العددان السابع والثامن / 2006م - 2007م /1427هـ - 1428هـ

     رجوع     أرشيف المجلة     الرئيسية

.

تتمة مقال - مصادر التراث الشيعي

مصادر التراث الشيعي في السيرة

أما كتب السيرة فهي غالبًا تتداخل مع كتب العقيدة عند الشيعة، لأنهم إنما يعنون غالبًا بسيرة النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام)، وهم يركّزون فيها على أدلة النبوة والإمامة وشواهدهما، وعلى فضائلهم ومناقبهم (صلوات الله عليهم).

ونذكر منها على سبيل المثال:

1- الإرشاد: تأليف الشيخ المفيد المتقدم ذكره، وهو يُعنى بترجمة الأئمة الاثني عشر، وبيان فضائلهم، وشواهد إمامتهم.

20- إعلام الورى بأعلام الهدى: تأليف أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي (قدس سره)، المتوفى سنة 548هـ، وهو يُعنى بترجمة المعصومين الأربعة عشر - النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) والصديقة فاطمة الزهراء والأئمة الاثني عشر (صلوات الله عليهم) -، والاستدلال على عصمتهم، وعلى نبوة النبي (صلى الله عليه وآله) وإمامة الأئمة (عليهم السلام) واحدًا بعد واحد.

3- إثبات الوصية: تأليف أبي الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي الهذلي، صاحب كتاب مروج الذهب، وهو من علماء القرن الرابع الهجري.

4- كفاية الأثر: في النص على الأئمة الاثني عشر، تأليف علي بن محمد بن علي الخزاز الرازي، وهو من علماء القرن الرابع الهجري.

5- مناقب آل أبي طالب: تأليف الحافظ رشيد الدين أبي عبد الله محمد بن علي بن علي بن شهر آشوب السروي المازندراني، المتوفى سنة 558هـ، وهو يُعنى بترجمة النبي (صلى الله عليه وآله) وإثبات نبوته، وبترجمة الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) وإثبات إمامتهم وذكر فضائلهم ومناقبهم.

6- كشف الغمة في معرفة الأئمة: تأليف أبي الحسن علي بن عيسى ابن أبي الفتح الإربلي، وهو من علماء القرن السابع الهجري، ويُعنى بترجمة المعصومين الأربعة عشر - النبي (صلى الله عليه وآله) والصديقة فاطمة الزهراء والأئمة الاثني عشر (صلوات الله عليهم)- وما يتعلق بالنبوة والإمامة.

وهناك كتب أخرى لا يسع المقام استقصاءها.

مصادر التراث الشيعي في العقيدة

أما كتب العقيدة فهي على قسمين:

(الأول) ما تضمن التعريف بعقائد الشيعة إجمالاً من دون استدلال، أو مع استدلال مختصر، نذكر منها:

1- الاعتقاد: تأليف الشيخ الصدوق (قدس سره) المتقدم ذكره.

2- تصحيح الاعتقاد: تأليف الشيخ المفيد (قدس سره) المتقدم ذكره، شرح فيه كتاب الاعتقاد للصدوق (قدس سره) المتقدم، وذكر مؤاخذته عليه.

3- أوائل المقالات في المذاهب والمختارات: تأليف الشيخ المفيد (قدس سره) المتقدم ذكره.

4- جمل العلم والعمل: تأليف الشريف المرتضى علي بن الحسين الموسوي (قدس سره)، المتوفى سنة 436 هـ.

5- الاقتصاد: تأليف الشيخ الطوسي (قدس سره) المتقدم ذكره.

6- العقائد الجعفرية: تأليف الشيخ الطوسي (قدس سره) المتقدم أيضًا.

7- عقائد الإمامية: تأليف الشيخ محمد رضا المظفر، المتوفى سنة 1384هـ. وقد جمع فيه عقائد الإمامية ببيان موجزٍ واضحٍ حديثٍ. وهو من الكتب المنشورة المشهورة في أيامنا هذه.

(الثاني) ما عُني فيه بالاستدلال على العقائد، وهي كتب كثيرة، نذكر منها:

1- الشافي: تأليف السيد المرتضى (قدس سره) المتقدم ذكره.

2- تلخيص الشافي: تأليف الشيخ الطوسي المتقدم ذكره، وقد اختصر فيه كتاب الشافي المذكور.

3- كتاب الألفين: تأليف العلامة الحلي (قدس سره) المتقدم ذكره، وقد عُني فيه بتكثير الأدلة على الإمامة.

4- نهج الحق: تأليف العلامة الحلي أيضًا، وهو الكتاب الذي ردّ عليه ابن روزبهان في كتابه الذي سماه: إبطال الباطل.

5- منهاج الكرامة: تأليف العلامة الحلي أيضًا، وهو الكتاب الذي ردّ عليه ابن تيمية في كتابه الذي سماه: منهاج السنّة.

6- إحقاق الحق: تأليف القاضي نور الله بن شريف الدين الحسيني المرعشي (قدس سره)، المقتول في القرن الحادي عشر الهجري، وهو ردٌّ على كتاب إبطال الباطل لابن روزبهان الذي ردّ به على كتاب نهج الحق المتقدم ذكره.

وقد طبع هذا الكتاب مؤخرًا مع تعليقات موسعة وإضافات قام بها المرحوم المرجع الديني السيد شهاب الدين المرعشي (قدس سره) المتوفى حدود سنة 1410 هـ.

7- دلائل الصدق: تأليف المرجع الديني الشيخ محمد حسن المظفر (قدس سره) المتوفى سنة 1357هـ، وهو ردّ على كتاب إبطال الباطل لابن روزبهان المتقدم ذكره، وتعرّض بالمناسبة للردّ على ابن تيمية في بعض المواضع.

 8- حق اليقين في معرفة أصول الدين: تأليف السيد عبد الله شبّر (قدس سره)، المتوفى في أواسط القرن الثالث عشر الهجري.

9- صراط الحق في أصول الدين: تأليف الشيخ محمد آصف المحسني المعاصر.

10- التوحيد: تأليف الشيخ الصدوق (قدس سره) المتقدم ذكره، وهو في الحديث، ولكن عُني مؤلفه بالتأكيد على تنزيه الله تعالى عن التجسيم والتشبيه والجبر، وهو من شؤون العقيدة.

11- تنزيه الأنبياء: تأليف الشريف المرتضى (قدس سره) المتقدم ذكره، وهو يعنى بإثبات عصمة الأنبياء وتنزيههم عن المعاصي.

12- الغدير في الكتاب والسنّة والأدب: تأليف الشيخ عبد الحسين الأميني (قدس سره)، المتوفى سنة 1390 هـ، وقد تعرّض فيه لحديث الغدير، وذكر طرقه، وترجم للشعراء الذين ذكروا الغدير في شعرهم، واستطرد بالمناسبة لكثير من فضائل أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) ولكثير مما يتعلق بمذهب أهل البيت (صلوات الله عليهم)، وناقش كثيرًا ممن هاجم المذهب، وأفاض في ذكر المصادر، فهو موسوعة مهمّة في جوانب العقيدة والتاريخ.

13- إكمال الدين وإتمام النعمة: تأليف الشيخ الصدوق (قدس سره) المتقدم ذكره. وهو يعنى بقضية غيبة الإمام الثاني عشر الحجة بن الحسن المهدي (صلوات الله عليه وعلى آبائه)، والاستدلال عليها والدفاع عنها.

وهناك كثير من الكتب والرسائل المختصة بهذه القضية لكل من الشيخين المفيد والطوسي (قدس سرهما) المتقدم ذكرهما وغيرهما يضيق المقام عن استقصائها.

14- المراجعات: تأليف السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوس (قدس سره)، تحدّث فيه عن بعض الأمور العقائدية في حوار هادئ بين المؤلف والشيخ سليم البشري شيخ الجامع الأزهر في وقته، وببيانٍ سهلٍ شيّق، وهو من الكتب النافعة المشهورة.

15- الفصول المهمة في تأليف الأمة: للسيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي (قدس سره) المتقدم، حاول فيه التقريب بين الشيعة والسنّة.

وهناك كتب كثيرة أخرى تتعلّق بالعقائد لمن ذكرناهم ولغيرهم، لا يسعنا استقصاؤها، وفيما ذكرناه كفاية.

تنبيهان

هذا، ولا بد لمن يريد التعرّف على المصادر الشيعية من أمرين:

ليس كل ما تضمنته المصادر الشيعية متفقًا عليه بينهم

الأول: إن كثيرًا مما تضمنته المصادر الشيعية ليس أمرًا متفقًا عليه بين الشيعة، وإنما اتفقوا على أصول العقيدة من التوحيد وما يتعلق به، من تنزيه الله سبحانه وتعالى، عن الظلم والجبر والتجسيم والتشبيه والمكان والزمان، ثم النبوة، ثم إمامة الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام)، وما يتعلق بهما من عصمة الأنبياء والأئمة صلوات الله عليهم، ثم المعاد الجسماني.

كما اتفقوا على بعض الأمور الأخرى التي ثبتت بأدلةٍ قطعية من النصوص المتواترة، أو الإجماع أو حكم العقل القطعيين، تلك الأمور تتعلق بالفقه والسيرة وما بعد الموت وغير ذلك، وقد اختلفوا في كثير من الموارد، لأن باب الاجتهاد مفتوح عندهم.

والاختلاف المذكور يجري حتى في النصوص والأحاديث الشريفة، فليس كل حديث يذعنون بمضمونه أو يتفقون عليه، وكم من حديث متروك لا يعمل عليه، على معايـير وضوابط لا يسعنا تفصيلها في هذه العجالة، أو هو مورد للخلاف بينهم لاختلافهم في تلك الضوابط والمعايير.

والمهم أنه لا ينبغي التسرّع في نسبة ما يوجد في تلك المصادر - من مضامين الأحاديث أو أقوال العلماء - إلى الشيعة بأجمعهم، وتحميلهم مسؤوليته إلا بعد التأكّد من إذعانهم به واتفاقهم عليه.

نعم لا ريب في أن تلك المصادر تكشف عن الملامح العامة لآراء الشيعة وأقوالهم، وتوضّح الخطوط العريضة لثقافتهم ومنهجيّتهم.

لا بد للباحث من الموضوعية والتجرّد

 الثاني: أن من الطبيعي أن من لم يألف الثقافة الشيعية، وعاش الثقافة السنيّة وألِفها، سيُصدم عند الرجوع للمصادر الشيعية خصوصًا في الأمور المذهبية الحسّاسة، التي يحمل لها في نفسه قدسية واحترامًا، فإن ما تتضمنه المصادر الشيعية من ذلك، وإن وجد متفرقًا في المصادر السنية، أو وجدت له شواهد فيها، إلا أنه ليس بحيث يُلتفت إليه في خضم الكثرة الكاثرة من الأحاديث والمسلّمات الموروثة عند السنّة.

ومن هنا فاللازم التثبت عند الرجوع للمصادر الشيعية وعدم التسرّع في الإنكار والاستبشاع عند الاطلاع على بعض ما تتضمنه، لأن ذلك كله يبتني على أصول مؤصّلة، قد أتعب الشيعة أنفسهم في الاستدلال عليها، وذكر الشواهد لها من مصادر سنيّة وغيرها، في مسيرة طويلة شاقة، من أحاط بها وخرج منها يهون عليه سماع ما تتضمنه مصادرهم مما يخالف مسلماته وموروثاته ولا يفاجأ بها، ولا يصدم.

ولا نريد بذلك أن ندّعي صحة جميع ما يذكره الشيعة، إذ لا موجب لتعجّل الأمور قبل أوانها، بل كل ما نريده عدم تعجّل الإنكار والاستبشاع، والانتظار بهما حتى يُطّلع على أصول الشيعة وأدلّتهم وتُستوعب، ثم ليختار المنصف لنفسه بعد ذلك ما يحلو له ويقتضيه وجدانه وبرهانه الذي يراه مقنعًا أمام الله سبحانه وتعالى ومعذّرًا بين يديه، فإن المهم إرضاؤه جلّ شأنه، والخروج عن المسؤولية معه، وهو نعم الرقيب والحسيب، ولا أهمية لإرضاء الناس أو إسكاتهم، كما لا يغني إرضاء العواطف وإشباع الرغبات، فإنّ أَمَدَ ذلك كلّه قصير، وهو صائر إلى زوال، وبعد ذلك الحساب العسير، ثم الخلود في الجنة أو في النار.

 

أعلى الصفحة     محتويات العدد السابع والثامن      أرشيف المجلة     الرئيسية