بسم
الله الرحمن الرحيم
سبق أن ذكرنا للقارئ الكريم في العدد السابق جانبًا من
العقبات الشائكة والظروف الصعبة التي واجهتنا نتيجة
للعدوان الآثم والحرب المدمّرة التي شنّها علينا العدو
الإسرائيلي في شهر تموز من العام 2006، مدعومًا بالطاغوت
العالمي وبعض الأنظمة العربية التابعة، مما ترك آثارًا
سلبية كبيرة على طبيعة عملنا.
لكن وبحمد الله تعالى لم تستطع تلك الظروف رغم قساوتها أن
تترك سوى آثار مؤقتة استطعنا تجاوزها بسرعة، وذلك بتوفيق
من المولى عزّ وجل، وبعزيمة وجهود أسرة التحرير والكتّاب
الأفاضل، وإخلاصهم (من ساهم في إغناء العدد وإعداده
وإخراجه).
ونحن إذ نشكر الله سبحانه على ذلك أولاً، فإننا نتوجّه
بالشكر ثانيًا إلى الكتّاب الأفاضل، إذ عملوا بحماس منقطع
النظير، فزوّدونا بمقالاتهم القيّمة في فترة زمنية فاقت
المتوقّع، رغم كل الظروف المحيطة بهم.
ولن نطيل على القارئ الكريم بالتمهيد للمادة التي يتضمّنها
هذا العدد، ولكن نكتفي بالإشارة فقط إلى أنه كان من
المقرّر أن يتناول ملف التحقيق بعض المقامات الدينية
الموجودة في منطقة جبل عامل، إلا أنه حال دون ذلك صعوبات
مختلفة.
ولذلك عدنا مرة أخرى إلى منطقة البقاع، لنعرض لمقام النبي
شيث بن آدم (عليهما السلام)، والذي يعدّ الأب الثاني
للبشرية بعد أبيه آدم (عليهما السلام)، وهو ما أشارت إليه
روايات أهل بيت العصمة (عليهم السلام)، الأمر الذي يبيّن
الخطأ الذي بنى عليه بعض المنظّرين المسلمين نظرياتهم في
طبيعة البشر، معتمدين في ذلك على الاعتقاد بأن البشر هم من
أبناء قابيل الذي قتل أخاه هابيل، فهم جميعًا من أبناء
(القاتل). ولكن ذلك ضرب من المجازفة وغفلة عن الروايات
التي بيّنت أنهم ليسوا من أبناء القاتل، ولا من أبناء
القتيل، بل هم من أبناء نبي الله شيث (عليه السلام).
|