السنة الرابعة / العدد الثالث عشر/ آب 2008 - شعبان 1429هـ

       رجوع     أرشيف المجلة     الرئيسية

 

المسيح يبشّر بالمهدي

السيد باسم الصافي

البشارة

لقد بُعث المسيح  (عليه السلام)  بالبشارة، وكلمة "إنجيل" مأخوذة من اللفظ اليوناني "اونجليون" ومعناه: "خبر طيب" و"بشرى الخلاص" وإعلان هذه البشرى([1]).

وقد ورد في إنجيل مرقس: وبعد اعتقال يوحنا (وهو النبي يحيى  (عليه السلام) ) جاء يسوع إلى الجليل يعلن بشارة الله فيقول:"حان الوقت واقترب ملكوت الله فتوبوا وآمنوا بالبشارة"([2]).

وفي إنجيل مرقس أيضا أنه قال لتلاميذه: "... يجب أن تعلن البشارة قبل ذلك إلى جميع الأمم"([3]).

"اذهبوا في العالم كله وأعلنوا البشارة إلى الخلق أجمعين"([4]).

وفي إنجيل لوقا أنه قال لأحدهم: "... وأما أنت فامضِ وبشّر بملكوت الله"([5]).

فالبشارة هي الرسالة التي جد واجتهد عيسى  (عليه السلام)  لإعلانها للناس أجمعين وكان فرحًا بها، وهي اقتراب ملكوت الله عز وجل، وحَصَرَ علة بعثه وأساس رسالته بالتبشير بذلك حيث ورد أنه قال: "يجب عليّ أن أبشِّر سائر المدن أيضًا بملكوت الله فإني لهذا أرسلت"([6]).

فما هو هذا الملكوت؟

ملكوت الله

ورد هذا الاصطلاح كثيرًا في الكتاب المقدس، وبالتحديد (14) مرة في إنجيل مرقس، و(39) مرة في إنجيل متى، وورد في بعضها بصيغة "ملكوت السماوات" وذلك جريًا على عادة اليهود حينها في عدم ذكر اسم الجلالة "الله" احترامًا ورهبة.

ولمعرفة المراد من هذا المصطلح يجب أن ننظر إلى ما يستخرج من نفس نصوص الإنجيل فيكون تفسيرًا للإنجيل بالإنجيل وليس بالاعتماد على الآراء النظرية.

وبعد ملاحظة النصوص يظهر وبكل وضوح أن "الملكوت" هو "الحكم" و"ملكوت الله" هو "حكم الله".

ومن هذه النصوص

قال المسيح  (عليه السلام)  لتلاميذه:" متى صليتم فقولوا: أبانا الذي في السموات ليتقدس اسمك، ليأتِ ملكوتك لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك في الأرض"([7]).

وفي عبارة متى: "ليأتِ ملكوتك ليكن ما تشاء في الأرض كما في السماء"([8]).

أي أن يُطبّق حكم الله عز وجل في الأرض من قبل البشرية كما يطبق في السماء من قبل الملائكة، وهذا هو هدف الأنبياء والرسل  (عليهم السلام)  في هداية البشر إلى أحكام الله عز وجل الفردية والاجتماعية التي تكفل سعادة الإنسان والإنسانية جمعاء، فالذي يعرف صلاح الإنسان فردًا ومجتمعًا هو الله عز وجل الخالق الحكيم.

ونبوّة عيسى ورسالته كانت من البشائر بقرب حدوث ذلك، لأن عيسى (عليه السلام)  وقومه سيشتركون في هذا الملكوت الرباني الشامل للأرض والسماء.

ومنها: ما ورد من أن النبي يحيى  (عليه السلام)  المعاصر للنبي عيسى  (عليه السلام)  بشّر به أيضًا: "في تلك الأيام ظهر يوحنا المعمدان ينادي في البرية اليهودية فيقول: "توبوا قد اقترب ملكوت السماوات"([9]).

ومنها: "وبعد اعتقال يوحنا جاء المسيح إلى الجليل يعلن بشارة الله فيقول: "حان الوقت واقترب ملكوت الله فتوبوا وآمنوا بالبشارة"([10]).

وقت حدوث الملكوت

سئل المسيح عن موعد حدوث ملكوت الله فأجاب: "لا يأتي ملكوت الله على وجه يراقب"([11]).

أي أنه سيكون فجأة، إلا أنه في آخر الزمان.

ويدل على هذا المعنى ما ورد من قول المسيح  (عليه السلام)  : "والذي يثبت إلى النهاية فذاك الذي يخلص، وستعلن بشارة الملكوت هذه في المعمور كله شهادة لدى الوثنيين أجمعين وحينئذ تأتي النهاية"([12]).

تقول الرهبانية اليسوعية: أي "نهاية" التدبير الإلهي الحاضر وإقامة ملكوت الله على وجه نهائي([13]).

مساحة الملكوت

إن حكم الله في الأرض وملكوته يشمل جميع الأمم كما جاء في البشارة به: "ويجب أن تعلن البشارة قبل ذلك إلى جميع الأمم"([14]).

"سوف يأتي الناس من المشرق والمغرب ومن الشمال والجنوب فيجلسون على المائدة في ملكوت الله"([15]).

الذين يدخلون في الملكوت

حدّد المسيح  (عليه السلام)  مواصفات الناس الذين يدخلون حكم الله عز وجل وملكوته ودولته على الأرض وطبقاتهم وصفاتهم، ومما قال: "دعوا الأطفال يأتون إليّ، لا تمنعوهم، فلأمثال هؤلاء ملكوت الله، الحق أقول لكم: من لم يقبل ملكوت الله مثل الطفل لا يدخله"([16]).

أي: من لم يكن مثل الأطفال في براءة النفوس وطهارتها لا يدخل ملكوت الله، ويدل عليه قوله: "الحق أقول لكم إن لم ترجعوا فتصيروا مثل الأطفال لا تدخلوا ملكوت السماوات"([17]).

وذكر الأغنياء المترفين المحبين للدنيا فقال: "ما أعسر دخول ملكوت الله على ذوي المال، فلئن يدخل الجمل في ثقب الإبرة أيسر من أن يدخل الغني ملكوت الله"([18]).

وذكر العمل الصالح قائلاً: "فإني أقول لكم: إن لم يزد برّكم على برّ الكتبة والفريسيين (أي رجال الدين اليهود) لا تدخلون ملكوت السماوات([19]).

وخاطب الطبقات المظلومة والضعيفة مبشرًا إياهم بما سيكون حالهم في ملكوت الله وحكمه العادل في الأرض: "طوبى لكم أيها الفقراء فإن لكم ملكوت الله، طوبى لكم أيها الجائعون الآن فسوف تشبعون، طوبى لكم أيها الباكون الآن فسوف تضحكون"([20]).

أما أهل الباطل فسيحرمون من دخول ملكوت الله ويعاقبون ويتحول نعيمهم الباطل إلى شقاء وضحكهم إلى بكاء قال: "لكن الويل لكم أيها الأغنياء فقد نلتم عزاءكم، الويل لكم أيها الشباع الآن فسوف تجوعون، الويل لكم أيها الضاحكون الآن فسوف تحزنون وتبكون"([21]).

وقال عن التبدّل الاجتماعي بين أهل الحق والباطل: "طوبى لفقراء الروح فإن لهم ملكوت السماوات، طوبى للودعاء فإنهم يرثون الأرض، طوبى للمحزونين فإنهم يعزّون، طوبى للجياع والعطاشى للبرّ فإنهم يشبعون، طوبى للرحماء فإنهم يرحمون، طوبى لأطهار القلوب فإنهم يشاهدون الله ([22]) طوبى للسّاعين إلى السلام فإنهم أبناء الله يدعون([23]) طوبى للمضطهدين على البرّ فإن لهم ملكوت الله"([24]).

ولخّص عيسى  (عليه السلام)  بداية الملكوت وكيفية حدوثه بقوله: "ومثل ملكوت السماوات كمثل شبكة ألقيت في البحر فجمعت من كل جنس فلما امتلأت أخرجها الصيادون إلى الشاطئ وجلسوا فجمعوا الطيّب في سلال وطرحوا الخبيث، وكذلك يكون عند نهاية العالم، يأتي الملائكة فيفصلون الأشرار عن الأخيار ويقذفون بهم في أتون النار فهناك البكاء وصريف الأسنان"([25]).

 ويدخل في ملكوت الله وحكمه في الأرض التائبون: "الحق أقول لكم (أي لكهنة اليهود): إن العشّارين والبغايا يتقدمونكم إلى ملكوت الله فقد جاءكم يوحنا (أي النبي يحيى) سالكًا طريق البرّ فلم تؤمنوا به وأما العشّارون والبغايا فآمنوا به، وأنتم رأيتم ذلك فلم تندموا آخر الأمر فتؤمنوا"([26]).

الحالة الاجتماعية في الملكوت

التفاضل في مجتمع حكم الله في الأرض هو على أساس التقوى وتنفيذ الوصايا الربانية، جاء في إنجيل متى عن النبي عيسى  (عليه السلام)  قوله: "فمن خالف وصية من أصغر تلك الوصايا وعلّم الناس أن يفعلوا مثله عدّ الصغير في ملكوت السماوات، وأما الذي يعمل بها ويعلّمها فذاك يعدّ كبيرًا في ملكوت السماوات"([27]).

 وسألوه: من تراه الأكبر في ملكوت السماوات؟

فدعا طفلاً فأقامه بينهم وقال: "الحق أقول لكم: إن لم ترجعوا فتصيروا مثل الأطفال لا تدخلون ملكوت السماوات، فمن وضع نفسه وصار مثل هذا الطفل فذلك هو الأكبر في ملكوت السماوات"([28]).

وعلى هذا التقسيم بين الناس على أساس التقوى وطهارة القلب والانصياع والاستعداد للتعلم والتهذّب ستتغير مراتب الناس قبل حدوث حكم الله في الأرض، فعن النبي عيسى  (عليه السلام)  أنه قال: "وسوف يأتي الناس من المشرق والمغرب ومن الشمال والجنوب فيجلسون على المائدة في ملكوت الله فهناك آخرون يصيرون أولين وأولون يصيرون آخرين"([29]).

أما السابقون في الإيمان فيقول عنهم: "والصدّيقون يشعّون حينئذ كالشمس في ملكوت أبيهم"([30]).

 وهذا النص دليل على أن الدعوة الإلهية للمؤمنين هي أبوة تكريميّة وانتسابية لا ولادية ونسبيّة.

دولة المهدي والمسيح (عليهما السلام)

إن ملكوت الله ودولة الإمام المهدي  (عجل الله فرجه)  هما أمر واحد يأتي في آخر الزمان ويشمل الأرض كلها وستطبّق فيه مشيئة الله وأحكامه في الأرض كما في السماء، ويكون فيه العدل، وينعم فيه الأبرار والمضطهدون والفقراء، ويعاقب فيه الفجّار والمجرمون، ويقتلعون من المجتمع كما يقتلع الشوك من الحقل، وستمتد هذه الدولة من شرق الأرض إلى غربها ومن الشمال إلى الجنوب، وتكون خاتمة لمسيرة البشرية وثمرة جهود الأنبياء (عليهم السلام) .

ورد عن النبي محمد  (صلى الله عليه وآله) : "كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم"([31]).

وقال  (صلى الله عليه وآله)  أيضًا: "والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكمًا وعدلاً"([32]).

أي أنه سيحكم فيما يختلف فيه بين المسلمين والمسيحيين.

ورد عن النبي عيسى  (عليه السلام)  حول دولة الإمام المهدي  (عجل الله فرجه) : "أنا لا أطلب مجدي فهناك من يطلبه ويحكم"([33]).

وورد أيضًا: "إن ملكوت الله سينزع منكم ويعطى لأمّة تثمر ثمره"([34]).

فالحكم للإمام المهدي  (عجل الله فرجه)  والإعانة من المسيح  (عليه السلام) .

ابن الإنسان في الإنجيل

وذكر المسيح الإمام المهدي بمصطلح (ابن الإنسان)، إلا أن المسيحيين الأوائل اعتقدوا أن هذا المصطلح يعود للمسيح نفسه كما تقول الرهبانية اليسوعية: "وجدت فيها الجماعة المسيحية الأولى أحدث العبارات المميزة ليسوع الناصري ففضلتها على سائر الألقاب التي أطلقتها عليه"([35]).

والمتتبّع لموارد هذا المصطلح في الإنجيل يجد بأنه يستحيل انطباقه في بعض الموارد على النبي عيسى  (عليه السلام) ، ويتضح له أن المراد به شخص آخر هو الذي يطلب المجد ويحكم.

ومن أدلة ذلك قوله  (عليه السلام)  لتلاميذه قبل ارتفاعه للسماء: "الحق أقول لكم: من الحاضرين ههنا من لا يذوقون الموت حتى يشاهدوا ابن الإنسان آتيًا في ملكوته"([36]).

ولم يدّع أحد أن من تلاميذه من بقي حيًّا ولم يذق الموت حتى قيام ملكوت الله الذي لم يأت بعد، بل هو عيسى في السماء ينتظر ذلك اليوم الذي يشاهد فيه ابن الإنسان آتيًا في ملكوته ولذا احتارت الرهبانية اليسوعية في هذا النص فقالت: "يفترض هذا الكلام أن بعض معاصري يسوع لن يموتوا قبل ظهور ابن الإنسان في مجده"([37]).

علائم الظهور في الإنجيل

بعد أن اتضح لنا أن بشارة المسيح  (عليه السلام)  هي البشارة بقيام دولة الحق في آخر الزمان على يد ابن الإنسان -والذي نجده في نصوصنا أنه ينطبق على الإمام المهدي  (عجل الله فرجه)  الذي يظهر في آخر الزمان ويملأ الأرض قسطًا وعدلاً بعدما ملئت ظلمًا وجورًا- نذكر بعض ما ورد في الأناجيل الأربعة من كلام المسيح حول علائم الظهور مما يشابه ما ورد في مصادرنا الإسلامية.

سأله تلاميذه: "قل لنا متى تكون هذه الأمور وما علامة مجيئك ونهاية العالم"([38]).

تقول الرهبانية اليسوعية تعليقًا على كلمة "مجيئك": "تدل الكلمة اليونانية على مجيء ابن الإنسان"([39]).

وقال في جوابهم: "... وستسمعون بالحروب وبإشاعاتٍ عن الحروب فإياكم أن تفزعوا فلا بد من حدوثها"([40]).

وقال أيضًا: "ولكن لا تكون النهاية عندئذ فستقوم أمة على أمة ومملكة على مملكة، وتحدث مجاعات وزلازل في أماكن كثيرة، وهذا كله بدء المخاض، ويزداد الإثم فتفتر المحبة في أكثر الناس، والذي يثبت إلى النهاية فذاك الذي يخلص"([41]).

ويتحدث عن الظهور السريع والمفاجئ لابن الإنسان المخلّص -الإمام المهدي (عجل الله فرجه) - قائلاً: "وكما أن البرق يخرج من المشرق ويلمع حتى المغرب، فكذلك يكون مجيء ابن الإنسان"([42]).

جاء عن النبي محمد  (صلى الله عليه وآله) : "المهدي من ولدي... تكون له غيبة وحيرة تضل فيها الأمم ثم يُقبل كالشهاب الثاقب"([43]).

الخلاصة

إن دولة وحكومة الإمام المهدي  (عليه السلام)  العالمية هي آخر مرحلة في التاريخ البشري، وسيتم فيها تحقيق الأهداف الإلهية السامية في عبودية الإنسان لله عز وجل على المستوى الفردي والاجتماعي، وهذا الأمر جعل الله له بشارة من قبل المسيح لأنصاره الذين أنقذهم من الانحراف الديني لليهود، ومن ثمّ رفعه الله عز وجل إلى السماء، وادّخره لنصرة وإعانة الإمام المهدي  (عجل الله فرجه)  في هداية المسيحيين في أرجاء الأرض، لطفًا من الله عز وجل بالأبرياء من الناس الذين لم يدركوا الحق دون تعمّد.

ولمزيد من الاطلاع على هذا الموضوع وعلى تفاصيل ما ورد على لسان المسيح في الأناجيل الأربعة المقررة عند المسيحيين راجع كتابنا "المهدي والمسيح قراءة في الإنجيل"، وأيضًا كتابنا "المخلّص بين الإسلام والمسيحية" بحث في تعاون المهدي والمسيح، ففيهما الكثير مما لم يتيسر لنا ذكره في هذه المقالة([44]).


 

([1]) العهد الجديد، 25، طبع دار المشرق 1991م، بيروت.

([2]) مرقس، 1/14-15 ؛ وراجع: متى، 4/12-17.

([3]) مرقس، 13/9 ؛ وراجع: متى، 10/17-22.

([4]) مرقس، 16/15.

([5]) لوقا، 9/59.

([6]) لوقا، 4/42.

([7]) لوقا، 11/2.

([8]) متى، 6/10.

([9]) متى، 3/1-2.

([10]) مرقس، 1/14-15.

([11]) لوقا، 17/2.

([12]) متى، 24/13-14.

([13]) لوقا 18/25

([14]) مرقس، 13/10.

([15]) لوقا، 13-29.

([16]) مرقس، 10/13 ؛ ولوقا، 18/15.

([17]) متى، 18/3.

([18]) الكتاب المقدس، مجمع الكنائس الشرقي : ص255.

([19]) متى، 5/20.

([20]) لوقا، 6/20.

([21]) لوقا، 6/24.

([22]) أي رؤية القلب لا رؤية العين فالله أسمى من أن تدركه الأبصار.

([23]) أي بنوة تكريمية وليست ولادية كما هو ابن الله تكريمًا وليس نسبًا، وسيأتي نص آخر يدل على هذا المعنى.

([24]) متى، 4/3.

([25]) متى، 13/47-50.

([26]) متى،1/28-30.

([27]) متى، 5/19.

([28]) متى، 18/1-4.

([29]) لوقا، 13/29-30.

([30]) متى، 13/43.

([31]) البخاري، 4/205.

([32]) البخاري 4/205.

([33]) يوحنا، 8/50.

([34]) متى، 44.

([35]) العهد الجديد ص58 هامش 15.

([36]) متى، 16/13.

([37]) العهد الجديد ص84.

([38]) متى 24/1-3.

([39]) متى 3/102.

([40]) متى 24/6.

([41]) متى، 24/4 ؛ 25/46.

([42]) متى 24/27

([43]) بحار الأنوار، 51/72.

([44]) وراجع حول هذا الموضوع: رسالة النجف، العدد الثاني، بشارة الملكوت، والعدد الخامس، ابن الإنسان في الإنجيل، وكلاهما للشيخ حاتم إسماعيل (التحرير).

 

أعلى الصفحة     محتويات العدد الثالث عشر