التقويم
المالي العثماني الشمسي وبداية العمل به وفشله:
وفي أيام
الدولة العثمانية التي تأسست على أساس الزعامة والإقطاع،
كانت تحصل على العشور بواسطة الملتزمين،
وكان هذا يكلّف
الخزينة كثيرًا
إذ
إنه
يجبى في سنة شمسية أيامها 365 يومًا،
وينفق في سنة قمرية أيامها 354 يومًا،
مما يكلّف
الخزينة نفقات سنة كاملة كل 33 سنة قمرية،
لذلك
ولتعويض هذا النقص كانت الدولة العثمانية تتقاضى من
التزامات العشور زيادة بفرق ما بين الشمسي والقمري يسمونها
[التفاوت
الحسن].
وفي سنة
1209 هـ ارتأت الدولة العثمانية
أن
يكون حساب الإيراد والإنفاق كلاهما بالحساب الشمسي منعًا
للخسائر التي تلحق الدولة بالتزام طريقة
[التفاوت
الحسن]،
فاتخذت الدولة لمعاملاتها المالية سنة بدايتها من تاريخ
الهجرة وشهورها شمسية،
وأخذت أسماءها من الاصطلاح السرياني مخلوطًا
بالروماني ( الإفرنجي) وشهورها هي: مارت (آذار/مارس)-
نيسان
-
مايس (أيار/مايو)
-
حزيران
-
تموز
-
أغسطس
-
أيلول
-
تشرين الأول
-
تشرين الثاني
-
كانون الأول
-
كانون الثاني
-
شباط.
(وهذه
الأسماء،
قسم منها يستعمل حاليا في العراق،
والآخر في مصر،
والثالث في سوريا ولبنان ).
ولما كانت
التزامات العشور تدفع إلى الخزينة في الربيع،
جعلت الدول شهر مارت (آذار /مارس) بداية سنتها المالية،
وكانت سنة 1209 هجري قمري هي
أول
سنة في هذا التقويم،
فبدأ التقويم بسنة مالية(شمسية) هي 1209،
وسنة
هجرية هلالية هي1209 أيضًا.
وصار الناس
يتعاملون بنوعين من السنين في تقويم واحد: هجري قمري،
وهو الذي يعرفه الناس، وهجري قمري مالي للمعاملات المالية،
خليط من تقويم قمري من بداية الهجرة إلى سنة 1209 وشمسي ما
بعده.
وبعد مضي
فترة وجيزة صار التفاوت بين السنتين واضحًا،
وقد حصل خلل في هذا التقويم لأنه يلزم حذف سنة هجرية في كل
33 سنة، وهي التي لا يدخل فيها
أول
شهر آذار،
وفي عام 1343 هجري قمري(1924ميلادي) كانت السنة المالية
1340 هجري ظاهرها قمري منسوب إلى الهجرة النبوية،
لكنه لا يدل على سنة هلالية (التي هي 1343)،
فكانت السنة المالية العثمانية
[شيئًا
عجيبًا...
وكان
التفاوت بين التاريخين مضحكًا
وليس له معنى علمي قط]
على حدّ
تعبير (حسن وفقي بك) في كتابه تقويم المنهاج القويم،
والكلام التالي له أيضا وباختصار:
[ولو
كانت الدول العثمانية تبنّت
محاولات الإصلاح بجعلها
التقويم الهجري الشمسي المعتمد،
لكان
للمسلمين حينئذ تاريخ شمسي لا يلبث
أن
يعم
أقطارهم،
فلا يبقى لحكومات الاحتلال الأجنبية
في البلاد الأسلامية
عذر في العدول عنه إلى غيره كما حدث في استعمال كل بلاد
المسلمين التقويم الجريجوري (الميلادي) في عصر الاستعمار]...
انتهى.
التقويم
الهجري القمري والهجري الشمسي في المملكة العربية
السعودية:
لم تعتمد
المملكة العربية السعودية سوى التقويم الهجري رسميًا.
كما
واستخدمت تقويمًا
هجريًا
شمسيًا
(تقويم أم القرى) من
أول
الميزان (23سبتمبر/أيلول سنة 622 ميلادي)،
أي بعد بدء السنة الإيرانية
بستة شهور،
وهو الفرق بين بدايتي التقويمين،
وشهور هذا التقويم هي البروج العربية المعروفة ويجمعها :
حملالثور جوزة السرطان
ورمت عقرب بقوسها جديًا
|
|
ورعى الليث سنبل الميزان
ونزح الدلو بركة الحيتان
|
التقويم
الهجري الشمسي في إيران:
أما إيران
فقد استعملت منذ عام 1924م (في مطلع حكم أسرة بهلوي) تقويمًا
هجريًا
شمسيًا،
وفيه
مبدأ السنة الهجرية الأولى،
وفيه
انتقال الشمس لبرج الحمل ( 21 / آذار-مارس
) سنة 622 يولياني( سنة 1هجري قمري)، والسنة الهجرية
الشمسية الإيرانية تتألف من اثني عشر شهرًا،
أسماؤها فارسية تراثية،
شهوره الستة الأولى تبدأ
بفروردين وأيامها 31 يومًا،
والشهور الخمسة التي تليها أيامها 30 يومًا،
ما عدا الشهر الأخير اسفند الذي يكون تسعة وعشرون يومًا في
السنة البسيطة وثلاثين يومًا في الكبيسة،
وهذا النظام مأخوذ من التاريخ الفارسي الشمسي القديم الذي
كان متّبعًا
في بلاد فارس وصار رسميًا
في 31 /3/1925م (11 فروردين 1304 هجري شمسي).
وفي أيام
الشاه محمد رضا بهلوي
أصدر
قرارًا
صادق عليه مجلسَا
الشيوخ والنواب في تاريخ 15 /3/1975 بجعل
أول
فروردين 1354 هجري شمسي هو
أول
فروردين 2535 الشاهنشاهية وهو تاريخ تولّي
كورش الحكم.
وقد اعترض
العلماء أيضا على تحويل بداية عدّ
السنين من حكم كورش،
وقد أعيد الاعتماد على التاريخ الهجري الشمسي بعد نجاح
الثورة بقيادة السيد
الخميني(قده).
يتبع= |