حتَّامَ أنتَ بِما يَضُرُّكَ مولَعُ
وإلى مَ أنتَ عنِ العبادةِ مُعرِضٌ
والمالُ إنْ يُحْرَزْ لديكَ جميعُهُ
قدْ مرّ عمرُكَ في الضَّلالةِ وانقضى
أفنيتَ عمرَكَ عن معادِكِ لاهيًا
وإذا سمعتَ فلا تجيبُ مناديًا
إنْ كانَ غرَّكَ أنَّ ربَّكَ راحِمٌ
فكذاكَ ربُّكَ وهو أعظمُ مُنْعِمٍ
فَلِما تَجِدُّ مِنَ الصَّباحِ إلى المسا
لِمْ لا تقولُ هو الكريمُ ورزقُهُ
نَبِّه فُؤادَكَ يا ابنَ آدمَ قَبلَما
أَطِعِ الإلَهَ بِما دَعاكَ لِفِعلِهِ
أَدِّ الصَّلاةَ وَلا تَكُنْ مُتَكَبِّرًا
وهي العمودُ لما عملتَ ورأسُهُ
فإذا الصَّلاةُ تُقُبِّلَتْ فجميعُهُ
وإذا الإلهُ لسوءِ فعلِكِ ردَّها
أدِّ الزكاةَ فإنَّها مفروضةٌ
أختُ الصلاةِ فليسَ يُفْلِحُ واحدٌ
أدِّ الصيامَ فإنَّهُ لكَ جُنَّةٌ
وفريضةُ الحجِّ الذي من ناله
ومسوِّفُ الحجِّ الشريفِ مع الغنى
إياكَ تسويفَ الأمورِ فأنتَ في
فغدًا تموتُ وتحتويكَ جنادلٌ
فالبيتُ قبرٌ مظلمٌ لو حَلَّّهُ
أو روضةٌ فيها المسرَّة والهنا
يأتيكَ فيها المنكرانِ ليسألا
فإذا هُديتَ إلى الصوابِ فأنتَ
وإذا ضَلَلتَ عن الصوابِ فأنتَ
وهناكَ لا مالٌ لديكَ فتفتدي
وهناك تحصدُ ما زرعتَ ندامةً
ضيَّعتَ نفسَكَ إذ تركتَ زِمامَها
أفلا تؤوبُ إلى الصلاحِ وتنتهي
أفلا تنيبُ إلى الإلهِ وأنتَ في
فلعلَّ ربَّكَ يرتضيكَ فعفوُهُ
لا تيأسَنَّ إذا أَنَبْتَ من الرضى
واليأسُ إن يغلبْ عليكَ فإنَّهُ
كُنْ راجيًا عفوَ الإلهِ وخائفًا
فهو الشديدُ على العصاةِ عقابُهُ
يا ويلَ عبدٍ قانطٍ من عفوهِ
يا ويلَ عبدٍ آمنٍ من بطشِهِ
يا ويلَ عبدٍ ظالمٍ متكبرٍ
يا أيها العبدُ المعظِّم نفسَهُ
خَلِّ التكبرَ فالتكبرُ خيبةٌ
فالكبرياءُ من العبيدِ وقاحةٌ
فإلى مَ تخضعُ للعبيدِ وحكمهِمِ
أتخافُ من عبدٍ ذليلٍ خاملٍ
حكموا عليكَ وما حبَوكَ بنعمةٍ
والشرُّ منهم دائمًا مترقَبٌ
وعظيمهم مهما تعاظمَ قدرُهُ
والعبدُ إن يَملِكْ فَملكٌ زائلٌ
واللهُ ربُّكَ ليسَ يفنى ملكُهُ
فإلى مَ تُهمِلُ ما يدومُ وتعتني
أفلستَ تعلمُ أنَّ مالَكَ ذاهبٌ
فغدًا يكونُ إلى سواكَ مصيرُهُ
فتكونُ أنتَ بما جنيتَ محاسَبًا
هذا هو الداءُ العضالُ فما لهُ
إلا شفاعةُ من لأجلِ وجودِهم
وهمُ النبيُّ المصطفى ووصيُّهُ
والبَضعةُ الزهراءُ سيدةُ النِّسا
والسيِّدُ السبطُ الشهيدُ بكربلا
والباقرُ العلمِ الذّي في صدرِهِ
والصادقُ القولِ الذّي أنوارُهُ
والكاظمُ الغيظِ الذّي في بابِهِ
والضامنُ السامي المقام ومن بهِ
والسيّدُ السندُ الجوادُ محمدٌ
والسيّدُ الحسنُ الزكيُّ ومن غدا
فمحمدٌ خيرُ الأنامِ وآلُهُ
فهمُ الصراطُ المستقيمُ وحبُّهم
إنْ رُمتَ أن تُعْطَى السعادةَ في
فَوَلاهُمُ الحصنُ الحصينُ لخائفٍ
من لاذَ فيهم لا يخافُ فؤادُهُ
يا سيدَ الرُّسُلِ الكرامِ ومن به
يا زينةَ العرشِ العظيمِ ومن له
ما لي سواكَ من البريّةِ ملجأٌ
هل أنتَ يا خيرَ الخلائقِ تاركي
وأنا الذّي ما اخترتُ غيرَ ولائِكُم
عاديتُ فيكُم من أضاع حقوقَكُم
ولَزِمتُ منهجَ من يَدينُ بحبّكُم
حاشا يخيبُ من يلوذُ بظلّكُم
فعليكمُ صلّى الإلهُ مسلِّمًا
|
|
طَوع الهوى وتَصُدُّ عَمَّا يَنْفَعُ
وبأمرِ عيشِكِ دائبٌ لا تهجعُ
لا تشبعَنَّ ولا فؤادُكَ يقنعُ
فمتى تؤوبُ إلى الصلاحِ وترجعُ
وإذا دُعيتَ إلى الهدى لا تسمعُ
وإذا دُعيتَ إلى الضَّلالةِ تسرعُ
وبِعفوِهِ يومَ القيامةِ تطمعُ
ونوالُهُ عن خلقِهِ لا يُمنعُ
في كُلِّ يومٍ خَلفَ مَالٍ تجمعُ
مِمَّن بَراهُ من الخَلائِقِ أوسعُ
يَأتيكَ يَومٌ هولُهُ لا يُدفعُ
أَو تَرْكِهِ فَثَوابُهُ لَكَ يَرجِعُ
إِنَّ الصَّلاةَ عَن الفَواحِشِ تَردعُ
وعلى الصلاةِ جميعُهُ يَتفرعُ
مُتَقبَّلٌ ولدى المهيمنِ يُرفعُ
ردَّ الجميعَ وخابَ منكَ المطمعُ
ينمو بها مالُ المزكِّي أجمعُ
عنها يصدُّ البائسين ويمنعُ
وبهِ غدًا يومَ الجزا تَتَدَرَّعُ
نالَ الغنى والفقرُ عنه يُدفعُ
سيموتُ مع أهلِ الضلالِ ويُجمعُ
دارِ الغرورِ وعن قريبٍ تُقلعُ
في حفرةٍ منها الحشا يتقطعُ
ليثُ العرينِ لضاقَ فيه المضجعُ
والنورُ للضيفِ المكرَّم يسطعُ
عمَّا صنعتَ وأيَّ دينٍ تَتْبَعُ
من أهلِ النعيمِ بِخيرها تتمتعُ
من أهلِ الجحيمِ وبالمقامعِ تُقْرَعُ
كلا ولا وَلَدٌ هنالِكَ ينفعُ
والمرءُ يحصدُ دائمًا ما يزرعُ
فغدَت تعيشُ كما تشاءُ وترتعُ
عمَّا يضُرُّ وتنتحي ما ينفعُ
قيدِ الحياةِ وعن ذنوبكَ تُقْلِعُ
عمَّا جنيتَ من المآثمِ أوسعُ
فمن ارتجي منه الرضى لا يمنعُ
من كلِّ ذنبٍ من ذنوبِكَ أفظعُ
من بطشِهِ ولْتَجْرِ منكَ الأدمعُ
وهو الرؤوفُ بمن أتى يتضرعُ
يا ويلَ عبدٍ بالمعاصي يُصرعُ
ومن المآثمِ لم يزل يتبضَّعُ
يقضي الحياةَ بغيِّهِ يتوسعُ
وإذا عَراهُ أقلُّ سوءٍ يجزعُ
أينَ التكبرُ من ذليلٍ يخشعُ
وسفاهةٌ عنها الحِجى يتورعُ
ولحكمِ ربِّكَ ساعةً لا تخضعُ
وعلى الذي خلقَ الورى تترفعُ
وعليك منهُ أنعمٌ تتدفَّعُ
والخيرُ منهُ دائمًا متوقَّعُ
فمن البعوضةِ يستغيثُ ويضرعُ
يهوي إذا وافتْهُ ريحٌ زعزعُ
فَلَهُ الكمالُ ولَهُ الجلالُ الأرفعُ
فيما يزولُ من الحطامِ وتجمعُ
وجميعُ ما تجني لغيرِكَ يرجِعُ
وعلى سواكَ جميعُهُ يتوزَّعُ
وسواكَ فيهِ آمنًا يتمتَّعُ
آسٌ يُطِبُّ ولا دواءٌ ينفعُ
خُلِقَ الوجودُ وما حواه أجمعُ
مولى البريَّةِ والبطينُ الأنزعُ
والمجتبى الحسنُ الزكيُّ الأروعُ
ووصيُّهُ زينُ العبادِ الأورعُ
بحرٌ محيطٌ بالهدى يتدفَّعُ
شمسٌ تضيءٌ بها الجهاتُ الأربعُ
تُقضى الحوائجُ والبلايا تُدفَعُ
تُعطى الجنانُ لمن أتى يتضرعُ
ووصيُّهُ الهادي العمادُ الأرفعُ
بظهورِهِ ظُلَمُ الدُّجى تتقشّعُ
من كلِّ من أبرا المهيمنُ أرفعُ
من كلِّ أعمالِ البريّةِ أنفعُ
غدٍ وتنالَ خيرًا دائمًا لا يُقطعُ
وحماهُمُ الكهفُ الأعزُّ الأمنعُ
كلا ولا من شرِ هولٍ يفزعُ
كلُّ الخلائقِ في غدٍ تَتَشفّعُ
جاهٌ لدى باري الورى لا يُدفعُ
كلا وما لي غير آلِكَ مفزعُ
يومَ القيامةِ في لظى أتلوَّعُ
أبدًا ومالي في سواكُم مطمعُ
ولو انَّ أنفي بالعداوةِ يُجدَعُ
وأرى السعادةَ أنني أتشيعُ
ولنيلِ سابغِ فضلِكُم يتوقعُ
ما دامتِ الشمسُ المنيرةُ تسطعُ
|