السنة السابعة / العدد العشرون/ كانون أول : 2011 - محرم : 1433هـ

       رجوع     أرشيف المجلة     الرئيسية

 

تتمة مقال=

( صبر علي (ع) يوم الدار- سياسة إلهيّةٌ وسُنّةٌ نبويةٌ )

 

2- إبراهيم بن محمد الجويني الشافعي([24]):

بإسناده إلى ابن عباس، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)  في حديث طويل أنه قال:

«.. وأمّا ابنتي فاطمة، فإنها سيدة نساء العالمين..وإنّي لما رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي، كأنّي بها وقد دخل الذُّلُّ بيتَها، وانتُهكت حُرمَتُها، وغُصِبَ حقُّها، ومُنِعَت إرثَها، وكُسِرَ جَنبُها، وأسقطت جنينَها، وهي تنادي: يا محمداه!، فلا تجاب، وتستغيث فلا تغاث، فلا تزال بعدي محزونةً مكروبةً، باكيةً..ثم ترى نفسَها ذليلةً بعدَ أن كانت في أيّام أبيها عزيزةً..فتكون أوّلَ من يَلحقُني من أهل بيتي، فتَقدِمُ عَليَّ محزونةً مكروبةً، مغمومةً، مغصوبةً، مقتولةً..»([25]).

3- النقيب أبو جعفر يحيى بن محمد بن أبي زيد العلوي نقيب البصرة([26]).

قال ابن أبي الحديد في شرح النهج: [.. قلت وهذا الخبر أيضا قرأته على النقيب أبي جعفر (رحمه الله) ، فقال: إذا كان رسول الله (صلى الله عليه وآله)  أباح دم هبار بن الأسود لأنه رَوّع زينبَ فألقت ذا بطنها، فظهر الحال إنّه لو كان حيًّا لأباح دمَ من رَوّع فاطمةَ حتّى ألقت ذا بطنها.

فقلت: أروي عنك ما يقوله قومٌ إنَّ فاطمة رُوّعَتْ فألقت المُحَسَّن؟

فقال: لا تروهِ عنّي، ولا تروِ عني بطلانه، فإنّي متوقفٌ في هذا الموضع لتعارض الأخبار عندي فيه]([27]).

ونلاحظ على هذا الكلام:

- أنَّ أبا جعفر النقيب أرسل كلامه إرسال المُسلّمات بادي بدء، حتى إذا ما واجهه تلميذه بتحميله مسؤوليّة رواية الواقعة أمامَ الآخرين تراجع عن موقفه مُبديًا التوقُّفَ، وما ذلك إلا لحرية الرأي والتعبير الذي كان يعيشه العلماء في حواضرهم العلمية، إذ قد يلحقون بباريهم لمجرد نقلهم خبرًا لا تستسيغه مؤسسة الإرهاب الفكري!!.

- أنَّه وإن ادّعى التوقفَ لكنَّه لم يتنازل عن قوّة أدلّة ثبوت الجريمة؛ إذ إنَّ التوقف فرعُ التعادل بعد التعارض، وفي ذلك إصرارٌ منه على توافر أدلّةِ تَعَرّضها (عليها السلام) للضرب المؤدّي إلى الإجهاض.

- أنَّ كلام ابن أبي الحديد نصٌ في تداول الخبر وشياعه في الأوساط العلمية آنئذ.

4- الهادي إلى الحق أبو الحسين يحيى بن الحسين الحسني الزيدي([28]):

 حيث أورد في كتابه [تثبيت الإمامة] ما نصّه:

[..فقال أبو بكر لعُمَر: انهض في جماعة واكسر باب هذا الرجل، وجئنا به يدخل في ما دخل فيه الناس!!.

فنهض عمر ومن معه إلى باب علي (عليه السلام)، فدقّوا الباب، فدافعته فاطمة صلوات الله عليها فدفعها، وطرحها!.

فصاحت: يا عمر!، أحرجك بحرج الله أن لا تدخل علي بيتي، فإنّي مكشوفةُ الشَّعرِ، مبتذلة!!.

فقال لها: خذي ثوبك!!.

فقالت: ما لي ولك؟!

ثم قال لها: خذي ثوبك فإني داخل!!.

فأعادت عليه البتول، فدفعها، ودخل هو وأصحابه، فحالت بينهم وبين البيت الذي فيه علي (عليه السلام) -وهي ترى أنها أوجب عليهم حقًا من علي (عليه السلام) لضعفها وقرابتها من رسول الله (صلى الله عليه وآله) - فوثب إليها خالد بن الوليد، وضربها بالسوط على عضدها، حتى كان أثره في عضدها مثل الدملج! ([29]).

5- القاضي أبو حنيفة النعمان المغربي([30]):

حيث جاء في أرجوزته العقائدية المختارة:

حتى أتوا بابَ البتول فاطمة
فوَقَفَتْ مِنْ دونه تَعذلُهُمْ
فاقتحموا حجابَها فعوّلَتْ

 

 

وهي لهم قالية مصارمة
فَكَسَرَ البابَ لَهُمْ أوَّلُهُمْ
فَضَربوها بَينَهم فأسقَطَتْ([31])

 

أما ما رواه الإمامية في هذا الصدد فإنه يبلغ حد التواتر الإجمالي دون أدنى ريب ومفاده تعرضها لعنف جسدي أدى إلى استشهادها صلوات الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها، نذكر بعضًا منها تاركين تفصيلها إلى الكتب التتبعية:

1- محمد بن جرير الطبري الشيعي:

 بسند صحيح عن الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) أنه قال:

«ولدت فاطمة (عليها السلام) في جمادى الآخرة في العشرين منه، سنة خمس وأربعين من مولد النبي (صلى الله عليه وآله) ..].

إلى أن قال (عليه السلام): [وكان سبب وفاتها أن قنفذًا مولى الرجل لكزها بنعل السيف بأمره، فأسقطت محسنًا. ومرضت من ذلك مرضًا شديدًا، ولم تدع أحدًا ممن آذاها يدخل عليها.

وكان رجلان من أصحاب النبي سألا أمير المؤمنين أن يشفع لهما. فسألها، فأجابت.

ولما دخلا عليها قالا لها: كيف أنتِ يا بنت رسول الله؟!

فقالت: بخير والحمد لله..

ثم قالت لهما: أما سمعتما النبي (صلى الله عليه وآله)  يقول: فاطمة بضعة مني، فمن آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله؟!

قالا: بلى.

قالت: والله لقد آذيتماني.

فخرجا من عندها وهي ساخطة عليهما»([32]).

2- الشيخ الصدوق (قدس سره) :

 بإسناده عن أمير المؤمنين عليٍ بن أبي طالب (عليه السلام) أنه قال: «بينا أنا، وفاطمة، والحسن، والحسين عند رسول الله (صلى الله عليه وآله)  إذ التفت إلينا فبكى، فقلت: وما ذاك يا رسول الله؟!

قال: أبكي من ضربتك على القرن، ولطم فاطمة خدها»([33]).

3- جعفر بن محمد بن قولويه القمي البغدادي:

في كتابه كامل الزيارات بسنده عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام):

[لما أسري بالنبي (صلى الله عليه وآله)  قيل له: إن الله يختبرك في ثلاث وصار يعددها..].

إلى أن قال: [وأما ابنتك فتُظلمُ، وتُحرمُ، ويؤخذُ حقُّها غصبًا، الذي تجعله لها، وتضرب وهي حامل، ويدخل عليها وعلى حريمها ومنزلها بغير إذن، ثم يمسها هوان وذل، ثم لا تجد مانعًا وتطرح ما في بطنها من الضرب، وتموت من ذلك الضرب..].

إلى أن تقول الرواية: [وأول من يحكم فيه «محسن» بن علي في قاتله، ثم في قنفذ، فيؤتيان هو وصاحبه.. ([34])].

4- أبو الفتح الكراجكي:

 في كنز الفوائد بسند معتبر عن الصادق (عليه السلام)، أنه قال في حديث طويل: «يا يونس، قال جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ملعونٌ من يظلم بعدي فاطمة ابنتي، ويغصبها حقَّها ويقتلُها»([35]).

5- الشيخ المفيد (قدس سره) :

بسنده عن عبد الله بن بكر الأرجاني، قال:

[صحبت أبا عبد الله (عليه السلام) في طريق مكة من المدينة..] ثم ذكر حديثًا طويلاً ذكر له فيه أبو عبد الله (عليه السلام):

«قاتِلُ أمير المؤمنين (عليه السلام)، وقاتِلُ فاطمة (عليها السلام)، وقاتِلُ المحسن، وقاتِلُ الحسن والحسين..».

ورواه في كامل الزيارات بسند آخر عن عبد الله الأصم، عن عبد الله بن بكر الأرجاني، وفيه: «وقاتل فاطمةَ ومُحَسَّن»([36]).

نكتفي بهذه الخمسة تيمُّنًا بالخمسة الطيبة صلوات الله عليهم ولعنته على من ظلمهم.

ونختم كلامنا في هذا المقام بما يفيد أنَّ الإمامية كانت مشتهرة منذ القدم بروايتها لهذه الحوادث -كما أفاده شيخها الطوسي (قدس سره)  في كلامه المتقدم- قال القاضي عبد الجبار المتوفى سنة 415 للهجرة وهو من أكابر القوم: إنَّ الشيعةَ قد ادّعوا رواية رووها عن جعفر بن محمد «عليه السلام» وغيره: إن عمر ضرب فاطمة بالسوط([37]).

أمّا قوله: (الشيعة..) فيؤكّد إجماع الطائفة على الرواية، وأمّا قوله: (عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) وغيره..) فيدلُّ على تعدد الروايات لتعدد المروي عنه.

عودة إلى صلب البحث

بعد تلك المقدمة نعود إلى صلب موضوعنا وهو: التصدي للمغالطة النافية لتعرض سيدتنا الصديقة الشهيدة (عليها السلام) للعنف الجسدي، انطلاقًا من أنَّه لو كان الأمر كذلك لهبَّ أمير المؤمنين (عليه السلام) للدفاع عنها، ولامتشق سيفه مقاتِلاً جموعَ المهاجمين، والحال أنَّه لم يؤثَر عنه ذلك؛ ولذا فإنَّ سكوته وعدم مبادرته للقتال يدلُّ على عدم وقوع الهجوم على داره، وعدم تعرض حليلته للضرب والقتل.

وحيث إنّ إمامنا (عليه السلام) ما كان بدعًا من الأولياء، ولا نراه -معاذ الله- يحيد في سلوكياته عن السياسة الإلهية حتى لو أدّى ذلك إلى أن يُقدّمَ نفسَه وزوجَه وكلَّ ما يملك قُربانًا في هذا السبيل، ثُمَّ إنّه وصيُّ رسول الله خاتم النبيين (صلى الله عليه وآله)  فلا يمكن أن يجري على خلاف السنة النبويّة مهما كان الظرف عصيبًا والأزمة حادة.

لذلك فإننا لابد من أن ننظر إلى فعل الله مع من آذى الله ورسوله، وتمرد على مشروعه، وناجز شرائعه، ثُمَّ نعطف على أولياء الله من الرسل والصالحين لنرى طبيعة ردود أفعالهم مع من يهاجمهم ويجاهدهم.

السياسةُ الإلهيّة

لا ريب أنّ الله غيورٌ يحبُّ كلَّ غيور، وقادرٌ بذاته، قاهرٌ فوقَ عباده، حاكمٌ بما يشاءُ، فاعلٌ لما يريد، لا يُعييه صنعٌ، ولا يَمَسُّهُ من لغوب.

ومع ذلك نراه طويلَ الأناة يمدُّ الحادّين له من عطائه، ويُمهلُ الجاحدين لإنعامه، ويملي للكافرين بآياته.

وها هي البشريّة، بل حتى من سبقها من الخلائق منذ صدر التاريخ وما قبله ترتكب أفظع الجرائم وأبشع الجرائر، تَنتَهكُ بذلك حرماتِ الله، وتتمرد على أوامره ونواهيه، آمنةً من تعجيل العذاب وحلول النقمة.

وإذا كان لا بُدَّ لنا -في تقديم المعطيات اللازمة- من بدايةٍ، فلنبدأ من قضية التَّمرُّد الإبليسيِّ على الأمرِ الإلهيِّ بالسجود لآدم (عليه السلام).

{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ}([38]).

إباءٌ واستكبارٌ وكفرٌ يواجِهُ به إبليسُ ربَّه دون خشيةٍ أو حياء، وبدلاً من نزول العذاب عليه بمجرّد عصيانه، نرى بأنَّ اللهَ علامَ الغيوب يعطيه الفرصةَ للتراجع عن تَمَرّده حيث: {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ..}، وهنا يتمادى العبد الآبق في عصيانه مُفلسِفًا تمرّده، طاعنًا في حكمة الأمر الإلهي: {قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ}([39]).

فيكتفي الله بإجراءٍ أوّليٍّ، ويعطيه فرصةً أخرى: {قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ}([40]).

وبدلاً من أن يؤوبَ إبليسُ إلى رشده، ويضرع إلى البَرِّ التوّاب بالصفح عنه، نراه يستغلُّ الموقفَ بكلّ وقاحة، ليستمدَّ من الله المزيدَ من الفرصة لأمرٍ ما، وكأنَّه يطلبُ جائزةً على إنجازه: {قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}([41]).

ويستجيبُ اللهُ نداءَ عبدِهِ المتمرّدِ دونَ أدنى منع: { قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ}([42]).

وتبلغ الوقاحة أوجها، نداءٌ من الفاسق عن أمر ربه يجلجل في الملكوت، ليعلن عن انطلاق مشروعٍ مواجِهٍ لمشروع الله، إنّه مشروع الغواية الذي يصرحُ صاحبُهُ بأنّه أراد منه مُضادّة مشروع الخلافة الإلهية.

لقد استرفد مدد الله ليشكّل نواة جبهة، تبقى في مواجهة مؤسسة الهداية على طول الخط، وتعمل على إجهاض إنجازاتها: { قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ* ثُمَّ لآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}([43]).

ولم يصبَّ مالكُ الملكِ سوطَ عذابه عاجلاً عليه، بل ترك له مُتسعًا ينطلقُ من خلاله في تجربته، ولم يضنَّ عليه بتحذيره من عاقبة أمره، ومآل مشروعه: {قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ}([44]).

لقد أجّلَ له العذابَ، حيثُ أمهله إلى مقدمة يوم الحساب، وترك له حلبة الدهور مفتوحة إلى ما بعد الظهور السابق ليوم النشور.

ولم يختص هذا التدبير الربّانيُّ تجاهَ حالة التمرد هذه بإبليس، بل كان سُنَّةً إلهية عامّة تجاه أتباع مؤسسة الغواية أجمعين.

فالأصل الأوليُّ في هذه السُّنَّة هو: كونُ دار الدُّنيا دارَ ابتلاء واختبار، وليست ساحة حساب وعقاب وانتقام، مما يفرض إتاحة السُّبل المطلوبة للعاملين على اختلاف اتجاهاتهم وهويّاتهم، [فإنَّ اليومَ عملٌ ولا حساب وإنَّ غدًا حسابٌ ولا عمل]([45]).

{..لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ}([46]).

نعم قد تقتضي الحكمة الإلهية في نهاية المطاف إنزالَ العذاب على الأمم، لكنَّ السياسة العامّة التي قدّرها ربُّ العزةِ والجلالِ في دار الدنيا تتَّسمُ باستراتيجيّة الإمداد والإمهال، لكلٍّ من الفريقين بما يتناسب وتطلعاته وأهدافه: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا * وَمَنْ أَرَادَ الآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا * كُلاًّ نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا}([47]).

{وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ}([48]).

ولم تقتصر هذه السياسة الإلهيّة على زمن دون زمن، فالأمّة المعاصرة لعهد التنزيل مخاطبون بقوله تعالى: {كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}([49]).

وإن ثقل على الرسول ما مُتّع به الجاحدون، خُفّفَ عنه بقوله عزَّ وعَلا:

{ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}([50])، وقولِه جلَّ جلالُه: {فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا}([51]).

وإذا ما ركن هؤلاء إلى إمهال الله فلا يأمنُنَّ مكره {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}([52]).

{وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ}([53]).

هذا هو الأصل في تلك السياسة.

- ثم إنَّ إنزال العذاب في دار الدنيا لا يبتني على الاستعجال بتاتًا، حتى ولو كان بطلب من أنبياء الله، ولا يؤثِّرُ التأخير في جودة الاستجابة، بل قد تقتضي الجودةُ التأخيرَ، فهذا نبي الله وشيخ أنبيائه نوح على نبينا وآله وعليه الصلاة والسلام، لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا، يدعوهم إلى الله، فلا يزدادون إلا طُغيانًا، ومضى ثلاثةُ قرون من قومه، وكان الرجل منهم يأتي بابنه وهو صغير، فيقفه على رأس نوح صلوات الله عليه، فيقول: يا بُنىَّ إنْ بقيتَ بعدي فلا تُطيعَنَّ هذا المجنون، فلمّا عتوا وأبوا دعا ربّه: {أَِنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ}([54])، فأوحى الله تعالى إليه: {أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ}([55])، وأمره بغرس النّوى، فمرَّ عليه قومُهُ، فجعلوا يضحكون ويسخرون، ويقولون: قد قعد غَرّاسًا، حتى إذا طال وصار طوالاً قطّعه ونَجَرَه، فقالوا: قد قعد نَجّارًا.

ثُمَّ ألّفَهُ فجعله سفينةً، فمرّوا عليه فجعلوا يضحكون ويسخرون ويقولون: قد قعد ملاّحًا في أرض فلاة، حتى فرغ منها وقد استغرق عملُ السفينة مائتي عام.

فما بين دعائه (عليه السلام) ونزول العذاب من أمد طويل لم يمنع الله أن يمتدح نفسه ويفخر بتلك الإجابة حتى قال تعالى: {وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ}([56]).

- لقد قتل قابيلُ هابيل حسدًا وظلمًا وعدوانًا، أوّل دم يسفك على وجه البسيطة في أوّل مجتمع بشري. فعاش المجرم ما عاش آمنًا بعد أخيه وأبيه من النكال إلى أن انتقل إلى دار القرار.

وكم كابد النبيون والمرسلون والصدّيقون والصالحون وأتباعهم وأشياعهم من صنوف القتل والتعذيب والتشريد والتنكيل، وكم انتهكت حرمات الله فيهم وحُرّفت كتبُهُ وبُدّلت أحكامُه وهُدّمَت بيوته في الأمم الغابرة، ولم يكن حال هذه الأمة بأقل شناعة ممن سبقها؛ فقد شهدت كربلاء ذبح ريحانة رسوله وحبيب حبيبه ظامي الحشا مع أهل بيته وأصحابه، ولم يرحم فيهم الأطفال الصغار وكان للرضّع فطامٌ مبتَكَر، وسُيّرت حرائر النبوّة وعقائلُ الرّسالة سبايا من كوفان إلى جلق الشآم، يتصفح وجوههن القريب والبعيد والدني والشريف.

ويوم الحرة استبيحت المدينة المنورة ثلاثة أيّام، واصطبغت بدماء شباب المهاجرين والأنصار، وافتضت الأبكار، واغتصبت المحصنات، وأقحمت الخيل مسجد النبي (صلى الله عليه وآله) .

ويوم ابن الزبير رُوّع أهل البلد الحرام الآمن، ورميت الكعبة بالمنجنيق، وأحرقت أستارها، وقتل من قتل بجوارها.

ومُزّقَ المصحف الشريف بنبال المتسمي بإمرة المؤمنين الوليد بن اليزيد. وبنيت دار السلام بغداد بجسورها وقصورها على أجساد الذرية النبوية من أبناء علي وفاطمة (عليهم السلام) يسومهم الدوانيقي وخلائفه سوء العذاب.

وعاث القرامطة في الأرض فسادًا فأغاروا على وفد الحجيج وهم يطوفون بالبيت العتيق، وسرقوا الحجر الأسعد.

والمسلمون منذ قرون عرضة لقهر الصليبيين في انحطاط سافر، وقبلتهم الأولى منذ عقود يُدنّسها حفدةُ قتلة الأنبياء إخوةُ مسوخِ السَّبت يُقتّلون أبناءهم ويستحيون نساءهم.

هذا هو تاريخ البشرية لم يجد في طياته المؤمنون مُتَنَفّسًا إلا في فُسَحٍ تكاد لا تلحظ.

وبقيت الصولة للباطل وأهله وظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس، هذا ولم يزل الله ممهلاً لدول الضلال واعدًا أهل الحق بدولتهم في آخر الزمان مُصبّرًا إياهم بأن العاقبة لهم.

فهل يُعدُّ ذلك منه تعالى عجزًا أو قصورًا؟!

أم هل يصلح هذا مغمزًا في غيرته أو عظيم سلطانه وعزيز مِنْعَتِه؟!.

رحماك إلهي وغفرانك، ليس في حُكمك ظلمٌ ولا في نقمتك عجلة، إنّما يعجل من يخاف الفوت، وإنّما يحتاج إلى الظلم الضعيف، فقد تعاليت يا إلهي! عن ذلك علوًّا كبيرًا([57]).

هذه سياسة الله مع أعدائه فهل لأوليائه أن يخالفوا سياسته؟! أو يضادّوا حكمه؟! أو يتنكّروا لحكمته؟! ما لهم ذلك وحاشا لهم أن يسبقوه قولاً أو يتنكّبوا عن سبيله عملاً: {بلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ}([58]).

يوكَّدون ميثاقَه، ويُحكمون عقدَ طاعتِه، وينصحون له في السرِّ والعلانية، ويدعون إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة، ويبذلون أنفسهم في مرضاته، ويصبرون على ما أصابهم في حُبّه.

وعلى سياسته جرت سُنَّتُهُم حذو القُذّة بالقُذَّة، فهم خلفاؤه في أرضه وحججه على عباده، لقد ذابوا في الله فلم يروا لإنّيّاتهم كياناً يُلحَظ ولا لأشخاصهم وجوداً يُذكَر؛ لذا أبرموا معاقد عزمهم على امتثال أوامره، والمُضيّ في مسالك مَشيّته،لقد كانوا لسان إرادته، فما ونَوا وما وهنوا ولكن صمدوا وصبروا فليس في وصفهم بما اقتضاه صبرُهم مَعرّةٌ أو مَغمزٌ.

وإن حار في ما ورد من أحوالهم الجاهلون فلأنَّ سيرتهم تَجلُّ عن التشبه في أفعالها وردود أفعالها بأفعال الخطّائين من بني البشر المنطلقة من الأنانيات والعصبيات والجهالات.

وتلك السُّنّةُ سنعرض لها تفصيلاً في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى؛ لتتجلى تلك الحقيقة الممتدة بامتداد التاريخ لكلّ ذي عينين، فيعلم أنَّ صبر علي (عليه السلام) يوم الدار لم يكن إلا حلقة في سلسلة مترابطة متجانسة متصلة بالله تعالى.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش

([24]) هو شيخ الإسلام الحافظ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمويه الجويني الشافعي من محدثي خراسان.

قال الذهبي في ترجمة شيوخه بتذكرة الحفاظ ص1505 (وسمعت من الإمام المُحدّث الأوحد الأكمل فخر الإسلام صدر الدين إبراهيم بن محمد بن المؤيد بن حمويه الخراساني الجويني شيخ الصوفية قدم علينا طالب حديث، وروى لنا عن رجلين من أصحاب المؤيد الطوسي، وكان شديد الاعتناء بالرواية وتحصيل الاجزاء، حسن القراءة، مليح الشكل، مهيبًا ديّنًا صالحًا، وعلى يده أسلم غازان الملك، مات سنة اثنتين وعشرين وسبع مائة وله ثمان وسبعون سنة رحمه الله تعالى).

وقال الصفدي في الوافي بالوفيات ج6 ص92 في ترجمته: (صدر الدين أبو المجامع ابن الشيخ سعد الدين ابن المؤيد بن حمويه الجويني الصوفي ولد سنة بضع وأربعين وست مائة وتوفي رحمه الله سنة اثنتين وعشرين وسبع مائة، وسمع من ابن الموفق الأذكاني صاحب المؤيد الطوسي ومن جماعة بالشام والعراق والحجاز وعنيَ بهذا الشأن جدًّا وكتب وحصّل وكان مليح الشكل جيد القراءة دينًا وقورًا وعلى يديه أسلم قازان، وقدم الشام سنة خمس وتسعين ثم حج سنة إحدى وعشرين وسبع مائة ولقيه الشيخ صلاح الدين خليل ابن العلائي، وخرّج لنفسه سباعيات بإجازات وسمع مسلما من عثمان بن موفق سنة أربع وستين وسمع ببغداد من الشيخ عبد الصمد ومن ابن أبي الدنيا وابن الساغوجي وابن بلدجي ويوسف بن محمد بن سرور الوكيل، قال الشيخ شمس الدين: أنبأني الظهير ابن الكازروني قال: وفي سنة إحدى وسبعين اتصلت ابنة علاء الدين صاحب الديوان بالشيخ صدر الدين أبي المجامع إبراهيم ابن الجويني والصداق خمسة آلاف دينار ذهبًا أحمر وله إجازة من نجم الدين عبد الغفار صاحب الحاوي وله مجاميع وتواليف.

([25]) فرائد السمطين: ج2 ص34 و35 وقد ورد في الأمالي للشيخ الصدوق ص99-101 وإثبات الهداة لشيخنا الجد الحر العاملي: ج1 ص280 و281، وإرشاد القلوب للديلمي: ص295، وبحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج28 ص37 و39، وج43 ص172 و173، والعوالم للشيخ عبد الله البحراني: ج11 ص391 و392، وفي هامشه عن غاية المرام ص48 وعن: المحتضر ص109، وراجع: جلاء العيون للمجلسي: ج1 ص186 و188 وبشارة المصطفى ص197/200 والفضائل لابن شاذان: ص8 و11، تحقيق المحدث الأرموي.

([26]) قال ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة ج10 ص222:.. كان النقيب أبو جعفر رحمه الله غزيرَ العلم، صحيحَ العقل، منصفًا في الجدال، غيرَ متعصب للمذهب، -وإن كان علويًّا- وكان يعترف بفضائل الصحابة، ويثني على الشيخين ويقول: إنّهما مهّدا دين الاسلام، وأرسيا قواعده..

وقال في ج12 ص90 من كتابه المذكور:..وقد ذكرت في هذا الفصل خلاصة ما حفظته عن النقيب أبى جعفر ولم يكن إمامي المذهب، ولا كان يبرأ من السلف ولا يرتضي قول المسرفين من الشيعة..

قال الذهبي في تاريخ الإسلام ج44 ص177: (يحيى ابن الشريف النقيب أبي طالب محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن علي بن أبي زيد، السيد النقيب أبو جعفر العلوي، الحسني، البصري، الشاعر. سمع من أبيه وحدّث، وعاش بضعًا وستين سنة، وكان ذا معرفةٍ بالنسب، والأدب، وأيام العرب، وله شعر رائق، توفي في رمضان، روى شعرًا.

وقال ابن كثير في البداية النهاية ج13 ص89 عنه: الشريف أبو جعفر يحيى بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن علي العلوي الحسيني، نقيب الطالبيين بالبصرة بعد أبيه، كان شيخًا أديبًا فاضلاً عالمًا بفنون كثيرة لا سيما علم الأنساب وأيام العرب وأشعارها، يحفظ كثيرًا منها، وكان من جلساء الخليفة الناصر.

([27]) شرح نهج البلاغة ج14 ص193.

([28]) الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، أبو الحسين الإمام اليمني، الزيدي. ولد بالمدينة سنة خمس وأربعين ومائتين. من مؤلفاته: الاحكام والمنتخب والفنون والتوحيد والمسائل والقياس. أولاده: محمد المرتضى وأحمد الناصر وفاطمة وزينب والحسن. ظهر باليمن سنة (280) وله خمس وثلاثون سنة بدعوة من أحد ملوكها، واستقر بصعدة. توفي سنة (298) ودفن جنب المسجد الجامع بصعدة، وقبره مزار مشهور.

([29]) تثبيت الإمامة ص16.

([30]) هو أبو حنيفة النعمان بن محمد بن منصور بن أحمد بن حيون التميمي المغربي الإسماعيلي، قاضي قضاة الدولة الفاطمية بمصر، وكبير أعلام الإسماعيلية، مُشيّدُ دعائم العلم والمعرفة فيها، وما زالت آثاره تعتبر أهمَّ مصادر المذهب الإسماعيلي التي عليها المعوّل عندهم إلى يوم الناس هذا. اتفقت المصادر على وافر علمه وسعة اطّلاعه وطول باعه في البحث والتحقيق والنقض والإبرام. حاجج القوم بساطع برهانه، وقوة استدلاله، فأوترهم وأوغر صدورهم، فلم يمتلكوا أمامه إلا أن يمطروه بوابل الشتائم والتهم، ولم يسعهم مع ذلك إلا الإقرار بعظمته وجلالة قدره.

قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ج16 ص151: [النُّعمان العلّامة المارق، قاضي الدولة العبيدية، أبو حنيفة، النعمان بن محمد بن منصور المغربي. كان مالكيًّا، فارتدَّ إلى مذهب الباطنية، وصَنَّف له أُسّ الدعوة، ونَبَذَ الدّينَ وراء ظهره، وألّف في المناقب والمثالب، وردَّ على أئمة الدين، وانسلخ من الإسلام، فسحقًا له وبُعدا. ونافق الدولةَ لا بل وافقهم، وكان مُلازمًا للمُعزّ أبي تميم منشئ القاهرة، وله يد طولى في فنون العلوم والفقه والاختلاف، ونَفَسٌ طويلٌ في البحث، فكان علمه وبالاً عليه. وصنَّفَ في الردّ على أبي حنيفة في الفقه، وعلى مالك، والشافعي، وانتصر لفقه أهل البيت، وله كتاب في اختلاف العلماء، وكتبه كبار مُطوَّلة. وكان وافر الحشمة، وعظيم الحرمة، في أولاده قضاة وكبراء. وانتقل إلى غير رضوان الله، بالقاهرة في رجب سنة ثلاث وستين وثلاث مئة].

أقول: لن أعلق على شيء مما ذكره إمام النُّقاد والحُفّاظ عند أهل السنة شمس الدين الذهبي وإنما ألفت نظر المنصفين إلى إقراره بأنَّ فقه أهل البيت مقابل مغاير لمذاهب العامة، وكذلك إشعاره بكون الانتصار لفقههم من جملة المثالب التي تؤخذ على الرجل.

([31]) الأرجوزة المختارة ص89 وهي منظومة عقائدية (ط سنة 1970 معهد الدراسات الإسلامية، جامعة مجيل، مونتريال - كندا).

([32]) دلائل الإمامة: ص45. وراجع البحار ج43 ص170، وعوالم العلوم ج11 ص411 و504.

([33]) أمالي الصدوق ص118، بحار الأنوار ج28 ص51، وليراجع ج44 ص149، وإثبات الهداة ج1 ص281، وعوالم العلوم ج11 ص397، وجلاء العيون ج1 ص189، والمناقب لابن شهر آشوب: ج2 ص209، انتشارات علامة - قم.

([34]) كامل الزيارات: ص232-335، والبحار ج28 ص62-64، وراجع ج53 ص23، وعوالم العلوم ج11 ص398.

([35]) كنز الفوائد ص63، الدر النظيم لابن حاتم الشامي العاملي ص458.

([36]) الإختصاص: ص343 و344، وكامل الزيارات: ص326 و327. والبحار: ج25، ص373.

([37]) المغني للقاضي عبد الجبار: ج20 ق1 ص335، والشافي للسيد المرتضى: ج4 ص110 و119، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج16 ص271.

([38]) البقرة: الآية 34.

([39]) الأعراف: الآية 12.

([40]) الأعراف: الآية 13.

([41]) الأعراف: الآية 14.

([42]) الأعراف: الآية 15.

([43]) الأعراف: الآية 16و17.

([44]) الأعراف: الآية 18.

([45]) من خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) رواها ثقة الإسلام الكليني في الكافي الشريف ج8 ص58.

([46]) الأنفال: الآية 42.

([47]) الإسراء: الآية 18-20.

([48]) النحل: الآية 61.

([49]) التوبة: الآية 69.

([50]) الحجر: الآية 3.

([51]) مريم: الآية 84.

([52]) آل عمران: الآية 178.

([53]) الأعراف: الآية 182.

([54]) القمر: من الآية 10.

([55]) المؤمنون: 27.

([56]) الصافات: الآية 75.

([57]) شذرة من الأدعية المأثورة عن أئمة أهل البيت (ع) التي وردت في المصادر المعتبرة منها: الصحيفة السجاديّة: دعاؤه مما يحذر ويخاف، من لا يحضره الفقية للشيخ الصدوق ج1 ص49، المقنعة للشيخ المفيد ص129، مصباح الزائر للشيخ الطوسي ص563.

([58]) الأنبياء: الآية 26 و27.

 

 

أعلى الصفحة     محتويات العدد العشرون