء فيكم، وإن تتركوهم لن يزالوا عليكم، وقد أرى الرأي أن أقتل رؤوسهم وأخرجهم من بلادنا".

فتبرأ ذو الكلاع وأصحابه واعتزلوا وقالوا: لسنا مما هنا في شيء، أنت صاحبهم وهم أصحابك.

وكان بنو لحج -الذين كانوا مع الأسود ففرّوا حين قتل إلى الصحراء بين صنعاء ونجران- يصعدون في البلاد ويصوبون محاربين لجميع من خالفهم. فكاتبهم قيس في السرّ وأمرهم أن يتعجّلوا إليه ليكون معهم كي يجتمعوا على نفي الأبناء من بلاد اليمن، فكتبوا إليه بالاستجابة له، وأخبروه أنهم سراع إليه.

فاستعدّ قيس وتربص لقتل رؤوسائهم غيلة، فلما دنا هؤلاء أتى قيس إلى بيروز ودادويه وكشايش متظاهرًا بالخوف منهم يستشيرهم ليلبس عليهم فلا يتهمونه، فاطمأنوا إليه فدعاهم إلى طعام من الغد.

فدخل إليه دادويه فقتله (رضي الله عنه) فلما دنا بيروز ليدخل إليه سمع امرأتين على سطحين تتحدثان قالت إحداهما: قتل دادويه وهذا مقتول كما قتل ذاك!

فرجع بيروز وكان قيس أشرف على مرتفع حتى يرى دنو اللحجية إلى البلد فاطلع على رجوع بيروز، فـأمر جماعته أن يركضوا خلفه ليدركوه فيقتلوه قبل أن يلحق بكشايش فيخبره وينجوان. فخرج جماعته يركضون خلف بيروز، وركض بيروز وتلقاه كشايش فأخبره، وكان أخوال بيروز من خولان في جبل يدعى باسمهم: جبل خولان، وكان كشايش ابن عم بيروز([61]) فتوجها إلى جبل خولان، فانتهيا إليهم وامتنعا بهم، وهرب كثير من الأبناء فلحقوا ببيروز وكشايش، واجتمع إليهما ناس كثير، فامتنعا بهم وعزا.

وأتت خيول الأسود حتى دخلت صنعاء، وطابق قيسًا عوام قبائل العرب، فثار بهم على صنعاء، فأخذها وجباها وجبى ما حولها.

وعمد إلى الأبناء ففرقهم ثلاث فرق: أقر من أقام وعياله، وفرّق عيال الذين هربوا إلى بيروز فرقتين: فوجه إحداهما إلى عدن ليحملوا في البحر، وحمل الأخرى في البر، وبعث معهم من يسيرهم، فكان عيال بيروز وكشايش في البر وعيال دادويه المقتول في البحر.

وكتب بيروز إلى أبي بكر بالخبر، فكتب أبو بكر إلى عمير ذي مران وإلى سعيد ذي زود وإلى سَمَيفع ذي الكلاع وإلى حوشب ذي ظليم وإلى شهر ذي يناف([62]) وإلى طاهر بن أبي هالة ومسروق([63])، كتابا قال فيه: بسم الله الرحمن الرحيم من أبى بكر خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى عمير بن أفلح ذي مرّان وسعيد بن العاقب ذي زود وسَميفع بن ناكور ذي الكلاع وحوشب ذي ظليم وشهر ذي يناف. أما بعد فأعينوا الأبناء على من ناوأهم وحوطوهم واسمعوا من فيروز وجدّوا معه فإني قد وليته.

فأما ذو الكلاع فقد اعتزل فلم ينصر الأبناء على قيس ولا قيسًا عليهم. وأما سائر الرؤساء فقد بقوا معتزلين أيضًا إذ طابق عوامهم قيسًا.

وقام بيروز إلى حربه، فأرسل إلى بني عُقيل وبني عكّ رسولاً يستمدهم ويستنصرهم.

فركبت بنو عقيل وعليهم معاوية العُقيلي وعكّ وعليهم مسروق، فاعترضوا خيل قيس فقاتلوهم فقتلوهم وتنقّذوا العيال من أيديهم، ثم ساروا بهم إلى بيروز.

فلما أتته أمدادهم خرج بهم ومن كان اجتمع إليه قبلهم من العرب والأبناء إلى صنعاء، فالتقى بخيل قيس خارج صنعاء، فاقتتلوا فهزم الله قيسًا، فخرج هاربًا في جنده، ودخل بيروز إلى صنعاء بمن كان معه من الأبناء وعك وعقيل وغيرهم من العرب المسلمين. وقال شعرًا يذم فيه قيسًا ويفخر بالإسلام يقول فيه([64]):

فما عزّنا في الجهل من ذي عداوة
ولا عاقنا في السلم عن آل أحمد
 

 

أبى الله إلا أن يعز على الجهل
ولا خس في الإسلام إذ أسلموا قبلي
 

وبعث أبو بكر المهاجر بن أبي أمية-الذي كان النبي (صلى الله عليه وآله) عيّنه على بني معاوية وكندة فمرض وتخلّف-([65]) مددًا لبيروز، وأمره بمعونة الأبناء على من عاداهم من أهل اليمن([66])، فكان آخر من فصل من المدينة إلى اليمن لقتال أهل الردتين الأولى والثانية، فأخذ على طريق مكة فمر بها فاتبعه خالد بن أسيد، ومرّ بالطائف فاتبعه عبد الرحمن بن أبي العاص، ثم مضى حتى لاقى جرير بن عبد الله البجلي، وكان قد بعثه النبي (صلى الله عليه وآله) إلى ذي الكلاع وذي ظليم في نصرة الأبناء([67]) فضمه إليه.

وكان أبو بكر قد كتب إلى عبد الله بن ثور بن أصغر أن يجمع إليه العرب ومن استجاب له من أهل تهامة حتى يأتيه الأمر، فحينما لاقاه المهاجر ضمه إليه، ثم قدم نجران فانضم إليه فروة بن مسيك المرادي -الذي كان قد بعثه النبي (صلى الله عليه وآله) على صدقات مراد ومذحج-([68]).

ثم سار المهاجر من نجران إلى اللحجية المرتدة، فلما لاقاهم وأحاط بهم دخل على المهاجر قيس بن عبد يغوث ومعه عمرو بن معدي كرب (ولعله ابن سيف بن ذي يزن) على غير أمان، فأوثقهما المهاجر وبعث بهما إلى أبي بكر وكتب إليه بحالهما.

واستأمنت المرتدة فأبى المهاجر أن يؤمّنهم، فافترقوا فرقتين وذهبوا مدبرين، فلقي المهاجر إحداهما بعجيب فأتى عليهم، ولقيت خيوله الأخرى بطريق الأخابث فأتوا عليهم، وقتل الشرداء بكل سبيل، وقبل توبة من أناب من غير المتمردة، وقتلوا من قدروا عليه منهم، وسار المهاجر من عجيب حتى نزل صنعاء، وكتب إلى أبي بكر بذلك.

وقدم الرسل بقيس وعمرو بن معدي كرب على أبي بكر فقال: يا قيس أعدوت على عباد الله تقتلهم وتتخذ المرتدين والمشركين وليجة من دون المؤمنين ! فأنكر قيس أن يكون هو قتل دادويه، ولم يكن على ذلك بيّنة فتجافى عنه.

وقال لعمرو: أما تخزى أنك كل يوم مهزوم أو مأسور، لو نصرت هذا الدين لرفعك الله.

فقال عمرو : لا جرم لأقبلنّ ولا أعود، فخلّى سبيلهما وردّهما إلى عشائرهما([69]).

بينما يعلم الجميع أنهما ارتدا وقتلا جمعًا كثيرًا من المسلمين([70]).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش

*) اخترنا هذا البحث من كتاب "الإسلام وإيران" ج1 ص72-85 للشيخ مرتضى المطهّري نظرًا لأهميته، وقد التزمنا إيراد الهوامش حسب ما وردت في الكتاب المذكور بدون مراجعتها لأنه لم يعتمد نقل النصوص بحرفيتها ولاختلاف طبعات المصادر التي بأيدينا عن الطبعات التي اعتمدها المؤلف (التحرير). وقد اعتمدنا طبعة قسم العلاقات الدولية- منظمة الإعلام الإسلامي ترجمة محمد هادي اليوسفي الغروي.

([1]) الطبري ج2 ص654-656.

([2]) مروج الذهب ج2 ص78، وفي الطبري ج2 ص123: أن ذلك كان في زمن أنو شيروان، وذلك لا يصح، اذ ملك الحبشة اليمن أكثر من ثمانين عاما وزالوا على عهد أنو شيروان لخمس وأربعين من ملكه، (المسعودي ج2 ص82)، فلا يصح أن يكون ظهورهم في اليمن ايضا على عهده.

([3]) وقد نقل المؤرخون العرب في سبب تهوّد اليمنيين بعد  عبادة الأصنام أن تبّع بن حسان الملك الحادي والعشرين من ملوكهم بعد الطوفان خرج من اليمن الى الحجاز، فمرّ بالمدينة وأراد حربها، فخرج إليه حبران من يهود بني قريظة وحذّراه -إن هو حارب المدينة- من عاجل العقوبة وآجلها، فوقع في قلبه كلامهما، فآمن باليهودية، ثم نقلها معه الى اليمن، وتحاكم مع أهل اليمن الى أن يدخل الحبران النار فإن لم تحرقهما آمنوا باليهودية، فدخلا النار فلم تحرقهما، فآمنوا باليهودية. انتهى. بينما يحكي القرآن عن بلقيس على لسان الهدهد : {إني وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله} (النمل: 24)، ثم يصرّح القرآن الكريم بإيمانها بسليمان وحكم سليمان على اليمن، وسليمان من أنبياء بني إسرائيل اليهود. ويعدّ المؤرخون بلقيس الملكة بعد عشرة ملوك من بعد الطوفان، أي قبل تبّع بعشرة ملوك آخرين. إذن اليهودية سبقت تبع بعشرة ملوك، وكانوا قبل اليهودية يسجدون للشمس لا للأصنام، وحتى لو كانت لهم أصنام فهي كانت تماثيل للشمس وقوى الطبيعة، والغريب أنه لم ينتبه لهذا ابن هشام ج1 ص27 على هامش الروض الآنف للسهيلي، ولا اليعقوبي ج1 ص171، ولا الطبري ج2 ص107، ولا أحد المعلقين على طبعات هذه الكتب مع وضوح الموضوع وقطعيته.

([4]) البروج : 3-7.

([5]) المسعودي ج2 ص77..

([6]) الطبري ج2 ص127.

([7]) المسعودي ج2 ص78.

([8]) الطبري ج2 ص137.

([9]) الطبري ج2 ص142-144.

([10]) اليعقوبي ج2 ص173 ؛ والمسعودي ج2 ص80.

([11]) الطبري ج2 ص139.

([12]) المسعودي ج2 ص82.

([13]) جاء اسمه في التواريخ العربية "وَهْرِز"، وأظنه وهروز أو بهروز.

([14]) المسعودي ج2 ص81.

([15]) الطبري ج2 ص141-142.

([16]) المسعودي ج2 ص82.

([17]) الطبري ج2 ص141-142.

([18]) جاء اسمه في الطبري "باذان" و"باذام"، ج3 ص8 و227، ورجّحنا الثاني في الفارسية دون الأول.

([19]) الطبري ج2 ص148.

([20]) وقد سبق أن دخول الفرس إلى اليمن كان لخمس وأربعين من ملكه، وقد ملك ثمانية وأربعين عامًا كما في المسعودي ج1 ص236، فيعلم أن وهروز لم يتملك أكثر من ثلاث سنين.

([21]) الطبري ج2 ص171، جاء اسمه فيه " المروزان"، وأظنه : المهروزان.

([22]) الطبري ج2 ص215.

([23]) الطبري ج2 ص644.

([24]) اليعقوبي ج2 ص67 ط نجف.

([25]) الطبري ج2 ص655 ؛ وشتورًا : يعني قطعًا.

([26]) جاء اسمه في الطبري ج2 ص655 : خر خسرة، وفي المسعودي ج2 ص87 : خر خسرو، وورد ضبط حركة خر بضم الأول، فهو لما ذكرنا خور خسرو ويعني شمس الملوك.

([27]) الطبري ج2 ص218.

([28]) الطبقات ج1 ص260.

([29]) الطبري ج2 ص656، وهذا يعني أنه كانت المدة بين بعث كتاب الرسول (ص) إلى كسرى، إلى حين وصول هؤلاء الرسل اليه أربعة اشهر وبضعة أيام من ذي الحجة، بعد رجوعه من صلح الحديبية سنة 6هـ إلى عاشر جمادى الأولى سنة 7 هـ.

([30]) الطبري ج2 ص654-656 ؛ واليعقوبي ج2 ص61 ؛ والإصابة ج1 في ترجمة بابوية وباذان ؛ والكامل ج2 ص81 ؛ وسيرة دحلان ج3 ص65 ؛ والحلبية ج2 ص287 ؛ والبحار ج2 ص507 ط. ق ؛ وراجع كتاب مكاتيب الرسول (ص) ج1 ص90-97 للعلامة الشيخ علي الأحمدي.

([31]) الطبري ج3 ص158، الا أنه ذكر ذلك في أحداث السنة العاشرة من الهجرة، وهو خطأ.

([32]) الطبري ج3 ص228.

([33]) الطبري ج3 ص147 و267-268.

([34]) الطبري ج3 ص185.

([35]) الطبري ج3 ص147 و185.

([36]) الطبري ج3 ص230.

([37]) الطبري ج3 ص185.

([38]) معربه : فيروز.

([39]) الطبري ج3 ص232.

([40]) الطبري ج3 ص230.

([41]) الطبري ج3 ص232 و234.

([42]) الطبري ج3 ص229-231.

([43]) الطبري ج3 ص187.

([44]) الطبري ج3 ص232.

([45]) ذكر اسمه بالتعريب جشيش بالجيم.

([46]) الطبري ج3 ص229-231.

([47]) الطبري ج3 ص187.

([48]) الطبري ج3 ص158.

([49]) الطبري ج3 ص158.

([50]) الطبري ج3 ص236، واللفظ "أسلموا"، وقد علم أن إسلامهم كان في السنة السابعة.

([51]) الطبري ج3 ص231.

([52]) الطبري ج3 ص236.

([53]) الطبري ج3 ص187.

([54]) الطبري ج3 ص235.

([55]) الطبري ج3 ص239.

([56]) الطبري ج3 ص235.

([57]) الطبري ج3 ص239.

([58]) الطبري ج3 ص5-236.

([59]) الطبري ج3 ص239.

([60]) الطبري ج3 ص236.

([61]) اذ ذكرنا قبل انهما كانا ابن عم آزاد أرملة شهرام بن بادام.

([62]) الطبري ج3 ص323.

([63]) الطبري ج3 ص228.

([64]) الطبري ج3 ص322-326.

([65]) الطبري ج3 ص147 و228 و330.

([66]) الطبري ج3 ص249.

([67]) الطبري ج3 ص187.

([68]) الطبري ج3 ص185 و326.

([69]) الطبري ج3 ص328-330.

([70]) إلى هنا ينتهي ما أعددته من تحقيق حول أبناء الفرس المسلمين في اليمن - المعرّب.

 

أعلى الصفحة     محتويات العدد التاسع عشر