العدد الحادي عشر/ خريف 2007م  / ذو الحجة 1428هـ

       رجوع     أرشيف المجلة     الرئيسية

 

تتمة مقال = الجذور التاريخية للسلفيين والوهابيين والتكفيريين

المسلمون كفرة عند الوهابية

ذكر محمد بن عبد الوهاب: أن المسلم قد يرتد عن دينه بأنواع كثيرة من النواقض التي تحل دمه وماله ويكون بها خارجًا من الإسلام، ومن أخطرها وأكثرها وقوعًا عشرة نواقض، استخلصها من كلمات ابن تيمية وادعى أن من يخالفها خرج من الإسلام إلى الكفر، وعدّ منها:

1- من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكل عليهم فقد كفر إجماعًا. وكان ابن عبد الوهاب في خطاباته في الدرعية ينادي بأعلى صوته من توسل بالنبي (ص) فقد كفر(57).

2- ومن لم يُكفِّر المشركين أو شك في كفرهم أو صحّح مذهبهم كَفَر، وأنّ من لم يُكَفِّر من يجعل بينه وبين الله وسائط كمن يتوسل بالنبي (صلى الله عليه وآله)... فهو كافر يحل قتله.

وجعل من النواقض الاعتقادية الذبح والنذر للأموات ودعاءهم من دون الله، فهذا الشرك يرجع في الحقيقة إلى ما في القلب من المحبة والتعظيم لهؤلاء(58).

ووصف ابن باز هذه الأمور بأنها من الشرك الأكبر(59)، وبذلك وصفتها لجنة الإفتاء الوهابية(60)، بل أكثر من ذلك فإنهم قالوا بالحرف الواحد: بأن من اعتقد من المكلفين المسلمين جواز النذر والذبح للمقبورين فاعتقاده هذا -وإن لم ينذر أو يذبح- شرك أكبر مخرج من الملة يستتاب صاحبه ثلاثة أيام ويضيق عليه فإن تاب وإلا قتل(61)، واستدلوا على ذلك بآيات الشرك، فكان استدلالهم أشبه بمن يستدل على حشر البصير أعمى بآية {وَمَن كَانَ فِي هـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً}(62).

وبناء على ذلك كفروا جميع المسلمين من جميع الطوائف لا سيما الشيعة الاثنا عشرية فقد اشتد حقدهم عليهم لأنهم أتباع النبي وأهل بيته (صلوات الله عليهم أجمعين ). وإما لأنهم يشدون الرحال لزيارة الرسول ويتوسلون به ويتبركون بضريحه (صلى الله عليه وآله)... مع أن إمامهم أحمد بن حنبل -كما حدث ابنه عبد الله- كان معه شعرة من شعر النبي، قال رأيته يتبرك بها فيضعها على فِيه يُقبّلها ثم يضعها على عينيه(63).

وإما لأنهم يعتقدون جوازها وإن لم يذهبوا للزيارة، وإما لأنهم لا يكفرون من يقوم بهذه الأفعال.

وحثوا أتباعهم على هدم قباب المقامات الشريفة لأنها من أسباب الشرك ولأنها محرمة(64)، وعندما اُحتج على ابن باز ببناء قبة النبي (صلى الله عليه وآله) أجاب:

لا يصح الاحتجاج ببناء الناس قبة على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) على جواز بناء قباب على قبور الأموات، صالحين أو غيرهم ؛ لأن بناء أولئك الناس القبة على قبره (صلى الله عليه وآله) حرام يأثم فاعله... فلا يصح أن يحتج أحد بفعل بعض الناس المحرم على جواز مثله من المحرمات.. ولأن بناء القبور واتخاذ القباب عليها من وسائل الشرك بأهلها، فيجب سد الذرائع الموصلة للشرك. وبالله التوفيق(65).

ويستنتج من فتاواهم بأن الأصل عندهم تحريم كل شيءٍ إلا ما ثبت أن النبي (صلى الله عليه وآله) والسلف عملوا به، بحجة أنها بدعة، وهي كل أمر مستحدث، فحملوا البدعة على معناها اللغوي العام وهي الأمر المستحدث سواء في المعاملات أم في العبادات، واستدلوا بالنبوي: إياكم ومحدثـات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة(66)، فتشمل المعاملات والعادات والصناعات والملبس.

ويقول الشاطبي في الاعتصام: إن من السلف من يرشد كلامه إلى أن العاديّات كالعبادات، فكما أننا مأمورون في العبادات بأن لا نحدث فيها فكذلك العاديّات(67).

ولكنهم في مقام العمل عندما يصطدمون بالواقع فتراهم يحللون تلك الأمور من باب الاضطرار، انظر إلى ما سيأتي من فتاواهم في التصوير وإهداء الزهور وجعل يوم لتكريم الأم من السَنة ولبس الأسورة النحاسية وغيرها... التي تؤكد ذلك.

والصحيح أن البدعة حتى عند السنة: هي ما أُحدث في الشرع لا مطلقًا، ويمكن أن يمثل لها بصلاة التراويح التي ابتدعها الخليفة الثاني.

قال ابن حجر الهيثمي: البدعة لغة: ما كان مخترعًا، وشرعًا ما أُحدث على خلاف أمر الشرع ودليله الخاص أو العام(68).

 فلذا وبناء على هذا الأصل قاموا بإصدار فتاوى لا يرضى بها الله تعالى ولا رسوله (صلى الله عليه وآله):

من فتاواهم

- حرمة الإسراج في المقامات فقد سئل ابن عثيمين: عن حكم إضاءة مقامات الأولياء ونذر ذلك ؟

فأجاب: إضاءة مقامات الأولياء والأنبياء محرمة وقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله) لعن فاعليها، فلا يجوز أن تضاء هذه القبور وفاعل ذلك ملعون على لسان رسول الله (صلى الله عليه وآله)(69).

ومنها: حرمة الاحتفال بمولد النبي (صلى الله عليه وآله) وغيره. قال ابن باز: ليس للمسلمين أن يقيموا احتفالا بمولد النبي (ص) في ليلة 12 ربيع الأول ولا في غيرها، كما أنه ليس لهم أن يقيموا أي احتفال بمولد غيره. لأن الاحتفال بالموالد من البدع المحدثة في الدين، وذكروا الدليل على ذلك فقالوا: لأن الرسول (ص) لم يفعله، ولا خلفاؤه الراشدون، ولا غيرهم من الصحابة رضوان الله على الجميع، ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة... وقد ثبت عن النبي (ص) إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة(70).

- وحرموا التصوير الفوتوغرافي، قال التويجري: ولا يخفى على عاقل أن التصوير بالآلة الفوتوغرافية أشد مضاهاة بخلق الله من التصوير باليد، فيكون التصوير بالآلة الفوتوغرافية أشد تحريمًا من التصوير باليد لما فيه من مزيد المطابقة بين الصورة والمصور(71).

وقال ابن باز: يحرم التصوير إلا عند الضرورة كالجواز والتابعية ونحو ذلك(72).

وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة:

س 3: ما حكم تصوير الصور الشمسية للحاجة أو للزينة؟

ج 3: تصوير الأحياء محرم إلا ما دعت إليه الضرورة كالتصوير من أجل التابعية وجواز السفر، وتصوير المجرمين لضبطهم ومعرفتهم ليُقبض عليهم إذا أحدثوا جريمة ولجأوا إلى الفرار، ونحو هذا مما لا بد منه(73).

بل حرم بعض مشايخهم شراء الجوال الذي فيه كاميرا، فقد نشرت شبكة سحاب فتوى للشيخ عبد الله بن عبد الرحمان الغديان بتاريخ 30/10/1426هـ يُحرّم فيها شراء الجوالاتِ التي فيها كاميرا.

- وحرموا تسوية اللحية وتشذيبها، سئل بن باز: ما حكم من يساوي لحيته يجعلها متساوية مع بعضها البعض ؟

فأجاب: الواجب إعفاء اللحية وتوفيرها وإرخاؤها وعدم التعرض لها بشيء(74).

- وحرموا الكتابة على القبر، قال ابن باز: لا يجوز أن يُكتب على قبر الميت لا آيات قرآنية ولا غيرها، لا في حديدة ولا في لوح ولا في غيرهما(75).

- قال ابن باز ويحرم أن يقال للميت مرحوم أو مغفور له(76).

- بل جعلوا القول بدوران الأرض من موجبات الكفر والارتداد: قال ابن باز من قال بثبوت الشمس ودوران الأرض فقوله باطل مخالف للمشاهد والمحسوس، فهذا جبل النور في مكة في محله، وهذا جبل أبي قبيس في محله... ومن قال هذا القول فقد قال كُفرًا وضلالاً لأنه تكذيب لله، وتكذيب للقرآن وتكذيب للرسول (ص)، وكل من كذب الله سبحانه أو كذب كتابه الكريم أو كذب رسوله الأمين (ص) فهو كافر ضال مضل يستتاب فإن تاب وإلا قتل كافرًا مرتدًا، ويكون ماله فيئًا لبيت مال المسلمين(77). ونصح العثيمين مدرسّي مادة الجغرافيا بعدم تدريس دوران الأرض للطلبة(78).

- وحرموا الدعاء بجاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) أو بجاه فلان من الصحابة أو غيرهم أو بحياته(79).

- وحرموا إهداء الزهور للمريض في المستشفى، وقالوا هي محض تقليد وتشبّه بالكفار لا غير، وفيها أيضا إنفاقٌ للمال في غير مستحقه، وخشيةٌ مما تجرّ إليه من الاعتقاد الفاسد بهذه الزهور من أنها من أسباب الشفاء! وبناء على ذلك: فلا يجوز التعامل بالزهور على الوجه المذكور، بيعًا، أو شراءً، أو إهداءً، وقد تكرر هذا السؤال كثيرًا في فتاويهم(80).

وحرّموا الاحتفال بيوم الأم، قال ابن باز: ولا ريب أن تخصيص يوم من السنة للاحتفال بتكريم الأم أو الأسرة من محدثات الأمور التي لم يفعلها رسول الله (ص) ولا صحابته المرضيون فوجب تركه وتحذير الناس منه والاكتفاء بما شرعه الله ورسوله(81).

- وحرموا تحية العلَم، قالوا: لا تجوز تحية العلَم بل هي بدعة محدثة(82).

وحرموا قراءة الفاتحة وإهداءها للميت، قال ابن باز: أما إهداء الفاتحة أو غيرها من القرآن إلى الأموات فليس عليه دليل، فالواجب تركه، وذبح المواشي له شرك أكبر(83).

- وحرموا لبس الأسورة النحاسية لدفع الروماتيزم، قال ابن باز: والذي أرى في هذه المسألة: لبس الأسورة النحاسية لدفع الروماتيزم هو ترك الأسورة المذكورة، وعدم استعمالها سدًا لذريعة الشرك، وحسمًا لمادة الفتنة بها والميل إليها، وتعلق النفوس بها...(84).

- بل قالوا بأن غسل اللحم قبل أكله بدعة استنادًا إلى فتوى ابن تيمية حيث قال: لأن أكل الشوى والشريح جائز سواء غسل اللحم أو لم يغسل، بل غسل لحم الذبيحة بدعة، لأن الصحابة كانوا يأكلونه مع أنهم كانوا يرون الدم في القدر خطوطًا(85).

- بل إن بعض مشايخهم، وهو الشيخ مقبل بن هادي الوادعي من وادعة، أحد أفخاذ قبيلة بكيل اليمنية المشهورة، الذي درس الفكر السلفي في الحجاز حرم استعمال ملاعق الطعام في رسالة سماها (الصواعق في تحريم الملاعق)(86).

إلى غيرها من الفتاوى الكثيرة العجيبة والغريبة التي لا تَمُتّ إلى الإسلام بصلة.

أقوال العلماء فيه وفي أتباعه

أُلفت مئات الكتب في الرد على الوهابية مما يدل على عظم خطرهم وقد ألف السيد عبد الله محمد علي كتابًا سمّاه معجم ما ألفه علماء الأمة الإسلامية ضد الوهابية، ذكر فيه 213 كتابًا في الرد على الوهابية مع بيان لمحة مختصرة عن كل كتاب.

ونشير إلى بعض تلك الردود التي قيلت فيه وفي أتباعه:

- ما قاله أحمد زيني دحلان مفتي مكة في أواخر السلطنة العثمانية قال:

كان والد محمد بن عبد الوهاب وأخوه ومشايخه يتفرّسون فيه أنه سيكون منه زيغ وضلال لما يشاهدونه من أقواله وأفعاله ونزغاته في كثير من المسائل، وكانوا يوبخونه ويحذّرون الناس منه، فحقق الله تعالى فراستهم فيه لما ابتدع ما ابتدعه من الزيغ والضلال الذي أغوى به الجاهلين وخالف فيه أئمة الدين، وتوصل بذلك إلى تكفير المؤمنين فزعم أن زيارة قبر النبي (ص) والتوسل به وبالأنبياء والأولياء والصالحين وزيارة قبورهم للتبّرك شرك، وأن نداء النبي (ص) عند التوسل به شرك، وكذا نداء غيره من الأنبياء والأولياء والصالحين عند التوسل بهم شرك، وأن من أسند شيئًا لغير الله تعالى ولو على سبيل المجاز العقلي يكون مشركًا نحو: نفعني هذا الدواء، وهذا الولي الفلاني عند التوسل به في شيء(87).

 - وقال ابن عابدين الحنفي: ما نصّه:

أتباع محمد بن عبد الوهاب الذين خرجوا من نجد في زماننا وتغلّبوا على الحرمين، وكانوا ينتحلون مذهب الحنابلة، لكنهم اعتقدوا أنهم هم المسلمون وأن من خالف اعتقادهم مشركون، واستباحوا بذلك قتل أهل السنّة وقتل علمائهم(88).

- وقال الشيخ خميل صدقي الزهاوي:

قاتل الله الوهابية، إنها تتحرى في كل أمر تكفير المسلمين مما يثبت أن همها الأكبر هو تكفيرهم لا غير، فتراها تكفر من يتوسل إلى الله تعالى بنبيه (ص) ويستعين باستشفاعه إلى الله تعالى على قضاء حوائجه(89).

- وقال الشيخ محمد أنور شاه الكشميري الديوبندي:

أما محمد بن عبد الوهاب النجدي، فإنه كان رجلاً بليدًا قليل العلم، فكان يتسارع إلى الحكم بالكفر، ولا ينبغي أن يقتحم في هذا الوادي إلا من يكون متيقظًا متقنًا عارفًا بوجوه الكفر وأسبابه(90).

- وقال الشيخ محمد الطاهر يوسف التيجاني المالكي الأشعري في كتابه صاروخ الغارة:

ومن معتقدات الوهابيين الباطلة المهلكة لهم أنهم يعتقدون بأن كل من زار قبر سيدنا محمد (ص) ليرد عليه السلام ويتوسل به فإنهم يحكمون عليه بالكفر والشرك، لاعتقادهم أن الزيارة للقبر الشريف ورد السلام لساكنه، والتوسل به عبادة للقبر، فويل لمن يعتقد ذلك، ولا يوجد أحد على وجه الأرض من المسلمين بل ومن الكفار جميعًا يعتقد مرتبة الألوهية، أو الربوبية في مخلوق قط ما عدا محمدًا بن عبد الوهاب الذي اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة بتغييره وتحريفه للقرآن والحديث مع تنقيصه الأنبياء والمرسلين، والأولياء، والصالحين... وإن محمدًا بن عبد الوهاب كان مغضوب الوالد والمشايخ والأهل وكان يطرد من بلد إلى بلد -إذا بدأ وعظه وإرشاده، وإظهار عقيدته الفاسدة- ذليلاً حقيرًا مهانًا...(91).

ورد عليه أكبر مشايخه، وهو الشيخ محمد بن سليمان الكردي مؤلف حواشي شرح ابن حجر على متنٍ بأفضل فقال من جملة كلامه:

"يا ابن عبد الوهاب إني أنصحك أن تكف لسانك عن المسلمين"(92).

 بل رد عليه وعلى أتباعه حتى جماعتُه الحنابلة، منهم أخوه سليمان بن عبد الوهاب، الذي قام في كتابه فصل الخطاب بمحاسبتهم على آرائهم، وما يترتب على فتاواهم الخاصة من التوالي الفاسدة، وأنهم خالفوا من يدّعون اتباعهم كابن حنبل وابن تيمية وغيرهم. ثم قال:

قال النبي (ص) في حديث جبريل في الصحيحين: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله... الحديث، ولحديث الجارية: أين الله؟ قالت: في السماء، قال: من أنا ؟ قالت: رسول الله، قال: أعتقها، فإنها مؤمنة. وكل ذلك في الصحيحين.

ثم قال الشيخ سليمان:

إذا فهمتم ما تقدم. فإنكم الآن تكفرون من شهد أن لا إله إلا الله وحده، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأقام الصلاة، وآتى الزكاة، وصام شهر رمضان، وحج البيت مؤمنًًا بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، ملتزمًا لجميع شعائر الإسلام، وتجعلونهم كفارًا، وبلادهم بلاد حرب.

ولكن هذه الآراء التي تحكمون بها من عندكم أن من فعل كذا فهو مشرك، وتخرجونه من الإسلام. من أين لكم هذا التفصيل؟ فبيّنوا لنا: من أين أخذتم مذهبكم هذا؟

 ومن أين لكم أن المسلم الذي يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، إذا دعا غائبًا أو ميتًا، أو نذر له أو ذبح لغير الله أو تمسّح بقبر، أو أخذ من ترابه أن هذا هو الشرك الأكبر الذي من فعله حبط عمله، وحل ماله ودمه وأجريتم على كل بلد هذا فيها أحكام أهل الردة، بل من لم يكفرهم عندكم فهو كافر تجري عليه أحكام أهل الردة....

فان قلتم أخذناها من بعض أهل العلم كابن تيمية وابن القيم !

نقول لكم: إنهم ما قالوا كما قلتم، فإن أهل العلم لم يقولوا: من طلب من غير الله فهو مرتد. ولم يقولوا من ذبح لغير الله فهو مرتد. ولم يقولوا من تمسح بالقبور وأخذ من ترابها فهو مرتد -كما قلتم أنتم -... ولكنكم أخذتم هذا بمفاهيمكم، وفارقتم الإجماع، وكفرتم أمة محمد صلى الله عليه وسلم كلهم، حيث قلتم: من فعل هذه الأفاعيل فهو كافر، ومن لم يكفره فهو كافر ومعلوم عند الخاص والعام أن هذه الأمور ملأت بلاد المسلمين...

ثم قال: بل والله لازم قولكم أن جميع الأمة بعد زمان الإمام أحمد رحمه الله تعالى -علماؤها، وأمراؤها، وعامتها- كلهم كفار، مرتدون ! فإنا لله وإنا إليه راجعون. واغوثاه إلى الله، ثم واغوثاه إلى الله، ثم واغوثاه !(93).

ورد على قولهم أنهم الفرقة الناجية:

إن الفرقة الناجية وصفها رسول الله (ص) بأوصاف، وكذلك وصفها أهل العلم، وليس فيكم خصلة واحدة منها(94).

- ومنهم: شمس الدين محمد بن أحمد بن سالم، المعروف بابن السفاريني، النابلسي، الحنبلي، المتوفى سنة 1188ه‍ في كتابه الأجوبة النجدية عن الأسئلة النجدية.

- ومنهم: الشيخ محمد بن عبد الرحمن الحنبلي في كتابه تهكم المقلدين بمن ادعى تجديد الدين.

- ومنهم ابن عبد الرزاق الحنبلي في كتابه الجوابات.

- ومنهم عبد المحسن الأشيقري الحنبلي. مفتي مدينة الزبير بالبصرة في كتابه الرد على الوهابية.

- ومنهم الشيخ عفيف الدين عبد الله بن داود الحنبلي. في كتابه الصواعق والرعود والذي لخصه محمد بن بشير، قاضي رأس الخيمة.

وغيرها من الكتب التي ألفت في الرد عليه، نسأل الله العلي القدير أن يحمي المؤمنين من كيدهم وشرهم.

* * *

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش

57- الوهابيون والبيوت المرفوعة السنقري، 95 تحقيق، لجنة من العلماء ط2، 1418هـ.

58- نواقض الإيمان الاعتقادية وضوابط التكفير عند السلف د. محمد بن عبد الله بن علي الوهيبي: 2/150.

59- فتاوى ابن باز ج3،حكم التوسل بالموتى وزيارة القبور.

60- فتاوى اللجنة الدائمة، العقيدة، السؤال الخامس من الفتوى رقم 5553.

61- اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، س3، من الفتوى رقم 1644.

62- سورة الإسراء: 72.

63- سير أعلام النبلاء، الذهبي، 11/212، تحقيق: أكرم البوشي، ط9، سنة 1413هـ، مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان.

64- فتاوى بن باز: 4/213، حكم التوسل بالموتى وزيارة القبور.

65- اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس عبد الله بن قعود عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز رقم (8263) س 4.

66- مسند أحمد: 4/126.

67- الاعتصام للشاطبي: 2/79 ؛ البدعة مفهومها حدها آثارها، الشيخ جعفر السبحاني، سنة 1416، مطبعة اعتماد، قم.

68- البدعة، مفهومها، حدها، آثارها الشيخ جعفر السبحاني: ص36، سنة 1416، المطبعة: اعتماد، قم.

69- موسوعة فتاوى اللجنة الدائمة للافتاء، المجلد الثاني، اليوم الآخر جواب ابن عثيمين.

70- فتاوى ابن باز ج4، هل يحل للمسلمين أن يحتفلوا بالمولد النبوي.

71- تحريم التصوير والرد على من أباحه، للشيخ حمود بن عبد الله التويجري.

72- فتاوى ابن باز ج1، الإجابة عن أسئلة متفرقة س2.

73- اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، السؤال الثالث من الفتوى رقم (260).

74- فتاوى ابن باز ج4، حكم من يساوي لحيته ووافقه بقية المُفتين ولذا نرى لحاهم مسترسلة.

75- فتاوى ابن باز ج4، حكم الكتابة على القبور.

76- فتاوى ابن باز ج4، فصل: لا يجوز وصف الميت بأنه مغفور له أو مرحوم.

77- الأدلة النقلية والحسية على جريان الشمس وسكون الأرض وإمكان الصعود إلى الكواكب، ص23-39، من مطبوعات الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سنة 1395هـ.

78- مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن صالح العثيمين، ج 3، فتوى رقم 428، ص 153.

79- فتاوى اللجنة الدائمة، العقيدة، س2 من الفتوى رقم (8818).

80- رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء، الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء فتوى رقم 21409 تاريخ 21/3/1421.

81- فتاوى ابن باز ج5، حكم الإسلام في عيد الأم والأسرة.

82- اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، س3 من الفتوى رقم 5963.

83- فتاوى ابن باز ج4، حكم قراءة الفاتحة للميت وذبح المواشي له.

84- فتاوى ابن باز ج1، الأسورة النحاسية.

85- مجموع فتاوى ابن تيمية، باب إزالة النجاسة فصل: أكل الشوى والشريح.

86- الصواعق في تحريم الملاعق، موقع: إسلام أون لاين.نت.

87- فتنة الوهابية، أحمد زيني دحلان مفتي مكة في أواخر السلطنة العثمانية ط1، ص4، مكتبة الحقيقة، إسلامبول، تركيا.

88- حاشية رد المحتار، ابن عابدين: 4/449، تحقيق مكتب البحوث والدراسات، سنة 1415هـ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان.

89- ملحق البراهين الجلية، السيد مرتضى الرضوي، ص 13.

90- المصدر السابق، ص29.

91- نفس المصدر، ص 44.

92- فتنة الوهابية، أحمد زيني دحلان، ص9.

93- فصل الخطاب في مذهب ابن عبد الوهاب، سليمان أخو محمد بن عبد الوهاب، ص32، تحقيق لجنة من العلماء، ط4 ؛ وكذا في الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية، ط3 تركيا، ص7 -؛ (صحيح البخاري: 1/29 ح53).

94- ملحق البراهين الجلية، السيد مرتضى الرضوي، ص 12.

أعلى الصفحة     محتويات العدد الحداي عشر