العدد السادس / 2006م  /1427هـ

     رجوع     أرشيف المجلة     الرئيسية

.

تتمة مقال = ولادة أمير المؤمنين (ع) في الكعبة

الحكمة والسرّ في ولادة الأمير "ع" في جوف الكعبة

لو نظرنا إلى أصغر أمر يصدر عن الله سبحانه، لوجدنا أنه يكمن فيه حكمة ربانية، بدءًا من مسألة كراهة النفخ على الطعام، مرورًا بالدخول إلى الأماكن المقدسة والمساجد بالرجل اليمنى والخروج باليسرى، وصولاً إلى عقاب القاتل والسارق والزاني.

فكيف بحادثة بهذه الأهمية تحصل في جوف الكعبة, التي كانت وما تزال موضع نظر العالم كله؟!، فإن أي حدث مهما قلّ شأنه يحصل عند الكعبة سيعلم به الناس, لأن الكعبة موضع اهتمام الجميع, وهي تعني لهم شيئًا عظيمًا قبل الإسلام وبعده. فكيف إذا كان هذا الحدث هو الولادة في جوف الكعبة، ذلك المكان المقدس، وكان الدخول من شق في حائط الكعبة لا من بابها؟!، فسيكون موضع دهشة الناس وتساؤلهم عن سرّ هذا الحدث.

ولقد تواتر نقلها بين المؤمنين في جميع سلسلة الرواة عبر العصور إلى زمان ولادته المباركة, حتى لا تجد أحدًا لم يسمع بها، والشقّ الذي حصل في جدار الكعبة حين ولادته بقي على شكل فطر في جدارها، وهو أكبر شاهد على الولادة, وآية من آيات الله لجميع خلقه، لم يستطع أحد أن يزيله على مرّ العصور، فلا بد أن هناك حكمة وسرًا وراء تلك الولادة المباركة والميمونة, فما هو هذا السر؟

ما يمكن استشرافه من ذلك السر:

إن الله تعالى جعل ولادته في الكعبة ليشرفها بتلك الولادة الميمونة, وقد أشار إلى هذا الوجه جماعة من الأعلام، منهم السيد إسماعيل الشيرازي كما مرَّ من قصيدته، ومنهم محمد مبين بن محب الله بن أحمد اللكهنوي الحنفي, حيث قال: وقد خصّه الله تعالى بهذه الفضيلة، وشرّف الكعبة بهذا الشرف، وقد أشار إلى ذلك الكثير من علمائنا(33).

ومنها: أن الله تعالى جعل ولادته في الكعبة حيث خرّ ساجدًا لله عند ولادته, مديرًا ظهره لتلك الأصنام التي كانت فوق الكعبة, والتي سيحطّمها عليّ (عليه السلام) صاعدًا على كتف رسول الله (صلى الله عليه وآله)(34).

ومنها: ما ذكره بعض علماء السنة في إحدى محاضراته: أن الله تعالى جعل ولادة علي في الكعبة, التي يتّجه إليها المسلمون خمس مرات على الأقل في اليوم, غير الاتجاه إليها عند الذبح, والصلاة على الأموات, ودفن الموتى وغيرها, حتى يلتفت المسلم إلى حقيقة علي (عليه السلام) كلما اتجه إلى الكعبة في صلاته, وحتى لا يزول ذكره من الأذهان(35).

ومنها: ما أشار إليه العقّاد بقوله: ولد علي (عليه السلام) في داخل الكعبة, وكرم الله وجهه عن السجود لأصنامها، فكأنما كان ميلاده ثمة إيذانًا بعهد جديد للكعبة وللعبادة فيها، وكاد علي أن يولد مسلمًا.. بل لقد ولد مسلمًا على التحقيق إذا نحن نظرنا إلى ميلاد العقيدة والروح، لأنه فتح عينيه على الإسلام, ولم يعرف قط عبادة الأصنام، فهو قد تربى في البيت الذي خرجت منه الدعوة الإسلامية(36).

ومنها ما ذكره بعض كبار الأعلام, عندما طرح البحث والسؤال بطريقة أخرى, حيث قال:

لا ينبغي أن يقال: ما سرّ تولد أمير المؤمنين (عليه السلام) في الكعبة, بل اللازم أن نقول: ما سرّ شرف الكعبة وهو تولده فيها؟

وقال في مقام الجواب عن هذا السرّ:

لعل سرّ هذا الرمز الإلهي والإيماء الربوبي, إشارة إلى ما بين أمير المؤمنين (عليه السلام) وبين الكعبة أعزّها الله تعالى من المناسبة، فكما أن الصلاة لا تقبل ولا تصح إلا بالتوجه إليها, فكذلك الأعمال لا تقبل إلا بالتوجه إليه, والاعتماد على الأخذ منه ومن ذريته, والتقرب إلى الله بولايتهم وولايته، فهم كعبة الأرواح وهي كعبة الأشباح، وهم كعبة الأسرار والمعاني وهي كعبة الظواهر والمباني، وهم كعبة المعارف واللطائف وهي كعبة العاكف والطائف، والغاية أن تولده سلام الله عليه في الكعبة إشارة إلى أنه هو سرّ شرف الكعبة وروح معناها وجوهر حقيقتها, ولعل الحق جل شأنه إنما شرّفها في عالم الأزل, لسابق علمه الأزلي بأنها ستكون مهبط ذلك النور الأقدم, ومحط ذلك التجلي الأعظم, وموضع بزوغ ذلك القبس الإلهي والعلم الغير المتناهي، ويشير إلى هذا ما هو المشهور من حديث مفاخرة كربلاء والكعبة, الذي صدع وسطع منه النداء الربوبي للكعبة: قري يا كعبة وتطامني, فلولا كربلاء ومن حلّ فيها لما خلقتك ولا شرفتك... وإلا فليست الكعبة ولا المشاعر ولا البيت ولا الحجر والمروة ولا الصفا, لولا طلوع تلك الأنوار منها وسطوع هاتيك الأقمار الربوبية عنها, إلا كسائر الأماكن والبقاع(37).

والذي ينبغي أن يقال في مقام استكشاف سرّ هذه الولادة المباركة الميمونة: أن مما لا شك فيه أن هذه الولادة شرّفت الكعبة، ولكن ليست هي الحكمة الوحيدة التي أريدت من وراء تلك الحادثة العظيمة، وإلا لو كان المراد مجرد تشريف الكعبة وكفى، لزادها الله تعالى تشريفا بولادة خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله) وبقية أنبيائه على نبينا وآله وعليهم السلام, ولكن هناك حكمة أخرى من وراء جعلها موضعًا لولادة علي (عليه السلام), وهي الرحمة واللطف بالأمة من قبل الله تعالى, لمساعدة الناس على معرفة حجج الله وأوليائه، ولهذا نجد أن سنة الله تعالى عند ولادة أوليائه, هي تأييدهم ببعض الآيات التي تساعد الناس على معرفة أنبيائهم وأوصيائهم (عليهم السلام), كما حصل في حادثة خروج ماء زمزم من تحت قدمي النبي إسماعيل (عليه السلام) في ذلك الوادي غير ذي الزرع، وكما حصل للنبي موسى (عليه السلام), وقذفه بالتابوت وإلقائه في النهر تحت رعاية وعناية الله تعالى, وتربيته في بيت عدوه، وكما حصل لعيسى (عليه السلام), حيث ولد من غير أب, وتكلم في المهد صبيًا، وما حصل لنبينا محمد (صلى الله عليه وآله) عند ولادته من آيات باهرة, حيث خرج منه نور أضاء قصور بصرى في الشام, وسقطت شرفات إيوان كسرى, وخمدت نيران فارس التي كانت مشتعلة منذ أكثر من ألف سنة, وغارت بحيرة ساوه وغيرها، وكذلك الحال بالنسبة لولادة أمير المؤمنين (عليه السلام) أشرف الخلق بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله), الذي أعده الله تعالى بعد نبيه ليهتدي الناس بهديه, لا سيما وأنه بعد رحيل النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) سيفتتن الناس أشد فتنة, فلذا هم بحاجة إلى هذا اللطف وهذه الولادة, حتى يطمئنوا بعد اطلاعهم عليها وبهذه الطريقة التي حصلت بها, أن عليًا (عليه السلام) هو الذي اصطفاه الله ليكون الوصي والحجة على خلقه بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ويتأكد احتياج الناس لهذا اللطف لأنهم سيحقدون على علي (عليه السلام) في المستقبل, بسبب ما سيفعله بصناديد العرب في حروبه وغزواته التي قامت على سيفه(38).

هل ولد غير علي (ع) في الكعبة

رغم أن ولادة علي (عليه السلام) في جوف الكعبة أوضح من الشمس وأبين من الأمس، إلا أن بعض الحاقدين نسبوا هذه المكرمة - التي خصّ بها الله تعالى أمير المؤمنين (عليه السلام) - لشخص آخر, لنفي الاختصاص وللتقليل من أهمية الحادثة، فقد روى بعضهم أن حكيم بن حزام(39)هو أول من ولد في الكعبة، وأن عليًا هو أول من ولد فيها من بني هاشم(40)، بل إن بعضهم لم يشر من قريب أو بعيد لولادة علي (عليه السلام)(41), وقد رواها مسلم في صحيحه بلا سند ضمن كتاب البيع استطرادا(42).

والغريب ما ذكره ابن أبي الحديد في شرحه لنهج البلاغة، قال: اختلف في مولد علي (عليه السلام) أين كان؟ فكثير من الشيعة يزعمون أنه ولد في الكعبة، والمحدثون لا يعترفون بذلك، ويزعمون أن المولود في الكعبة: حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي(43).

حيث نسب القول بولادة علي (عليه السلام) في الكعبة لأكثر الشيعة لا للشيعة قاطبة, مع أن هناك إجماعًا منهم على انحصار هذه الفضيلة بعلي (عليه السلام) دون غيره, من زمن الصدوق إلى آخر علمائنا رضوان الله عليهم, ويكفي في ذلك ما قاله المحدث النوري, من أن ولادة الإمام علي (عليه السلام) في جوف الكعبة من ضروريات مذهب آل البيت (عليهم السلام)(44).

وأما قوله: "بأن المحدثين لا يعترفون بذلك ويزعمون ولادة حكيم..."، فهو اغرب من سابقه، فقد اشتهرت هذه الولادة المباركة بين محدثي العامة، ورواها كل من المسعودي(45)، وابن المغازلي المالكي(46)، وابن طلحة الشافعي(47)، وسبط ابن الجوزي(48)، وممن جاء بعد ابن أبي الحديد: النخجواني(49)، والسكتواري البسنوي الحنفي(50)، والدهلوي الحنفي(51)، والشبلنجي(52)، وحبيب الله الشنقيطي(53)، وعلي القاري الحنفي(54).

بل إن بعضهم ادعى تواتر ولادته (عليه السلام) في الكعبة، كالحاكم في المستدرك، وهو من أشهر محدثي العامة، ويعرف حقّ المعرفة مصطلح التواتر، قال: "تواترت الأخبار أن فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في جوف الكعبة"(55).

ولم يعترض الذهبي الشافعي - المعروف بمواقفه من أهل البيت وشيعتهم, الذي لخص المستدرك - على ادعاء التواتر من الحاكم(56).

بل إن جملة منهم صرّحوا بعدم ولادة غير علي (عليه السلام) في الكعبة, كالسبتي المعتزلي حيث قال: "لعلي كرم الله وجهه في المساجد خاصية ومزية لا يشاركه فيها أحد، وهو أنه ولد في الكعبة"(57).

والكنجي الشافعي الذي قال: "ولد أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب بمكة في بيت الله الحرام، ليلة الجمعة لثلاث عشر ليلة خلت من رجب سنة ثلاثين من عام الفيل، ولم يلد قبله ولا بعده مولود في بيت الله الحرام سواه, إكراماً له بذلك، وإجلالاً لمحله في التعظيم"(58).

والمصلي الشافعي قال: "ولد في الكعبة المعظمة ولم يولد بها سواه في طلقة واحدة"(59).

والجويني الشافعي قال: "لم يولد في الكعبة إلا علي"(60).

وابن الصباغ المالكي قال: "ولد علي عليه السلام بمكة المشرفة بداخل البيت الحرام... ولم يولد في البيت الحرام قبله أحد سواه، وهي فضيلة خصّه الله تعالى بها إجلالاً له وإعلاءًا"(61).

والصفوري الشافعي قال: "إن عليًا رضي الله عنه ولدته أمّه بجوف الكعبة شرّفها الله، وهي فضيلة خصّه الله بها، ذلك أن فاطمة بنت أسد رضي الله عنها، أصابها شدّة الطلق، فأدخلها أبو طالب الكعبة، فطلقت طلقة, فولدته يوم الجمعة في رجب سنه ثلاثين من عام الفيل"(62).

وابن خاوند شاه قال: "كانت ولادته (عليه السلام)... في جوف الكعبة..., ولم تتح هذه السعادة لأي أحد منذ بدء الخليقة إلى الغاية، وإن لصحة هذا الخبر بين المؤرخين المتحفظين على الفضائل, صيتًا لا تشوبه شبهة, وتجاوز عن أن يصحبه الشك والترديد"(63).

ومحمود بن محمد علي الشيخاني القادري الشافعي قال: "لم يولد قبله ولا بعده مولود في البيت الحرام سواه, إكرامًا له بذلك وإجلالاً لمحله في التعظيم"(64).

وابن باكثير الحضرمي الشافعي قال: "كانت ولادته بالكعبة المشرفة, وهو أول من ولد بها، بل لم يعلم أن غيره ولد بها"(65).

واللكهنوي الحنفي قال: "ولادة معدن الكرامة (عليه السلام) في جوف الكعبة، ولم يولد أحد فيها غيره، وقد خصّه الله تعالى بهذه الفضيلة, وشرّف الكعبة بهذا الشرف"(66).

ومحمد صديق خان البخاري القنوجي قال: "ولم يولد أحد غيره في هذا المكان المقدس"(67).

وغيرهم الكثير..., وهذه المصادر وغيرها موجودة في مجلة تراثنا, التي تصدرها مؤسسة آل البيت, السنة السابعة, محرم 1412, العدد (1).

فبعد كل هذه المصادر وهذا التواتر, هل يبقى أدنى شك بهذه الولادة العظيمة؟!، وهل يبقى عذر لابن أبي الحديد في هذا النقل التاريخي؟!، ثم كيف ينسب ذلك في كتابه في مثل هذه الحادثة المهمة والمشهورة من دون أدنى تدبّر وتتبّع، ولا يمكننا أن نحمل ابن أبي الحديد على الحقد والتعصّب الأعمى كغيره، ولا يسعنا إلا أن نقول: لعله أخذه من بعض المعاصرين الحاقدين ووثق بكلامه, فذكره من دون تتبّع, فسقط هذه السقطة العجيبة التي لا تُغتفر من أمثاله.

وأما الرواية في بقية المصادر، فهي إما مرسلة كما في رواية المستدرك، التي رواها عن علي بن عثام(68), والذي توفي سنة 228 (69)، فيكون بين وفاته وبين ولادة حكيم حوالي 294 سنة، وكذا رواية مصعب بن عثمان الذي روى عنه الزبير بن بكّار في جمهرة النسب, فانه توفي سنة 233 (70)، فيكون بينه وبين تولد حكيم 299 سنة، وكذا رواية مسلم حيث أوردها بلا سند.

وأما ما روي عن بعض ذوي الميول الأموية وأتباعهم, كعبد الله بن أبي سليمان, الذي روى عنه الأزرقي في أخبار مكة، فقد كان مولى لعثمان(71)، وكذا عروة بن الزبير بن العوام والد مصعب، فهو من أعوان الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان(72).

ومن هنا نعرف السرّ في دسّ رواية ولادة حكيم بن حزام في جوف الكعبة، وأن وراءها الأمويين وآل الزبير, الذين اتخذوا موقفا سلبيًا من علي (عليه السلام) بعد حرب الجمل، بل إن سياسة بني أمية كانت قائمة عن عمد وقصد إلى التصدّي لفضائل الأمام علي (عليه السلام) وتشويهها بشتى الأساليب، تلك السياسة التي عمّمها معاوية في مرسوم سلطاني جاء فيه:

"برئت الذمة ممن روى شيئاً في فضل أبي تراب وأهل بيته"(73).

ثم كتب إلى عماله في جميع الآفاق:

"إذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأولين، ولا تتركوا خبراً يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب، إلا وتأتوني بمناقض له في الصحابة، فإن هذا أحب إليّ وأقر لعيني، وأدحض لحجة أبي تراب وشيعته"(74).

قال الرواي (علي بن محمد المدائني صاحب كتاب الأحداث ): "فرويت أخبار كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها(75)، في قبال فضائل أمير المؤمنين وآل البيت (عليه السلام), وكتب التاريخ مملوءة منها, وحادثة الولادة في الكعبة من تلك الفضائل التي أرادوا التقليل من أهميتها بنسبتها إلى غيره (عليه السلام)، ولعل الذهبي قد تنبّه إلى ما في الرواية من الوهن والضعف, فحذفها من مختصره ولم يأتِ على ذكرها، ولو صحت بوجه من الوجوه لم يتركها، إذ استنفد ما لديه من حقد وعلم مقلوب, في تجريح وتضعيف وتقبيح وسب, لرواة مناقب علي وأهل بيته, وهو المعروف بتعصبه"(76).

انتهى المقال

___________________

33- وسيلة النجاة للكهنوي الحنفي، ص60.

34- الفضائل لابن شاذان، المطبعة الحيدرية، النجف، ص54.

35- عبد الفتاح عبد المقصود, من محاضرة له في مدينة قم المقدسة, عن سرّ ولادة الأمير (ع) في الكعبة.

36- المجموعة الكاملة، العبقريات الإسلامية للعقاد، دار الكتاب اللبناني، بيروت: 2/35.

37- جنة المأوى للشيخ كاشف الغطاء، مطبعة شفق تبريز، ص305-307.

وفي كامل الزيارات، ابن قولويه، ص 450 ح675: بسنده عن الصادق قال: إن ارض الكعبة قالت من مثلي وقد بني بيت الله على ظهري أتاني الناس من كل فج عميق، وجعلت حرم الله وأمنه. فأوحى الله إليها أن كفّي وقرّي ما فضل به فيما أعطيت به أرض كربلاء إلا بمنزلة الإبرة غرست في البحر فحملت من ماء البحر، ولولا تربة أرض كربلاء ما فضلتك، ولولا من تضمنه أرض كربلاء لما خلقتك ولا خلقت البيت الذي به افتخرت، فقرّي واستقرّي وكوني دنيا متواضعًا ذليلاً مهينًا غير مستنكف ولا مستكبر لأرض كربلاء، وإلا سخطت بك وهويت بك في نار جهنم.

راجع مجمع النورين - الشيخ أبو الحسن المرندي - ص 188- 189 طبعة حجرية. والهداية الكبرى للحسين بن حمدان الخصيبي، ط4، مؤسسة البلاغ،بيروت، لبنان، سنة 1991.

38- أشار إلى مضمون هذا الوجه العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى في "مختصر مفيد"، المجموعة 5، ص49-55.

39- هو: حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي، وعمته زوجة النبي خديجة بنت خويلد، وأمه أم حكيم فاختة بنت زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى بن قصي، دخل في الإسلام في عام الفتح عندما كان النبي (ص) في طريقه لفتح مكة، شارك قريش في حرب النبي يوم بدر ولكنه فرّ منها على راحلة عبد الرحمان بن العوام بن خويلد، وقد اشتهر قسمه "لا والذي أنجاني يوم بدر (تاريخ دمشق 10/97-99)، كان مولده قبل عام الفيل بـ 13 سنة, وتوفي سنة 54 هجرية في أيام معاوية, وعاش 120 سنة، 13 سنة قبل عام الفيل، و40 سنة إلى البعثة، و13 سنة إلى الهجرة، فتصبح 66 سنة، و54 بعد الهجرة, فتكون 120 سنة, (أسد الغابة: 20/40-42).

40- أخبار مكة في قديم الزمان وحديثه، محمد بن إسحاق الفاكهاني، دار الخضر، بيروت، ط2: 3/226-236.

41- كالزبير بن بكار في جمهرة النسب، تحقيق محمد محمود شاكر، القاهرة، ص353 ؛ وأخبار مكة لمحمد بن عبد الله الأزرقي، دار الأندلس، مكة المكرمة: 1/174.

42- صحيح مسلم، دار الفكر، بيروت: 5/11.

43- شرح نهج البلاغة، ط إسماعليان، قم، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، ط1: 1/14.

44- اللؤلؤ والمرجان للمحدث النوري، ص163.

45- مروج الذهب للمسعودي، دار الأندلس، بيروت: 2/349.

46- المناقب لابن المغازلي، ص6.

47- مطالب السؤل لابن طلحة، 69.

48- تذكرة الخواص لابن الجوزي، 10.

49- تجارب السلف للنخجواني، 37.

50- محاضرة الأوائل للبسنوي، ط الآستانة، 120.

51- إزالة الخفاء عن خلافة الخلفاء للدهلوي، ط باكستان: 2/251.

52- نور الأبصار للشبلنجي، ص85.

53- كفاية الطالب في فضائل علي ابن أبي طالب للشنقيطي، ص37.

54- شرح الشفا لعلي القاري، 1/150 ؛ والسيرة الحلبية للحلبي الشافعي، 1/154، 3/405.

55- المستدرك: 3/550.

56- تلخيص المستدرك على الصحيحين للذهبي: 3/550.

57- المراتب للسبتي، ص49.

58- كفاية الطالب للكنجي، ص406 وص407.

59- النعيم المقيم للمصلي الشافعي، ص129.

60- فرائد السمطين للجويني: 1/425.

61- الفصول المهمة لابن الصباغ، ص13.

62- نزهة المجالس للصفوري، ط القاهرة، 2/204، عن شرح إحقاق الحق، منشورات مكتبة المرعشي، قم: 7/489.

63- روضة الصفا في آداب زيارة المصطفى لابن خاوند، 2.

64- الصراط السوي للقادري، 152، نسخة المكتبة الناصرية، الهند, عن مجلة تراثنا، ج26، السنة السابعة، محرم 1412 هـــ, عدد1.

65- وسيلة المآل للحضرمي، 282.

66- مرآة المؤمنين للكهنوي، طبعة الهند، 21؛ وسيلة النجاة للكهنوي، ص 60.

67- تكريم المؤمنين بتقويم مناقب الخلفاء، الراشدين للقنوجي، 99.

68- المستدرك، 3/549.

69- الكاشف في معرفة من له رواية في كتب الستة للذهبي، دار القبلة للثقافة الإسلامية جدة، 2/44.

70- الفهرست لابن النديم، 160.

71- تهذيب التهذيب لابن حجر، 5/246.

72- تاريخ الطبري، 2/421.

73- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، مؤسسة الوفاء، ط2، 33/191 ؛ شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد ؛ دار إحياء الكتب العربية: 11/44.

74- بحار الأنوار: 33/192.

75- شرح نهج البلاغة، ط إسماعليان، قم، 11/45.

76- مجلة تراثنا السنة السابعة، محرم 1412 العدد 1/36.

 

أعلى الصفحة     محتويات العدد السادس    أرشيف المجلة     الرئيسية