العدد الثاني / 2005م  / 1426هـ

       رجوع     أرشيف المجلة     الرئيسية

 

التقويم العبري([1])

المهندس محمد علي صائغ*

تقويم اليهود القدماء:

كان التقويم عند اليهود القدماء تقويمًا قمريًا بحتًا يُعرف مولد الأهلة فيه بالرؤية، وخصّصوا لمشاهدتها أشخاصًا عُرفوا بالصدق والأمانة.

 وفي سنة 358 ميلادي عدّل الحبر الأكبر هيلل الثاني التقويم العبري ووضع قواعده ونظامه.

يحتوي العام العادي أو السنة البسيطة في التقويم العبري على 12 شهرًا، أيام كل شهر فردي الرتبة 30 يومًا، وأيام كل شهر زوجي الرتبة 29 يومًا، وبذلك تتكون السنة البسيطة من 354 يومًا، ويزاد شهر إضافي ثالث عشر 7 مرات كل 19 سنة يضم ثلاثين يومًا، ويسمى هذا العام بـ(العام المطول).

وفي السنوات التي تبدأ بيوم الأحد والأربعاء والجمعة يضاف يوم إلى السنة.

ولزيادة دقّة التقويم يدخل تصحيح في سنين معينة تزيح بداية السنة يومًا واحدًا إلى الوراء.

وعلى ذلك فالتقويم العبري يضم نظامًا معقدًا إلى حدٍّ ما للتصحيح، إلا أنه يتمشّى جيدًا مع الدورة الشمسية، وبذلك تكون السنة العبرية تتألف من 353 يومًا، 354 يومًا، 355 يومًا، 383 يومًا، 384 يومًا، 385 يومًا.

مبدأ التقويم العبري:

مبدأ التقويم العبري هو يوم الاثنين 7 أكتوبر سنة 3761 قبل الميلاد، والسنة العبرية ستة أنواع، تترواح أيامها من 353 إلى 385 يومًا، والسبب في هذا هو أن السنة العبرية شمسية وشهورها قمرية، لذلك فهم يضيفون 7 شهور في كل 19 سنة، فقد استفاد اليهود من دورة ميتون، ومفادها أنه بعد مضي 19 سنة شمسية يعود مولد القمر كما كان في أول الدورة، حيث إنه خلال هذه الفترة يمرّ 235 هلالاً قمريًا.

تاريخ التقويم العبري:

احتفل النبي موسى(عليه السلام)بعيد الفصح وهو خروج بني إسرائيل من مصر مساء يوم 14 من الشهر القمري أي ليلة البدر الكامل، ثم خرجوا من مصر في اليوم التالي، وكان هذا الشهر يصادف موسم ظهور القمح في مصر الذي يكون دائمًا قريبًا من الاعتدال الربيعي، وصار هذا الشهر فيما بعد وبأمر من النبي موسى(عليه السلام)هو أول شهور السنة الدينية، ويسمى نيسان ويوم 15 منه هو عيد الفصح أو عيد الخروج من مصر، وفيه نجا موسى(عليه السلام)وقومه من فرعون وجنده، وقد كان غرق فرعون في اليوم الحادي والعشرين من نيسان عبري وهو اليوم السابع من أيام الفطير.

أمر موسى(عليه السلام)بني إسرائيل أن يكون هذا الشهر هو أول السنة لهم، وكان يسمى أولا بيبثم سمّوه بعد ذلك نيسان، وكان بنو إسرائيل في أثناء إقامتهم بمصر يتبعون السنة المصرية التي كان مبدؤها قريبًا من الاعتدال الخريفي، لذا كان من الصعب عليهم تغيير نظام حياة درجوا عليه أكثر من 400 سنة في مصر، لذا ولأسباب تاريخية وزراعية جعلوا نيسان أول السنة الدينية، وعلى ذلك فإن السنة العبرية الدينية تبدأ في الربيع.

واتبعوا سنة أخرى مدنية تبدأ بالشهر السابع من السنة الدينية، وهو يقع قريبًا من الاعتدال الخريفي ويتفق مع السنة المصرية، وقد سمّوا هذا الشهر بعد عودتهم من الأسر ببابل شهر تشري.

وقد بدأوا باستعمال سنة قمرية يعرف مولد الأهلة فيها بالرؤية بشهادة الشهود الثقاة، وكان هؤلاء يراقبون الهلال من على قمم الجبال المجاورة لأورشليم في مطلع كل شهر قمري، وعند ظهوره يوقدون نارًا تكون علامة على مولده.

وكان أعداؤهم يخدعونهم بإيقاد النار على الجبال، فلما كشفوا هذه الحيلة عدلوا عن إيقاد النار.

صوم يوم عاشوراء في الديانة اليهودية:

صوم الكبورkippur أو الكفارة atonemement أو عاشوراء ashura (عبري معرب)، وهو ذكرى عودة النبي موسى(عليه السلام)من سيناء بعد أن استرضى ربه على بني إسرائيل فعفا عنهم لعبادتهم العجل، ويعتبر هذا اليوم سبتًا أي يوم راحة يحرم فيه العمل، والصوم فيه إجباري، وعاشوراء هو اليوم الوحيد الذي أمر النبي موسى(عليه السلام)بصومه، وهو دائمًا يصادف في أوائل فصل الخريف.

أما يوم النجاة (اليوم الذي خرجوا فيه من مصر) فهو يوم 15 نيسان (عبري)، ويصادف دائمًا في فصل الربيع، وقصّته مذكورة في التوراة، ويسمى عيد الفصح.

أما أيام الصيام الأخرى فوضعت في عهود متأخرة، ويلزم أن نلاحظ أن يوم عاشوراء لدى اليهود هو اليوم العاشر من الشهر الأول من السنة العبرية، وهي سنة شمسية قمرية، أي إن أوائل شهورها مرتبط بظهور القمر كالشهور العربية.

يتبع=
 

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] - تتمة المقال المنشور في العدد السابق

*  باحث في الهيئة والمواقيت والأهلة .

 

أعلى الصفحة     محتويات العدد الأول     أرشيف المجلة     الرئيسية