السنة الثامنة / العدد الواحد والعشرون/ حزيران  :  2012م / رجب : 1433هـ

       رجوع     أرشيف المجلة     الرئيسية

 

الافتتاحية

 

صدف أنه لمّا حان موعد كتابة الإفتتاحية للعدد الحالي من المجلة، كنت مستغرقًا في قراءة فصل عنوانه [ديغول أحبَّ القلم حبَّه لحدِّ السيف] من كتاب [نوافذ على الشرق والغرب] للمحامي الأديب جوزيف باسيلا.

وهو فصل وجدته كثير الفائدة شديد الإمتاع، والمقام لا يسمح بقول أكثر من ذلك، ولكنني أحببت أن أنقل للقارئ الكريم فقرتين من هذا الفصل تهمّان واقعنا، علَّهما تبثان فيه بعض خيوط ضوء أو انعكاسات نور.

أولاهما قوله: [الساسة الذين سحرهم الأدب كثيرون، والأدباء الذين أغوتهم السياسة كثيرون، أما الذين وفِّقوا إلى التفوّق في السياسة والأدب فقليلون جدًا. الآداب العالمية لم تدوِّن إلا أسماء ديموستين، ويوليوس قيصر، وشيشرون، وبعض النقاد وضعوا تشرشل في مرتبة هؤلاء.

والأدب العربي ليس له من فارس في هذه الحلبة سوى علي.

أما الأدب الفرنسي فقد عرف رجال دولة وساسة أدباء عدة: الكاردينال ده ريتز، ونابليون، وشاتوبريان، ولامارتين، وباريس، وهريو، وبلوم، وديغول...].

وأما ثانيتهما فهي قول ديغول: [إنَّ الثقافة العامة هي المدرسة الحقيقيّة للقيادة. فيها يتاح للفكر أن يتمرّن بانتظام وأن يميِّز ما هو رئيسي في الأمور وما هو ثانوي، وأن يتبيَّن الامتدادات من التداخلات. بكلمة واحدة فيها يتاح له أن يرتفع إلى المستوى الذي تبدو له عليه المجملات دون أن تغيب عنه الدقائق. وما من قائد عظيم لم يتذوق ولم يَحِنّ إلى تراث الفكر البشري الخالد (...) فوراء انتصارات الإسكندر نجد دومًا أرسطو].

فمتى يرتفع سياسيونا إلى هذا المستوى؟!!!

 

 

 

أعلى الصفحة     محتويات العدد الواحد والعشرون