بيان استنكار - 15/12/2005م

       رجوع     الرئيسية

 

بيان صادر عن حوزة جامعة النجف الأشرف للعلوم الدينية في لبنان

 

جامعة النجف الأشرف للعلوم الدينية / جبل عامل - حاريص
تأسست 1410هـ - 1990م  / تلفون : 325175/07

بسم الله الرحمن الرحيم

في كل مرة يؤكد الشعب العراقي العزيز على أصالته وروعة أدائه لمهامه الوطنية ،تطلعًا للاستقلال والأمن، بعدما عانى من دكتاتورية مقيتة وظروف عصيبة. وكان اصطفاف كل القوى السياسية والعشائرية والشرائح الاجتماعية خلف مواقف المرجعية، وإرشاداتها الحكيمة وتوجيهاتها الرصينة تتويجًا لهذه الأصالة وتأكيدًا لمطالب المرجعية من اقتلاع بذور الفتنة واجتثاث جذور نار الحرب الأهلية في هذا البلد العزيز، حتى يستردّ هذا الشعب المثخن بجراح الاحتلال وما سبقه من القهر والاستبداد، عافيته ويسير في مدارج الرقي والتقدّم.
وبعدما كان النظام البائد يسوّد صفحاته بجرائم يرتكبها بحق علماء الدين والحوزة العلمية (أعزّها الله) والحركات الإسلامية والشعب العراقي برمّته، فكان بذلك النموذج الأسوأ لسلطة القمع والإرهاب، يحاول بعض سيئي الصيت أن ينهج النهج عينَه، بشكل إعلامي، من خلال إشاعة ثقافة الشتم وإساءة الأدب لا باتجاه شخص واحد، بل باتجاه شعب بأكمله بمقاماته العالية ورموزه الدينية وقادته،هادفًا إلى فصل الشعب العراقي عن هذه القيادات والرموز . وذلك لأن مقام المرجعية ما فتئ يجسد في مواقفه أجلى صور الحكمة، حتى كانت كل خطواته صيحة تلو صيحة، تنسف بنيان المغرضين نسفًا، وتدكّ سقوفهم دكًا، وكانت على قلوب المستضعفين بردًا وسلامًا.
ولكنّ اللافت فعلاً أن كلَّ ذلك بمرأى ومسمع من الحكومة القطرية (التي تحتضن أكبر قاعدة أميركية في الشرط الأوسط، والتي انطلق منها تخليص العراق من النظام البائد) حيث تبدو في كل مرة وكأنها في غيبوبة، أو غضِّ نظرٍ عن كل ما يُبَثّ لتنفيذ مآرب خاصة، أو لأجل الانسجام مع رغبة كثير من الدول العربية في إرادة الفتنة في العراق (وهذا يعني الحاجة الضرورية لمراجعةٍ شاملةٍ في الوسط الإعلامي والقانوني العربيَيْن) الذي اختار شعبه طريقه الصحيح إلى الحياة الحرة الكريمة الآمنة في ممارسة توجهاته وتطلعاته المشروعة، وكلها مشروعة.
وهذا النهج الحُرّ الذي وفّرته وعملَتْ على تطبيقه حكمة المرجع العظيم السيد السيستاني (أدام الله بقاءه) وبقية الرموز البنّاءة الفاعلة من الشيعة والسنة لا يعجب قناة الجزيرة سيئة الصيت، التي تبثّ سمومها من خلال النظام البائد الذي ارتمت في أحضانه، ومن خلال السلفية التكفيرية التي يرفضها الشعب المسلم السنّي قبل الشيعي في العراق وسائر البلاد الإسلامية. كل ذلك أفقدها مصداقية الحياد في عالم الرسالة الإعلامية.
نسأل الله (تعالى) أن يوفِّقنا وجميع شعوب أمّتنا لقول الحق والعمل به، وما النّصر إلا من عند الله، وهو حسبُنا ونِعْم الوكيل.

يوم الخميس 12 ذو القعدة 1426 هجرية

الواقع فيه 15/12/2005 ميلادية

أعلى الصفحة     محتويات العدد التاسع