السنة الثامنة / العدد الواحد والعشرون/ حزيران  :  2012م / رجب : 1433هـ

       رجوع     أرشيف المجلة     الرئيسية

 

إحراق المغول مكتبات بغداد حقيقة أم افتراء؟!

د. طارق شمس

 

 

تمهيد

إن الروايات التاريخية، حتى ضمن الزمن الواحد والمكان الواحد، تختلف باختلاف الأشخاص وخلفياتهم وكيفية نظرتهم إلى الحدث التاريخي، فكيف ﺇذا كان ذلك الحدث في زمن أطول أو مكان أوسع نقلته كتب المؤرخين، فمن حيث الزمان الاختلاف يتسع وتتعدد الآراء والأفكار والتفاسير، خصوصًا وأن العصر اختلف والحدث أصبح بعيدًا عن نظر المؤرخ، فيعتمد على العقل في تفسيره إذا فسّر ولم يكتفِ بالنقل الحرفي، أو قد يخطئ بحرف أو كلمة نقلت عبر الزمان من شخص إلى آخر، إما شفاهة أو عبر الورق عندها نسبة الخطأ تكبر.

والتناقض والاختلاف في الحدث التاريخي الواحد ليس طعنًا بمصداقية الكاتب وأمانة المؤلف، ولكن لا بدَّ للدارس خصوصًا حول الأحداث التي تتعلق أو ترتبط بالهوية ومستقبل الأمة أن يطالع جميع المصادر التاريخية، ويبتعد عن التنوع في ﺇصدار الأحكام المسبقة. كما لا بد أن ندرك أن قلة المصادر التاريخية والضعف الطبيعي للروايات الموجودة، لا تستطيع أن تحكم حكمًا حازمًا وقاطعًا في الحدث التاريخي حول صحته أو عدمها، أو أن تعطي حكمًا حازمًا بمصداقية ووطنية شخصية وخيانة شخصية أخرى، إيمان أحدهم أو كفر الآخر، فلا يمكن أن نكوّن حَكَمًا على حدث تاريخي، ونصدر مسبقًا الحكم بناءً على رواية قد لا تكون صحيحة، أو قد يكون الناقل قد أخطأ في فهم الأحداث أو قد تكون الرواية ملفّقة أو مدسوسة لهدف ما.

يجب الاستماع إلى جميع أنواع التوضيحات والدفوعات من الطرفين عبر التاريخ، وبعد الحصول على اليقين أو الاطمئنان يصدر الحكم غير المنحاز.

ﺇن المرور في هذه الطريق عبر الأزمنة ومن خلال ممرات ودهاليز مليئة بالألغاز أو الوقائع الجغرافية والتاريخية لمشاهدة حقيقية للوقائع، هو من الأمور الصعبة جدًا إن لم نقل مستحيلة.

من هذه الأحداث التاريخية، واقعة سقوط بغداد في يد المغول عام (1258م-656هـ)، حيث تطرّف بعض المؤرخين في نقل الحدث من حيث تصرف الجنود المغول تحت قيادة هولاكو حفيد جنكيزخان داخل بغداد. وما لفت انتباهي هو مسألة حرق الكتب وإلقائها في نهر دجلة، وهو حدث تاريخي أصبح من الثوابت في العصور التالية لواقعة بغداد المشؤومة تلك.

لكن السؤال هنا، هل حادثة إحراق الكتب وإلقائها في نهر دجلة وتحوّل مياه النهر إلى اللون الأسود من كثرة الكتب التي ألقيت فيه هي حادثة صحيحة، وهل حقًا فعل المغول ذلك؟

الروايات التاريخية

لن أبدي رأيي الآن في تلك المسألة، ولكن دعونا ننقل أبرز ما أورده بعض المؤرخين وعبر التسلسل الزمني حول هذا الحدث، لنستنتج إذا كانت هذه الواقعة دقيقة أم هي من صنع البعض، وهذا البعض أصبحت روايته عبر التاريخ مسلمة إلى درجة أننا نأخذ بها بالكامل من دون أي تمحيص:

- المكين جرجس بن العميد (ت 672هـ): ".. وأمر هولاكو أن تحرق مدينة بغداد وأطلقت فيها النيران. فتقدم إليه كتبوغا وقال: إن هذه مدينة عظيمة وهي كرسي العراق فإذا أبقيتها حصل لك منها أموال كثيرة في كل سنة، وإذا خربتها عدمت نفعها وما تعود تعمر أبدًا، فأمر أن تُطفأ النيران ويرفع السيف، وأمن من بقي من أهلها وثبّت فيها النواب ورحل عنها... "([1]).

- ابن الساعي (ت674هـ): ".. ويقال إنهم [المغول] بنوا إسطبلات الخيول وطوالات المعالف بكتب العلماء عوضًا عن اللبن.. "([2]).

- محمد بن علي بن طباطبا (ت709هـ): " وتقحم العسكر السلطاني [هولاكو] هجومًا ودخولاً، فجرى من القتل الذريع والنهب العظيم، والتمثيل البليغ ما يعظم سماعه جملة فما الظن بتفصيله... "([3]).

- ابن الفوطي (ت723هـ):".. وأحرق معظم البلد [بغداد] وجامع الخليفة وما يجاوره واستولى الخراب على البلد... "([4]).

- الصفدي (ت 764هـ): ".. وفي ترجمة نصير الدين الطوسي: ".. فابتنى بمدينة مراغة قبة ورصدًا عظيمًا واتّخذ في ذلك خزانة عظيمة فسيحة الأرجاء، وملأها من الكتب التي نهبت من بغداد والشام والجزيرة، حتى تجمع فيها زيادة على أربع مائة ألف مجلد.. "([5]).

- ابن كثير (ت774هـ) وعن العام 657هـ: "عمل الخواجة نصير الدين الطوسي الرصد بمدينة مراغة ونقل إليه شيئًا كثيرًا من كتب الأوقاف التي كانت ببغداد... "([6]).

- ابن خلدون (ت808هـ): ".. واستولوا [المغول] من قصور الخلافة وذخائرها على ما لا يحصره العدد والضبط، وألقيت كتب العلم التي كانت في خزائنهم بدجلة معاملة بزعمهم لما فعله المسلمون بكتب الفرس عند فتح المدائن، واعتزم هولاكو على إضرام بيوتها نارًا فلم يوافقه أهل مملكته.. "([7]).

- القلقشندي (ت821هـ): ".. خزانة الخلفاء في بغداد، فكان فيها من الكتب ما لا يحصى كثرة ولا يقوم عليه نفاسة، ولم تزل على ذلك إلى أن دهمت التتر بغداد، وقتل ملكهم هولاكو المستعصم آخر ملوك بغداد، فذهبت خزانة الكتب فيما ذهب، وذهبت معالمها وأعفيت آثارها.. "([8]).

- المقريزي (ت845هـ) في السلوك وعن أحداث العام (657هـ): ".. وفيها بنى هولاكو الرصد بمدينة مراغة ، بإشارة الخواجا نصير الدين الطوسي، وهو دار للفقهاء والفلاسفة والأطباء، بها من كتب بغداد شيء كثير وعليها أوقاف لخدامها.. "([9]).

- ابن تغري بردي (ت874هـ): ".. وخربت بغداد الخراب العظيم، وأحرقت كتب العلم التي كانت بها من سائر العلوم والفنون التي ما كانت في الدنيا، وقيل إنهم بنوا جسرًا من الطين والماء عوضًا عن الآجر، وقيل غير ذلك.. "([10]).

- عبد الملك بن حسين العصامي المكي (ت1111هـ):.. ونهبوا الخزائن والأموال، وأخذ هولاكو جميع النقود وأمر بحرق الباقي ورمى كتب مدارس بغداد في دجلة، وكانت لكثرتها جسرًا يمرون عليها ركبانًا ومشاة وتغيّر لون الماء بحبرها الأسود.. "([11]).

ودعونا ننتقل إلى ابن بطوطة في زيارته لبغداد عام 727 هـ ، وقد أورد أن الجانب الغربي من بغداد أثناء زيارته " هو الآن خراب أكثره" ، أما الجهة الشرقية من بغداد فيذكر: "حافلة الأسواق عظيمة الترتيب، ويتحدث عن المدرسة النظامية والمستنصرية التي بقيت كما هي: ".. وأعظم أسواقها سوق يعرف بسوق الثلاثاء... في وسط هذا السوق المدرسة النظامية العجيبة التي صارت الأمثال تضرب بحسنها وفي آخره المدرسة المستنصرية.... وبها المذاهب الأربعة لكل مذهب إيوان فيه المسجد، وموضع التدريس... "([12]).

ونرى أن ابن بطوطة شاهد الجانب الغربي من بغداد قد خرب: " بعد أن كان أول قسم فيها ظهر به العمران" ، إلا أن جانبها الشرقي بقي على ما هو عليه بالمدارس الأساسية في بغداد والمعروف بأن الكتب كانت موجودة بالمدارس والأوقاف.

وفي ذكر الأوقاف يقول القلقشندي في صبح الأعشى: " قال الحكيم نظام الدين الطياري: وأوقافها جارية في مجاريها [أوقاف بغداد] لم تعترضها أيدي العدوان في دولة هولاكو ولا فيما بعدها، بل كل وقف مستمر بيد متوليه، ومن له الولاية عليه، وإنما نقصت الأوقاف من سوء ولاة أمورها لا من سواها.. "([13]).

كما أن ابن الفوطي كان قد أشار إلى سوق الكتب في بغداد سنة 722 هـ وهو لا يزال على ما هو عليه.. ([14]).

ويتفق الصفدي وابن شاكر الكتبي والمقريزي وابن كثير على أن نصير الدين الطوسي بنى مرصده في مراغة ونقل إليه الكثير من كتب بغداد، كما أورد ابن كثير: "... نقل إليه [الرصد] شيئًا كثيرًا من كتب الأوقاف التي كانت ببغداد.."([15])، ولم يذكر شيئًا عن حرق الكتب أو إلقائها في نهر دجلة إلا عند ابن تغري بردي (ت874هـ) عندما أورد حرق كتب بغداد، وتحوّل الجسر من الطين والماء عنده إلى جسر من الكتب عند عبد الملك بن حسين العصامي المكي (ت1111هـ) -وهو متأخر- الذي غالى في نقل الأحداث لتصبح الكتب التي ألقيت في نهر دجلة -حسب زعمه- جسرًا "يمرون عليها ركبانًا ومشاة" وأضاف إليها:" وتغيّر لون الماء بحبرها الأسود"!!...

وإذا عدنا إلى ابن الساعي الذي كان في بغداد حينها ومعاصرًا لحادثة سقوط المدينة في أيدي المغول يقول: " يقال إنهم بنوا إسطبلات الخيول وطوالات المعالف بكتب العلماء عوضًا عن اللبن".. وهو بذلك يشكك في ذلك، فلماذا لا يجزم بل يشكك؟! وهو ممن كانوا تعاقبوا على خزانة المكتبة في المدرسة المستنصرية مع ابن الفوطي وغيرهم.

ونجد عند أبن الفوطي في "مجمع الآداب في معجم الألقاب" في ترجمة عز الدين بن أبي حديد قوله:

"ولما أخذت بغداد كان [ابن أبي حديد] ممن خلص من القتل في دار الوزير مؤيد الدين مع أخيه موفق الدين، وحضر بين يدي المولى السعيد خواجة نصير الدين الطوسي، وفوّض إليه أمر خزائن الكتب ببغداد مع أخيه موفق الدين والشيخ تاج الدين علي بن أنجب [ابن الساعي].. ولم تطل أيامه فتوفي.. في جمادي الآخرة من سنة ست وخمسين وستماية" ([16]). وهو بذلك يؤكد وجود الكتب وتوزيع المسؤوليات من قبل السلطة الحاكمة باسم المغول حفاظًا عليها.

وبالتالي فإن المصادر الأساسية لم تأتِ على ذكر أي سوء أصاب كتب أوقاف ومدارس بغداد، بل شككت حتى في مصداقية أن تكون تحوّلت إلى اسطبلات ومعالف للخيول، والآخرون أكّدوا على أن جزء من هذه الكتب أمر بنقلها نصير الدين الطوسي إلى مرصده في مراغة، كما أن ابن بطوطة أكّد أيضًا من خلال زيارته إلى بغداد رؤيته للمدرستين الأبرز والتي تحتوي على أغلب الكتب داخل بغداد ولم تمس بسوء، بل وأكثر من ذلك فإن القلقشندي اعتبر أن الأوقاف كانت محمية من قبل السلطة التي مثلت هولاكو: "ولم تعترضها أيدي العدوان.. إنما نقصت الأوقاف من سوء ولاة أمورها لا من سواها.. " نكون بذلك قد شككنا بصحة رواية ابن خلدون وابن تغري بردي غير المعاصرين للحدث التاريخي، ويحق لنا أن نشك في مصداقية رواية عبد الملك بن حسين العصامي المكي، لأنها أتت بفرادتها مما يدل على عدم مصداقيتها بالكامل.. فهي تخالف ما سبقها وتتفرد في المغالاة بشكل غير معقول!!

علاقة المغول بالمشرق العربي

لا بد في الختام من أن نميز بين عصر وفعل جنكيزخان وعصر وفعل هولاكو، فجنكيز خان عُرف بالبطش وبالتخريب والتدمير والحرق لما كان يقع تحت يديه من مدن وضياع المسلمين وغير المسلمين، أما هولاكو فلا يوجد روايات تؤكد بأنه كان على نفس طباع جده، أو استخدم نفس الأسلوب في اقتحامه للمدن الإسلامية وإن فعل ما فعل بجزء من بغداد، بل نجده يتواصل مع الحكام المسلمين ويقف العديد منهم معه إما خوفًا منه أو تقربًا وطمعًا في جاه أو سلطان، لذلك كان جيش هولاكو حول بغداد خليطًا من مغول ومسلمين من مدن كالموصل مثلاً. كما أن زوجة هولاكو "دوقوزخاتون" كانت مسيحية ، وقد أطلق على هولاكو وزوجته لقب " قسطنطين وهيلانة"، من قبل بعض مسيحيي الشرق.

وهو ما يدل على أن الأرض كانت خصبة للمغول هذه المرة المدعومين من حكام المنطقة ضد الخلافة العباسية الضعيفة والمهترئة.

وإن علاقة المغول بالسلطات المحلية كانت جيدة مما ساهم بانتصارهم الساحق هذا..

وهو أمر قد تكون له أسبابه، منها أن قراقورم عاصمة المغول قد شهدت زيارات العديد من ممثلي حكام المسلمين والمسيحيين تعلن التأييد والدعم للحكم المغولي خوفًا وطمعًا في إرضائه، وتقرّبًا من السلطة التي فرضت نفسها على المنطقة نتيجة لضعف حكام المسلمين وتفرقهم.

فتورد الروايات التاريخية: أن بلاط منكو قاآن، الأخ الأكبر لهولاكو وحاكم المغول، كان يتردد عليه قاضي القضاة شمس الدين القزويني، الذي كان يوغر صدر القاآن على الإسماعيليين ويبدو أن هذا القاضي كان على علاقة بالمغول ([17]).

وهو ليس بالشخص الوحيد الذي عرفه البلاط المغولي، فقد شهد هذا البلاط وفودًا تداعت من مختلف المناطق والأقاليم والدول المجاورة لدولة المغول، ومنها موفد أمير حلب الأيوبي الملك الناصر، وبدر الدين لؤلؤ حاكم الموصل، وقاضي قضاة بغداد عن الخليفة العباسي نفسه، بالإضافة إلى رسل الإفرنج وقلاع آلموت([18]) الإسماعيلية محملين بالهدايا القيمة ([19]).

ومن الملاحظ، أنه وأثناء توجّه هولاكو نحو بغداد، أسرع حكام الجزيرة الفراتية إلى تقديم الولاء والطاعة للقادة المغول، خوفًا من وقوعهم فريسة للفتك المغولي، وحماية لما في أيديهم من الأملاك التي كانوا يحكمونها تحت شعارات مختلفة، ومنهم الملك الكامل صاحب ميافارقين، والملك المظفر الأرتقي ابن صاحب مدينة ماردين وقلعتها، والصالح إسماعيل بن بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل([20]).

وقد فتحت طريق ديار الجزيرة الفراتية أمام هولاكو للوصول إلى بغداد، كما استقبل هولاكو الوفود بعد سقوط بغداد ومنها وفود دولة سلاجقة الروم والملك الناصر يوسف صاحب حلب ودمشق([21]).

كما ساهم أمراء وملوك المنطقة في حصار هولاكو لمدينة ميافارقين الثائرة والتي حوصرت لعاميين متتاليين، وساهم في حصارها إضافة إلى المغول قوات من الموصل وماردين، وقوات أخرى ساهم بها أمراء الجزيرة الفراتية الذين تهافتوا على خدمة هولاكو، بالإضافة إلى قوات الملك هيثوم الأرمني([22]).

موقف أهل الذمة من الغزو المغولي

اختلف موقف أهل الذمة بين اليهود والنصارى من الغزو المغولي، فاليهود لم يذكروا أثناء دخول بغداد ودمشق وغيرها من المدن الإسلامية. وقد عانى اليهود كما المسلمين من هذا الغزو ونتائجه، فتعرضت القوات المغولية لليهود وقتلت منهم، وسلبوا وسبوا حتى إن معاناة اليهود وصلت إلى حد أنهم كانوا يرسلون نساءهم وهنّ يرتدين الزي الإسلامي إلى الأسواق بينما يبقى الرجال في البيوت([23])ـ وقد استمرت معاناتهم حتى وصول آرغون خان ابن هولاكو على رأس السلطة، الذي قرّب إليه اليهود وجعل من أحدهم وهو الطبيب سعد الدولة وزيرًا([24]).

أما وضع النصارى فكان مختلفًا، حيث سبق وصول الجيش المغولي الى بغداد، وبلاد المشرق العربي اتفاق بين مسيحي أوروبا وقاآنات المغول ([25])، وقد شمل هذا الاتفاق كل المسيحيين داخل المشرق العربي الذين كانوا قد استاءوا بشدة من معاملة بعض الحكام المسلمين لهم، لذلك اعتبر هؤلاء المغول مخلصين لهم من الحكم الإسلامي، وصوّروا هولاكو وزوجته "دوقوز خاتون" المسيحية، مخلصَين لهم، وأداتين من أدوات الانتقام الإلهي من أعداء السيد المسيح([26]).

وبذلك حكم المغول العراق ولم يستطيعوا البقاء في سوريا نتيجة لمواجهة المماليك لهم، وتحولت أملاكهم إلى ايلخانية على رأسها حكام من سلالة هولاكو، فترة من الزمن لعبوا خلالها دورًا بارزًا في تاريخ المنطقة، كما وحافظوا على وظائف الدولة وعلى مكوناتها كما كانت زمن العباسيين، وولوا عليها أتباعًا لهم من أبناء البلاد الأصليين. وساهموا في حركة العمران والتطور داخل أملاكهم الجديدة على كافة الأصعدة من إدارية واقتصادية ، كما كانت علاقاتهم مع السكان المحليين تختلف باختلاف الحاكم، إلا أنها بشكل عام كانت علاقة حاكم بمحكوم، حتى تحوّل هؤلاء الايلخانيون إلى الإسلام.

 ــــــــــــــ

([1]) ابن العميد، المكين جرجس، أخبار الأيوبيين، القاهرة: مكتبة الثقافة الدينية، ص45.

([2]) ابن الساعي، علي بن انجب، مختصر أخبار الخلفاء، مصر: المطبعة الأميرية، ص127.

([3]) ابن الطقطقي، محمد بن علي بن طباطبا، الفخري في الآداب السلطانية، القاهرة: مكتبة الثقافة الدينية، ص311.

([4]) ابن الفوطي، كمال الدين ابي الفضل، الحوادث الجامعة والتجارب النافعة في المائة السابعة، بيروت: دار الكتب العلمية، ص236.

([5]) الصفدي، صلاح الدين خليل الدين بن ايبك، الوافي بالوفيات، بيروت: دار إحياء التراث، ج1 ص147.

([6]) ابن كثير، عماد الدين، البداية والنهاية، بيروت دار إحياء التراث العربي، ج13 ص161.

([7]) ابن خلدون، عبد الرحمن، ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر، بيروت: دار الفكر، ج5 ص613.

([8]) القلقشندي، أحمد بن علي، صبح الاعشى في صناعة الإنشا، مصر: وزارة الثقافة والإرشاد القومي، ج1 ص466.

([9]) المقريزي، تقي الدين أحمد بن علي، السلوك لمعرفة دول الملوك، بيروت: دار الكتب العلمية، ج1 ص510.

([10]) ابن تغري بردي، جمال الدين، النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، القاهرة: وزارة الثقافة والإرشاد القومي، ج7 ص51.

([11]) المكي، عبد الملك بن حسين، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي، بيروت: دار الكتب العلمية.

([12]) ابن بطوطة، رحلة ابن بطوطة، ص135، حسن الأمين، الإسماعيليون والمغول ونصير الدين الطوسي، بيروت: دار الغدير، ص50.

([13]) القلقشندي، المصدر السابق، ج4 ص331-332.

([14]) حسن الامين، المرجع السابق، ص50. 

([15]) ابن كثير، عماد الدين، البداية والنهاية، بيروت دار إحياء التراث العربي، ج13 ص161.

([16]) ابن كثير ، المصدر السابق.

([17]) ابن الفوطي، مجمع الآداب في معجم الالقاب، ج4 ق1 حرف العين، حسن الأمين، المرجع السابق، ص49.

([18]) الهمذاني، رشيد الدين فضل الله، جامع التواريخ، القاهرة: وزارة الثقافة والإرشاد القومي، ج1 ص223.

([19]) وكان أول من أسس طائفة الحشاشين الإسماعيلية رجل اسمه «الحسن الصباح» وهو فارسي الأصل، فاطمي العقيدة، إسماعيلي المذهب، وقد دخل مصر أيام المستعلي الفاطمي ليتعلم الزندقة ومبادئها هناك، وأثناء إقامته في مصر وقع الشقاق الكبير في البيت الفاطمي حيث انقسم المذهب الفاطمي إلى قسمين: النزارية والمستعلية، فأيد الحسن الصباح الدعوة النزارية، ثم غادر مصر وعاد إلى أصفهان، واستغوى عدداً من الجهال الأغبياء، واستولى بهم على قلعة «آلموت» بالقرب من «أصفهان،

([20]) المصدر نفسه، ج1 ص176.

([21]) ابن شداد، الأعلاق الخطيرة، دمشق: وزارة الثقافة والإرشاد القومي، ج3 ق2 ص479-480.

([22]) رنسيمان، ستيفن، تاريخ الحروب الصليبية، بيروت: دار الثقافة، ج3 ص524.

([23]) ابن شداد، المصدر السابق، 3:2:490

([24]) غنيمة، يوسف رزق الله، نزهة المشتاق في تاريخ يهود العراق، لندن: دار الوراق، ص162.

([25]) فؤاد الصياد، مؤرخ المغول الكبير، ص62-63.

([26]) حافظ حمدي، الدولة الخوارزمية والمغول، ص282-283.

 

 

أعلى الصفحة     محتويات العدد الواحد والعشرون