العدد الثاني / 2005م  /1426هـ

     رجوع     محتويات العدد     أرشيف المجلة     الرئيسية

.

تتمة مقال = الاستنساخ

الجانب الاخلاقي:

من جملة المآخذ التي أثيرت ضد الاستنساخ: المحاذير الأخلاقية الناتجة عن عملية الاستنساخ، ومما أشاروا إليه من محاذير في كلماتهم:

1- إن الاستنساخ يهدّد نظام الأسرة والزواج والقرابة والمصاهرة والميراث، ففيه تغيير جذري للعلاقة المؤسسة لأصل الإنجاب ويجعل الإنسان مخلوقًا مخالفًا للفطرة، ويلغي دور الأسرة والتنشئة الاجتماعية التي تقوم بها من القيم والدين والتربية والآداب والأخلاق، والتي تحرص عليها كافّة الأديان وتحميها وترعاها.

2- إن فيه تلاعبًا بحياة الإنسان وخصوصياته.

3- إنه يحوّل الإنسان إلى منتوج صناعي يبحث له عن أسواق.

4- إن هذه العملية تسبب مشاكل، إذ من الممكن أن يستخدمها المجرمون للهروب من العدالة.

5- إن المستنسخ يعاني من تشوهات جينية وجسدية ويشيخ بسرعة كما قال الدكتور أيان ويلموت المسؤول عن معهد روزلين في اسكتلندا الذي استنسخ النعجة دوللي.

كما توقع هاري عريفين مدير ذلك المعهد أن يكون البشر المستنسخون غير أصحاء، ودعا إلى حظر مثل تلك التجارب , وأوضح إن مزاعم شركة (كلونايد) فيما يتعلق بمعدل النجاح العالمي في تجربة استنساخ البشر تتناقض مع سنوات من البحوث التي أجريت على الاستنساخ لكائنات أخرى.

كما كشف باحثون يابانيون أن الاستنساخ ينطوي على مخاطر كبيرة ويمكن أن يؤدي إلى مشاكل لا يمكن التكهّن بها في أي مرحلة من مراحل الحياة.

وأكد الباحثون أن 10 من 12 من الفئران المستنسخة توفيت قبل المدة الطبيعية لحياة الفئران، الأمر الذي يبرّر المخاوف المثارة بشأن مساعي توليد كائن بشري عبر الاستنساخ.

وقال أتسو اوغورا من معهد الأمراض المعدية في طوكيو: إن تشريح الفئران المستنسخة كشف إصابتها بداء ذات الرئة وبقصور في الكبد ونقص في الأجسام المضادة واللوكيميا وسرطان الرئة.

واعتبر أطباء بريطانيون أن استنساخ كائن بشري ينطوي على مخاطر طبية وأخلاقية جمّة من التشوهات والشيخوخة والموت المبكر.

6- إنه يستلزم إتلاف عدد كبير من البويضات والخلايا حتى تنجح عمليه واحدة حسب تقارير العلماء.

7- إنه يستلزم الهرج والمرج في المعاملات المختلفة في جميع نواحي الحياة لحلول النسخ محل بعضها.

ولهذه الأسباب وغيرها المنافية للأخلاقيات، سارعت مختلف الهيئات السياسية والحقوقية إلى إصدار قوانين وتشريعات تحذر من إجراء تجارب الاستنساخ على البشر، وقد صدرت قوانين تمنع الاستنساخ وتعاقب عليه في كل من أمريكا وكندا وألمانيا وفرنسا وغيرها، وطلبت فرنسا وألمانيا من الأمم المتحدة دعوة لمناقشة القضية وإصدار قانون يحظر عمليات الاستنساخ البشري في العالم بدافع القلق من التداعيات الأخلاقية المترتبة على هذا النوع من الاستنساخ.

ووصف وزير الصحة الفرنسي (برنارد كوشنار) الدكتور أنتينوري الذي أعلن عن عزمه إجراء تجارب على استنساخ البشر: بأنه طبيب الأخلاقيات المجنونة، وطالب ايطاليا بسحب ترخيصه ومنعه من مزاولة الطب.

وقال: إنه ببساطة أمر مرفوض أخلاقيًا أن تخلق الحياة وأنت تسرق معناها.. يجب حظر استنساخ البشر الآن.

وصرح المدير العام لمنظمة اليونسكو بأنه لا يمكن قبول الاستنساخ الإنساني تحت أي شرط.

وأعلنت المندوبة الأوروبية للبحث العلمي أمام البرلمان الأوروبي: أنه يوجد اتفاق بين العلماء دوليًا على استنكار البحث في الاستنساخ الإنساني.

و صوّت مندوبو 186 بلدا في منظمة اليونسكو على الإعلان العالمي حول حقوق الإنسان، الذي يشير الفصل 11 منه إلى أنه لا يمكن السماح بالممارسات المخالفة لكرامة الإنسان، مثل الاستنساخ من أجل الحصول على بشر.

وأعلنت المنظمة العالمية للصحة أن استنساخ الإنسان غير مقبول.

يتبع =

أعلى الصفحة     محتويات العدد الأول     أرشيف المجلة     الرئيسية