بسم الله الرحمن الرحيم
{الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا
لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}
بعد أن فرغنا من إعداد مادّة هذا العدد من المجلة، وخلال
مرحلة الطباعة، فُجعنا بوفاة أستاذنا آية الله الشيخ محمد
مفيد الفقيه
(قدس سره)،
ففقدنا برحيله الأب المربي، والعالم النحرير، وفقدت الأمة
الإسلامية والحوزة العلمية، خصوصًا جبل عامل، قامة علمية
شامخة، ومنارة دينية هادية، فتعزّينا بقوله تعالى {إِنَّكَ
مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}.
وكم كنّا نتمنى أن يطيل الله تعالى عمره الشريف ليستمر
بالقيام بدوره الكبير، لا سيما رعاية حوزة "جامعة النجف
الأشرف" التي تصدر عنها مجلتنا "رسالة النجف"، والتي أسسها
(قدس سره) ورسم منهجها العلمي، ورعاها وأشرف عليها إلى أن
وافته المنية.
وكان بودِّنا أن نترجم له (قدس سره) ترجمة وافية،
ولكن اقتضتنا الضرورة أن نُصدر العدد الحالي كما كان
مقررًا، على أن نتصدى في العدد القادم إن شاء الله للحديث
عن سيرة الراحل الكبير، وعن مسيرته العلمية، وحياته
الحافلة بالعطاء.
وفي الختام نرفع أسمى آيات العزاء بهذا المصاب الجلل إلى
مقام صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه الشريف)، وإلى
الحوزة العلمية والمراجع العظام، وإلى أهله وذويه وسائر
المؤمنين، سائلين المولى عز وجل أن يجعل الراحل الكبير في
أعلى عليين، وأن يربط على قلوب أهله ومريديه ومحبيه، ويلهم
الجميع الصبر والسلوان، إنه سميع مجيب.
|