التقويم عند الإغريق كان قمريًا:
استولى الإسكندر
المقدوني على بلاد الشرق، واحتكّ
الإغريق بالحضارات التي سبقتهم، وكانت بابل ذات حضارة
مزدهرة استفاد منها الإغريق كثيرًا،
مما أدّى إلى اتساع دائرة العلوم اليونانية
وخصوصًا
الفلكية.
وقد استعان
أبو
الفلك الإغريقي (هيبارخوس) في أبحاثه ببعض الآلات الفلكية
البابلية البسيطة، مستعينًا
بالسجلات السماوية التي عثر عليها الاسكندر
في بابل القديمة.
وقد تمكن هيبارخوس من تحديد الشهر
القمري بفترة طولها 29 يومًا و12 ساعة 44
دقيقة و2.5 ثانية،
وهو لا يختلف عن التقدير الحالي
إلا
بأقل من ثانية واحدة.
وفي البداية كما في بابل كان التقويم
في اليونان القديمة قمريًا بحتًا
معتمدًا
على رؤية الهلال لأول
مرّة
أسوة بالسومريين وبالبابليين في أول عهدهم،
وكانت السنة إما 12 أو 13 شهرًا،
وكان
اتّخاذ
القرار بطول السنة ذات الثلاثة
عشر شهرًا
يصدر لكل مدينة على حدة، مما جعل لنفس اليوم أكثر من تأريخ
في المدن المتجاورة،
وهو أمر يدعو للاضطراب في التعاملات المدينة، وقد استعمل
سولون حاكم أثينا عام 563
ق.م تقويمًا من النوع البابلي: دورته ذات ثمانية
أعوام،
منها خمسة أعوام بـ 12شهرًا
وثلاثة أعوام مطولة يضم كل منها 13 شهرًا.
ورة ميتون:
وفي عام 432 قبل الميلاد اكتشف ميتون الدورة التوفيقية بين
السنة القمرية والسنة الشمسية،
والتي مفادها
أن
كل 19 سنة شمسية تحتوى على 235 شهرًا
قمريًا،
وبعد انتهاء هذه الدورة تظهر
أوجه
القمر في نفس أيام السنة الشمسية، وذلك أن كل 19 سنة شمسية
تحتوي على 6939.6018 يومًا
(أو 6940 يومًا تقريبًا)،
بينما طول فترة 235 شهرًا
قمريًا
هو 6939.6881 (أو 6940 تقريبًا)،
والفرق الفعلي بين الطولين هو ساعتان
وأربعة دقائق و37 ثانية.
لقد تمّ
بدء العمل بدورة ميتون في تأريخ يقابل
27 حزيران سنة 432 قبل الميلاد،
وهو موعد الانقلاب الصيفي،
وقد حسب ميتون آنذاك مواعيد البدر
الكامل في 19 سنة من هذا التأريخ.
وقد اعتبر اليونانيون القدماء
أن
هذا الاكتشاف هامّ
جدًّا
لدرجة
أن دورة ميتون كتبت بحروف من ذهب على
ألواح المرمر المقامة في ميادين المدن، وحيث
إن
هذه المواعيد نقشت بالذهب، فلهذا يسمى ترتيب السنة في هذه
الدورة بعددها الذهبي. وبموجب هذه الدورة فإن
سنة 2003 ميلادية متفقة من حيث مواعيد
أوجه
القمر مع سنة 2022 كما أن
أوجه القمر لسنة 1982 متفقة من حيث
مواعيد
أوجه
القمر مع سنة 2003 .
وحيث
إن
19 سنة شمسية
أكبر
من 19 سنة قمرية بمقدار سبعة شهور كاملة، لزم
أن
تكون سبع سنوات من كل 19 سنة شمسية فيها نسيء، أي شهورها
أكثر
من 12 شهرًا
والسنوات الكبيسة هي السنوات
أرقام
3،6، 8، 11، 14، 17، 19 في كل سلسلة.
وكان هذا يعني
أن
تواريخ بدايات الفصول الأربعة: ( الإعتدالين: الربيعي
والخريفي
؛
والانقلابين: الصيفي والشتوي) تختلف بما يعادل 11 يومًا
أو 22 يومًا
أو تتطابق.
ولتحديد عيد الفصح تتبع الكنائس دورة ميتون،
ويعالج هذا الفرق بإضافة يوم كل أربع سنوات،
كما أن التقويم العبري استفاد من هذه الدورة في تتميم
التقويم.
مثال: بمراجعة الجدوال نرى أن ولادة الهلال كانت في
12/8/1942 وفي 11/8/1961 و في 10/8/1980 وفي 11/8/1999،
والفرق بين تاريخ وآخر هو 19 سنة.
استدراك بخصوص دورات أوجه القمر:
بمراجعة جداول أوجه القمر يتضح أن هناك عدة دورات لأوجه
القمر:
فهناك دورة لكل سنتين وفيها يأخذ الهلال وجهًا
من الأوجه الأربعة المعروفة:
ولادة الهلال،
والربع الأول،
والبدر،
والربع الأخير.
مثال:
ولادة الهلال 8/8/1983 الربع الأخير 8/8/1985
اكتمال البدر 9/8/1987 الربع الأول 9/8/1989
ولادة الهلال 10/8/1991 الربع الأخير 10/8/1993
اكتمال البدر 10/8/1995الربع الأول 11/8/1997
وهناك دورة ثُمانية (اكتشفها البابليون)،
وهي
أن
وجه القمر يتكرر كل 8 سنوات بفارق يوم أو
يومين.
ولادة الهلال 8/8/1983 و 10/8/1991 و 11/8/1999
و12/8/2007
وهناك دورة ذات 372 سنة تتكرر فيها ولادة الهلال في نفس
اليوم من السنة:
ولادة الهلال يوم 11/8/1627 و 11/8/1999 و 11/8/2371 و
12/8/2743،
ولكن وقت ولادة الهلال يختلف، ولا يتطابق.
أما أوائل الشهور القمرية فإنها تتكرر كل 210 سنوات
هجرية،
فإذا كان الفرق بين تاريخين هجريين 210
سنوات
أو مضاعفتهما،
فإنهما
يكونان متفقين في اسم اليوم وموقعه من الشهر.
فإذا كان أول شهر ربيع الأول سنة 1 هـ يصادف يوم الاثنين،
فإن
أول ربيع الأول عام 210 هجري هو أيضًا
الاثنين،
هذا في الحساب.
يتبع = |