قال الله تعالى: {وَإِنَّ
إِلْيَاسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ
أَلا تَتَّقُونَ * أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ
أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ * اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ
آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ * فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ
لَمُحْضَرُونَ * إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ *
وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ * سَلامٌ عَلَى إِلْ
يَاسِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ}
([1]).
مقدمة:
اختلفت الآراء حول قوله تعالى
{سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ}([2])،
في قراءتها: فهل تُقرأ (آل ياسين) بمد الألف وكسر اللام مع
إضافة (آل) إلى (ياسين)؟ أم تُقرأ (إِلْ ياسين) بكسر الألف
وسكون اللام؟، كما اختُلِف في معناها على القراءتين، فهل
المقصود من (آل ياسين ): (آل محمد) عليهم أفضل الصلاة
والسلام؟، أم المراد غيرهم؟.
والذي دفعني إلى هذا البحث ما أثاره بعض المخالفين من نسبة
تحريف القرآن إلى أحد خطباء الشيعة عند قراءته قوله تعالى
"سَلامٌ عَلَى آلِ يَاسِينَ" بمد الألف لا بكسرها.
فهرسة البحث
الأمر الأول: ذكر القراءات الواردة حول هذه الآية.
الأمر الثاني: ذكر الروايات الواردة في بيان المراد من هذه
الآية.
الأمر الثالث: ذكر الآراء حول كلمة "إل ياسين" والمراد
منها.
الأمر الرابع: كلام موجز حول كلمة "ياسين".
****
الأمر الأول: ذكر القراءات الواردة حول هذه الآية
ذكر الشيخ الطوسي([3])
القراءات الواردة حول هذه الآية فقال:
[قرأ نافع([4])
(وقراءة
نافع يرويها ورش()
وقالون())
وابن عامر([7])
ويعقوب([8]):
(سلام على آل ياسين) على إضافة (آل) إلى (ياسين).
وقرأ الباقون (وهم: عاصم بن بهدلة الكوفي، وأبو عمرو
البصري، وحمزة الكوفي، وخلف بن هاشم البزار، ويزيد بن
القعقاع): (على إلياسين) موصولة.
من أضاف أراد به: على آل محمد (عليهم السلام)، لأن (يس)
اسم من أسماء محمد (صلى الله عليه وآله). وقال بعضهم: أراد
آل إلياس (عليه السلام). وقال الجبائي: أراد أهل القرآن،
ومن لم يُضف أراد إلياس.
وفي قراءة عبد الله بن كثير المكي([9]):
(وإن إدريس لمن المرسلين سلام على إدراسين)].
موجز حول مواطن القراءات
في القرون الثلاثة الأُوَل كانت القراءات السبع يُقرأ بها
في الأمصار، ولكن كان الغالب على أهل المدينة قراءة نافع،
وعلى أهل مكة قراءة ابن كثير، وعلى أهل الشام قراءة ابن
عامر، وعلى أهل البصرة قراءة أبي عمرو ويعقوب، وعلى أهل
الكوفة قراءة عاصم وحمزة.
قال مكي بن أبي طالب: [وكان الناس على رأس المائتين
بالبصرة على قراءة أبي عمرو ويعقوب، وبالكوفة على قراءة
حمزة وعاصم، وبالشام على قراءة ابن عامر، وبمكة على قراءة
ابن كثير، وبالمدينة على قراءة نافع، واستمروا على ذلك،
فلما كان على رأس الثلاثمائة أثبت ابن مجاهد اسم الكسائي
وحذف يعقوب]().
أما في عصرنا الحالي فرواية ورش عن نافع هي الرواية
المنتشرة في بلاد المغرب العربي (الجزائر والمغرب
وموريتانيا)، وفي غرب إفريقيا (السنغال والنيجر ومالي
ونيجيريا وغيرها) وإلى حد ما بعض نواحي مصر وليبيا وتشاد
وجنوب وغرب تونس. وهي الرواية التي كان لَها الانتشار في
القرون الأولى في مصر، ومنها انتشرت إلى تلك البلدان.
ورواية قالون عن نافع
شائعة في ليبيا (القراءة الرسمية) وفي أكثر تونس.
وسأورد في نهاية البحث صورة للآية من المصحف الشريف برواية
ورش.
حجية القراءات
من المهم هنا أن ننقل ما ذكره السيد الخوئي
(قده)
حول حجية القراءات لأهميته قال
(قده):
[وقع الخلاف في حكم القراءات، فذهب جمع من أهل السنّة إلى
تواترها عن النبي (صلى الله عليه وآله) ، وربما ينسب هذا
القول إلى المشهور بينهم، ونُقل عن السبكي تواتر القراءات
العشرة، ونُسب إلى مفتي البلاد الأندلسي أبي سعيد فرج ابن
لب قوله: من قال إن القراءات السبع لا يلزم فيها التواتر
فقوله كفر.
والمعروف بين الشيعة أنها غير متواترة، بل القراءات بين ما
هو اجتهاد من القارئ وبين ما هو منقول بخبر الواحد، واختار
هذا القول جماعة من المحققين من علماء السنّة.
قال ابن أبي هاشم: "إن السبب في اختلاف القراءات السبع
وغيرها أن الجهات التي وُجِّهت إليها المصاحف كان بها من
الصحابة من حمل عنه أهل تلك الجهة، وكانت المصاحف خالية من
النقط والشكل. قال: فثبت أهل كل ناحية على ما كانوا تلقّوه
سماعًا عن الصحابة، بشرط موافقة الخط، وتركوا ما يخالف
الخط... فمن ثَمَّ نشأ الاختلاف بين قرّاء الأمصار".
وقال الزرقاني: "كان العلماء في الصدر الأول يرون كراهة
نقط المصحف وشكله، مبالغة منهم في المحافظة على أداء
القرآن كما رسمه المصحف، وخوفًا من أن يؤدّي ذلك إلى
التغيير فيه... ولكن الزمان تغيَّر -كما علمت- فاضطر
المسلمون إلى إعجام المصحف وشكله لنفس ذلك السبب، أي
للمحافظة على أداء القرآن كما رسمه المصحف، وخوفًا من أن
يؤدي تجرده من النقط والشكل إلى التغيير فيه"]([11]).
[ولكن الذي ينبغي قوله أنه ذهب الجمهور من علماء الفريقين
إلى جواز القراءة بكل واحدة من القراءات السبع في الصلاة،
بل ادّعي على ذلك الإجماع في كلمات غير واحد منهم، وجوز
بعضهم القراءة بكل واحدة من العشر، وقال بعضهم بجواز
القراءة بكل قراءة وافقت العربية ولو بوجه، ووافقت أحد
المصاحف العثمانية ولو احتمالاً، وصحّ سندها، ولم يحصرها
في عدد معين.
والحقّ: أن الذي تقتضيه القاعدة الأولية، هو عدم جواز
القراءة في الصلاة بكل قراءة لم تثبت القراءة بها من النبي
الأكرم (صلى الله عليه وآله) أو من أحد أوصيائه المعصومين
(عليهم السلام)، لأن الواجب في الصلاة هو قراءة القرآن فلا
يكفي قراءة شيء لم يحرز كونه قرآنًا، وقد استقلّ العقل
بوجوب إحراز الفراغ اليقيني بعد العلم باشتغال الذمة، وعلى
ذلك فلا بد من تكرار الصلاة بعدد القراءات المختلفة أو
تكرار مورد الاختلاف في الصلاة الواحدة، لإحراز الامتثال
القطعي، ففي سورة الفاتحة يجب الجمع بين قراءة "مالك"،
وقراءة "ملك". أما السورة التامة التي تجب قراءتها بعد
الحمد -بناء على الأظهر- فيجب لها إما اختيار سورة ليس
فيها اختلاف في القراءة، وإما التكرار على النحو المتقدم.
وأما بالنظر إلى ما ثبت قطعيًا من تقرير المعصومين (عليهم
السلام) شيعتهم على القراءة، بأية واحدة من القراءات
المعروفة في زمانهم، فلا شك في كفاية كل واحدة منها. فقد
كانت هذه القراءات معروفة في زمانهم، ولم يرد عنهم أنهم
ردعوا عن بعضها، ولو ثبت الردع لوصل إلينا بالتواتر، ولا
أقل من نقله بالآحاد، بل ورد عنهم (عليهم السلام) إمضاء
هذه القراءات بقولهم: "إقرأ كما يقرأ الناس"([12])
"إقرؤا كما علمتم"([13]).
وعلى ذلك فلا معنى لتخصيص الجواز بالقراءات السبع أو
العشر، نعم يعتبر في الجواز أن لا تكون القراءة شاذة، غير
ثابتة بنقل الثقات عند علماء أهل السنة، ولا موضوعة، أما
الشاذة فمثالها قراءة "مَلَكَ يومَ الدين" بصيغة الماضي
ونصب يوم، وأما الموضوعة فمثالها قراءة "إِنَّمَا يَخْشَى
اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ" برفع كلمة الله ونصب كلمة العلماء
على قراءة الخزاعي عن أبي حنيفة. وصفوة القول: أنه تجوز
القراءة في الصلاة بكل قراءة كانت متعارفة في زمان أهل
البيت (عليهم السلام)]([14]).
فتاوى مراجع الشيعة أعلى الله مقامهم
- آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي
(قده):
الأحوط (استحبابًا) القراءة بإحدى القراءات السبع، وإن كان
الأقوى جواز القراءة بجميع القراءات التي كانت متداولة في
زمان الأئمة (عليهم السلام) ([15]).
- آية الله العظمى السيد علي السيستاني: الأنسب أن تكون
القراءة على طبق المتعارف من القراءات السبع، وإن كان
الأقوى كفاية القراءة على النهج العربي وإن كانت مخالفة
لها في حركة بنية أو إعراب، نعم لا يجوز التعدي عن
القراءات التي كانت متداولة في عصر الأئمة (عليهم السلام)
في ما يتعلق بالحروف والكلمات([16]).
- آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم: يتخير المكلف
في القراءة بين القراءات المشهورة المتداولة في زمان
الأئمة (عليهم السلام)، وإن كان الأولى اليوم القراءة على
ما هو المثبت في المصاحف المشهورة بين المسلمين([17]).
فعلى ما تقدم يعلم جواز قراءة الآية بمد الألف كما قرأها
من تقدم ذكره من القراء، كجواز قراءتها بالكسر تمامًا.
الأمر الثاني: الروايات الواردة في بيان المراد من هذه
الآية
أ - الروايات الواردة في كتب علمائنا:
1- روى الصدوق في معاني الأخبار:
أ - بإسناده إلى الإمام الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن
آبائه، عن علي (عليهم السلام) في قوله عز وجل:
{سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ}،
قال: ياسين محمد (صلى الله عليه وآله) ، ونحن آل ياسين([18]).
ب - وبإسناده إلى السندي، عن أبي مالك في قوله عز وجل:
{سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ}،
قال: ياسين محمد (صلى الله عليه وآله)
([19]).
ج - وبإسناده إلى ابن عباس في قوله عز وجل:
{سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ}،
قال: على آل محمد (صلى الله عليه وآله)
([20]).
د- وبإسناده إلى ابن عباس في قوله عز وجل:
{سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ}
قال: السلام من رب العالمين على محمد وآله صلى الله عليه
وعليهم، والسلامة لمن تولاهم في القيامة([21]).
هـ- وبإسناده إلى أبي عبد الرحمن السلمي أن عمر بن الخطاب
كان يقرأ: سلام على آل ياسين. قال أبو عبد الرحمن السلمي:
آل ياسين آل محمد (عليهم السلام) ([22]).
2- عن محمد بن العباس وفرات في تفسيريهما قالا: عن علي
(عليه السلام) قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله)
اسمه (ياسين)، ونحن الذين قال الله: (سلام على آل ياسين)([23]).
3- عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) أنه قال في قول
الله عز وجل "ياسين": يقول: يا محمد، وقوله "سلام على آل
ياسين" قال: هم آلُ محمد (عليهم السلام)، أهلُ بيته([24]).
4- الشيخ المجلسي في البحار بإسناده إلى أبي جعفر محمد بن
عبد الله بن جعفر الحميري أنه قال: خرج إليه توقيع من
الناحية المقدسة -حرسها الله- بعد المسائل التي سألها:
والصلاة والتوجّه أوله: بسم الله الرحمن الرحيم لا لأمر
الله تعقلون، ولا من أوليائه تقبلون، حكمة بالغة فما تغنِ
الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون، والسلام علينا وعلى عباد
الله الصالحين، فإذا أردتم التوجه بنا إلى الله تعالى
وإلينا فقولوا كما قال الله تعالى: سلام على آل ياسين، ذلك
هو الفضل المبين، والله ذو الفضل العظيم، من يهديه صراطه
المستقيم([25]).
5- الشيخ الصدوق في كتاب الأمالي -بسند معتبر- فيما احتج
الرضا (عليه السلام) على علماء العامة في فضل العترة
الطاهرة قال:
حدثنا الشيخ الجليل أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن
موسى ابن بابويه القمي، قال: حدثنا علي بن الحسين بن
شاذويه المؤدب وجعفر بن محمد بن مسرور (رضي الله عنهما)،
قالا: حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه،
عن الريان بن الصلت قال: حضر الرضا ((عليه السلام)) مجلس
المأمون بمرو، وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل
العراق وخراسان (إلى أن قال).... قال أبو الحسن ((عليه
السلام)): نعم، أخبروني عن قول الله عز وجل:
{يس* وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ*
إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ* عَلَى صِرَاطٍ
مُّسْتَقِيمٍ}، فمن عنى بقوله: (يس)؟
قالت العلماء: (يس) محمد (صلى الله عليه وآله)، لم يشك فيه
أحد.
قال أبو الحسن (عليه السلام): فإنَّ الله أعطى محمدًا (صلى
الله عليه وآله) وآل محمد من ذلك فضلاً لا يبلغ أحد كنه
وصفه إلا من عقله، وذلك أن الله لم يسلم على أحد إلا على
الأنبياء (صلوات الله عليهم)، فقال تبارك وتعالى:
{سَلامٌ عَلَى نُوحٍ فِي
الْعَالَمِينَ}، وقال:
{سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ}، وقال:
{سَلامٌ عَلَى مُوسَى
وَهَارُونَ}، ولم يقل: سلام على آل نوح، ولم يقل:
سلام على آل موسى ولا على آل إبراهيم، وقال: (سلام على آل
ياسين)، يعني آل محمد (صلى الله عليه وآله)، فقال المأمون:
قد علمت أن في معدن النبوة شرح هذا وبيانه([26]).
بيان حال رجال السند
1 - محمد بن علي بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي:
قال النجاشي: محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه
القمي، أبو جعفر، نزيل الري، شيخنا وفقيهنا، ووجه الطائفة
بخراسان، وكان ورد بغداد سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، وسمع
منه شيوخ الطائفة وهو حدَث السن، وله كتب كثيرة... وقال
الشيخ الطوسي: محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه
القمي: جليل القدر، يكنّى أبا جعفر، كان جليلاً، حافظًا
للأحاديث، بصيرًا بالرجال، ناقدًا للأخبار، لم يُرَ في
القميين مثله في حفظه وكثرة علمه، له نحو من ثلاثمائة
مصنف، وفهرست كتبه معروف...().
2 - علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب:
من مشايخ الصدوق (قده)، ترضّى عليه.
3 - جعفر بن محمد بن مسرور:
من مشايخ الإجازة المباشرين للشيخ الصدوق، وقد ترضّى وترحم
عليه مرارًا.
هذا وقد يقال بعدم وثاقته لأنه لم ينص أحد من القدماء على
توثيقه. كما ذكر ذلك
السيد
الخوئي في معجم رجاله().
"إلا أنه لا ينبغي الإشكال في وثاقته بعد كونه من مشايخ
الإجازة، وبعد رواية
الصدوق
عنه في كتاب (من لا يحضره الفقيه)، الذي صرح فيه بأنه لا
يودع فيه إلا ما هو حجة بينه وبين الله تعالى.
وقد
يقال:
إن اعتماد الصدوق على توثيق بعض الرواة أو الوثوق بالرواية
على بعض القرائن الإجتهادية الخفية فلا يمكننا الاعتماد
عليه.
ويمكن الجواب عن ذلك بأن هذا وإن كان قريبًا، إلا أنه من
البعيد جدًا من
الصدوق
الرواية في كتاب (الفقيه) بلا واسطة عمن يخفى عليه حاله
ولا يكون ثقة، لا سيما مع ما هو المعروف من تحرّج الأصحاب
في تلك العصور -ولا سيما القميين- من الرواية عن الضعفاء،
بل في مقدمة (الفقيه) نرى الشيخ الصدوق يجلل مشايخه
ويعظمهم"().
أضف إلى ذلك أنه يُستبعد من الشيخ الصدوق أن يروي كتاب
الريان بن الصلت بطريقين وكلا الطريقين ضعيف.
فإذًا
هذه
الرواية على مبنى السيد الخوئي (قده) ضعيفة السند، لأن
جعفر بن محمد بن مسرور ضعيف الحال ولم يرد فيه توثيق أو
مدح، وكذلك الكلام في علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب،
ولكن على مبنى القائلين بعدم الحاجة إلى توثيق مشايخ
الإجازة فالرواية معتبرة، وهذا هو المشهور وعليه العمل عند
معظم الفقهاء قدس الله أسرار الماضين منهم وحفظ الباقين.
4 - محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري:
قال النجاشي: "محمد بن عبد الله بن جعفر بن الحسين بن جامع
بن مالك الحميري، أبو جعفر القمي، كان ثقة، وجهًا، كاتَبَ
صاحبَ الأمر (عليه السلام) وسأله مسائل في أبواب الشريعة،
قال لنا أحمد بن الحسين: وقعت هذه المسائل التي في أصلها
والتوقيعات بين السطور، وكان له إخوة: جعفر والحسين وأحمد،
كلهم كان له مكاتبة"().
وقال الشيخ الطوسي: "محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، له
مصنفات وروايات أخبرنا بها جماعة، عن أبي جعفر بن بابويه،
عن أحمد بن هارون الفامي (القاضي) وجعفر بن الحسين، عنه. =
صحيح"([31]).
5 - عبد الله بن جعفر الحميري:
"قال النجاشي: عبد الله بن جعفر بن الحسن بن مالك بن جامع
الحميري، أبو العباس القمي، شيخ القميين ووجههم، قَدِمَ
الكوفة سنة نيف وتسعين ومائتين، وسمع أهلها منه فأكثروا.
وقال الشيخ الطوسي: عبد الله بن جعفر الحميري القمي، يكنّى
أبا العباس، ثقة.."().
6 - الريان بن الصلت:
"قال النجاشي: ريان بن الصلت الأشعري القمي، أبو علي، روى
عن الرضا (عليه السلام)، كان ثقة صدوقًا. ذُكِرَ أن له
كتابًا جمع فيه كلام الرضا (عليه السلام) في الفرق بين
الآل والأمة. قال أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله رحمه
الله: أخبرنا أحمد بن محمد بن يحيى قال: حدثنا عبد الله بن
جعفر، عن الريان ابن الصلت به. وقال رأيت في نسخة أخرى:
الريان بن شبيب.
وقال الشيخ الطوسي: الريان بن الصلت، له كتاب أخبرنا به
الشيخ المفيد والحسين بن عبيد الله، عن محمد بن علي بن
الحسين، عن أبيه وحمزة بن محمد ومحمد بن علي، عن علي بن
إبراهيم، عن أبيه، عن الريان بن الصلت.
وعدّه في رجاله من أصحاب الرضا
(عليه السلام) قائلاً: الريان بن الصلت:
بغدادي، ثقة، خراساني الأصل". ().
هذا ما روي من طرق الإمامية حول هذه الآية.
يتبع =
ـــــــــــــــــــــــــــــ
([1])
سورة الصافات 123 إلى 131.
([2])
سورة الصافات آية 130.
([3])
في تفسيره التبيان ج8 ص523، بتصرف .
([4])
هو نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم. قال ابن
الجزري: "أحد القرّاء السبعة والأعلام، ثقة صالح،
أصله من أصبهان". أخذ القراءة عرضًا عن جماعة من
تابعي أهل المدينة. قال سعيد بن منصور: سمعت مالك
بن أنس يقول: "قراءة أهل المدينة سنّة، قيل له:
قراءة نافع؟ قال: نعم". وقال عبد الله بن أحمد بن
حنبل: "سألت أبي أي القراءة أحبُّ إليك؟ قال:
قراءة أهل المدينة. قلت: فإن لم يكن، قال: عاصم".
مات سنة 169. قال أبو طالب عن أحمد: "كان يؤخذ عنه
القرآن، وليس في الحديث بشيء ". وقال الدوري عن
ابن معين: " ثقة ". وقال النسائي: " ليس به بأس ".
وذكره ابن حيان في الثقات، وقال الساجي: " صدوق...
اختلف فيه أحمد ويحيى، فقال أحمد: منكر الحديث.
وقال يحيى: ثقة". (البيان في تفسير القرآن للسيد
الخوئي ص138 مؤسسة إحياء آثار الإمام الخوئي (قده)
ط3- 2007).
([5])
هو عثمان بن سعيد. قال ابن الجوزي: "انتهت إليه
رئاسة القرّاء في الديار المصريّة في زمانه وله
اختيار خالف فيه نافعًا، وكان ثقة حجة في القراءة
ولد سنة 110 بمصر وتوفي فيها سنة 197". (البيان في
تفسير القرآن للسيد الخوئي ص 138 مؤسسة إحياء آثار
الإمام الخوئي (قده) ط3- 2007).
([6])
هو عيسى بن ميناء بن وردان، أبو موسى: مولى بني
زهرة، يقال انه ربيب نافع، وهو الذي سماه قالون
لجودة قراءته فإن قالون باللغة الرومية جيد، قال
عبد الله بن علي: "إنما يكلمه بذلك لأن قالون أصله
من الروم كان جد جده عبد الله من سبي الروم" أخذ
القراءة عرضًا عن نافع، قال ابن أبي حاتم " كان
أصم يُقرئ القرآن ويفهم خطأهم ولحنهم بالشفة "،
ولد سنة 120 وتوفي سنة 220 . (البيان في تفسير
القرآن للسيد الخوئي ص 138 مؤسسة إحياء آثار
الإمام الخوئي (قده) ط3- 2007).
([7])
هو عبد الله بن عامر الدمشقي، أبو عمران اليحصبي.
قرأ القرآن على المغيرة بن أبي شهاب. قال الهيثم
بن عمران: "كان عبد الله بن عامر رئيس أهل المسجد
زمان الوليد بن عبد الملك، وكان يزعم أنه من حمير،
وكان يغمز في نسبه". وقال العجلي والنسائي: "ثقة".
وقال أبو عمرو والداني: "ولي قضاء دمشق بعد بلال
بن أبي الدرداء... اتخذه أهل الشام إمامًا في
قراءته واختياره". وقال ابن الجزري: "وقد ورد في
اسناده تسعة أقوال أصحها أنه قرأ على المغيرة".
ونقل عن بعض أنه قال: "لا يُدرى على من قرأ". ولد
سنة ثمان من الهجرة. وتوفي سنة 118. (البيان في
تفسير القرآن للسيد الخوئي ص125 مؤسسة إحياء آثار
الإمام الخوئي (قده)، ط3- 2007).
([8])
هو يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد الله، أبو محمد
الحضرمي، مولاهم البصري (أي مولى الحضرميين). قال
ابن الجزري: "أحد القراء العشرة". قال يعقوب:
"قرأت على سلام في سنة ونصف، وقرأت على شهاب بن
شرنفة المجاشعي في خمسة أيام، وقرأ شهاب على مسلمة
بن محارب المحاربي في تسعة أيام، وقرأ مسلمة على
أبي الأسود الدؤلي على علي (عليه السلام)". مات في
ذي الحجة سنة 205، وله ثمان وثمانون سنة. قال أحمد
وأبو حاتم: "صدوق". وذكره ابن حيان في الثقات.
وقال ابن سعد: "ليس هو عندهم بذاك الثبت". (البيان
في تفسير القرآن للسيد الخوئي ص143 مؤسسة إحياء
آثار الإمام الخوئي (قده) ط3- 2007).
([9])
هو عبد الله بن كثير بن عمرو بن عبد الله بن زاذان
بن فيروزان بن هرمز المكي الداري، فارسي الأصل.
([10])
موقع الشيخ محمد الأمين، رسائل في علوم القرآن،
أماكن انتشار القراءات وتواريخ انتشارها.
([11])
البيان في تفسير القرآن للسيد الخوئي ص 164 مؤسسة
إحياء آثار الإمام الخوئي (قده) ط3- 2007.
([12])
الكافي 2/633 باب النوادر الحديث 23 منشورات
الفجر، ط1 2007.
([13])
الكافي 2 /631 كتاب فضل القرآن باب النوادر الحديث
16 منشورات الفجر، ط1- 2007.
([14])
البيان في تفسير القرآن للسيد الخوئي ص 166 مؤسسة
إحياء آثار الإمام الخوئي (قده) ط3- 2007.
([15])
منهاج الصالحين السيد الخوئي ج1 ص 165.
([16])
منهاج الصالحين السيد السيستاني ج1 ص209.
([17])
منهاج الصالحين السيد محمد سعيد الحكيم ج1 ص209.
([18])
معاني الأخبار للشيخ الصدوق ص122 ح2.
([19])
المصدر السابق ص122 ح3.
([20])
المصدر السابق ص122 ح4.
([21])
المصدر السابق ص122 ح1.
([22])
المصدر السابق الشيخ الصدوق ص122 ح8 .
([23])
كتاب سليم بن قيس، تحقيق محمد باقر الأنصاري ص466
.
([24])
شرح الأخبار، القاضي النعمان المغربي، ج2 ص344 .
([25])
بحار الأنوار العلامة المجلسي ج91 ص36 .
([27])
معجم رجال الحديث للسيد الخوئي ج 17ص30.
([28])
معجم رجال الحديث للسيد الخوئي ج 5 ص 90.
([29])
ملخص كلام آية الله السيد محمد سعيد الحكيم في
مصباح المنهاج، باب الاجتهاد والتقليد ص 242،
مؤسسة الحكمة للثقافة الإسلامية الطبعة الثانية.
([30])
رجال النجاشي ص 355.
([31])
الفهرست الشيخ الطوسي ص236 و332.
([32])
معجم رجال الحديث للسيد الخوئي ج 11 ص 148.
([33])
معجم رجال الحديث للسيد الخوئي ج 8 ص217 .
|