لهفي على قبـــرٍ بسامـــــرّاء
كيفَ استطالَ البَغْيُ في جَنَبَاتِها
قُبَبٌ تَغَارُ الشَّمسُ من أَوصَافِها
وتعـــودُ ثانيةً تَلُــــمُّ نِثَارَها
قُبَبٌ تعالى الله أعلى كَعْبَها
ما قِيْمَةُ الذَّهبِ المُرَصَّعِ إن غَلا
ما قيمةُ الذَّهبِ المُسَال بِجَانِبِ
يا يَوْمَ سَامُرَّاء خَفِّضْ إنَّنَا
يا يومَ سامُرَّاءَ إنَّـــا
أُمَّــــــةٌ
هيهاتَ منَّا الذُّلُّ، بَاتَ شِعارُنا
لكنني أبكي لآلِ المصطفى
لم يَشْتَفِ أعداؤهم مِن قَتْلِهم
هَدَمُوا قُبُورًا في البقيعِ وصَوَّبُوا
قبـــرٌ تضمَّنَ للنبيِّ مُحمدٍ
نَجْلُ الجَوادِ عليٌّ الهادي الذي
والعسكريُّ أبــو الإمامِ القائــمِ
قد ظنَّ أَحْفَادُ القُرُود([2])
بأنَّهم
أَسْيَادُهُم جَهَدوا ولمَّا أَفلسوا
يا صاحِ دَعْ عنكَ المُلام وخَلِّنِي
عَرِّجْ على ذِكْرِ الحُسينِ وآلهِ
وأَفِضْ دموعَ العَينِ واصْرخ نادِبًا
لم يحفظوا قُرْبَاكَ بل جَارُوا على
ومصائبُ الدنيا تَهُونُ وتَنْجَلِي
تركُوه مُلْقَىً في العَراءِ ثَلاثَةً
|
|
عَبَثَتْ بقُبَّتِهِ يَدُ الأعداءِ
حَنقًا يُمَزِّقُها بدونِ حَيَاءِ
فتزورُها هَوْنًَا على استحياءِ
إن أُحْصِرَتْ بالكَسْفِ والإعْيَاءِ
فَتَطَاوَلَت تَسْمُو على الجَوْزَاءِ
بالمَاسِ لولا مِعصَمُ الحَسْناءِ
الكُرْسِيِّ لولا هَيْبَةُ الأُمَرَاءِ
شَعْبٌ تَأَبَّى عِيْشَةَ الجُبَنَاءِ
تُنْمَى لِحَيْدَرَ سَيِّدِ الحُكَمَاءِ
أَبَداً وتلك سَجِيَّةُ الشُّرَفَاءِ
مِن حُرقةٍ قد مزَّقَت أحشائي
بلْ أَوْغَلُوا لِقُبُورِهم بِعِدَاءِ
نحوَ العِراقِ لأرضِ سَامُرَّاءِ
قَمَرَيْنِ شَعَّا بالسَّنَا الوَضَّاءِ
ســـَـادَ الأَنَامَ بِخيرةِ الآبـــاءِ
المهديِّ سيــــــــدِ هذه البَطْحَاءِ
نالوا النبيَّ وذاكَ مَحْضُ هُرَاءِ
عَوَّوا عِواءَ الذّئبِ في الصَحراءِ
لمُصَابِهم أبكي بِفَيْضِ دِمَاءِ
في كربلاءَ وصَحْبِه النُّجَبَاءِ
لكَ يا رسولَ الله كلُّ عزائي
سِبْطَيْكَ بَعْدَ البَضْعَةِ الزَّهراءِ
إلا مُصِيبَةُ سيِّدِ الشُّهداءِ
ظامي الفؤادِ مُمَزَّقِ الأَعَضَاءِ
|