السنة التاسعة / العدد الرابع والعشرون / كانون أول  2013م / صفر  1435هـ

       رجوع     أرشيف المجلة     الرئيسية

 

ملاحظات على مقالة

(منزل الشيخ بهاء الدين العاملي في قرية إيعات)

 الشيخ حسن عبد الساتر

 

وردتنا رسالة من سماحة العلامة الشيخ حسن عبد الساتر حفظه الله، وهي تتضمن ملاحظات على مقال الدكتور خضر نبها "منزل الشيخ بهاء الدين العاملي في قرية إيعات" الذي نشرناه في العدد الرابع من مجلتنا رسالة النجف، وهذا نصها:

بسمه تعالى

وسعَ ربُّنا كلَّ شيءٍ علمًا، على الله توكلنا، ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين.

وقد ورد في كلمات الإمام علي (عليه السلام): ما عشتَ أراك الدهر عجبًا. وهناك حكمة هنديّة تقول: إن الوهم إذا تكرر يضحي حقيقة.

رئيس مجلة رسالة النجف الأشرف المحترم، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبعد: فإنني وأنا أستعرض العدد الرابع من أعداد مجلة النجف الأشرف الغرّاء، فوجئت بمقالة منسوبة إلى أحد أبناء قريتنا الكرام، الدكتور خضر نبها، يبيّن فيها موقع بيت الشيخ البهائي في إيعات وما بقي من آثاره، ومن هنا فهو يناشد أهل الغيرة أن يهبّوا ويساهموا في جعل هذا البيت متحفًا وطنيًا.

وللعلم فإنَّ البيت المذكور هو عبارة عن مصلى صغير لا يتجاوز الاثني عشر مترًا، وله محراب كان قد بناه المرحوم أبو حرب من أبناء قريتنا إيعات، وقد توفي ونحن أطفال صغار، كان يتعبّد في هذا المصلى ويعتكف فيه مع مجموعة من المؤمنين، وقد ذكر لي ابن عمتي وهو أحد المعمّرين والدارسين بعض المقدمات على يد المقدس الشيخ مصطفى اليحفوفي مع المرحوم الشيخ عبد الله اليحفوفي، ذكر لي ابن عمتي أن هذا المؤمن (أبو حرب) كان على خلافٍ دائمٍ مع المقدس الشيخ مصطفى اليحفوفي، حيث كان + يتردد كثيرًا على قريتنا إيعات وكان دائمًا ينزل ضيفًا على بيت عمتي زوجة الشيخ جعفر، وكان عاقدًا على إحدى بنات عمتي، كما حدثني بذلك أيضًا المرحوم الشيخ عبد الله اليحفوفي وابن عمتي الذي عاش مائة وست سنوات.

ومما يلاحظ على ما كتبه الدكتور خضر نبها، التالي :

أولاً: لم يكن للشيخ البهائي بيت في إيعات وإنما كان هنالك بيت لأبيه الشيخ حسين عبد الصمد، إذ إن الشيخ البهائي خرج مع أبيه من قرية إيعات وهو ابن تسع سنين أو عشر.

ثانيًا: إن كاتب هذه السطور قد وُلِدَ في بيت الشيخ حسين عبد الصمد وعاش فيه فترة قصيرة حيث كان إرثًا متسلسلاً من لدُن الشيخ حسين عبد الصمد إلى حين ولادتي في هذا البيت الموروث، حيث إني أنا حسن بن محمد بن علي بن كنجو بن عيسى بن مراد بن ضامن بن عبد الساتر بن حسين بن عبد الصمد بن حسين بن عبد الصمد ابن الإمام شمس الدين محمد بن علي بن حسن بن حسين بن صالح بن إسماعيل الويزاني الجبعي .. الخ طبق شجرة نتوارثها.

ثالثًا: إن بيت الشيخ حسين بن عبد الصمد والد البهائي يقع في أرض -طولها بين جهة الشمال والجنوب يزيد على خمسين مترًا وعرضها يزيد على الثلاثين مترًا- ويقع مقابل طرفها الجنوبي المسجد الحالي، والذي كان قد بناه الشيخ حسين بن عبد الصمد، وعرضُ هذه الأرض يزيد على الثلاثين مترًا، وقد تعرَّف وكيل سماحة السيد السيستاني في لبنان الحاج حامد الخفاف وأنا معه على الدار ومحل البيت، وهناك مسعى من قِبَلِه (حفظه المولى) لإعادة شيء من أرض الدار والبيت، وليس البيت إذًا هو نفس المصلى الصغير الذي صوّره وسماه الدكتور نبها بيتًا للبهائي.

رابعًا : إن الدكتور خضر نبها وإن كان يُشكر على حماسه في إحياء تراث عالم رباني في قريتنا إيعات وهو غير متّهم في ذلك، إذ هو كغيره ممن تحمّس في بناء مقام لمالك الأشتر في بعلبك حيث يظن أن مالك الأشتر وعهد الإمام علي (عليه السلام) قد انتهى إلى بعلبك.

وحتى لو كان الدكتور خضر أو من حذا حذوه في ذلك مشتبهين في ذلك، لكن هما مأجوران على هذا، حيث إن المرء يؤجر بحسب نيته كما فسّر الإمام الصادق ( قوله تعالى : {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً}([1]) فسرّها بالنية.

خامسًا (عليه السلام): كنت أودّ لو أن الدكتور خضر سأل أحدًا من آل عبد الساتر حيث كلهم من سلالة الشيخ حسين بن عبد الصمد وعددهم كبير حيث يبلغ أكثر من سبعة آلاف نسمة ويزيدون، ولا أقل لو كان سأل عمه -أبا زوجته- سماحة العلامة الشيخ محمد جعفر المهاجر حيث ذكر في كتابه (ستة فقهاء أبطال) أن آل عبد الساتر هم سلالة الشيخ حسين عبد الصمد، قلت : لو كان الأستاذ سأل أحد آل عبد الساتر لهداه إلى دار الشيخ حسين بن عبد الصمد التي صارت في أيامنا هذه بيوتًا كثيرة.

سادسًا: إن الله تعالى يعلم أنني ما أردت بذلك إلا التصحيح والتوضيح والدعاء لمن يسعى لإحياء تراث رموزنا الإسلامية الكبيرة.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

ــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش

 ([1]) الإسراء84.

 

أعلى الصفحة     محتويات العدد الرابع والعشرون