العدد الحادي عشر/ خريف 2007م  / ذو الحجة 1428هـ

       رجوع     أرشيف المجلة     الرئيسية

 

الافتتاحية

بسم الله الرحمن الرحيم

الافتتاحية

تتنوّع التسميات التي تطلق على عصرنا الحاضر ، وكل منها يحاول أن يشير إلى الظاهرة الأبرز التي تسم هذا العصر بميسمها .

فهو عصر الثورة البيولوجية عند البعض ، وهو عصر الثورة المعلوماتية عند غيرهم ، وهو عصر العولمة عند آخرين ...

وإذا كان لكل اسم من هذه الأسماء نصيب من الواقعية والصحة ، إلا أنه لا يمكن لأيّ منها أن يوازي في دلالته وشموله القول بأن عصرنا هو :

عصر الإرهاب

نعم ، فلعل البشرية لم تعرف -وعبر تاريخها الطويل- إرهابًا مماثلاً للإرهاب المتجلّي عن روح هذا العصر . والشاهد على ذلك هو أن الإرهاب المعاصر قد تنوّعت مظاهره وتعدّدت فنونه ، واتّسعت رقعته ، واشتدّت حدّته ، حتى بلغ مدىً غير مسبوق ، لا في دنيا الواقع ، ولا في عالم الخيال...

إنه إرهاب قد طال الأفراد والجماعات ، ولم يميّز بين الأجناس ولا الأعمار، ودمّر البيئة ، وأفسد طبقات الجوّ ، ومارس فنونه التدميرية على المستوي المادي/الجسماني، وعلى المستوى النفسي والفكري ، وتوفّر له من المعارف العلمية والوسائل المادية والفنون والتقنيات ما لم يكن ليخطر على بال...

وهذا ما حَدَا بنا لأن نخصّص ملف العدد الحالي من مجلة [رسالة النجف الأشرف] لدراسة هذه الظاهرة ، علّنا نُلقي الضوء على بعض حيثياتها، وعلى ما قد يرتبط بها من مصطلحات مثل العنف، والتطرّف، والسلفية، والتكفير... في محاولة منّا لتحديد معاني هذه المصطلحات ، ومدى ما بينها من ملازمة أو تفكيك ، وذلك بُغية فهم الموضوع فهمًا علميًا مبتنٍ على قاعدة متينة ومنهج واضح ، مما يزيل اللبس ، ويرفع الشبهات ، ويمنع من الكيل بمعيارين.

هذا ويبدو أن الموضوع ، ولِمَا له من أهمية خاصة ، قد حدا بالكتّاب والباحثين الأفاضل لأن يزوّدوا المجلة بالعديد من المقالات والدراسات القيّمة المنضوية تحت عنوان الملف ، مما جعلنا نعمل إلى نشر الملف على حلقتين ، وذلك حرصًا منّا على إبقاء مساحة للمقالات المتنوّعة في كل عددٍ مراعين بذلك الاهتمامات المختلفة للقرّاء الكرام.

وختامًا ، نتوجّه بجزيل الشكر إلى جميع باحثينا الكرام ، سائلين المولى أن يمنّ علينا بالتوفيق والسداد ، إنه حسبنا ونعم الوكيل.

 

أعلى الصفحة     محتويات العدد الحداي عشر