العدد الثالث / 2005م  / 1426هـ

       رجوع     أرشيف المجلة     الرئيسية

 

يا صاحب الأمر

د . يحيى الشامي

 

يا صاحب الأمر يا من ليس إلاهُ
كم قد دعوناه في سرّ وفي عَلَنٍ
كم من نداء ، ولم نبرح نردّده
طال انتظارُ إمام العصر طال، متى
متى الظهور، متى نشفي الصدور به
متى يطلّ ضحىً كالشمس قد سفرت
أين الإمام الذي بالقسط يملؤها
يستأصل الشرك، ما يبقي له أثرًا
أين الذي هو مذخور على قَدَرٍ
أين الكتائب والرايات مقبلةً
أين العصائبُ في الشامات، تتبعها
أين السرادق والفسطاط يضربه
به الملائك حفّت، ما تني أبدًا
وذا ثلاثُ، وللفسطاط من عبقٍ
 

 

لنا إمام زمان، ما عدوناهُ
ليكشف الضرَّ عنّا، كم دعوناهُ
ربَّاه، ربَّاه، يا ربَّاه، ربَّاهُ
هذا الإمام تعمّ الكون بُشراهُ
متى يُفرِّج عن همّ هممناهُ
فتشرق الأرض نورًا من مُحيّاهُ
شرقًا وغربًا، تبير الجور بيمناهُ
وتنشر العدل في الدنيا سراياهُ
لِنقمة الله سيفًا، سلّه اللهُ
من طالقانَ، سَعت شوقًا لِلُقْيَاهُ
عصائب الشرق، أقصاهُ وأدناهُ
في إيلياءَ، وفي كوفان ثنياهُ
فذا رُبَاعُ، وذا مثنى جناحاهُ
نشرٌ كأن ذكيَّ المسك رَيّاهُ
 

* * *

مولايَ، غِبتَ عن الأنظار محتجبًا
حتّامَ، أنت، بظهر الغيب، مستترٌ
ألفٌ وستون عامًا، أو يزيد، مضت
وا حسرتا، سيدي، والهفتاه على
وا رحمتاه لمن قد بات منتظرًا
وكيف يرقد من قد غاب سيّدُهُ
كيف السلوُّ، ومن فرط الجوى كَبِدٌ
بقية الله، حتّام الخفاء، أما
أما ترى الجور عمّ الخافِقَين، أما
ما انفكَّ يمعن في نهش الضحية ما
قد ضجّت الأرض من ظلم فشا وطمى
ما غير سيفك، يا مولاي منصلتًا
ما غير بابك من باب، فنقرعه
 

 

حتّام، حتّام، يا من نحن نهواهُ
بقيةَ الله، ما صبرٌ صبرناهُ؟
على غيابك، والأعوام أشباهُ
من هام وجدًا بكم، واحرَّ قلباهُ
مسهّد النوم، لم تسعفه عيناهُ
عن ناظريه، وأغضى عنه مولاهُ
حرّى تفجّر نارًا من حميّاهُ
ترى الفساد ذرورًا، ذرّ قرناهُ
ترى القوي كوحش فاغرًا فاهُ
يني يروم مزيدًا من ضحاياهُ
بها، وضاقت على المظلوم دنياهُ
يستحصد الشرّ، يفري الظلم حدّاهُ
ماذا؟ أتوصد بابًا قد قرعناهُ
 

* * *

يا صاحب الأمر، أدركنا على عجل
كفى انتظارًا، فإن الدين قابِضُه
وحىً وحىً سيدي هيّا بدارِ أجبْ
قم أدرك الثأر ممن قد تهضّمكم
لا تتركنّ لآل البيت من تِرَةٍ
ولا تذر في ديار الشرك من صنمٍ
 

 

قد مسّنا الضّر، يكفي ما بلوناهُ
كقابضِ الجمر في كفيه، يصلاهُ
من قد دعاك ألا اسمع منه شكواهُ
حقًا أضاعوه، كان الله أجراهُ
إلا شددت على طاغٍ بطغواهُ
إلا على "لاته" جندلت "عُزّاهُ"
 

* * *

ــــــــــــ

* أستاذ محاضر في الجامعة اللبنانية. 

 

أعلى الصفحة     محتويات العدد الثالث    أرشيف المجلة     الرئيسية