العددان السابع والثامن / 2006م - 2007م /1427هـ - 1428هـ

     رجوع     أرشيف المجلة     الرئيسية

 

الافتتاحية

بسم الله الرحمن الرحيم

في الثاني عشر من شهر تموز من العام 2006م، وفي بلد صغير المساحة، قليل الخطر من حيث تعداد السكّان، تقاطع الزمان والمكان في لحظة خاصة جداً من لحظات التاريخ، تجاوزت بخصوصيتها حدود الزمان ومعالم المكان، لتبُثّ روحًا جديدًا في وعي الشعوب كافة، ولتبعث أحلامًا باتت ميتة وآمالاً قد غدت مبدّدة.

إنها لحظة كانت فاتحةً لثلاثة وثلاثين يومًا، من العنف، والتدمير، والحِصار، والهَمجية... بكل ما لهذه الكلمات من معنى، والتي جسّدت بجلاءٍ تام الطبيعة الحقيقية لحضارة الغرب، ولمنطقها المهيمن، متمثّلة بالولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، ومن لفَّ لفّهما من الدول الأوروبية، مضافاً إلى بعض الذيول القصيرة من العرب وأمثالهم من الأتباع والمُلحقين.

لكن وفي المقابل كان هنالك معنى آخر لهذه الأيام الثلاثة والثلاثين، يناقض تمامًا معناها الأول، حيث تجلّت البطولة والصمود، والصبر، والحرية، والأمل، والإنسانية، بأعمق معانيها.

تلك على وجه الإجمال كانت هي الظروف التي مرّت بنا في الفترة المنصرمة، مما أعاق قسرًا صدور العدد السابع من مجلتنا في وقته المحدّد، خصوصًا وأن المعتدين الصهاينة قد امتدّت محارقهم التي أحدثوها لتطال مؤسسات الفكر، ودُور النشر، والمطابع والمكتبات ... وقد دُمّرت في الأثناء المؤسسة المعنية بالإخراج الفني لمجلتنا، وهذا ما ألجأنا مضطرين إلى دمج العددين السابع والثامن في مجلد واحد.

ثم نُكبت الأمة الإسلامية لفقدها علمًا من أعلام الدين، ورجلاً من أعاظم رجالات الإسلام، هو المرجع الكبير آية الله العظمى الميرزا الشيخ جواد التبريزي (قدس سره). وبهذه المناسبة الجليلة ترفع أسرة مجلة "رسالة النجف" أسمى آيات العزاء لمولانا صاحب العصر والزمان أرواحنا فداه، وللعلماء الأعلام، وللأمة جمعاء.

هذا .. ونتوجّه أيضًا إلى الزميل السيد أحمد الموسوي المسؤول عن ملف التحقيقات في المجلة،  بأحرّ التعازي وأصدق العواطف، وذلك لفقده ولده العزيز الغالي السيد يوسف، تغمده الله بواسع رحمته وألهم أسرته الكريمة الصبر والسلوان.

التحرير 

أعلى الصفحة     محتويات العدد السابع والثامن      أرشيف المجلة     الرئيسية