السنة الرابعة / العدد الثالث عشر/ آب 2008 - شعبان 1429هـ

       رجوع     أرشيف المجلة     الرئيسية

 

العلاّمة الشيخ محمد جواد البلاغي

الشيخ أمين ترمس

أساتذته

حضر العلامة البلاغي (قدس سره) عند أهم علماء عصره وكبار مراجع التقليد في وقته، أبرزهم:

1- الشيخ محمد كاظم الخراساني النجفي المعروف بالأخوند (1255هـ - 1329هـ).

2- الشيخ محمد طه بن مهدي نجف (1241هـ - 1323هـ).

3- الشيخ آغا رضا بن محمد الهادي الهمداني النجفي (1250هـ - 1322هـ).

4- الشيخ ميرزا محمد تقي الشيرازي الحائري، زعيم ثورة العشرين في العراق توفي سنة 1338هـ.

5- السيد محمد بن هاشم بن مير شجاعت علي الرضوي الهندي، توفي سنة 1323هـ.

تلامذته

من الطبيعي أن تشد الرحال إلى شخصية كشخصية العلامة البلاغي ، لذا تهافت عليه الطلاب وعشّاق العلم والمعرفة، لينهلوا من علومه، خصوصًا وأنه تفرّد بجملة علوم دون غيره.

ومن أبرز من حضر درسه أو روى عنه:

1- السيد أبو القاسم الخوئي، المتوفى سنة 1413هـ.

2- السيد محمد هادي الحسيني الميلاني، المتوفى سنة 1395هـ.

3- السيد شهاب الدين محمد حسين المرعشي النجفي، المتوفى سنة 1411هـ.

4- السيد محمد صادق بحر العلوم، المتوفى سنة 1390.

5- الشيخ ذبيح الله بن محمد علي المحلاتي، المتوفى سنة 1405هـ.

6- الشيخ علي محمد البروجردي، المتوفى سنة 1395هـ.

7- الشيخ جعفر باقر آل محبوبة، المتوفى سنة 1378هـ.

8- الشيخ مجتبى اللنكراني النجفي، المتوفى سنة 1406هـ.

9- الميرزا محمد علي التبريزي المدرّس، المتوفى سنة 1373هـ.

10- السيد صدر الدين الجزائري، المتوفى سنة 1394هـ.

بعض ما قيل فيه من المدح والثناء

1- قال السيد محسن الأمين العاملي في حقه: [... كان عالمًا فاضلاً أديبًا شاعرًا حَسَن العشرة، سخيّ النفس، صرف عمره في طلب العلم وفي التأليف والتصنيف، وصنّف عدّة تصانيف في الردود، صاحبناه في النجف الأشرف أيام إقامتنا فيها، ورغب في صحبة العامليين، فصاحبناه وخالطناه حَضَرًا وسَفرًا عدة سنين إلى وقت هجرتنا من النجف، فلم نرَ منه الا كل خُلُق حسن وتقوى وعبادة، وكل صفة تُحمد، وجرَت بيننا وبينه بعد خروجنا من النجف مراسلات ومحاورات شعرية، ومكاتبات في مسائل علمية...]([3]).

ولو لم يكن في حقّ العلامة البلاغي إلا هذه الشهادة الحسيّة من عالم كبير كالعلامة الأمين لكفى.

2- قال الشيخ أقا بزرك الطهراني: [...كان أحد مفاخر العصر علمًا وعملاً... وكان من أولئك الأفذاذ النادرين الذين أوقفوا حياتهم وكرّسوا أوقاتهم لخدمة الدين الحنيف والحقيقة... فهو أحد نماذج السلف التي ندر وجودها في هذا الزمن] ([4]).

3- قال الميرزا محمد علي التبريزي المدرّس: [... فقيه أصولي،حكيم متكلم، عالم جامع، محدّث بارع، ركن ركين لعلماء الإمامية، وحصن حصين للحوزة الإسلامية، ومروّج للعلوم القرآنية، وكاشف الحقائق الدينية، وحافظ للنواميس الشرعية، ومن مفاخر الشيعة...] ([5]).

4- قال الأستاذ الأديب علي الخاقاني: [... أغنتنا آثاره العلمية عن التنويه بعظمته وعلمه الجمّ وآرائه الجديدة المبتكرة، فلقد سدّ شاغرًا كبيرًا في المكتبة العربية الإسلامية بما أسداه من فضل فيما قام به من معالجة كثير من المشاكل العلمية، والمناقشات الدينية، وتوضيح التوحيد ودعمه بالآراء الحكيمة قبال الثالوث الذي هدّه بآثاره وقلمه السيّال...] ([6]).

لم تقتصر حياة العلامة البلاغي على الدرس والتدريس والكتابة والتأليف، بل كان في حياته الكثير من المحطات التي تستحق أن يقف عندها كل مطلع ودارس، لما فيها من صفحات مشرقة ومشرّفة، فهو كان من العلماء البارزين الذين وقفوا في وجه الاحتلال الانكليزي وساهم مساهمة كبيرة في إثارة الناس عليه وحمل السلاح في وجهه، حتى خرج وهو يجر ذيول الخيبة وراءه، وكذلك كان موقفه عندما انتشرت الفرق الضالة في بلاد المسلمين وهبّت أعاصير الإلحاد والزندقة وتحرّكت تيارات أصحاب البدع والأهواء الفاسدة يؤازرهم جماعات من المبشرين، الذين سعوا إلى إفساد أبناء الأمة الإسلامية وإقصائهم عن اتباع الحق، فوقف العلامة البلاغي في الساحات وقارعهم بالسوط والكملة، ولم ينسَ أهل الكرخ عندما تسللت جماعة من البهائية واستولوا على مكان في محلة الشيخ بشار في الكرخ، واتخذوه حضيرة لهم لإقامة شعائرهم الفاسدة والضالة، كيف أثار العلامة البلاغي الرأي العام ضد البهائية وأقام دعوى عليهم في المحاكم، ومنعهم من التصرّف فيه، ثم حوّله إلى مسجد يعبد الله فيه، وتقام فيه الصلوات الخمس والمجالس العلمية والمآتم الحسينية .

ومن مآثره الباقية والخالدة إقامته المأتم في اليوم العاشر من المحرم في كل عام في مدينة كربلاء المقدسة، فهو أول من أقامه، وعنه أخذ المؤمنون حتى توسّع ووصل إلى ما وصل اليه في هذه الأيام.

بعضٌ من ملامح شخصيته

من صفاته أنه كان عازفًا عن الدنيا، زاهدًا بما فيها، عفيف النفس، متواضعًا، ليّن العريكة، خفيف الروح، عذب المنطق، كان أنسه في الأبحاث العلمية والجلوس بين بساتين الكتب، باحثًا عن مسألة فقهية، أو أصولية، أو مفسّرًا لآية من كتاب الله تعالى أو شارحًا لما غمض من أفكار علمية، أو مجيبًا على شبهة قرأها في كتاب أو منشور، أو أرسلت إليه، فكان لا يغادر غرفته ومكتبته الا في أوقات الضرورة لإقامة الصلاة وزيارة الحرم الشريف أو لشراء حاجيات عائلته من غذاء ونحوه، وكان يحملها اليهم بنفسه ويعتذر لمن يريد مساعدته بحملها عنه بقوله له : [ربّ العيال أولى بعياله].

ولشدة ورعه وزهده وابتعاده عن جميع مظاهر الشهرة كان عندما يطبع وينشر كتبه ومؤلفاته لا يدوّن اسمه عليها، أو يوقّعها بأسماء مستعارة، كـ[عبد الله العربي] أو [عبد الله أحد طلبة العراق]، أو [كاتب الهدى النجفي] وغير ذلك، وهذا لم يكن منه خوفًا على حياته أو تقية لبقائه كما ظنّه البعض، فإن هذا قد يصح في الكتب التي كتبها ردًا على بعض الفرق والمذاهب والأديان الضالة والباطلة، وأما ما كتبه من كتب أخرى علمية وفكرية ومعرفية فإن الخوف والتقية لا يتصوّر فيها، ومع ذلك كان يصرّ على عدم ذكر اسمه، وهذا ما صرّح به السيد عبد المطلب الحسيني صاحب مجلة [الهدى]، فإنه عندما طبع كتاب [البلاغ المبين] لم يذكر اسم العلامة البلاغي عليه معتذرًا من القراء بقوله [لم أصرّح باسمه الشريف في طبعه لأنه هو أمر بذلك].

شعره وأدبه

كان العلامة البلاغي من الأدباء المرموقين والشعراء المبدعين يفيض شعره بالعواطف الوجدانية، ويزخر أدبه بالمشاعر الإنسانية، مع رصانة تركيبه وفصاحة ألفاظه ولطافة معانيه وحلاوة أسلوبه وطلاوته، وقد سخّره -كما سخّر نفسه من قبل- للدعوة الصادقة إلى الحق وكشف الحقائق، ودحض الأباطيل والدفاع عن الإسلام ونشر فضائل أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، وقد وصف الشاعر السيد محمود الحبوبي العلامة البلاغي وقلمه فقال:

دأبت بنشر ما سميت كتبًا
فتى القلم الذي إن صرّ ألقى
وإن تحمله مختضبا مدادًا
وإن رضع الدواة ترى شيوخ
 

 

ودين الله سماها دروعا
صليل المشرفي له الخضوعا
فما ذَا السيف مختضبا نجيعا
الضلالة تتقي ذاك الرضيعا[7]
 

وفي عام 1317هـ أرسل أحد علماء بغداد قصيدة إلى علماء النجف الأشرف ينكر فيها وجود الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف)، تقع في 25 بيتًا، عُرفت في الأوساط النجفية بـ(القصيدة البغدادية)، وانبرى من كبار العلماء والأدباء للردّ عليه، منهم السيد محسن الأمين العاملي، والشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء، والعلامة البلاغي، وكان مطلع قصيدة البغدادي:

أيا علماءَ العصرِ يا من لهم خُبْرُ
لقد حارَ مِنّي الفكرُ في القائمِ الذي
فمِنْ قائلٍ في القشر لبٌّ وجودُه
وكيفَ وهذا الوقتُ داعٍ لمثلِه
وإن قيلَ من خوفِ الطغاةِ قد اختفى
وإن قيلَ من خوف الأذاة قد اختفى
ومن عيبِ هذا القولِ لا شكَّ أنه
 

 

بكلِّ دقيقٍ حارَ في مثلِه الفكرُ
تنازعَ فيه الناسُ والتبَسَ الأمرُ
ومن قائلٍ قد ذَبَّ عن لُبّهِ القشرُ
ففيه توالى الظلمُ وانتشرَ الشرُّ
فذاكَ لعمري لا يجوزُه الحجرُ
فذلكَ قولٌ عن معايب يفترُ
يؤول إلى جبنِ الإمامِ وينجرُ
 

فردّ عليه العلامة البلاغي بقصيدة طويلة تجاوزت المئة بيت، وهي بحقّ من روائع نظمه وعيون شعره، استهلّها بقوله:

أطعتُ الهوى فيهم وعاصانيَ الصبرُ
أنستُ بهم سهلَ القفارِ ووَعرَها
أخا سفرٍ ولهَانَ أغتنمُ السُّرى
بِذامِلَةٍ ما أنكرتْ ألَمَ الجَوى
 

 

فها أنا ما لي فيه نهيٌ ولا أمرُ
فما راعني منهنَّ سهلٌ ولا وعرُ
من الليلِ تغليسًا إذا عرَّسَ السَّفرُ
وما صدّها عن قصدِها مَهمهٌ قفرُ
 

ومنها:

وفي خبرِ الثقلينِ هادٍ إلى الذي
إذا قالَ خيرُ الرُّسلِ لن يتفرَّقا
 

 

تنازعَ فيه الناسُ والتبَسَ الأمرُ
فكيفَ إذنْ يخلو من العِترة العصرُ
 

ومنها:

وغابَ بأمرِ اللهِ للأجلِ الذي
وأوْعَدَه أن يُحيي الدينَ سيْفُهُ
وإنَّ جميعَ الأرضِ ترجِعُ ملكَهُ
فأيقنَ أنَّ الوعدَ حقٌّ وأنه
فسلَّمَ تفويضًا إلى اللهِ صابرًا
ولم يكُ من خوفِ الأذاةِ اختفاؤُه
وحاشاهُ من جُبن ولكنْ هو الذي
 

 

يراهُ له في علمه ولَه الأمرُ
وفيه لدينِ المصطفى يُدركُ الوترُ
ويملؤها قِسطًا ويرتفعُ المكرُ
إلى وقتِ عيسى يستطيلُ له العمرُ
وعن أمرِه منه النُّهوضُ أو الصبرُ
ولكن بأمرِ الله خِيْرَ له السترُ
غدا يختشيه من حَوَى البرُّ والبحرُ
 

ومنها:

ودونكَ أبناءَ النبيِّ به تزد
فكم في ينابيع المودة منهلٌ
وفي غيرِه كم من حديثٍ مسلسلٍ
ومن بين أسفارِ التواريخ عندكم
وكم قال من أعلامكم مثلَ قولنا
 

 

بآحادِها خُبرًا وآحادُها كثرُ
نميرُ به يُشفى لواردِه الصدرُ
به يفطنُ الساهي ويستبصرُ الغرُ
يُؤلَّفُ في تاريخ مولدِه سفرُ
به عارفٌ بحرُ وذو خبرةٍ حبرُ
 

ومنها:

لئن غابَ في السرداب يومًا فإنما
فدعْ عنك وهمًا تهتَ في ظلماتِه

 

 

على الناسِ من أُمّ القرى يطلعُ البدرُ
ولا يرتضيه العبدُ كلاّ ولا الحرُّ
 

إلى أن قال خاتمًا قصيدته:

وقد جاءَ في الآثارِ عن كلِّ واحدٍ
تُعرّفُنا ابنَ العسكريِّ وأنّهُ
تبِعنا هُدى الهادي فأبلغنا المدى
 

 

أحاديثُ يَعيى من تواترها الحصرُ
هو القائمُ المهديُّ والواترُ الوترُ
بنورِ الهدى والحمدُ لله والشكرُ
 

وعندما هُدمت قبور الأئمة في البقيع من قبل الوهابيين الحاقدين في الثامن من شوال سنة 1343هـ، نظم قصيدة يتفجّع بها على تلك الرزية العظيمة، مطلعها:

دهاكَ ثامنُ شوّالٍ بما دَهَما
 

 

فَحقَّ للعينِ إهمالُ الدموعِ دمَا
 

ومنها:

يومَ البقيعِ لقد جلَّتْ مصيبَتُهُ
 

 

وشاركتْ في شَجاها كربلا عِظْمَا
 

ومن قصيدة له يرثي بها الإمام الحسين (عليه السلام):

يا تَريبَ الخدِّ في رَمْضَا الطُّفوفْ
يا نصيرَ الدينِ إذْ عزَّ النصيرْ
وشديدَ البأسِ واليوم عسيرْ
 

 

ليتني دونَك نهبًا للسيُوفْ
وحمى الجار إذا عز المجيرْ
وَثِمَالَ الوفدِ في العامِ العَسوفْ
 

ومنها:

سيدي أبكيكَ للشيبِ الخضيبْ
سيدي أبكيكَ للجسم السليبْ
سيدي إن منعوا عنك الفُراتْ
فسنسقي كربلا بالعبَراتْ
 

 

سيدي أبكيكَ للوجهِ التريبْ
مِن حَشَا حَرّانَ بالدمعِ الذَّرُوفْ
وسَقَوا منكَ ظِماءَ المُرهفَاتْ
وكفًا من علقِ القلبِ الأسُوفْ
 

ومن قصيدة له في الإمام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه الشريف) يوم مولده:

حيِّ شعبانَ فهو شهرُ سُعُودِي
منه حَيا الصبِّ المشوقِ شذَا الميـ
بهجةُ المرتضى وقُرّةُ عينِ المـ
 

 

وعدُ وَصلِِيَ فيه وليلةُ عِيدي
ـلادِ فيه وبهجةُ المولودِ
ـصطفى بل ذخيرةُ التوحيدِ
 

ومنها:

طُلتِ فخرًا يا ليلةَ النصفِ من شعـ
يا إمامَ الهدى سعدتَ وما كلُّ
 

 

ـبانَ بيضَ الأيامِ بالتسويدِ
زمانٍ في ذاتِه بسعيدِ
 

ومنها:

شاهرَ السيفِ ناشرَ العدلِ ماحيَ الـ
خاتمَ الأوصياءِ جامعَ شملِ الـ
 

 

ـجَوْرِ حاميَ الجوارِ مأوى الطريدِ
ـدينِ بعدَ التفريقِ والتبديدِ
 

ويختم بقوله:

كم نُعاني الشوقَ المبرحَ تفـ
فمتى ينقعُ العليلُ بلُقْيَا
فتحنّنْ على حنينِ نشيدي
 

 

ـديكَ المحبونَ والفراقَ المودي
كَ وتُطفَى لواعجُ المعمودِ
يا سميعًا يدري بلحنِ قصيدي
 

وفاته ومدفنه وما قيل في رثائه

توفي العلامة البلاغي رحمه الله في ليلة الاثنين 22 شعبان لعام 1352 هـ إثر مرض ألمّ به.

وما إن شاع خبر وفاته حتى هبّت مدينة النجف الأشرف بكاملها، شيبها وشبانها، وكبارها وصغارها، وشيّع تشييعًا مهيبًا يليق بمقامه، سار فيه آلاف من المؤمنين، يتقدمهم كبار العلماء والمراجع والفضلاء، ودفن في الحجرة الثالثة من الجهة الجنوبية للصحن الشريف لمرقد أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وهي الحجرة المعروفة بآل العاملي.

ولقد رثاه كبار العلماء وفحول الشعر والأدب بقصائد مؤثّرة معبّرة مفعمة بالحزن، والأسى على فقده، وأول من رثاه خاله العلامة السيد رضا الهندي إمام الشعر في عصره في قصيدة في غاية الروعة، مطلعها:

إنْ تُمسِ في ظُلَم اللُّحودِ مُوسَّدا
ولئن يُفاجئك الرّدى فلطالما
قد كنتُ أهوى أنني لكَ سابقٌ
فليندُبِ ( التوحيدُ) يومَ مماتِه
 

 

فلقد أضأْتَ بهنّ ( أنوارَ الهُدى)
حاولتَ إنقاذَ العبادِ من الرَّدى
هيهاتَ قد سبَقَ (الجوادُ) إلى المدى
سيفًا على (التثليث) كان مُجرّدا
 

ومنها:

أَأُخَيَّ كم نثرتْ يداكَ من (الهُدى)
إن كنتَ لم تُعقبْ بنينَ فكلُّ منْ
 

 

بذرًا فطِبْ نفسًا فزرعُك أحصَدا
يهديه رُشدُك فهو منكَ تولّدا
 

وممن رثاه العالم الكبير الشيخ محمد رضا المظفر في قصيدة مستهلها:

يا طرفُ جُد بسواد العين أو فذر
 

 

ماذا انتفاعك بعد الشمس بالنظر
 

ومنها:

قد كان كالبدر في ليل الشتا ومضى
 

 

 

كالشمس معروفة بالعين والأثر
 

ومن جملة من رثاه العلامة المرجع الديني الشيخ محمد تقي الفقيه في قصيدة ضمّنها تاريخ وفاته، منها:

أفنيتَ نفسَك بالجهادِ وطالما
حتى تراءَتْ في الجِنانِ مَهيضةً
 

 

بدمائِها رَوّى اليراعَ الظامي
هتَفَ الملائكةُ: (ادخُلي بسلامِ)
 

ومنها:

صيَّرتَ قلبَكَ شمعةً وحملتَهُ
فأذبتَهُ فإذا المدامعُ أسطرٌ
 

 

ضوءًا أمامَ الدينِ للإعظامِ
والنورُ معناها البديعُ السامي
 

فسلام الله عليه يوم ولد ويوم مات، ويوم يبعث حيًّا.

(انتهى المقال)

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([3]) أعيان الشيعة: ج4 ص255.

([4]) طبقات أعلام الشيعة (نقباء البشر في القرن الرابع عشر)، 1/323.

([5]) ريحانة الأدب: 1/179

([6]) شعراء الغريّ، 2/438.

([7]) مقدمة كتاب الهدى إلى دين المصطفى، 1/16.

 

أعلى الصفحة     محتويات العدد الثالث عشر