·
الحجة الشيخ مفيد
الفقيه:
ü
مهمة المراجع رعاية
شؤون الأمة
ü
علم الأصول في أعلى
مراتب التطوير
ü
العمل الحزبي ليس
مانعاً من الانتساب بشرط عدم القيام بأي نشاط حزبي
داخل الحوزة.
ü
منهجيتنا منهجية
الحوزة في النجف الأشرف
·
الشيخ
صالح الفقيه:
ü
الميثاق
الحوزوي لتنظيم الحوزات
وحمايتها من الدخلاء والمتجاوزين
·
السيد
ناجي عطوي:
ü
البحث
عن حلّ للمشاكل المادية
التي تعاني منها أكثر الحوزات
شكلت الحوزات الدينية منذ فجر ولادتها حصنًا
منيعًا بوجه كل الحملات والتحدّيات التي استهدفت
الإسلام في وجوده ودوره، ووفّرت في الوقت نفسه
حصنًا آمنًا لبروز قيادات ومراجع إسلامية عظام،
انساقت إليهم المهمّة المقدّسة في حفظ الدين
والعقيدة، والإبقاء على مشعل الرسالة الإسلامية
الأصيلة منيرًا دروب الإنسانية من جيل إلى جيل،
على مرّ العصور والى يوم الدين.
ولأن للدور الحوزوي هذا الشأن الخطير في حياة
الأمة الإسلامية، تفتح
(رسالة النجف)
ملف الحوزات العلمية في لبنان، بما له وما عليه،
وتنشره على حلقات بدءًا من هذا العدد الذي يتضمن
تحقيقا عن "حوزة النجف الأشرف" في حاريص التي
أسّسها سماحة الحجة الشيخ مفيد الفقيه.
التأسيس
تاريخ
(حوزة النجف الأشرف)
في حاريص، هو في وجه من وجوهه قراءة في سيرة حياة
مؤسّسها الحجة الشيخ مفيد الفقيه بدءًا من العام
1989م.
في ذلك العام اضطر سماحته إلى مغادرة النجف الأشرف
بعد أن اشتدّت حملات الاضطهاد من النظام العراقي
السابق، على العلماء والمراجع، فعاد الشيخ إلى
لبنان بعد 38 عامًا أمضاها في النجف دارسًا
ومدرّسًا.
من مدرسة
السيد
الخوئي(قده)
حيث وصل الحجة الشيخ مفيد إلى لبنان، وعلى طبيعة
العلماء، لم يستطع إلا أن يستمر في دوره كحاملٍ
لرسالة مقدّسة تستوجب التبليغ، ففتح منزله في صور
لكل راغب بالعلم، وبدأ بالتدريس، وحيث شاع الخبر
في المنطقة ونواحيها كثر الطلاب الساعون إلى
التعلّم بين يديه وتكاثر عددهم، وبقدر ما كان
يتّسع صدره لطلاب جدد، كانت مساحة المنزل المتواضع
تضيق، فقضت الحاجة التوسع باستئجار إحدى الشقق
القريبة التي ما لبثت
أن ضاقت بدورها أمام تزايد
الطلاب، واستمر هذا الضيق إلى أن ساق الله خيراً
حمله رجل الأعمال الحاج سعيد علي أحمد الذي أخذ
على عاتقه بناء حوزة للطلاب، والذي سارع إلى بناء
الحوزة، وإلى شراء شقة واسعة ينتقل إليها الطلاب
ريثما ينجز بناء الحوزة، فتأمّن بعمل الخير هذا
الحدّ الأدنى لمواصلة التدريس حتى العام 1998م
تاريخ إنجاز بناء الحوزة في حاريص بشكل تام والتي
بدأ التدريس فيها بدءًا من العام 1999، فانضمت إلى
سائر الحوزات العلمية الكبرى في لبنان والعالم
الإسلامي لتأخذ موقعًا متقدّمًا في ميدان نشر
الرسالة الإسلامية وتبليغ أحكامها وفاقًا للمذهب
الإسلامي الجعفري الأصيل.
رعاية شؤون الأمة
المرتجى من تأسيس هذه الحوزة، والطموح كما يقول
مؤسّسها الحجة الشيخ الفقيه، هو الحفاظ على
العقيدة والمساهمة في رعاية شؤون الأمة والإبقاء
على باب الاجتهاد مفتوحًا.
وعن مرجعية التقليد التي تستظل بها الحوزة يقول
سماحته:
((في
النجف لازمنا المرجع السيد محسن الحكيم وكان لنا
تفويض منه، ثم انتقلنا بعد رحيله إلى مرجعية السيد
الخوئي(قده) الذي تلمّذنا على يديه ما يقرب من 31
عامًا أصولاً وفقهًا، والآن مع آية الله العظمى
السيد علي السيستاني، ولنا تواصل مستمر مع بقية
المراجع العظام الآخرين سواء في النجف الأشرف أو
في مدينة قمّ المقدسة)).
وفي الحديث عن الدين والسياسة وفي أي موقع تقف
حوزة النجف الأشرف، يشير سماحته إلى أن الحوزة
تتميز بأنها تجمع تحت سقفها كل الأطراف في
المناسبات الدينية العامّة من كل الجهات والأحزاب،
والى أن الانتماء الحزبي أو السياسي لا يشكل
مانعًا من الالتحاق بالحوزة والدراسة فيها بشرط
واحد وهو عدم ممارسة أيّ نشاط ذي طابع حزبي داخل
الحوزة.
وعن المنهجية الدراسية المتبّعة في الحوزة يقول
الشيخ المفيد:
(إنها
المنهجية المتبّعة في النجف الأشرف).
تطوير المناهج والأساليب
وحيث تسأله عن الجدل أو النقاش الدائر في أوساط
حوزوية وبين علماء وفقهاء عن ضرورة تطوير المناهج
في الحوزات وتطوير أساليب التعليم الموروثة،
ليستطيع العمل الحوزوي الارتقاء إلى مستوى العصر
الحديث ومتطلباته في مواصلة التحدّيات المطروحة
أمام الفكر الإسلامي، يقدّم الشيخ المفيد
إجابة علمية مكثّفة يقول فيها:
لا يوجد من المناهج ما يخضع للتطوير في
المقدمات التي لا بد منها في كل علم تُبنى نتائجه
على الاستدلال، وكذلك لا معنى للتحدث عن التطوير
في النتائج الفقهية، كما لا معنى للتطوير في كيفية
الاستدلال المبني على أسسٍ منطقية ثابتة، ولا في
نفس الأدلة من حيث ما تنطوي عليه من العناصر
الموصلة للنتيجة المطلوبة،وكذلك علم الأصول، فإنه
عبارة عن قواعد عقلية ونقلية ثابتة، تختلف الآراء
في توثيقها وتقعيدها إيجاباً أو سلباً، سعةً أو
ضيقاً.
لذلك لا نصف بالجهل المركب من يتساءل
عما هو المقصود بتطوير المناهج غير التوضيح
والتبسيط بنحو يصبح المطلب سهل التناول لكل أحد،
حيث تكثر الشكوى من صعوبة المطالب وتعقيدها، وهذا
غير موجود إلا في علم الأصول.
والرد على ذلك: أن صعوبة المطالب
ودقتها، أمرٌ واقع لا بديل عنه، وأما التعقيد في
العبارة فهو مسلم، ولكن طبيعة المطالب في كثير من
الأحيان هي التي تعطي صفة التعقيد للعبارات
المغلقة، وأساليب الطرح غير المألوفة عند من يدخل
ابتداءً في علم الأصول، وأما المتدرج، فلا يحتاج
إلى أكثر من أستاذ مستوعب للمطالب، وعنده ثروة من
ألفاظ اللغة العلمية، وقدرة بيانية.
وأما إضافة علوم أخرى إلى مقدمات العلم
التصورية والتصديقية، فهذا يعني علماً آخر غير علم
الأصول والفقه، مع أن ما يحتاج إليه علم الأصول
والفقه من العلوم الأخرى مأخوذ بعين الاعتبار.
ولذلك دخلت كثير من مسائل العلوم
الأخرى في هذا العلم بمقدار الحاجة، كإحدى
المقدمات التي يحتاجها الباحث للتوصل إلى النتيجة
القطعية، حيث يأخذ الأصولي الفقيه منها حاجته،
ويستعين بها حسب المورد الذي يريد الاستدلال عليه،
لأنه سيحتاج إلى نتائج من أكثر العلوم، لأن
الشريعة مستوعبة لكل ما في هذا الوجود، فهو محتاج
إلى مسائل من علم الهيئة والفلك، والفلسفة
والرياضيات والطب والهندسة، لا بمعنى أن يكون
طبيباً وفيلسوفاً، بل بالمعنى الذي أشرنا إليه.
فالعقيدة تحتاج إلى علم الفلسفة،
والمصلي والصائم يحتاج إلى علم الفلك والأهلّة في
قبلته ومواقيته، ولا تخفى الحاجة إلى الرياضيات في
المواريث والوصايا والمعاملات التي تقع بين الناس،
كما لا تخفى الحاجة إلى بعض النتائج الطبية في علم
الأجنة والتوليد، لتعطى لها صفة الشرعية أو تسلب
عنها، وأما تغيير الكتاب أو تبديله بأسلوب وبآخر،
فهذا ليس من تطوير المنهج، بل هو من التوضيح الذي
لا بد منه.
ونضيف إلى ذلك: أن أساطين العلماء
توصلوا إلى أعلى المراتب في سبر أغوار هذا العلم
بالمنهج الموجود في الحوزات، وكل ما ذكروه هو
تطوير وتبسيط كامل للمسألة من جميع جهاتها التي
لها أدنى صلة بأي علم من العلوم، فقد تدرجوا في
علم الأصول بقسميه (اللفظية والعملية) إلى أن
استوعبوا كل مسائله التي لا بد من الاحتياج إليها
أو يحتمل الحاجة إليها ولو من ناحية علمية، حتى
وصل الأمر إلى كتابي الكفاية والرسائل.
أما كتاب الكفاية للمحقق الخراساني
(قده)،
فهي السبب الأساسي في طرح مسألة التطور والتوضيح،
نظراً للتعقيد في صياغة عبائرها، وهذا الذي ذكرنا
أنه طرح وجيه.
ولكن المسؤولية تقع على المدّرسين،
وليس عيباً في الكتاب ومطالبه أن تكون عباراته
مغلقة لدقة مطالبها، لأنه كتاب وضع للتدريس.
يتبع =