العدد الثاني / 2005م  / 1426هـ

       رجوع     أرشيف المجلة     الرئيسية

 

الاستنساخ

الشيخ أحمد صمادي*

قضية الاستنساخ ليست جديدة في مجال الدراسات والبحث والخيال العلمي، فقد شرعت منذ سنة 1950، وفي سنة 1978 صدر كتاب الخيال العلمي للكاتب ديفيد روفريك حول تخيلاته عن استنساخ البشر، وبقي الاستنساخ عن طريق الخلية ضمن الخيال العلمي حتى سنة 1997 حيث أعلن كامبل ويلموت عن مولد النعجة دوللي بواسطة الاستنساخ وليس من طريق النطفة.

وفي 27 كانون الأول من سنة 2002 فجرت الكيميائية الفرنسية بريجيت بواسوليه رئيسة مؤسسة (كلونايد) التي تنتمي إلى طائفة الرائيليين([1]) قضية استنساخ البشر عندما أعلنت أنها نجحت بإجراء عملية استنساخ لأول إنسان في الولايات المتحدة الأمريكية وولادة الطفلة (إيفا أو حواء)، وأثارت هذه القضية جدلاً واسعًا ما زال قائمًا في الأوساط العلمية والسياسية والدينية، ولم تحظ قضية علمية -خلال نصف القرن الأخير- باهتمام بالغ من قبل المؤسسات العلمية والطبية والسياسية والقانونية والاجتماعية والدينية وفي مختلف أنحاء العالم بمثل ما حظيت به قضية الاستنساخ، وما أثارته من ضجة ما زال صداها مسموعًا من خلال مختلف وسائل الإعلام.

وللحكم على هذه القضية لا بد من معرفة الاستنساخ والاطلاع على حقيقته كأي موضوع يراد الحكم عليه، فلا بد من تقديم مقدمة لتتضح حقيقة الاستنساخ، فنقول:

يتبع =

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* مبلّغ ديني ومدرّس في الحوزة العلمية.

([1]) هذا وقد ارتبط الاستنساخ باسم الرائيليين فهم أول من أعلن عن ولادة أول طفلة بالاستنساخ سنة 2002م .

فمن هم الرائيليون؟

حسـبما تشـير مراجعة كتابات "رائيل" على موقع للحركات الدينية على الإنترنت، إن "رائيل" هو مغنٍّ وصحافي فرنسي متخصص في كتابة الأخبار والتحقيقات الرياضية يمارس رياضة قيادة السيارات وقد سمى نفسه "رائيل" أي نور الله.

بدأ حركته منذ ثلاثين عامًا في 13 كانون الأول في العام 1973 في فرنسا)، ويزعم أنه التقى مع الإيلوهيم ويقول عن نفسه أنه [خاتمة الأنبياء] وانه أخ غير شقيق ليسوع (ع).

وقد حاول المدعو [رائيل] بناء سفارة لاستقبال المخلوقات الفضائية بزعمه والاحتفاء بها عند قدومها إلى الأرض في القدس المحتلة.

وقد ذكرت جريدة السفير في عددها 7-1-2003م تحت عنوان [إن الرائيليين يخادعون]: أعلن الصحافي الأميركي مايكل غيلن الذي كان يفترض أن يتولى الإشراف على تحاليل الحمض الريبي النووي للطفلة المستنسخة (حواء) التي أعلن الرائيليون ولادتها في 27 كانون الأول الماضي، (أمس) أنه علّق عملية التحقّق هذه، متحدثًا عن احتمال أن يكون الرائيليون قاموا بخدعة محكمة، أضاف غيلن: علقت صباح اليوم (أمس) عملية التحقق المستقلة الرامية إلى التأكد من ولادة طفل مستنسخ، ففريق العلماء لم يتمكن من الوصول إلى العائلة المفترضة، ولا يمكنه بالتالي التحقق من إعلان ولادة طفل مستنسخ، وتابع إنه بمعنى آخر، لا يزال من الممكن تماما أن يكون إعلان شركة (كلون ايد) يندرج في إطار خدعة محكمة تهدف إلى الدعاية للحركة الرائيلية، وأعرب في المقابل عن استعداده لاستئناف عملية التحقق في حال امكن الوصول إلى العائلة المعنية -ومما يقرّب كذب مزاعمهم أنه لم ير أحد ما ادعي استنساخه-.

فلذا لم يثبت نجاح الاستنساخ البشري، وعلى فرض ثبوته فيشك في كونه مشروعًا عمليًا يمكن من خلاله إنتاج ما يريدون من نسخ بشرية، ولذا قال بعض العلماء: إن مسالة الاستنساخ أصبحت أقرب شيء إلى كذبة أكاديمية تجاوزت الحقائق العلمية والخيالية.

فلذا كلامنا في الموضوع سيكون فرضيًا.

أعلى الصفحة     محتويات العدد الأول     أرشيف المجلة     الرئيسية