السنة الحادية عشرة / العدد السابع والعشرون / حزيران  2015م / ربيع أول  1436هـ

       رجوع     أرشيف المجلة     الرئيسية

 

النبوة المشترَكة بين موسى وهارون (ع)

الشيخ حاتم إسماعيل

 

 تمهيد

لا شك في أن مقام النبوة من أهم المقامات في حياة الناس، بل هو أهمها على الإطلاق، لأنها تعمل على تحقيق الكمال البشري لهذا الكائن، سواء على المستوى الذاتي وإصلاح النفس، أم على المستوى الاجتماعي ونَظْمِ علاقات الجماعة، أم على المستوى السياسي وإقامة العدل فيهم، أم على المستوى الاقتصادي وتحقيق الراحة ومستوى العيش الكريم بينهم.

وبكلمة موجزة، تسعى النبوة إلى تحقيق الخلافة الإلهية في الأرض، وجعل الإنسان كائنًا إلهيًا لا تحكمه الغرائز والشهوات، بل تحرِّكه المصلحة العامة والخاصة من خلال مدركاته العقلية، من أجل انتظام حياته في الدنيا والآخرة، فإن تحصيل السعادة الأخروية موقوف على الاستقامة في الحياة الدنيا، وتحصيل الكمالات فيها.

سنَّة الله في النبوات

وما دامت غاية الأنبياء إصلاح الإنسان وتقويم سلوكه في كافة المجالات، فالأمر الطبيعي أن تنحصر النبوة في شخص واحد في كل زمان أو مكان، لأن المفروض أن يبدأ الإصلاح من النفس الإنسانية، فإذا أريد لكل إنسان أن يكون كائنًا إلهيًا، جامعًا لصفات الكمال، فلا بد أن يكون النبي مستجمِعًا لصفات الكمال التي يدعو الناس إليها، حتى لا يعاب عليه دعوته إلى ما يفتقده من كمالات. وهذا من الأمور البديهية، ليس في النبوة فقط، بل هو شامل لكل دعوة إصلاحية، وإن لم تكن دعوة دينية.

فإذا كان النبي أكمل الخلق وأفضلهم، فلا يبقى أي معنى للشراكة في النبوة، ما دام يجب على كل إنسان أن يحقق الكمال في ذاته، لأن الشراكة في النبوة لا تخلو من أن تكون لتكميل مهمة بعضهما الدعوية، ولازمه أن لا يكون كل منهما كاملاً في نفسه فكيف يطلب الكمال من الآخرين.

وإما أن تكون الشراكة لإعانة أحدهما الآخر من الناحية الإجرائية وتنفيذ المهام المرتبطة بتنظيم حياتهم الدنيا، فهذا لا يتوقف على نبوة كليهما، بل يكفي فيها مجرد تعليم بعضهم وتوجيهه، خصوصًا وأن الناس مفطورون على السعي إلى الكمال وتنظيم الحياة، وهذا يعني أن تكون النبوة الثانية بلا معنى، وبالتالي تكون أمرًا عبثيًا، والله تعالى منزّه عن مثل ذلك.

ولهذا فقد جرت السِنَّة الإلهية بأن يرسل تعالى في كل زمان نبيًا واحدًا لقومه، وتعدُّد النبوات في عرض واحد إنما يكون عند تعدُّد الجماعات أو المجتمعات التي بعث الأنبياء لدعوتهم، بما يتناسب مع طبيعة كل مجتمع وعاداته وتقاليده وثقافته، بغية تصحيح مساراتهم، ولا يخدش مشاعرهم، ولا يصطدم بما تربّوا عليه، مما لا يمسُّ البُعد الإنساني فيهم، فإن حركة الإصلاح تدريجية بالضرورة، ولا تُتَصوَّر الطفرة فيها، لأن ذلك يؤدِّي إلى صدِّهم عن استماع الحق واتِّباعه.

موسى وهارون (ع) مشتركان

وهنا يرد تساؤل مهم وخطير حول نبوة موسى وهارون (عليهما السلام)، ومفاده:

إنه ما دامت النبوة تعني كمال المبعوث، خصوصًا وأن المبعوث إليهم جهة واحدة مدعوة إلى الكمال والاستقامة، فإن فرض الشراكة بينهما يستلزم تحقق النقص فيهما (عليهما السلام)، وعلى الأخص بالنسبة إلى موسى (عليه السلام)، وهو الذي طلب معونة أخيه هارون (عليه السلام)، وذلك أنه لو لم يكن فيه جهة نقص لما كان بحاجة إلى إعانة أخيه في هذه المهمة. ومعنى ذلك أنه لا يمكنه أن يدعو الناس إلى تحصيل الكمال، فإن فاقد الشيء لا يمكنه أن يأمر به. والأولى له أن يكمل نفسه قبل أن يدعو الناس.

وأما على فرض كونه كاملاً، فلا يبقى أي معنى لطلب الشراكة، لأنه سيكون أمرًا عبثيًا لا يصدر من العقلاء.

وعلى كلا التقديرين فلا يكون جديرًا بحمل الرسالة والنبوة.

ويتعزَّز الإشكال بملاحظة ما عبَّر به موسى نفسه، من أن هارون أفصح منه لسانًا، وأن لقوم فرعون عليه ذنبًا، وذلك من خلال قتل القبطي، بعدما استغاثه الإسرائيلي على عدوه.

وكل ذلك يستلزم عدم قدرته ليكون نبيًا مبعوثًا إلى فرعون، فضلاً عن إدارة بني إسرائيل. أو عدم صحة الأصل المذكور من أنه لا بد للنبي أن يكون أكمل الخلق، أو أكمل بني قومه على الأقل وأفضلهم.

ومما يؤكد بطلان الأصل المذكور ما جرى له مع العبد الصالح، فهي تدل على عدم قدرته على تحمّل ما كان يحمِله العبد الصالح، وذلك يعني أن العبد الصالح أحقّ بحمل الرسالة منه (عليه السلام).

مضافًا إلى أنه طلب من العبد الصالح أن يعلِّمه بعض ما عنده من العلم([1])، الأمر الذي يكشف عن عدم كونه أفضل أهل زمانه، فإن وصفه بالعجز والجهل، وهما من الصفات غير المحمودة في أي شخص كان، فضلاً عن أن يكون قدوة ومثلاً أعلى لهم، فكيف إذا كان نبيًا داعيًا إلى الله تعالى.

تعدد النبوات ووحدة الهدف

ولا بد للإجابة عن هذه التساؤلات وغيرها من التعرض لجملة مسائل تضيء عليها، وتبيّن وجه الحكمة فيها.

وأول هذه الإشكالات مسألة تعدد النبوات في عرض واحد، فقد ذكرنا أنه لا محذور في تعدد النبوات عند تعدد الأقوام المبعوث إليهم، مع التوافق في الكليات الاعتقادية والاختلاف في التشريعات القانونية بما يتوافق مع طبيعة كل جماعة. وهذا ما نراه بوضوح في زمان موسى (عليه السلام)، حيث بُعِث إلى فرعون وقومه، في نفس الفترة التي أُرسِل فيها شعيب (عليه السلام) إلى أهل مدين.

ومما يدل على أن دعوتهما كانت واحدة، في أصولها وربط الناس بالله تعالى، وإن اختلفت في الفروع والتشريعات بما يناسب طبيعة كل مجتمع وظروفه، نفس تزويج شعيب (عليه السلام) ابنته لموسى (عليه السلام)، إذ لو لم ينتميا إلى عقيدة واحدة لم يكن لهذا الزواج أن يتم، وهذا واضح في مختلف الأمم والشعوب والديانات في التاريخ، خصوصًا وأن المبادر لاقتراح هذا الزواج والد الفتاة([2])، فإن من غير المنطقي أن يبادر إلى تزويج ابنته من رجل غريب، لو لم يكن متوافقًا معه في الأصول الدينية، فكيف إذا كان نبيًا، يعمل وِفْقَ ما يقتضيه الوحي الإلهي، إذ من المحتمل أن يكون طلبه هذا بأمر الله تعالى، وإن لم تكشفه الآيات الشريفة صراحة.

يضاف إلى ذلك توصيفهما لقوم فرعون بالظالمين، حيث إن موسى (عليه السلام)، بعدما قتل القبطي وجاءه رجل من أقصى المدينة، وقال له { إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنْ النَّاصِحِينَ * فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}([3]).

وهو نفس التوصيف الذي أطلقه شعيب (عليه السلام) عليهم، حين قال له: {لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}([4]).

ولا إشكال في أن المرادَ بظلمهم في المقام ظلمُهم لأنفسهم بعدم اتِّباع الحق، وبُعْدُهم عن الله تعالى، ولولا ذلك لم يصح توصيفهم بالظلم، لأن المفروض أنه هو الذي قتل منهم رجلاً، فسعيهم إلى محاكمته وقتله به لا يُعدّ ظلمًا في نفسه.

ولو لم يكن المراد بظلمهم ظلمُهم لأنفسهم، فإن الظلم يكون حينئذ بمعنى سلب الغير حقه، وهذا يعني ثبوت الحق في المرتبة السابقة. وهو يقتضي وحدة الملاك بينهما، والمستند الذي استندا إليه في توصيفهم بالظالمين، مما يدل على وحدته عندهما، وليس ذلك إلا القانون الإلهي الواحد، مع أن من المحتمل قويًا أن يكون مستندهما هو شريعة إبراهيم (عليه السلام)، فإنهما معا من نسله وذريته.

كما أن تعبير شعيب بأنه سيستأجره ثماني حجج([5])، يدل على وحدة المعتقد بينهما، فإن التعبير بالحجج دليل على أنهما يؤمنان معًا بالحج إلى بيت الله الحرام، وهذا أمر مرسوم في كل عام بين العرب والإبراهيميين، بل وحتى لدى الفرس وغيرهم، كما يحدِّثنا التاريخ. فتعبيره بالحجج كاشف عن معرفتهما بهذا الأمر للدلالة على وحدة الهدف والمعتقد.

وقبلهما إبراهيم ولوط

وقد سبق نبوّة موسى وشعيب (عليهما السلام) المتعاصرتين، نبوّة إبراهيم ولوط (عليهما السلام) فإنهما كانا متعاصرَين كذلك، وقد أُرسِل كل منهما إلى قومٍ مخصوصين، وحين جاءت إبراهيمَ البشرى بإسحاق (عليه السلام) وأخبروه بأمر قوم لوط (عليه السلام) قال إن فيه لوطًا {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ * قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطاً..}([6]).

ولم يكن هذا الكلام عابرًا منه (عليه السلام)، بل كان إصرارًا ومجادلة وحوارًا مع الملائكة، حيث يقول تعالى: {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ * إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ}([7]).

ومما يدل على وحدة الهدف توافُقُهما في النفور عن عبادة الأوثان، والدعوةُ إلى الله تعالى، فإنه بعدما جرى الكثير من الحوار بين إبراهيم (عليه السلام) وقومه، ورمْيهم له بالنار ونجاته منها، وبيان الأدلة على كافة العقائد الحقَّة، يقول تعالى: {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ}([8]).

نبوة موسى وهارون

إلا أن الأمر في نبوة موسى وهارون (عليهما السلام) يختلف عما تقدم، فإن رسالتهما واحدة، وشريعتهما واحدة، وكذلك الجهة التي أرسلا إليها واحدة، وهي فرعون وقومه {فَأْتِيَاهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلامُ عَلَى مَنْ اتَّبَعَ الْهُدَى}([9]).

وفي هذا المجال لا بد من الالتفات إلى جملة أمور تؤدِّي بنا إلى اليقين بعدم انخرام ما تقدم من كونه أكمل الخلق وأفضلهم في زمانه، والحكمة من إرسال هارون (عليه السلام) معه.

الأمر الأول: نجاته وتربيته

من المعلوم أن الآيات القرآنية الكريمة، وكذلك رواية التوراة، قد بيَّنت استضعاف فرعون لبني إسرائيل وإذلالَهم. وقد قرع سمعَه كلامُ المنجمين وانتشارُ خبر رجل من بني إسرائيل ليقوِّض عرشه ويُنهي مملكته، فعَمِلَ على التنكيل بهم، بقتل المواليد الجدد الذكور، واستحياء النساء منهم، إمعانًا في إذلالهم، قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ}([10]).

في هذا الجو الضاغط والمشحون شاءت العناية الإلهية أن يُنقَذ موسى من القتل بيد فرعون نفسه، {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنْ الْمُرْسَلِينَ * فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ}([11]).

وهكذا اقتضت الحكمة الإلهية أن ينشأ ويتربى في بيت عدوه، ويعرفَ كلَّ ما يرتبط بحالهم، ويشهدَ مدى استكبارهم، عبر الطرق الطبيعية، وكذلك ليعرفوا كل ما يمكنهم معرفته عنه، فإن كل ذلك أوقعُ في الحجة، وأدلُّ في جهة الإعجاز والآيات التي سوف يظهرها لهم فيما بعد.

الأمر الثاني: قتل القبطي

وصادف أن حصل خلاف بين إسرائيلي وقبطي أمامه، فاستغاثه الإسرائيلي على خصمه، وقد وصفه تعالى بأنه العدو، قال تعالى: {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ}([12]).

والملاحظ أن هذه الآية الشريفة قد اشتملت على عدة مسائل، هي:

أولاً: إن هذه الواقعة قد حدثت بعدما صار موسى (عليه السلام) أهلاً للحُكم والحِكمة، حيث قد سبقها مباشرة قولُه تعالى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}([13]).

إن وصفه بالإحسان المُشعِرَ بكونه علةً لإتيانه الحكمَ والعلمَ، يدل على أن فِعله بالقبطي لم يكن خطأً وإنما كان مستحقًا لذلك، رغم أن موته لم يكن مستندًا إلى وكزه، الذي هو عبارة عن دفعه عن صاحبه، وإن كان موته مقارنًا له، ولذلك وصفه بأنه من عمل الشيطان، وإلا فإن الشيطان ليس له سبيل على المحسنين، خصوصًا وأنه تعالى قد ألقى عليه محبةً منه وليُصنَع على عينه.

ثانيًا: إن سياق الحادثة لا يدل على أنه قد انتصر للإسرائيلي فعلاً، فإن استغاثته بموسى تكشف عن أنه كان في موقع الضعف والانهزام. وإلا لم يكن للاستغاثة من مبرر كما هو ظاهر. ولو كان الأمر انتصارًا للإسرائيلي لما اقتصر الأمر على وَكْزِه ودفعه، فإن التعبير بالوكز ظاهر في أنه كان يريد فضَّ النزاع لا أكثر، فوَكْزُه له يكشف عن أن القبطي كان في موقع القوة والبغي، إما من جهة قوته البدنية واستعلائه وغلبته، أو من جهة انتسابه إلى قوم فرعون، الذي يجعله يحسّ بالقوة والبطش من دون رادع، خصوصًا وأن خصمه من القوم المستعبَدين لهم.

كما أنه لم يكن من مبرر لقوله إنه من عمل الشيطان، إذ ليس من المنطقي أن يفعل الفِعلة ثم ينسبها إلى غيره، خصوصًا وأنه ليس للشيطان عليه من سبيل.

ثالثًا: إن توصيفه (عليه السلام) لمقتل القبطي بأنه من عمل الشيطان، يدل بحسب الظاهر على أن إماتته كانت من عمل الشيطان لإلقاء الفتنة، وترافق ذلك مع دفع موسى (عليه السلام) له، وإلا فلا يترتب الموت على مجرد دفعه له.

ولو كان قاصدًا قتله لم يكتفِ بوكزه كما هو واضح، خصوصًا وأنه ينتسب -تبنيًا وتربية- إلى الأسرة الحاكمة، الأمر الذي يقلِّل من عامل الخوف عنده بحسب العادة.

وقد يُقال بأن هذا التوجيه منافٍ لقوله تعالى له: {وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْنَاكَ مِنْ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً}([14]). وكذلك اتهام الإسرائيلي له بقتله حين قال له: {يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِالأَمْسِ}([15]). بل إن موسى (عليه السلام) نفسه قد أقرَّ بقتله، فإنه حين أرسله الله تعالى إلى فرعون {قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ}([16]).

وبناء عليه فلا يتم التوجيه المذكور بعد كل هذه التوصيفات القرآنية، وهو يستلزم أن يكون عمله بتأثير من الشيطان، نعوذ بالله تعالى من ذلك.

والجواب: أن هذه التوصيفات ناظرةٌ -بحسب الظاهر- إلى ما تقتضيه ظواهر الأمور، فإنه حين الاقتتال لم يتبيَّن أنه كان معهما في المكان أحدٌ غيرُهما، مما يعني أنه لو قُدِّرَت محاكمته فلا يوجد من يشهد لصالحه في ادعائه عدم القتل العمدي. خصوصًا وأن الخصم كان من قومه، مما يُضْعِفُ حجّتَه، مع أنه كان من المستعبَدين الذين لا يؤخذ بشهادتهم عند مخاصمة الأسياد.

يضاف إلى ذلك أن نفس الخصم الإسرائيلي قد انقلب ضده في اليوم التالي، واتهمه بقتل القبطي، {فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِالأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنْ الْمُصْلِحِينَ} ([17])، مما يشكِّل قرينة على أنه سيشهد ضدَّه لو جرت المحاكمة.

والقرينة على هذا المعنى هي قوله تعالى: {وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً}، حيث نسب الفتنة، وهي الامتحان والابتلاء، إليه تعالى، إذ القرائن القرآنية الدالة على أنه ليس للشيطان على المحسنين من سبيل، كثيرةٌ، خصوصًا أنه تعالى قد مَنَّ على موسى (عليه السلام) نفسه بقوله {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي}([18])، وكذلك قوله تعالى {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي}([19]).

فمن غير الممكن أن يكون من يتَّصِف بهذه الصفات، ويختص بالله تعالى، متصفًا بصفة الظلم والانحياز إلى بني قومه لمجرد التعصب القبلي، ما لم يكن بغي في البين، فإن صفة الظلم من أقبح الصفات التي يوصف بها الإنسان، فكيف إذا كان هذا التوصيف راجعًا إليه سبحانه؟!.

هارون أفصح منه

إلا أن كل ذلك لا يفيد في بيان حقيقة الأمر، وإثبات براءته من القتل كما ذكرنا، فإن ظواهر الأمور كانت كلّها تسير بعكس الحقيقة والواقع المفترض.

من هنا يتبيّن أنه ليس المراد بأن هارون (عليه السلام) أفصح منه أنه لم يكن فصيحًا، أو أنه كان أقل فصاحة منه، سواء على مستوى بيان الحجة والقدرة على المحاورة، فإن ذلك مخالف لما تقدم من اشتراط الأكملية في النبي والداعية، إذ لو صح ذلك لكان هارون أولى بحمل الرسالة منه، فإن العقل حاكم بأن الأفضل إمام الفاضل دون العكس.

بل المراد، والله العالم، أنه لم يكن لآل فرعون على هارون أي فضل يجعلهم في معرض المِنَّة عليه، ويضعه أمام ضرورة الشكر، كما حصل مع موسى (عليه السلام)، وهو ما احتج به فرعون على موسى، فقال له: {قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ}([20]).

هذا بالإضافة إلى أن تربيتهم له ومعرفتهم بكل أحواله تجعلهم أرقَّ قلبًا عند مخالفته لهم، مما يجعل العاطفة المتولدة لديهم تمنعهم من أذيَّته الخطيرة، فإذا فعلوا ذلك مع ربيبهم كان أدل على القسوة التي يتمتعون بها، وشدة الجبروت الذي يتملَّكهم. بخلاف ما إذا كان الداعي شخص آخر، فإن من الممكن أن تُكال له التهم الباطلة، مما يجعله أكثر عرضة للتنكيل والقتل.

ولا إشكال في أن ذلك يؤثر بشكل مباشر على مواجهته لهم، لأن مقتضى تربيتهم له أن يشكر لهم ذلك، وهو ما كانوا يتوقعونه منه. وقد أفصحت امرأة فرعون عن ذلك حين التقطوه من اليمّ، قال تعالى: {وَقَالَتْ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً}([21])، وهي كلها موارد إحسان تستحق الشكر وعرفان الجميل.

يضاف إلى ذلك أنه قد قتل القبطي من قبل، الأمر الذي جعله مُعرَّضًا للملاحقة والعقاب، مما قد يؤثر على مسار الدعوة وتحقيق الحق، ولذلك قال له فرعون عند مواجهته ودعوته إلى الحق {وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنْ الْكَافِرِينَ}([22]).

ولا يخفى ما في قوله {وَأَنْتَ مِنْ الْكَافِرِينَ} من الذم والتوهين لشخصه الكريم (عليه السلام)، لأن وقوعها في سياق المَنِّ عليه وبيان إحسانهم إليه أوقعُ في الذم، وأظهرُ في نكران الجميل، وهي صفة لا تليق بالعقلاء.

وهذا كله لم يحصل مع هارون (عليه السلام)، فلا هم ربّوه صغيرًا، ولا لهم عليه ذنب ربما عاقبوه عليه، فهو أقدر على بيان الحجة والمحاورة كما أسلفنا.

فالمراد بالأفصحية إذن هو هذا المعنى، أي من جهة عدم الإحساس بالضعف والحرج أمامهم، وليس كون موسى (عليه السلام) أقل فصاحة أو أضعف منطقًا ونحو ذلك.

وأما قصة العبد الصالح

فقد ذكرتم أنه لا بد أن يكون النبي أكمل الخلق وأفضلهم، وهو يتنافى مع توصيف العبد الصالح لموسى (عليه السلام) بعدم القدرة وعدم العلم.

والحقيقة أن ذلك لا ينافي ما ذكرناه.

أولاً: إنه قد ورد في بعض الروايات عن النبي (صلى الله عليه وآله) وأئمة أهل البيت (عليهم السلام) أن الخضر كان نبيًا من الأنبياء، ولا مانع من تفاضل الأنبياء فيما بينهم. فإن الكمال والفضل لا بد وأن يتناسب مع الحاجة والوظيفة التي بُعِثَ بها كل واحد منهم، ولا يلزم أن يكون أفضلهم على الإطلاق من جميع الجهات، وإلا لم تتعدد النبوات.

ثانيًا: إن الروايات صريحة في أن موسى (عليه السلام) كان أعلم من العبد الصالح الذي تبعه، فتكون أعلمية العبد الصالح بلحاظ المهمة الموكَلة إليه بالخصوص، ولا يلزم أن يكون أعلم من موسى (عليه السلام) من جميع الجهات، بل لقد صرح العبد الصالح في بعضها قائلاً لموسى: [إني وكِّلتُ بأمرٍ لا تطيقُه ووكِّلتَ بأمرٍ لا أطيقُه]. وهذا كاشفٌ عن أن التفاضل بينهما ناشئ من اختلاف الوظيفة الملقاة على عاتقهما، فمقتضى كل وظيفة ومهمة أن يكون كل منهما الأفضل والأكمل في ما عُهِدَ إليه.

ومما يدل على هذا الأمر ما ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: [لو كنتُ بين موسى وخضر لأخبرتُهما أني أعلم منهما وأنبأتُهما بما ليس في أيديهما، لأن موسى والخضر (عليهما السلام) أُعطِيا علم ما كان، ولم يُعطَيا علم ما يكون وما هو كائن إلى حتى تقوم الساعة، وقد ورثناه من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وراثة]([23]).

فإن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) إنما كان أفضل الخلق على الإطلاق لشمول دعوته لكافة شؤون الحياة، وعمومها لجميع الناس، مما يحقِّق الكمال الإنساني فيهم، بخلاف دعوات الأنبياء السابقين الذين اقتصرت دعواتهم على ما يناسب أقوامهم فقط.

ثالثًا: إنه لو فرض أن الخضر لم يكن من الأنبياء كما تدل عليه بعض الروايات، فإن ذلك لا يدل على أنه كان أعلم وأقدر من موسى (عليه السلام)، فإن بعضها يدل على أن موسى كان أعلم منه كما تقدم، فيكون علمه منحصرًا في خصوص المهمة الموكَلة إليه، وهي علم الباطن المرتبط بعالم التكوين وخفايا الأمور، وهي لا ترتبط بالمهمة الملقاة على عاتق موسى (عليه السلام)، ولا برسالته، بل هي من المنظور القانوني مخالفة لمقتضيات الدعوة، كخرق السفينة، وقتل الغلام، وإقامة الجدار في بلد لم يعرهما أية أهمية، ولم يطيعوهما. فمن واجب موسى (عليه السلام) والحال هذه أن يعترض على فعله الذي يستحق المحاسبة والسؤال، وعليه فإنه لو لم يسأله عن ذلك ولم يعترض عليه لكان تقصيرًا منه (عليه السلام).

وبعبارة موجزة: إن موسى (عليه السلام) كان مأمورًا باتِّباع ظواهر الأمور، فإنها هي التي تقوم عليها حياة الناس، وانتظام أمورهم. وأما مهمة العبد الصالح فكانت التعامل مع الباطن الذي ليس له علاقة مباشرة بحياتهم ونظامهم وإن كان لها أثر غير مباشر فيها.

وهذا كله لا دلالة فيه على أفضلية الخضر (عليه السلام) وأعلميته، وبالتالي فلا ينتقض المِلاك المذكور للنبوة.

لماذا اختار هارون

وربما يُثار تساؤل في المقام، وهو أنه لِمَ كان اقتراحه من قبل موسى (عليه السلام)، ولم يرسله الله تعالى مباشرة، من دون حاجة إلى اقتراح موسى (عليه السلام)، فإنه لا داعي له، ما دام الله تعالى مطلعًا على كل شيء. ولماذا أوقع الاختيار على هارون دون سواه.

وفي مقام الإجابة نقول:

إن اختيار الله تعالى لموسى (عليه السلام) للنبوة يكشف عن أنه كان يتمتع بالكمال الإنساني الذي يؤهله لحمل الأمانة الإلهية. ومن جملة مواصفات الكمال حسن التقدير، والقدرة على التدبير، خصوصًا وأن المهمة الملقاة على عاتقه ليست مجرد التبليغ والدعوة، وإنما بالإضافة إلى ذلك قيادة بني إسرائيل، وتدبير شؤونهم على كافة المستويات، لأنهم نتيجة استعبادهم وإذلالهم مدة طويلة من الزمان امتدت لأكثر من ثلاثة قرون، فإن من الطبيعي أن تكون إعادة تشكيلهم كمجتمع وكيان، وتنظيم شؤونهم، عملاً شاقًا وصعبًا على مستوى التنفيذ والتطبيق.

وهنا تتجلى أهمية اقتراح موسى (عليه السلام) ببعث أخيه هارون (عليه السلام)، فهي تدل على دقة الاختيار وحسن التدبير، ولهذا صدر الأمر الإلهي بتأييد هذا الاقتراح وبعثهما معًا. ولا بد من الإشارة إلى أن الله تعالى قد قدَّر ذلك من قبل، إلا أن الآيات الشريفة، أبرزت الأمر على أنه طلب واقتراح من موسى (عليه السلام) لبيان النكتة المشار إليها، وهي بيان حسن التقدير لديه (عليه السلام)، هذا من جهة.

ومن جهة أخرى تكشف عن أن هارون (عليه السلام) قد بلغ مرتبة من الكمال تؤهله لأن يكون شريكًا في النبوة والدعوة، وهو ما لم يتحقق لدى غيره من بني إسرائيل، ولهذا وقع الاختيار عليه دون سواه، فإن حمل أعباء الرسالة والدعوة لا تتيسَّر لكل إنسان، إذ إن أعباء النبوة، خصوصًا إذا كان لها بُعدٌ إجرائي، لا بد لها من مواصفات خاصة، قال تعالى مخاطبًا نبيه الأعظم (صلى الله عليه وآله): {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً}([24])، ومن الواضح أنه لا يستطيع كل إنسان على حمله.

موقع نبوة هارون (ع)

إن مواصفات الكمال، وإن أمكن أن يصل إليها أكثر من شخص، إلا أن هذه الكمالات ذات مراتب أيضًا، يعني أنهم وإن اشتركوا في أصل الكمال الإنساني، إلا أنه يمكن أن تتفاوت درجاتهم الكمالية في أصل تحقيق هذا المعنى.

ويمكن تقريب ذلك باعتصام الماء بالكرية، فإنّا نجد أن عنوان الكرية يعصم الماء عن الانفعال بالنجاسة، ولكنه ينطبق على الكر والحوض والبئر والنهر والبحر وهكذا. ومن الظاهر وجود التفاوت بينها في درجة الاعتصام بعد الفراغ عن تحقق أصله.

وهكذا الحال في الأمور المعنوية والكمالات النفسية فإنها تتفاوت من شخص إلى آخر رغم اتصافهما بأصل تحقيق الكمال، ومن هنا كان حكم العقل بتقديم الأفضل على الفاضل.

بل إنهما لو فُرِضَ تساويهما في الفضل فلا بد من تفاوتهما في ما يترتب عليه من أمور وسلوكيات، يفرضُ ذلك تعدُّدُهما، وتمتعُ كلٍ منهما بذات خاصة لا يشاركه فيها سواه. بل إن مقتضى تنظيم الأمور الحياتية وشؤون الدعوة أن تكون القيادة بيد أحدهما بالضرورة، وإلا أدّى ذلك إلى الاختلاف والفرقة، إن لم يكن بينهما فإنه يكون بين أتباعهما من عامة الناس، وهو ما نراه مستشريًا في الحياة اليومية.

ومن هنا كانت القيادة والرئاسة لموسى (عليه السلام)، وهو الذي اجترح المعجزات على اختلافها، وكانت نبوة هارون (عليه السلام) نبوة خلافة له وتدبير، ومعونة على تنظيم شؤون بني إسرائيل، الخارجين حديثًا إلى الحرية، من التشتت والاستعباد، والنشوء الطويل على أخلاقيات واعتقادات أسيادهم المختلفة.

ولهذا نرى أن الوحي الإلهي، كان متوجِهًا إلى موسى (عليه السلام)، ولم يتحدث القرآن الكريم عن وحي لهارون (عليه السلام) بمعزل عن موسى (عليه السلام).

وأخيرًا:

وهكذا يتبيَّن أنه لا محذور عقليًا في الشراكة في النبوة، فيما إذا كانتا طوليتين، إن لم تكن ضرورية، تقتضيها طبيعة الأحداث والمرسَل إليهم، مما يحتاج إلى مثابرة ومتابعة، وقد ظهرت الحكمة في ذلك من خلال ما حصل معهم، بعدما رأوا من المعجزات التي لا تُبقي مجالاً للشك والريب، فإنهم: {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَل لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ}([25]).

كما أنهم بعدما بيّن تعالى كل ما حصل معهم من بداية رحلتهم وما حصل معهم عند فرعون، وبعد خروجهم، حتى وصولهم إلى جانب الطور وإنزال المَنِّ والسلوى عليهم، فما كان منهم عندما غاب موسى (عليه السلام) عنهم أربعين ليلة إلاّ أن توجَّهوا إلى عبادة العجل([26]). وكل ما تقدّم يؤدّي إلى الجزم بالحاجة إلى نبوة هارون (عليه السلام)، بالشراكة مع نبوة موسى (عليه السلام)، إلا أنها شراكة طولية كما تقدم، تحكُمُها القيادة والخلافة وسدّ الفراغ الطارئ، مما يعني أنها ليست فقط لا محذور فيها وإنما هي ضرورية أيضًا.

وغير خفي أن هذه القضية تسلِّط الضوء على مسألة غاية في الأهمية، وهي التي أظهرها حديث المنزلة، حيث قال النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): [أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي].

* * *

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش

([1]) تلاحظ سورة الكهف: آية: 65-68.

([2]) لاحظ الآيات في سورة القصص:22-28.

([3]) سورة القصص، آية:21.

([4]) سورة القصص، آية:25.

([5]) سورة القصص، آية:27.

([6]) سورة العنكبوت، آية:31-32.

([7]) سورة هود، آية: 74-75.

([8]) سورة العنكبوت، آية:26.

([9]) سورة طه، آية: 47.

([10]) سورة إبراهيم، آية: 6.

([11]) سورة القصص، آية: 7-8.

([12]) سورة القصص، آية: 15.

([13]) سورة قصص، آية: 14.

([14]) سورة طه، آية: 40.

([15]) سورة القصص، آية: 19.

([16]) سورة القصص، آية: 33.

([17]) سورة القصص، آية: 19.

([18]) سورة طه، آية: 39.

([19]) سورة طه، آية: 41.

([20]) سورة الشعراء، آية: 18.

([21]) سورة القصص، آية: 9.

([22]) سورة الشعراء، آية: 19.

([23]) تفسير نور الثقلين ج3 ص275.

([24]) سورة المزمل، آية:5.

([25]) سورة الأعراف، آية: 138.

([26]) تلاحظ سورة طه، الآيات: 77-97.

 

أعلى الصفحة     محتويات العدد السابع والعشرون