السنة الخامسة / العدد السادس عشر/ كانون أول 2009 - ذو الحجة 1431هـ

       رجوع     أرشيف المجلة     الرئيسية

 

الافتتاحية

مع صدور هذا العدد من مجلة رسالة النجف تكون المجلة قد أتمّت السنة الخامسة من عمرها، وقد رافقها في رحلتها هذه قرّاء كرام تابعوها بعناية وبمحبة، فكانوا نِعم المشجع ونِعم المعين على دوام حركتها واستمرار عطائها، ولعله من بَدَائِهِ الأمور أنه لولا وجود القارئ المهتم لما كان للنص المكتوب أي معنى.

يقول الشاعر إيليا أبو ماضي:

يا رفيقي... أنا لولاك أنتَ ما وقّعتُ لحنًا

كنتَ في سرّي لمّا كنتُ وحدي أتغنّى

أليسَ الروضُ حلاهُ أنه يومًا سيُجنى

هذه أصداءُ روحي، فلتكنْ روحُك أُذنًا

نعم... لا يمكن أن يكون للكلمة وجود وحياة إلا بوجود طرفيها (الكاتب والقارئ).

وكما منَّ الله علينا بقرّاء محبين، فقد أنعم علينا أيضًا بكتّاب مخلصين أغنوا المجلة بنصوصهم القيّمة، وقد رافق بعضهم مسيرتها من أول يوم وحتى يومنا هذا، فكانوا كالشموع يذوبون في الليالي لكي يحوّلوا عالم الآخرين إلى نور وضياء.

يقول الشاعر الفارسي منوجهري الدامغاني واصفًا الشمعة:

أجسامنا حية بالروح، وروحُك حية بالجسد

في كل لحظةٍ تُنقصُ روحُك بدنَك قليلاً قليلاً

حتى لنحسبَ أن بدنَك ينطوي في روحِك

تتفتّحين بلا عيون، وتذبلين بغير خريف

وتبكين بلا عيون، وتضحكين بلا فمّ

كلانا يُحرقُ نفسَه لما يريد الأصدقاء

وأصدقاؤنا -بنا- في الراحة، ونحن في الأحزان

هذا هو شأن الكاتب، وذلك كان شأن القارئ، وأما المجلة فهي تقوم بدور الوسيط بين الاثنين ومن هذا الدور تكتسب حياتها.

ولذا نودّ في هذه المناسبة أن ننتهز الفرصة فنؤدي واجب الشكر لجميع كتّابنا وقرّائنا، متمنّين لهم كل الخير، ومعبّرين عن أسمى آيات المودّة والتّقدير.

التحرير

 

 

أعلى الصفحة     محتويات العدد السادس عشر