العدد صفر :  2005م / 1425هـ

     رجوع     التالي     أرشيف المجلة     الرئيسية

.

تتمة مقال = الشهور القمرية

 

أصل كلمة (تقويم Calender):

وبالمناسبة فان كلمة(تقويم Calender) هي أصلاً من اللغة الرومانية القديمة، وهي مشتقة من الكلمة الإغريقية ذات المعنى الدال على النداء (أنا أنادى وهي العبارة التي كان يبدأ بها منادي المدينة في روما - مدينة القلاع القديمة- نداءه ليعلن على الملأ مواقيت الأيام القادمة، لقد كان من واجبه أن يذيع للناس متى يبدأ الشهر ومتى سيكون يوم السوق وموعد أقرب يوم لمنتصف الشهر وهو اليوم الذي يستحق فيه إيجار البيوت، وكان المنادي يتلقى تعليماته في هذا الشأن من رؤساء رجال الدين في ذلك الحين.

 تطور التقويم في روما:

استخدم الرومان أولاً في روما القديمة التقويم القمري الذي يتكوّن العام فيه من 10 أشهر، كل منها تضم 29 يومًا أو 30 يومًا، ويضم العام 304 أيام ، ثم أُدخل بعد ذلك التقويم القمري الذي يتكوّن فيه العام من 12 شهرًا ويضم 354 يومًا، واصطدموا عند ذلك بأن التواريخ التقويمية الواحدة تدور على أيام السنة كلها، فأدخل الرومانيون في بداية القرن السادس قبل الميلاد تصحيحات على التقويم ، وأصبح بذلك تقويمهم قمريًا شمسيًا مؤلفًا من دورة ذات أربعة سنوات: منها سنتان عاديتان،  أما السنتان الأخريان فكانتا مطولتين تضمان شهرًا  إضافيًا  مدته 22 أو 23 يومًا، و بالمقارنة بالسنة الشمسية اتضح أن هذا التصحيح  زائد على الحاجة، وأصبحت السنة التقويمية أطول من السنة الشمسية بمقدار يوم واحد، ولذلك صار المطلوب إجراء تصحيح آخر  كلّف الكهنة به كلما لزم ذلك، وبذلك صار التقويم بحاجة إلى متخصصين لإجراء التصحيح كلما لزم الأمر.

ويذكر (كيث ج ايروين) صاحب كتاب (365 يومًا) قصة التقويم: وبعد أن استولى الرومان على بلاد الإغريق، وجدوا أنهم كانوا يحافظون هناك على انطباق عامهم القمري مع السنة الشمسية باحتساب عدد شهور بعض السنوات 12 شهرًا قمريًا، والبعض الآخر 13 شهرًا قمريًا، وقد وجدوا كذلك أن من اللازم إجراء كثير من التعديلات الأخرى لممارسة هذا التقويم، وقد حاول الموظّفون الرومان المشرفون إجراء هذه التعديلات اللازمة بدقّة وانتظام بعد إدخال التقويم الإغريقي، ولكن لم يطل ذلك أكثر من قرن حتى تعثّرت السنة الرومانية وتخلفت عن موقعها بالنسبة للسنة الشمسية، ويظهر أن ذلك كان نتيجة أخطاء وقعت في أثناء ممارسة هذه التعديلات.

وهذه تفاصيل تطور التقويم الروماني نذكرها لأهميتها:  

التقويم الروماني:

ينسب وضع هذا التقويم إلى روميولس rumulus   منشئ مدينة روما، ويقال إن تاريخ إنشائها يوافق 21 أبريل 753 قبل الميلاد، وكان هذا مبدأ للتاريخ الروماني إلى أن عدّل في عهد يوليوس قيصر.

كانت السنة تحتوي على عشرة أشهر مجموع أيامها 304 يومًا , وهذا التقويم وضع اعتباطًا وعلى غير أساس علمي، فأيامه أقل من السنة القمرية بـ51 يوما، وأقل من السنة الشمسية بـ 61.25يومًا،  ولهذا كان عرضة لتعديلات هامة.

وفي عهد نوما noma pompilius  ثاني ملوك روما الذي امتد حكمه من سنة 715 إلى 672 قبل الميلاد، أجريت  بعض التعديلات، ومنها أنه غيّر من طول  الشهور،  فأصبح طول السنة 355 يومًا قريبًا جدًّا من طول السنة القمرية، وللتوفيق بين هذه السنة والسنة الشمسية أمر نوما أن يضاف كل سنتين شهر طوله 22يومًا و23 يومًا على التناوب، أي يضاف كل 4 سنوات 45 يومًا، فيكون متوسط ما يضاف للسنة 11.25 يومًا، ويصير متوسط طول السنة 366.25 يومًا، وهذا أكبر من السنة الشمسية الحقيقية بيوم واحد، مما يترتب عليه تحرّك الفصول ببطء عبر هذا التقويم مكملة دورة على مدار السنة كل 365 سنة تقريبًا.

إلا أن الكهنة كانوا يفعلون ذلك بطريقة سيئة تارة ويهملون أخرى،  ثم عندما لم تنفع محاولات الإصلاح، إذ بلغ الانزلاق في التقويم ثلاثة أشهر (حركة المواسم 90 يومًا عن الموقع الطبيعي)، استعانوا بالفلكي المصري سوسيجنز الذي قام بإصلاح التقويم والذي سمي فيما بعد بالتقويم اليولياني، وهو التقويم المعمول به حاليًا  لدى الطوائف الشرقية.

يتبع =

أعلى الصفحة     محتويات العدد     أرشيف المجلة     الرئيسية