السنة الثامنة / العدد الواحد والعشرون/ حزيران  :  2012م / رجب : 1433هـ

       رجوع     أرشيف المجلة     الرئيسية

 

نماذج لـِ "غَيْر"

معانيها واستعمالاتها ودلالاتها في القرآن الكريم

د. بشير سالم فرج

 

 

مقدمة

من القضايا المهمّة في حياة الإنسان اهتمامه بلغته التي هي صلة التواصل مع الآخرين من بني قومه وعشيرته وأسرته. وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدلّ على أنّ اللغة هي من مقوّمات وجوده، ووسيلة تقدّمه وارتقائه المعرفي والثقافي والحضاري. هذا فيما يتعلّق بأية لغة من اللغات الإنسانية، فما بالك إذا كانت هذه اللغة هي العربية التي نزل بها القرآن الكريم، والتي اختارها ربّ العالمين لتكون لغة آخر الكتب السماوية؟!

من هنا جاء اهتمام علماء العربية بالحفاظ عليها بعيدًا عن اللحن والتحريف والتبديل، فقعّدوها -صرفًا ونحوًا وبلاغة ودلالة. وهكذا حفظت إلى يوم الدين بحفظ كتاب الله الكريم، قال الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}([1]).

وكلمة (غير) من الألفاظ القرآنية التي تعدّدت وظائفها ومعانيها، وذلك في ضوء السياق الذي وردت فيه وفق قواعد محدّدة ودلالات واضحة.

علمًا أنّ الأصل فيها معنى (المغايرة) إلاّ أنها جاءت لتفيد معاني أخرى عديدة، تحقيقًا لمراد الله تعالى.

من هنا، وجدت في نفسي الرغبة في إماطة اللثام عن هذه الكلمة القرآنية - نحويًا ودلاليًا في ضوء ورودها في كتاب الله العظيم.

المعنى اللغوي لـ "غير":

جاء في لسان العرب: غَيْر : من حروف المعاني، تكون نعتًا وتكون بمعنى لا، وقيل: غير بمعنى سوى، والجمع أغيار، وهي كلمة يوصف بها ويُستثنى، فإن وصفتَ بها أتبعتها إعراب ما قبلها، وإن استثنيتَ بها أعربتها بالإعراب الذي يجب للإسم الواقع بعد إلا، وذلك أن أصل (غير) صفة والاستثناء عارض([2]).

وقد تكون بمعنى (لا) فتنصبها على الحال كقوله تعالى: {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ}([3]).

ويرى ابن فارس في "غير": أن الغَين والياء والراء أصلان صحيحان، يدلُّ أحدهما على صلاحٍ وإصلاحٍ ومنفعةٍ، والآخر على اختلاف شيئين. فالأوّل الغِيرَة، وهي الميرَة بها صلاحُ العِيال.

والأصل الآخر: قولُنا: هذا الشيءُ غيرُ ذاك، أي هو سِواه وخلافُه. ومن الباب: الاستثناء بِغَير.

"غير" اسم ملازم للإضافة والإبهام، فلا تتعرّف ما لم تقع بين ضدين([4])، ومن ثم جاز وصفُ المعرفة بها في قوله تعالى: {غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ}([5])، ولذلك قال الفرّاء أنها تتعرف بالإضافة إلى المعرفة([6]). والأصل أن تكون وصفًا للنكرة نحو: {فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ}([7]).

دراسة "غير" في القرآن الكريم

( أولاً ):

كلمة "غير" تدل على المغايرة، وعلى مخالفة ما بعدها لحقيقة ما قبلها أو لوصف عارض له، مثل: "الذي غير الثريا"، فالثرى يخالف الثريا في حقيقته، ونحو: "بعد أن عاتبته قابلني بوجه غير الذي أعرفه"، فحقيقة الوجه لم تتغير، وإنما الذي تغير صفته من البشاشة إلى العبوس. و(غير) كلمة موغلة في الإبهام، فلا يتضح معناها إلا بما يُضاف إليها أو بما يعتَوِرها من كلام، وقد يفيدها التخصيص أو التخفيف من إبهامها، كوقف بين ضدّين،  نحو: "التجارة غير الربا".

ولا تُعرَّف فلا يُقال: الكتاب الغير جيد، وإنما يلحق التعريف المضاف إليه فتقول: الكتاب غير الجيّد.

استعمالات "غير":

1- أن تكون مضافة لفظًا ومعنى إلى المفرد فقط، (أي ما ليس جملة أو شبه جملة) فهي لا تُضاف إلى جُملٍ مطلقًا، فتُعرب دون خلاف وتكون صفة لنكرة، نحو: "قرأت كتابًا غير جيد"، أو صفة لمعرفة تشبه النكرة، كالاسم الموصول فهو بغير صلة مبهم، نحو: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ}([8]). وبعض النحاة يجيز بناءها على الفتح إذا أُضيفت إلى مبنيّ، نحو قول الشاعر:

لُذْ بِقَيسٍ حين يأبَى غَيْرَهُ

 

 

تُلْفِهِ بحرًا مُفيضًا خَيْرَهُ([9])

 

وقد يسدّ الفاعل أو نائب الفاعل مسدّ خبر "غير" إذا أُضيفت إلى اسم فاعل أو اسم مفعول، نحو قول أبي نواس:

 غَيْرُ مأسوفٍ على زمَنٍ

 

 

ينقضي بالهَمِّ والحَزَنِ([10])

 

"على زمن" جار ومجرور متعلق بمأسوف على أنه نائب فاعل، سدّ مسدّ خبر "غير"، ونحو: "غيرُ مُهانٍ صديقُك".

ونحو قول الشاعر:

غيرُ لاهٍ عِداكَ فاطّرِح

 

 

اللّهوَ، ولا تَغْتَرِرْ بعارضٍ سَلِمْ

 

فكلمة "عِداكَ" فاعل لاسم الفاعل، "لاهٍ" سدّت مسدّ خبر "غير"، والاسم "لاهٍ" بعد (غير) مضاف إليه مجرور.

2- أن تُقطع عن الإضافة لفظًا ومعنى -ولا تكون إلا بعد "ليس" أو "لا" عند أغلب النحاة- فكأن المضاف إليه غير موجود أصلاً، وبشرط أن يفهم المعنى، فحينئذٍ تُعرب، نحو: "أعبُدُ اللهَ ليس غَيْرُ أو لا غير"، وهنا في إعرابها وجهان: إمّا أن تكون اسم "ليس" مرفوع والخبر محذوف، أي ليس غيرُ الله معبودًا، أو خبرها منصوب والاسم محذوف، أي ليس المعبود غيرَ الله، وكذلك "لا غير" فإن نُصبت كانت "لا" نافية للجنس، وإنْ رُفعت كانت "لا" مهملة، و"غير" مبتدأ([11]).

3- أن تُقطع عن الإضافة لفظًا فقط مع نيّة معنى المضاف إليه، وتُعرب: مبنية على الضم لشبهها بـ"قبلُ" و"بعدُ" في الإبهام، وتكون اسم ليس أو خبرها، أو أنها اسم ليس بضمّة إعراب، وقد حذف التنوين لنيّة المضاف إليه([12]).

4- أن تُقطع عن الإضافة للعلم بالمضاف إليه، وكأنه موجود فتعرب دون تنوين، فإن رُفعت فهي اسم ليس، وإن نُصبت فهي خبرها، والمعمول الثاني لـِ "ليس" في كلا الإعرابين محذوف، وفي الحالات الثلاث الأخيرة يجوز عدم ذكر المضاف إليه إذا علم، نحو: أعبد الله ليس غير.

( ثانيًا ):

اسم بمعنى "إلاّ" في الدلالة على الاستثناء، والمستثنى بها مجرور دائمًا، وهي تُعرب إعراب الاسم الواقع بعد "إلاّ"، نحو "رجع المجاهدون غيرَ زيدٍ"، وما رجع المجاهدون غيرَ أو غيرُ زيدٍ، وما رجع غيرُ زيدٍ.

( ثالثًا ):

تكون بمعنى "لا" فتُنصب على الحال، نحو: {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ}([13])، أي فمن اضطرّ جائعًا لا باغيًا ولا عاديًا، ونحو: {إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ}([14]).

- جاءت "غير" لازمة للإضافة لفظًا في القرآن الكريم في كل مواقعها، أُضيفت للظاهر، وللمُضمر، وللمعرفة، وللنكرة([15])، ويجوز أن تقع صفة لمعرفة.

- تصرفت "غير" في وجوه كثيرة من الإعراب في القرآن الكريم: فوقعت خبرًا للمبتدأ، وخبرًا لكان، واسمًا لإن، وخبرًا لها، ومفعولاً به، ومفعولاً مطلقًا، وحالاً، وزمانًا، وتابعًا، ومجرورة بالحرف وبالإضافة.

- يرى جمهور النحويين أن "غيرًا" لا تتعرف بإضافتها إلى المعرفة لفرط إبهامها.

وجاءت "غير" في القرآن الكريم وكلام العرب تابعة لنكرة، وتابعة لمعرفة، وجاءت في القرآن الكريم تابعة لنكرة، وهي مضافة إلى المعرفة في مواضع تزيد عن المواضع التي جاءت فيها تابعة لنكرة، وهي مضافة إلى نكرة.

أما مجيء "غير" تابعة للمعرفة ففي ثلاث آيات من القرآن الكريم، قوله تعالى:

1- {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}([16]).

فإن الغضب ضد النعمة، والأول هم المؤمنون والثاني هم الكفار([17]).

2- {لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ}([18]).

3- {أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ}([19]).

· الاستثناء بغير:

ذكر سيبويه أن كل موضع جاء فيه الاستثناء بـ "إلا" جاز بـ "غير" وجرى مجرى الاسم الذي بعد "إلا" لأنه اسم بمنزلته وفيه معنى "إلا"([20]).

تأتي "غير" في قراءات عِدّة ففي قوله تعالى:

1- {مَا لَكُمْ مِنْ إلَهٍ غَيْرُهُ}([21])، ذكر الزمخشري: قُرئ "غيره" بالحركات الثلاث، فالرفع على المحل، كأنه قيل: ما لكم إله غيره، والجرّ على اللفظ، والنصب على الاستثناء.

2- وفي قوله تعالى: {لاَ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ} ([22]).

ذكر القرطبي في تفسيره للآية الكريمة: "قراءة أهل الكوفة وأبي عمرو (غيرُ) بالرفع"، قال الأخفش: "هو نعت للقاعدين"، وقرأ أبو حيوة "غيرِ" جعله نعتًا للمؤمنين،... وقرأ أهل الحرمين "غيرَ" بالنصب على الاستثناء من القاعدين... وإن شئت على الحال منهم، لأن لفظهم لفظ المعرفة"([23]).

3- قوله تعالى: :{هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ}([24]).

يجوز في "غير" الرفع والنصب والخفض.

4- قوله تعالى: {أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ}([25]).

ذكر الزمخشري وأبو حيان "غير" بالنصب على الاستثناء أو الحال، والجرّ على النعت([26]).

5- قوله تعالى: {اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ*صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ}([27]).

ذكر البيضاوي في "غير" أنها بدل من الذين، على معنى أن المنعم عليهم هم الذين سلموا من الغضب والضلال، أو صفة له مبنية ومقيدة على معنى أنهم جمعوا بين النعمة المطلقة، وهي نعمة الإيمان، وبين السلامة من الغضب والضلال.

6- قوله تعالى: {فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ اللّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ}([28]).

قال العكبري: "قوله تعالى: {غَيْرَ تَخْسِيرٍ}: الأقوى في المعنى أن يكون "غير" هنا استثناء في المعنى، وهو مفعول ثانٍ لتزيدونني، أي فما تزيدونني إلا تخسيرًا.

7- قوله تعالى: {لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ}([29]).

قال العكبري: و"غير" بالنصب على الحال من الفاعل في (تدخلوا)، أو من المجرور في "لكم". ويُقرأ بالجرّ على الصفة للطعام، وهذا عند البصريين خطأ لأنه جرى على غير ما هو له، فيجب أن يبرز ضمير الفاعل، فيكون غير ناظرين أنتم([30]).

8- قوله تعالى: {أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ}([31]).

قال العكبري: "غير" حال من الضمير المجرور في "عليكم"، أو "لكم"، وقيل: هو حال من ضمير الفاعل في {أََوْفُواْ}([32]).

· نماذج من مواقع "غير" في الإعراب:

تقع "غير" في مواضع عدة من الإعراب.

1- فتقع خبرًا للمبتدأ كقوله تعالى: {وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ}([33]).

2- قوله تعالى: {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم} ([34]).

قال أبو حيان في "غير": "وأن يكون خبرًا للمبتدأ، "من خالقٍ"([35]).

وتقع "غير" اسم "أنَّ" كقوله تعالى: {وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ}([36]).

وتقع "غير" خبر "إنّ وأَنَّ"، كقوله تعالى: {وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ}([37]).

جاء في إعراب القرآن وبيانه: أن "غير معجزي" خبر أنَّ([38]).

"غير" المرفوعة تبعًا:

أصل "غير" وصف من الأوصاف، ولكن تطوّر الدلالة بسبب الاستعمال أثّر في نسيان الأصل، كما هو شأن بعض حروف الجرّ، كالحرف "على" على سبيل المثال: فتارةً تستعمل اسمًا بمعنى فوق، وأخرى تستعمل فعلاً وتُكتب "علا".

يمكن أن تُعرب صفة في أكثر المواضع التي ترد فيها حتى عندما يعربها النحاة فاعلاً أو خبرًا أو مفعولاً به، أو غير ذلك، ولكي نثبت صحة ما ذهبنا إليه، نبيّن الأمثلة التالية:

1- "ماتَ غيرُ زيدٍ" يمكن إعراب "غير" صفة لموصوف محذوف تقديره: (رجل) فيكون أصل الكلام "مات رجلٌ غيرُ زيدٍ". 

2- (زيد غيرُ مجتهدٍ) يمكن إعراب (غير) صفة لموصوف محذوف تقديره (طالب) فيكون أصل الكلام، زيدٌ طالب غيرُ مجتهد.

3- (ضربتُ غيرَ زيدٍ) يمكن إعراب (غير) صفة لموصوف محذوف تقديره (رجلاً) فيكون أصل الكلام، "ضربتُ رجلاً غيرَ زيد".

"غير" المنصوبة:

- نماذج لـ "غير" الواقعة مفعولاً به:

يقول تعالى: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ}([39]).

و"غير" مفعول به منصوب بالفتحة للفعل "يبغون".

كذلك قوله تعالى: {بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ}([40]).

إعراب "غير" مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره([41]).

يقول تعالى: {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ}([42]).

إعراب "غير" مفعول به منصوب بالفتحة([43]).

قوله تعالى:  {قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبّاً}([44])، هو مثل قوله: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا}([45]). "غير"، صفة قُدِّمت عليه فصارت حالاً"([46]).

قال القرطبي: و"غير" نصب بـ "أبتغي" و"ربًا" تمييز([47]).

قال تعالى: {قَالَ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَـهاً وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ }([48]).

قال ابن النحاس في إعراب القرآن الكريم عن إعراب قوله تعالى: {قَالَ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَـهًا}: مفعولان أحدهما بحرف والأصل أبغي لكم"([49]).

قال تعالى: {فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ اللّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ}([50]).

جاء في التبيان قول العكبري في قوله تعالى: {غَيْرَ تَخْسِيرٍ}: "الأقوى في المعنى أن يكون "غير" هنا استثناء في المعنى، وهو مفعول ثانٍ لتزيدونني.

قال الزمخشري: يعني تخسرون أعمالي وتبطلونها. أو فما تزيدونني بما تقولون لي وتحملونني عليه غير أن أخسركم، أي أنسبكم إلى الخسران، وأقول لكم إنكم خاسرون"([51]).

قال تعالى: {فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ * يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}([52]). جاء في تفسير العلامة أبي السعود قوله في معنى الآية: "...ظرف لمضمر مستأنف ينسحب عليه النهي المذكور أي ينجزه يوم الخ، أو معطوف عليه نحو: وارتقب يوم تبدل الأرض غير الأرض، أو الانتقام".

جاء في تفسير ابن كثير في معنى الآية الكريمة في حديث الصُُور المشهور المروي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي r أنه قال: "يُبدل اللهُ الأرض غير الأرض والسماء فيبسطها ويمدها مد الأديم العكاظي لا ترى فيها عوجًا ولا أمتًا ثم يزجر الله الخلق زجرةً فإذا هم في هذه المبدلة"([53]).

يتبع =


ــــــــــــــــــــ

 


([1]) الحجر 9.

([2]) ابن منظور لسان العرب، مادة (غ ي ر).

([3]) الأنعام 145/النحل 115.

([4]) جلال الدين السيوطي، الإتقان في علوم القرآن، ج1 ص189.

([5]) الفاتحة من الآية7.

([6]) الفراء، معاني القرآن، تحقيق أحمد يوسف نجاتي، محمد علي النجار، ج1، ص7، الدار المصرية للتأليف والترجمة، دون تاريخ.

([7]) الأعراف من الآية53.

([8]) الفاتحة من الآية 6.

([9]) ابن هشام، مُغني اللبيب، المكتبة العصرية، ص159، صيدا- بيروت، 1992م..

([10]) ابن عقيل، شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك، ج1 ص191، المكتبة العصرية، صيدا – بيروت، مراجعة د. محمد أسعد النادري، 1415هـ - 1995م.

([11]) أنظر حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك. ج2، ص 267. دار الفكر، بيروت.

([12]) المصدر السابق، ج2، ص 267.

([13]) البقرة من الآية 173.

([14]) الأحزاب من الآية 53.

([15]) الزركشي، البرهان في علوم القرآن، ج4، ص 293، دار الجيل، بيروت – لبنان، 1408هـ - 1988م.

([16]) الفاتحة 7.

([17]) الزركشي، البرهان في علوم القرآن، ج4، ص 93. 

([18]) النساء من الآية 95. 

([19]) النور من الآية 31. 

([20]) سيبويه، الكتاب، ج1، ص 439.

([21]) الأعراف من الآية 59.

([22]) النساء من الآية 95.

([23]) القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ج5، ص 221-222، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1413هـ - 1993م.

([24]) فاطر من الآية 3 .

([25]) النور من الاية 31 .

([26]) الزمخشري، الكشاف، ج3، ص 72، دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان، ط3، 1407هـ - 1987م.

أبو حيان، البحر المحيط، ج6، ص 49، دار الفكر، بيروت – لبنان، 1412هـ - 1992م.

([27]) الفاتحة، 6-7.

([28]) هود 63.

([29]) الأحزاب 53.

([30]) العكبري، البيان، ج2، ص 1060؛ تحقيق علي محمد البجاوي، دار الشام للتراث، بيروت – لبنان، دون تاريخ. 

([31]) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ } المائدة 1.

([32]) العكبري، المصدر السابق.

([33]) الزخرف 18.

([34]) فاطر 3.

([35]) أبو حيان، البحر المحيط، ج9، ص 13.

([36]) الأنفال 7.

([37]) التوبة 2.

([38]) محي الدين الدرويش، إعراب القرآن وبيانه، ج4، ص 51 ؛ ، دار الإرشاد، حمص – سوريا، ط3، 1412هـ - 1992م.

([39]) آل عمران 83.

([40]) النساء 81.

([41]) بشير فرج، إعراب القرآن الكريم (سورة آل عمران والنساء)، ج2، ص189، دار النهضة العربية، بيروت - لبنان، ط1 - 1999م.

([42]) النساء 115.

([43]) بشير فرج، المرجع السابق، ج2، ص 264.

([44]) الأنعام من الآية 164.

([45]) آل عمران 85.

([46]) العكبري، البيان، المصدر السابق، ج1، ص 278.

([47]) القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ج7، ص 101.

([48]) الأعراف 140.

([49]) ابن النحاس، إعراب القرآن، ج2، ص69 ؛ وضع حواشيه وعلّق عليه عبد المنعم خليل إبراهيم، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، ط1، 1421هـ - 2001م.  

([50]) هود 63.

([51]) الزمخشري، الكشاف، ج2، ص 408.

([52]) إبراهيم 48.

([53]) ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج2، ص 564.

 

 

أعلى الصفحة     محتويات العدد الواحد والعشرون