ذكراك
يا عـيـدَنا رَوْحٌ وَريْـحـانُ
والـكـونُ فـي
نـشـوة الأفراح يـُطربه
وفـي الســماء
ترانيمٌ يـُـخـامـرهــا
يومٌ أطــلّ عـلى
الـدنـيـا بــبهجـتـه
عـيد السـماء وعيد الأرض والـتـقـيا
يـومٌ بـه الله أوحى لـلرَّســول ألا
وأنـتَ إن لم تـُبَـلـِّغ ْ مـا أُمـرت به
نَصـِّبْ عــلـيّـًا إمـامـًا لـلأنـام فــذا
فـقـام فـيهم خطـيـبـًا ثـم بـلـّـغـَهـم
وتـمّت النـعمـة الكـبـرى بـبـيـعـتـه
وقـد تـهـلـل وجهُ المصطفى فرحًا
فاليومَ عـيـدٌ بـه جبريلُ مـبـتـهـجٌ
اليومَ شُيـِّـدَ للإسـلام صَرحُ هدىً
اليومَ أجـفـانها بالمرتضى اكتحلت
لولا الـولايـة مـا تـمّتْ لـنـا نِـعمٌ
(أليومَ أكمَـلـْتُ) هذي فيه قد نزلـَتْ
هـذا هـو المجدُ لا مـالٌ ولا خـَوَلٌ
هـي الإمـامـة عـهـدُ الله يـجـعـلـه
ا لطـاهـرون الألـى لم يـعبدوا صنمًا
فـيـا أبـا حســنٍ تـُهـْـنيك نـائـلةٌ
من ذا يضاهيك في فضلٍ وفي شرفٍ
حُـزتَ الفضــائلَ مـا فاتـتـْـك واحدةٌ
يـكـفـيك أنــك نفـْسُ المصطفى حسبًا
لـولاك مـا قـام للإسـلام قــائـمةٌ
لـولاك مـا خـُـلِقــَتْ شــمسٌ ولا قـمرٌ
لولاك ما قِيلَ (بسم الله) في نـُسُــــكٍ
لم تـَعـْـمَ عن فضلك المشهودِ أعيُنـُـهم
قـد بايـعوك ولـكن بـعدها نـكـثـوا
كـأنّ (أوفوا بعهدي) آيةٌ نـُسِــختْ
لـو أنـهـم عَـظـُمَ البـاري بـأنـفســهم
حـَـلَتْ طـلـيقــتـك الـدنيا بأعـينهـم
لو أمَّـروكَ لـســادوا فـيك بل سـعدوا
مالوا عـليـك ولـو مالـوا إلـيـك هــُدوا
لـم يـقـبلوا أنـك المـولى لهم أبدا
قـد أبغـضوك وثاراتٌ لهم كــُتـِـمَتْ
صرعْتَ شَـيْـبـَتـَهم جـدَّلــْـتَ عـُتبـتهم
قـتـلتَ أشيـاخهـم أرديتَ عَمْرَوهمُ
ولـم تـدَع ْ أيَّ بـيـتٍ من بـيـوتهم
والديـن ما زال هـشـّـًا فـي نفوســهم
والـجـاهـلية مـا انـفكــّـتْ تـراودهـم
الخـَـطـْبُ أنـّــكَ لـم تـأخـذك لائـمـةٌ
فأنت هَـمّـكَ حـفظ الدين مـن صغرٍ
وأكـثـر الناس أعـداءٌ لمـا جـهـلوا
قاســوك يـا عِـلــّة الإيجاد عن حســدٍ
فليخسؤوا أين مـن إحدى علاك عـلاً
فرّوا وولــّوا على الأدبار في أحُـدٍ
نهـَضْـتَ بالأمر لمّا دونـه فشــلوا
تردي الصـناديدَ والأبطالُ قد وجلوا
|
|
حمدٌ
و شـكـرٌ وتسـبـيحٌ وقـرآن
عذب القـوافـي وتغريدٌ وألـحان
عطر الوصـيّ وسـاق العرش مزدان
وزيــّـنَ الحـورَ في الجنات رضوان
فــكان في خـُـمَّ للـعـيـديـن ديوان
بَـلـِّغ فـلـيس لهــذا الأمر كـتـمـان
عـادت إلى الـبـيـت أصنامٌ وأوثان
عـهـْـدٌ مـن الله معـهـودٌ وإيـذان
و كـُـلـّهـم يومــَها سَــمْعٌ وآذان
وكـان للهِ بـعـدَ التمّ رضــوان
وأنشـد الشـعـر ذاك اليوم حـسّـــان
والـيـوم عـنـوانـه مـولىً وإيمان
واليومَ صار
لِعَيْن ِ الديـن ِ إنسان
لـولاه ما اكتحلت للدين أجــفـان
يومَ الغدير فـَسـَـلْ يُـنـبيك فرقان
ألـيـس قبلَ تمام ِ الشيء نقصان
ولا عـروشٌ و لا ملكٌ و تيجان
لـمـن هــمُ عـَمَـدٌ للديـن أركان
حاشــا فــهـم لسـوى الديّـان ما دانوا
قد خصّــك الله ُ فـيهـا وهي عرفان
وأنت في جـبـهة الـتـوحيد عنوان
يـكـفيـك أنـك للإيمان مـيزان
يومَ التــباهـل والتنزيل تــبـيان
ولا تـَرَسَّـخ لـلـتـوحـيـد بـنيان
أليس في ردِّ تــلـك الشــمس بـرهان
و لا تـَفـَـوَّه بالـرحمـن إنســــان
بل القـلوب عليها الرَّيْنُ والران
وعاهدوا اللهَ لـكن بعـدها خانـوا
وكلَّ نصّ أتـى زُورٌ و بـهتان
لعَظـَّـموكَ وكانوا غيرَ ما كــانوا
وغــَرَّهـم زُخـْـرُفٌ منها وشـيطان
أو حكــَّموكَ لما ذلــّوا ولا هانوا
كما اهتدى فيك عمّارٌ وســلمان
حتى و لو جاء فوق النصّ قرآن
مـن يـوم بدرٍ وأحقادٌ وأضغان
كـذا الوليد وأكـْفاءٌ وأقـران
وكلـّـُهم في الوغى شُوسٌ و شجعان
إلا و فــيه مـناحاتٌ وأحـزان
ولم يزل ْ عندهم في الشــرك أخدان
و في القلوب لها شوقٌ و تـحنان
فـي كــلِّ أمـرٍ به لله رضـوان
والقوم هَـمـُّـهمُ دنـيـا وســلطـان
وأكثـر الناس للطــاغوت عُـبدان
بمن ســواك و لولا أنت ما كـانوا
ومَـن عديّ و مـَن تـَيمٌ وســفيان
وذو الفقار برأس الشــرك رنــّـان
وقد برزْتَ و إرعاد الوغى زجلُ
وأنت من نصر الإســلام إذْ خذلوا
|