اليونانية في
اللغة العربية:
أما قنوات تسرّب الدخيل اليوناني إلى العربية فهي اثنتان:
إما اليونانية مباشرة، أو عن طريق السريان الذين كانوا
أكثر صلة روحية وسياسية باليونان، وكانت علاقتهم بالعرب
أقدم وأتمّ وهي ترجع إلى ما قبل الفتح العربي، وقد يكون
هذا الدخيل اليوناني موروثًا لغويًا تناقله الناس بعد
هجرهم الحديث باليونانية في مصر وبلاد الشام إثر شيوع
العربية([1]).
ومعظم الدخيل المأخوذ عن اليونانية يدور حول الأمور
الماديّة والإدارية والدينية، وبعضه يشير إلى الحياة
والعلوم العقلية والطبيعية والبحرية، ومن هذه المسميات:
إبليس - أبنوس - إنجيل - أخطبوط- أبو قلمون (طائر)- أثير -
إزميل - أسطول - أسطقس (العنصر)- أسطورة (ومنها في
الإنكليزيةhistory-
وفي الفرنسيةhistoire
بمعنى التاريخ) - اسطنبول (ومعناها في
الأصل إلى المدينة)- إفريز - إقليم - إسفنج - إكسير - برنس
- بقدونس - برقوق - بوق - بطاقة - بيطار - ترياق - كوبري -
درهم - دكّان
- دمقس -
ديماس - رفاس - زبرجد - زنار - سندس - طلسم - فانوس - فنار
- فندق - قارب - قانون - قرطاس - قنبيط - قصدير - قفّة -
قلم - قمقم - قنّب - قنينة - كتّان - كوب - كورة - كيمياء
- لغم - مرهم - ملوخية - ناموس - نقرس - يانسون - إبرشيّة
- أرثذوكس - أرخبيل - ارستقراطية - أسطرلاب - أسقف - أطلس
- ألماس - أوقيانوس - جغرافية - خريطة - دلفين - زخرف -
فردوس - فسيفساء - فلسفة - فلّين - مُصطكى (علك)- موسيقى -
ناووس - هرطقة - ياقوت - بطرك - بطريق - دينار - زيزفون -
قولنج.
وإليكم جدولاً ببعض الكلمات اليونانية الدخيلة إلى العربية
في جدول منفرد مع المعاني التي ترمز إليها([2]):
إبريز: ذهب خالص
إبليس: نمام كاذب
أخطبوط: ذو ثمانية
أرجل
أرثذوكسي: صحيح
الإيمان
أردب: نوع مكيال
أسطرلاب: آلة
فلكية
أسطورة: حكاية
أفشين: صلاة
أقّة: حجم- كتلة
إقليد: مفتاح
باسيليق: عرق عند
المرفق
باميا: نوع بقلة.
أثير: مادة منتشرة
في الفضاء. |
بال: حوت بحري
كبير جدا.
أطلس: مجموعة
خرائط جغرافية.
ترياق: دواء مضاد
للسم.
بيرفير: أرجوان-
Porfira.
بطاقة: لوح رقيق
للكتابة
-Pitakion.
بيرون: تاج أسقف-
Virriyon
ترغّلة: حمامة
كبيرة-
Trighon.
تيفوس: مرض معد-Tifos.
خِرص: حلقة الذهب-
Khricos.
خلقين: مرجل كبير-
Khalkiyon
دُرَاقِن:.نوع
خوخ-
Dhorakinon.
دفل: غار-
Dhafni.
تراخونا: نوع مرض
في العينين-
Trakhona |
برنس: ثوب عريض
الكمين يلبس فوق سائر الثياب-.Virros.
كلمات مقتبسة من التركية:
منذ أن انتصر السلطان سليم الأول على المماليك سنة 1516،
واستولى على سورية ولبنان وفلسطين ومصر وبلاد ما بين
النهرين، منذ ذلك التاريخ وحتى زوال الدولة العثمانية سنة
1918م بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى واندحار الفلول
التركية أمام قوات الحلفاء، بقيت معظم الدول العربية خاضعة
لسلطانهم وسيادتهم المطلقة، وكان أن تسنى للغتهم أن تنفذ
بقدر يسير من ألفاظها ومسمّياتها إلى اللغة العربية
الفصحى، خاصّة في الإدارات الحكومية، ودخلت مئات الكلمات
التركية إلى اللغات العامية العربية.
من
هذه الكلمات مع معانيها([3]):
بك: سيّد أمير،
bey
- خاتون: امرأة شريفة الأصل - خان: أمير، سيّد - بكرة: آلة
مستديرة لرفع الأثقال - قاووق: نوع قلنسوة طويلة - قلاش:
محتال - بوغاز: مضيق في البحر بين ساحلين - وجاق - موضع
إيقاد النار للتدفئة - بيرق: راية - ترسانة: مستودع أسلحة
- خاقان: ملك - الأتابك: الوالد أو الأمير وهي مؤلفة من
(أتا) أي أب الأب أو الشيخ المحترم ومن (بك) الأمير.
أرسلان: الأسد - الإنكشارية: الجيش الجديد - الأورطة:
الطابور أو فئة من الجند - أيبك: أمير الجند وهي مؤلفة من
(أي) القمر و(بك) الأمير - الآغا: الأخ الكبير أو السيد -
البنديرة: في التركية والأسبانية والطليانية: معناها
الراية الأجنبية.
البكباشي: تركية من بك وباشا، رئيس الألف، وهي رتبة عسكرية
عثمانية استعملت في الجيوش العربية.
الجلبي أو شلبي: ذو نبل وفضل، أو بمعنى سيّد وخواجة -
صاية: زي من الجوخ - الخيش: نوع من الكتّان - الشوشرة:
التحيّر والاضطراب - السنجق: العلم أو الراية - يازجي:
كاتب - دوزن العود: شد أوتاره المرتخية، آلف الأصوات -
طغراء: كتابة مشتبكة الحروف - وطاق: خيمة كبيرة مزينة
لأكابر القوم - القايق: القارب الصغير - بِكلة: مشبك -
جامكية: جمع جوامك، مرتّب خدم الدولة في العساكر والموظفين
- قشلة: معسكر - القرمة: نوع من الخط ومنه القارمة،
اللافتة - النيشان: العلامة التي تنصب للتدريب على الرماية
وتطلق على الشارة والشعار الذي يوضع على صدور المحاربين
والمتفوّقين.
من
الكلمات العبرية الدخيلة على اللغة العربية([4]):
لم يكن للغّة العبرية تأثير كبير على اللغة العربية، لذلك
ظلّ قاموسها بمنأى عن تفاصيل هذه اللغة وأحكامها، ولم
يندمج سوى القليل من الألفاظ التي تشير إلى أمور اليهود
وقضاياهم الدينية.
من
الألفاظ العبرية الدخيلة:
آمين: في الحقيقة، فليكن هذا
amen
- إجّاص:
eggas
- تابوت: صندوق خشبي، صندوق
teba
- حاخام: كاهن يهودي، رجل عاقل فيلسوف،
Haham - حجّ: زيارة مكان مقدس، عيد
hag.
شاش: نسيج من قطن،
chech
- عنصره: عيد، محفل،
asara.
قدّوم: فأس النجار ذات حديدة ملتوية،
qardom
- تلمود: مجموعة قديمة لشرائع اليهود مع آرائهم وتقاليدهم
وعاداتهم، (تعليم)
Talmoud.
توراة: شريعة، تعليم - جَدَث: قبر:
gadich
- جلخ: جلخ السكين، حدّده،
galah
- هللويا: صيحة فرح في الصلوات المسيحية، سبّحوا لله،
halloulouyah
- يوبيل: صيحة فرح، رنة بوق،
yobel.
كلمات مقتبسة من
لغات مختلفة أخرى:
من الأسبانية:
بطاطة - تَبغ - تنباك - ريال - البنديرة.
من
الإنكليزية:
روم: وهو نوع مشروب كحولي - شك - فلم.
من الألمانية:
إفرنج (أهل أوروبة ما عدا تركيا)- توتيا (معدن الزنك) زنك
(معدن معروف) - غرش.
من الحبشية:
بغل - جلباب (قميص أو ثوب واسع)- حواريّون (رسل السيد
المسيح)- خيمة - دملوج (سوار)- طحن (طحين) - محراب (صدر
البيت).
من الفرنسية:
برلمان - بروتستانتي - بكالورية - تلفزة - جنرال - دكتور -
راديو - طنّ - مارشال - ماسوني - مليار - مليون - كيلو.
من الإيطالية:
بارون (لقب شرف)- برميل - بندقي (ثوب كتان رقيق)، مدينة في
البندقية - بنك - بورصة - شوكولاتة - صابورة (ما يوضع من
الثقل في قعر السفينة لئلا يميل أحد جانبيه)- غليون (نوع
سفينة شراعية كبيرة)- فرنك (قطعة نقد فرنسي)- كمبيالة -
مالاريا (مرض معروف)- طلمبة (مضخة ماء)- سقالة وهي نفسها
أسكلة في التركية (رصيف الميناء البحري)([5]).
خاتمة:
بعد هذا العرض السريع والمتواضع والموجز لبعض ما استوعبته
لغتنا العربية العالمية في تاريخها الطويل ومسيرتها
الحافلة، نسجّل ما يلي:
1- إن ما أُخذ ويُؤخذ من مصطلحات وألفاظ أجنبية لا يشكّل
أدنى خطر على مستوى ومستقبل اللغة العربية، وقد أقدم
اللغويون على جواز الدخيل للضرورة، بُغية اللحاق بركب
الحضارة والتطوّر اللذين يغزوان العالم بأسره اليوم، ومن
غير الجائز أن نبقى بمعزل عن هذا الجديد، فالعولمة
الثقافية التي تحترم حرّية الشعوب تنشد نقل المستجدات
والاختراعات في شتى الميادين إلى كل مكانٍ في العالم،
بواسطة اللغات ومصطلحاتها ومسمّياتها، فالثروة اللفظية
العربية، وتماسك قواعدها، أغنياها عن أن تأخذ من اللغات
الأخرى الصّفات والتراكيب، واقتصرت على أخذ المسميات
الماديّة، لقد استطاعت لغتنا أن تهضم وتتمثّل ما أخذته
بغير عسر أو مضاعفات تهزّ بنيانها المتين.
2- لقد دلَّ هذا الاستيعاب من اللغات الأخرى على عظمة
التجربة الإنسانية عند العرب، وعلى عمق صِلاتهم وعلاقاتهم
بالأمم المجاورة في ميادين الحياة كافة، خاصّة في أمور
العلم والتجارة والحروب وعلاقات الجوار بغير تعصّب أو
انكفاء على الذات، أو تخوّف من المؤثرات الخارجية، كما
دلَّل على قدرة اللغة العربية ونجاحها الباهر في استيعاب
مظاهر الحضارات الأخرى، وما لها من مسمّيات ومصطلحات دون
حرج أو خوف.
3- إن الدخيل الذي استوعبته العربية أمدّها بثروة لغوية
رحبة، وقاموس من الألفاظ غنيّ وهام، وجعلها تستلهم المعاجم
وكتب التراث العربي، مما أغنى تجاربها الفكرية والحضارية.
4- إذا كان للمتأمّل أن يتساءل عن هذا الدخيل الذي اقتبسته
العربية عن أمر كثرته وتنوعه، فليتساءل قبل ذلك عن أثر
اللغة العربية في اللغات الأخرى، وعن مدى انتشار العربية
والكتابة بها في كلّ مكان على الكوكب الأرضي، وقد بُيِّن
ذلك في الموضوع السابق الذي تحدّث عمّا أخذته الشعوب
الأجنبية من اللغة العربية.
انتهى
ـــــــــــــــــــــــــــــ
[1]
- مجلة التراث العربي، عدد 71 و72 (تموز 1998م)،
مقال بعنوان: ما أخذه العرب من اللغات الأخرى، د.
مسعود البابا: ص72 و73.
[2]
- الأب روفائيل اليسوعي، غرائب اللغة العربية: ص
251إلى 258.
[3]
- غرائب اللغة العربية: ص 272 إلى 274 ؛ مجلة
التراث العربي: ما أخذه العرب من اللغات الأخرى د.
مسعود البابا: ص74 - 77.
[4]
- غرائب اللغة العربية: ص211 إلى 213.
[5]
- نفس المصدر: ص 284-285.
|