العدد صفر :  2005م / 1425هـ

     رجوع     أرشيف المجلة     الرئيسية

.

تتمة مقال = الشهور القمرية

يوليوس قيصر والتقويم:

عُين يوليوس قيصر في عام 63 قبل الميلاد حَبْرًا أعظم وكبيرًا لكهنة روما، و بعد 17 عاما أعلن بصفته الحبر الأعظم والقائد الأعلى للجيوش الرومانية جميعها قيام تقويم جديد ليحلّ محلّ التقويم القائم في ذلك الوقت.

لقد كان التقويم الروماني الجديد صورة معدلة من (تقويم توت) المصري، وقد استعان يوليوس قيصر بالفلكي المصري سوسيجنـز الذي أحضره معه من مصر ليصمم له تقويمًا جديدًا سهل الاستعمال لا يحتاج إلى إشراف.

وكان  التقويم الجديد مشابهًا للتقويم المصري المبني على أن السنة تتألف من  اثني عشر شهرًا كل منها ثلاثون يومًا، وحيث توجد خمسة أيام زائدة كانت تسمى الأيام المضافة أو اللواحق، وهذه الأيام لا تحتسب كجزء من أي شهر فيها، وكانت تلي نهاية الشهر الثاني عشر  (أي في نهاية الصيف)، وقد رتّب فيها وقت ابتداء العام الجديد ليكون في يوم الاعتدال الخريفي (عندما يتساوى الليل والنهار).

 ولكن يوليوس قيصر غيَّر بداية السنة وعالج الأيام الزائدة بطريقة جديدة، إذ تمّ توزيع الأيام الزائدة (اللواحق) على شهور السنة، كانت هذه الأيام الستة هي الأيام الإضافية  في أية سنة كبيسة وهي تعادل نصف عدد شهور السنة.

 

البدء بالعمل بالتقويم الجديد مع ظهور الهلال الجديد في برج الجدي:

لقد دخل التقويم اليولياني في دور التنفيذ بعد عام كامل من التحضيرات في موعد بزوغ أول هلال بعد الانقلاب الشتوي (أول الجدي) لذلك العام وهو عام 46 قبل الميلاد.

(هذا ولا يعرف أحد لماذا اختير وقت الانقلاب الشتوي في تلك السنة لذلك الغرض)، حيث إن السنة الرومانية قبل ذلك كانت تبدأ قرب الاعتدال الربيعي، وكان عام توت التقويمي يبدأ وقت الاعتدال الخريفي تمامًا، وكانت دورة ميتون تبدأ في الانقلاب الصيفي.

كما أن تحديد موعد بزوغ الهلال الجديد كموعد لابتداء السنة الشمسية ربما كان تمشيًّا أو قبولاً للفكرة القديمة جدًّا، وهي أن ظهور الهلال الجديد هو أنسب المواعيد ليبدأ فيه الشهر، وكان نتيجة ذلك أن صارت السنة تبدأ في 1 يناير أي بعد الانقلاب الشتوي مباشرة أيام (وصارت أوائل الشهور الفصلية لا تمثّل الانتقال بين الفصول، فالأول من  نيسان/أبريل يبدأ بعد 11يومًا من الاعتدال الربيعي، والأول من  تموز/يوليو يبدأ بعد 9 أيام من الانقلاب الصيفي، والأول من  أيلول / سبتمبر يبدأ بعد 8 أيام من الاعتدال الخريفي).

ملاحظة: صادف الاعتدال الربيعي سنة إعداد التقويم يوم 25 مارس/آذار.

الكنيسة تتبنى التقويم اليولياني ومشكلة تحديد يوم عيد الفصح:

عقد مجمع نيقيه سنة 325 بعد الميلاد (1079 رومانية) في بلدة أزنيق من أعمال الأناضول (آسية الوسطى)، وفيه  اختارت الكنيسة المسيحية التقويم اليولياني وأقرّته كتقويم رسمي في كاتدرائية نيقيه كتقويم مسيحي، وفي هذا العام حلّ الاعتدال الربيعي في 21 مارس/آذار، وقرّرت كاتدرائية نيقيه أن عيد الفصح يجب أن يحتفل به في أول يوم أحد بعد أول اكتمال ربيعي للقمر، وجرت الأمور على ما يرام في القرن الأول بعد هذا القرار الخاص بالاحتفال بيوم الفصح.

 

وسيأتي الحديث في العدد التالي -إن شاء الله تعالى- عن التقاويم حسب التسلسل التاريخي: التقويم العبري، والتقويم الإسلامي، وتسمية أيام الجمعة والسبت والأحد، وعيد الفصح اليهودي، وعيد الفصح المسيحي، وصوم عاشوراء الإسلامي، وصوم عاشوراء اليهودي.

انتهى المقال

أعلى الصفحة     محتويات العدد     أرشيف المجلة     الرئيسية